د. محمود عطية - اللحاق بركب الحضارة.. كيف؟!

هل بمكن لنا اللحاق بركب الحضارة ومغادرة حالة التخلف الراهنة ومغازلة العالم المتمدن والدخول فى مسارات العلم الحديث والتمتع بآفاقه..؟!
الاجابة السريعة يمكن لنا ونستطيع ..لكن كيف ونحن نرزح تحت العديد من القيود الفكرية والثقافية التى تعادى وتتشكك فى العلم وتعادى الحضارة لصالح العديد من المجهولات ولصالح منافع شخصية زائلة..!
بداهة حالة الانقسام المجتمعى والأفكار اللاعقلانية التى صنعها الفقة القديم وتسود بين شعوبنا العربية تشكل عائق اعظم نحو الرقى والتقدم وفكر المساواة..فحالة البغض الدينى بين الفرق المتناحرة بسبب بعض الرؤى السياسية التى اصبغها أصحابها بصبغة دينية تجعل من المستحيل تقبل الآخر وهو من نفس الملة.. فما بالك بالملل الأخرى التى تحيا معنا جانبا إلى جانب.
وأروبا حين نهضت تعاملت بعقلانية تنوريه مع أصحاب التفسيرات الدينية التى كانت تستحوذ حتى على المفاهيم العلمية وتثبتها من خلال بعض الكتب الدينية القديمة مما صدع المجتمعات وصنع المشانق للعديد من العلماء ونظرياتهم العلمية التى ثبت صدقها فيما بعد.
ولاخير ولا جدوى فيمن يحاولون اصلاح حياتنا السياسية والمدنية دون اصلاح المفاهيم الفقهية القديمة أولا التى تصنع التناحر وتغلق العقول على مقولات عفا على الزمان وبات الإيمان بها من قبيل المضحكات..والمعركة لن تكون سهلة فكل من حاول واجتهد كان سيف التكفير تاركا غمده ومصوبا ناحية رقبته ليجتذها حتى لا يعلو له صوت.
وحتى بعض البلدان الخالية من الانقسام الطائفى سوف تنقسم فى تقبل مفاهيم العلم الحديثة بين طائفتين.. طائفة ترى المفاهيم العلمية تتطابق مع العلم واخرى تؤمن بالفقه القديم ترى النقيض تماما..علاوة على بعض المثقفين اصحاب القشرة الحضارية ممن يلفقون ما بين النظريات العلمية وبعض الافكار الدينية مما يجرنا فى المستقبل فى تناقض نحن فى غنى عنه ما بين الدين والعلم ..وبداهة للعلم منطق وللدين منطق لايلتقيان ولا حتى يختلفان فكل منهما له منطلقاته المختلفة ومسلماته ويديهياته.
والتجرية الأوربية توضح لنا طريق التقدم حيث بدأت بحركة الاصلاح الدينى والتعامل مع الدينى بمفهومه الدينى والعلم بمفهومه ومنطلقاته العلمية وكل محاولات خلط الدين بالعلم هى خزعبلات لاصحاب المصالح ولابقاء العقل العربى تحت سطوة الخرافات والخزعبلات التى يرددونها والدين والعلم برىء منها..بعد ذلك يمكن للعلم ان يتنفس وللاصلاح السياسى ان يحد لنفسه موطىء قدم.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى