لقد فات أوان كل شيء، هكذا همست شامه لنفسها ، وهي تعيد ترتيب حجرة نومها، وتفريغ كل الملابس الصيفية بالدولاب ( البلكار) الضخم المكون من ثلاث ضلف، الأولى والثانية لأغراضها، والثالثة بها أدوات المكياج والتجميل؛ حيث تعمل مندوبة لمنتجات شركة (My way ) الشهيرة، وقد دبت أبواب الشتاء تخترق جسدها بالسقعة، رغم محاولتها بعدم الاعتراف بذلك لنفورها من ليالي الشتاء الطويلة التي تزيد إحساسها بالوحدة والكآبة ،عن ليالي الصيف المرحة بالنسبة لها، وعندما رفعت ألواح السرير الخشبية تُفرغ السندرة من الملابس الشتوية ، وتستبدل بها الملابس الصيفية، زاد إحباطها وهي تستسلم لقدوم موسم الشتاء، ولمحت الحذاء الأسود الفيرنش (اللامع) ، وفستان سيلفانا ذات الثلاث سنوات بدون أكمام الأحمر في أبيض بكرانيش طبقة حمراء ، وطبقة بيضاء على الصدر حتى حزام قماش بفيونكة عريضة بنصفين أحمر، وأبيض عند خصرها، ثم ينساب الدوبل كلوش واسعًا بثلاث طبقات، الأولى ستان كبطانة، والثانية بيضاء، والثالثة حمراء. امتعضت شامه وتعكر مزاجها؛ لأنها تذكرت أنه لا توجد سيلفانا، ولن توجد لأنها عانس، ولا تعرف المستقبل المجهول بعد، فالعمر يمر سريعًا ، ولا يأتِ الفارس الحبيب،همهمت بتحسر، ودفنت الحذاء داخل الفستان ، وألقته في جانب من سندرة السرير.. بعيدًا، ثم وضعت بكل قوة وغيظ الملابس الصيفية ، وهتفت :
- يا ربي، أحاول ما انتحرش المرة دي كمان علشان خاطر النبي بس.. مش أنتحر.
أثناء انهماكها في الترتيب ، والتوضيب ، والتنسيق ، ونثر حبات النفتالين ، وبقايا صابون بريحة تستبقيه ؛ لتحمي الملابس من العتة، والعطن، قفزا القطان سمبا وبيتي على الشوفرينة ، ينظران إليها بتمرد، بعد فعلتها المتعسفة من وجهة نظرهما مع بيتي، فقد كانت بيتي حاملاً وسمبا لا يتحمل فراقها، ويريد مضاجعتها في كل الأوقات، فما كان من شامه التي تعزز شوق سمبا وتتعاطف مع ولهه وحبه لبيتي، أن ذهبت ببيتي إلى الطبيبة المختصة برعايتهما، وعقمت بيتي بـ (350) جنيهًا، بحيث يمارس سمبا معها دون أن ينجبا، وإن كانت شامه في البدء كانت تريد أن تخصي سمبا، حتى تتخلص نهائيًا من مصدر الإنجاب، لكن الطبيبة حذرتها إذا أخصته، الكيس في الخصية سيمتلأ ويتراكم، وربما يسبب له سرطانًا، وطبعًا رفضت شامه تمامًا هذا الحل البشع الإجرامي، فوافقت فقط على تعقيم بيتي ، حتى يمارسا الحب بكل حرية وسعادة، دون إنجاب الأبناء، فهي مشكلة ليس لها حل، الآن لديها (10) قطط، وزعت منهم على الجيران وأقربائها بعد جهد، ولا يزال عندها (5) قطط تتكفل بهم بالكاد، وفي أثناء استدارة شامه لإتمام ما تفعله، وإهمالها نظرات سمبا وبيتي إليها، قفز ابن سمبا وبيتي بوتشي ، بقفزة بهلوانية على كتفها، مما جعلها تسقط وسط الملابس وهي تضحك بوجل من المباغته .
الكاتبة المصرية / هدى توفيق
- يا ربي، أحاول ما انتحرش المرة دي كمان علشان خاطر النبي بس.. مش أنتحر.
أثناء انهماكها في الترتيب ، والتوضيب ، والتنسيق ، ونثر حبات النفتالين ، وبقايا صابون بريحة تستبقيه ؛ لتحمي الملابس من العتة، والعطن، قفزا القطان سمبا وبيتي على الشوفرينة ، ينظران إليها بتمرد، بعد فعلتها المتعسفة من وجهة نظرهما مع بيتي، فقد كانت بيتي حاملاً وسمبا لا يتحمل فراقها، ويريد مضاجعتها في كل الأوقات، فما كان من شامه التي تعزز شوق سمبا وتتعاطف مع ولهه وحبه لبيتي، أن ذهبت ببيتي إلى الطبيبة المختصة برعايتهما، وعقمت بيتي بـ (350) جنيهًا، بحيث يمارس سمبا معها دون أن ينجبا، وإن كانت شامه في البدء كانت تريد أن تخصي سمبا، حتى تتخلص نهائيًا من مصدر الإنجاب، لكن الطبيبة حذرتها إذا أخصته، الكيس في الخصية سيمتلأ ويتراكم، وربما يسبب له سرطانًا، وطبعًا رفضت شامه تمامًا هذا الحل البشع الإجرامي، فوافقت فقط على تعقيم بيتي ، حتى يمارسا الحب بكل حرية وسعادة، دون إنجاب الأبناء، فهي مشكلة ليس لها حل، الآن لديها (10) قطط، وزعت منهم على الجيران وأقربائها بعد جهد، ولا يزال عندها (5) قطط تتكفل بهم بالكاد، وفي أثناء استدارة شامه لإتمام ما تفعله، وإهمالها نظرات سمبا وبيتي إليها، قفز ابن سمبا وبيتي بوتشي ، بقفزة بهلوانية على كتفها، مما جعلها تسقط وسط الملابس وهي تضحك بوجل من المباغته .
الكاتبة المصرية / هدى توفيق
