علجية عيش - بين المذكرة والكتاب.. أين وجه الإختلاف؟

من المؤسف أن لا يفرق البعض بين المذكرة polycopié و الكتاب livre، الأولى غالبا ما تضم دروسا أو محاضرات تطبع بواسطة طابعة عادية و تقدم للطلبة الجامعيين، أما أن يكون مشروع كتاب فهذا مختلف تماما لأن طبع كتاب له شروطه و مقاييسه، خاصة ما تعلق بالغلاف الذي يحتاج إلى ورق من نوعية خاصة و إلى تلميع ، فعدم احترام المقاييس الخاصة بطبع كتاب يشوه المشروع و يسيئ إلى صاحبه، البعض و لأسباب هم أدرى بها يطبعون كتب لا ترقى إلى مستوى الكتاب،حدث هذا مع أحد الناشرين في الجزائر، الذي لم يحترم مقاييس طبع كتاب، و طبع الغلاف بورق رديئ النوعية و بدون تلميع، فبمجرد أن يستلم صاحب الكتاب كتابه و يفتحه حتى يقف على رداءة نوعية الورق، و نلاحظ هشاشته رغم أنه حديث الخروج من المطبعة، فإن كانت الأزمة في الجزائر هي أزمة نشر أو غلاء الأوراق كما نقرأ عن ذلك و ما يطرحه الناشرون من مشاكل وهي ظاهرة لا يمكن تجاهلها، لكن هناك اتفاق بين الناشر وصاحب الكتاب عن المبلغ الواجب تسديده و عدد النسخ التي ينبعي طبعها، فلماذا الغش؟، فصناعة الكتاب مهنة نبيلة وإن صح القول هي فنّ بحدّ ذاته، تحتاج إلى مختصين يعرفون المهنة و كما يقال بالعامية "الكار" .

فدار النشر ليست " دُكَّانْ" لبيع الخضروات والفواكه، حتى بائع الخضروات نجده يهتم بمظهر الصناديق و نجده أحيانا يلمع الطماطم أو التفاح حتى يبيع سلعته و يستقطب الزبائن و يحصل على ثقتهم و رضاهم، فما بالك أن يطبع ناشر كتابا و لا يعمل على تلميع غلاف الكتاب؟؟، فدار النشر مؤسسة اعتمدتها الدولة وفق دفتر شروط ، رغم أن هناك من ينشطون في الظلام، فلماذا الغش؟ سؤال وجب ان نطرحه، لأن كثير من الحالات التي يقف عليها البعض، هم في الحقيقة ضحايا "الثقة العمياء"، أم هناك نوايا سيئة لتشويه المشروع و صاحبه الذي قد لا يكون من أصحاب النفوذ؟ فالبعض أعمتهم المادة كما أن المصلحة هي السّيد، طبعا لا يمكن التعميم، لأن بعض دور النشر تحترم نشاطها و مهنتها بحكم تخصصها و تسعى..، بل تحرص على تحسين صورتها ومؤسستها l’image de marque، المسألة إذن هي مسألة احترافية ترافقها مراقبة للذات و الضمير ( من عمل عملا أتقنه)، ولهذه الأسباب يلجأ كثير من الكتاب إلى تحويل كتبهم إلى كتب إلكترونية، أو يلجأون إلى دور نشر أجنبية لطبع كتبهم، فليس كل من هبّ و دبّ يقول أنا ناشر.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى