توطئة:
خافت كغيرها من الصغيرات من أن تظل غلفاء و لم تكن تعرف ما هي مشكلة الغلفاء في العالم ،ما كانت متأكدة منه هو أن الغلفاء بنت رذيلة و سيئة.كانت تبكي عندما يشْتُمنَها بلفظة "غلفاء".كثيراً ما اشتكت لأمها من بنات الجيران و كيف يشتمنها بلفظة غلفاء. سمعت جدّتها مرة تلك الشكية فقالت لها:انت بت مطلوقة و قليلة أدب و بت حرام. إعترضت أمها قائلة: يا يمة ما معقول دا كلام كعب يعني البنية قالت شنو أصلو؟ فردّت الجِدّة بالقول: انت ذاتك قليلة أدب،البت طهروها كان تلقي ليها عريس اليعرس ركَبيكَن.
لم تكلفها لسعات إبرة الحقنة المخدرة غير آلام مبدئية مُبكِية ، ربتت جدّتها لأبيها علي جبينها و ابتسمت في وجه عمتها و خالتها اللتان تمسكان بها ثتبيتاً علي الفراش لتتم القابلة مهمتها، لحِظَت الخالة ملامح الرضي علي وجه جِدّتها فكرهتها كُرْها مضافاً لكُرْه أختها لأب المخفوضة طهارة فرعونية . أزالت القابلة الشفرين الصغيرين بما يشملان من البظر ثم ربطت خيوطاً سوداءعلي الشفرين الخارجيين لتقفل بها فتحة مهبل المخفوضة ثم وضعت ضمادات مغمسة بالسبيرتو اللاسع الحرقة لتخفيف الألم و طرد البكتيريا المهاجمة و الفطر اللعين. تركت القابلة مقدار من صبغة اليود و الضمادات، أعتطتهما لجدّتها لأمها التي لم تشاهد العملية و كانت مهتمة بتوضيب المرارة و تجهيز طعام الفطور مع نساء الجيران و الأهل، ناولتها الجدة أجرتها و همهمت قائلة: "أمانة ما خادم مبروكة و سميحة". وكانت تقصد القابلة المتدربة بمدرسة القابلات التي تديرها الإرسالية في الحي. لم تسمعها القابلة و لم تهتم بسؤالها فهي مجرد جدّة مملة الملامح و عربية بالنسبة للقابلة. بخروج القابلة ازدادت الزغاريد التي كانت متواترة منذ مجيئها.تقاطرت النساء لداخل الغرفة يباركن لوالدة المخفوضة و يدسسن اوراقاً نقدية تحت وسادتها و في البيت رائحة الضريرة و بخور الصندل و رائحة المحلبية معشعشة في المكان منذ الأمس.
خلفية:
يحب عكاشة القراءة و لقد جمع كتباً كثيرةً خلال إقامته في السعودية للعمل، جمع الكتب أثناء سفراته المتعددة لمصر، لبنان، سوريا و العراق و المغرب لقضاءإجازاته التي يدفع كفيله أسعار تذاكرها بالطائرة.
كثيراً ما كان يقول عكاشة لنفسه ثم لأصحابه " الخفاض الفرعوني يورث المرأة المخفوضة تقديساً للسلطة و للثروة و للمكانة الإجتماعية و هي شهوات أكبر في إعزازها للنفس من الشهوة الجنسية بإنسانيتها الطبيعية و العابثة، لا بل هي شهوات عندها أكبر قيمة من الحياة نفسها، فليس عند المخفوضة من انسان تشتهيه لأجل المعاشرة الجنسية و الحب الإنساني الجليل بل عندها خيوط الإنتصار في المعركة النهائية ضد الموت و ضد الحياة، ضد الرجل زوجاً كان أم شريك أو ابن أو أخ"
إرتباط سردي:
هل أسّر الفرعون سيد الاسم الملصق بالخفاض في أذن الخافضة الرافعة بالسر؟ هل قاله؟ لا أحد يدري علي وجه التحقق.
إرتباط سردي مختلف :
يقول عكاشة "لا يمكنك مضاجعة السودانية في فرجها عليك أولاً مضاجعة عقلها المخفوض و المخاط و المقفل بالخيوط السوداء و المسخن حينها بالسبيرتو أو الشاي سابقاً أو منقوع القرض، لأن عقل السودانية نتيجة للخفاض أصبح معدٌ للإحتفاء بالثروة، السُلْطة و المكانة الإجتماعية.ويقول:" إذا لم تضاجع تلك المراقد في عقلها فلن تجد فيها جسداً تحفل به". و يستطرد بالقول:" الخفاض يحولها لضحية لعسف الرجال بالنساء المعتاد بهدف السيطرة عليهن في البداية فالمرأة عند الرجال في قديم الزمان كائن مخيف ينزف بهدوء و لا يموت ينزف كثيراً ربما مرة كل شهر و لأيام مستمرة بين خمسة لسبعة أيام و ربما أكثر. الدم المتدفق بين فخذي اليافعة أخاف الرجال و أرهبهم بنوع من الذعر السري الدفين الذي إستقر في الحمض النووي للواحد منهم. في الزمان السالف ينزف الرجل نتيجة للجراح التي تعقب القتال أو المغامرة مع الناس، الطبيعة و الحيوان و لقد قتل النزيف و الحمي رجالاً كُثُر أما الحيض فلم يقتل إمرأة واحدة." و يقول عكاشة أيضاً " يحول الخفاضُ المرأةَ الناضجة لكائنٍ يعشق السيطرة، الثروة و المكانة الإجتماعية ثم إلي جلّاد يهيمن علي البيت برجاله من أزواج و أبناء و خدم ، فالخفاض يرضي عندها شهوات السُلْطة و السيطرة و الإستحوازعلي المكانة الإجتماعية المرموقة و ذلك بالتقرب من الرجال الذين يحوزونها دون أن يعنيها شيءٌ آخر"
جرّب عكاشة معاشرة نساءً كثر بعضهن عشقنه ونام معهن و سكنت روحه لجوارهن و وجد بين فخذي الواحدة منهم فرجاً عامرأ ببظر ينتصب و شفار تنتفخ مبتلة بدفق حنين أوان، بعد و قبل الجماع. نساء يرسلن الإرتعاشات في جسده طولاً و عرضاً فيهززن روحه بدفء الجنس، نساء يتأوهن بصدق و بفرح يجلل صباحاتهن بالرضي فيخطبن وده بالدلال و يسقنه للفراش برغبة جديدة و عارمة. عاش عكاشة تلك المشاعر في مهاجره المتعددة و عاشها مع سودانيات غير مخفوضات و غير عربيات.
الحكاية:
تزوج عكاشة بنت عمه المتوفي ليحل محله في تربية أبناء عمه الصغار،تزوجها بعد أن أكمل بالطبع الدراسة في الجامعة و اغترب للعمل في السعودية لسنوات. عندما وافق علي الزواج من بنت عمه التي كانت بالصف الثاني الثانوي صغيرة و جميلة و اسمها فاطمة و افق بناء علي إلحاج محدود من أهله. تزوجها نتيجة لضغط خفيف من أمه، جدته و والده. وافق عكاشة علي الزواج من فاطمة ففرحت الجذور العشائرية في مخيّلة أهله و أحسّ عكاشة بزهوٍ ينضاف بحسابٍ علي زهوه جراء الإغتراب بالسعودية و المبالغ و الأملاك التي حازها و الزهو الناتج عن التطيب بالعطور الباريسية. و كانت لبنت عمه مكانة خاصة في أحلامه الجنسية المعربدة و أكثر ما كان يعجبه فيها نفور نهديها بحزمٍ متوثب، ضيق خصرها المتزن و إمتلاء ردفيها بالنعومة و الجمال، إحتشاد ساقيها بالعزّ و الإلتماع و الصفاء لكنه لم يحلم بالزواج منها لأنها صغيرة. لم يستطع عكاشة برغم تعليمه و طرائق تفكيره أن يرفض هذه المنحة المبجلة و المسنودة بالجدات و العمات و الخالات و الأعمام التي جاءته بفاطمة محمولة علي أكف الرضي عروساً يافعة سيستعيد معها شبابه و عزّ أيام مراهقته المرهقة في الدامر. لعكاشة وجه طويل نسبياً، عينان حادتان و ملامح ماكرة إجمالاً و هو من النوع الذي يحرص علي الإدخار و يخطط للمستقبل بحزمٍ شديد و بالفعل اشتري لنفسه أرضاً و شرع في بنائها في أحد إمتدادات الخرطوم السكنية الجديدة، وهو من ذلك النوع الذي يمسك بخناق المجالس و يخم بأحاديثه الممدودة أنفاس مجالسيه.فاطمة، بنت عمه المتوفي كانت بلا أحلام يُعتّد بها، فهي متأخرة في دراستها عمْداً و مهتمة كثيراً بمظهرها و كانت تحلم بزيجة تغادر بها الدامر وهبوبها المزعج للزينة الصباحية عسي أن تجد روحها ملاذاً بجوار رجل وسيم و ثري يكسو عُرَي روحها بالتِياب المستوردة من رسالة و أب قجيجة و تياب التوتال الإنكليزي السَادَة منها و المُورَد و المطبوع، رجلاً ثرياً يملأ ساعديها بالأساور الذهبية المتنوعة المتراصة التي يجلجل ذهبها برنين المعدن الملتمع، رجلاً ثرياً يعَمّر خِزانة زينتها بالحلقان الأنيقة و الخواتم الرقيقة و يحشو أدراج زينتها بالكريمات و طلاء الأظافر و المساحيق و أحمر الشفاه. ذلك النوع من الرجال الذين يملكون بيوتاً فاخرة و سيارة ذلول. بلا شك فقدإنطبقت أحلام تلك المراهقة علي عكاشة الذي تخرج في جامعة الخرطوم و عمل لعامين مع الشركة الصينية التي نفذت بناء قاعة الصداقة بالخرطوم إلي حين إفتتاحها ثم اغترب ليعمل بشركة كبري في السعودية بمدينة الرياض
في أول ليلة له معها لم يستطع إيلاجه في داخلها فلقد كان مقفلاً بإحكام. قرر أن يسافر لأديس اببا في شهر العسل نتيجة لتلك المعافسة الفاشلة و ربما ليفعل شيئاً مفيداً بإجازته من العمل في السعودية. في أديس أببا تعامل مع فكرة إيلاجه فيها بحزْمٍ و نوعٍ من القسوة فأدماها لدرجة أنها بكت من الألم و المفاجأة، تقرّح انتصابه.شفيت جراحها بنهاية شهر العسل لكنه ظلّ ضيقاً و غير ممهد. حبلت منه و شغلها الحَمْل مما أعطاه فرصة لإتمام البيت في الخرطوم. أتمه فعلاً و انتقلا للعيش فيه. انجزعكاشة بمدخراته إستثماراً ناجحاً حوله لرجل متوسط الثراء و طامح. لم ترافقه للعيش بالسعودية بالكامل و فضّلت العيش في بيتها برفقة أمها و جدّتها و كانت تسافر لمقابلته لتقضي أياماً و ربما شهوراً. تعود للخرطوم لتتابع أمواله و إستثماراته و لم تكن تريد لأبنهما أن يتعلم في السعودية بل أن يدرس في مدرسة الإتحاد بالخرطوم.
تعرّف عكاشة علي شاب سوداني بالقاهرة يعمل استاذا للأدب الأفريقي بجامعة القاهرة اسمه نادر. جمعته بنادر سهرات متنوعة يؤمها العديد من الأكاديميين و المثقفين العرب و السودانيين و التقي في واحدة منها بفنانة تشكيلية عمانية تاركة لوطنها و باحثة عن حريتها فوجدت في عكاشة ملاذاً عاطفياً جارفاً و وجدت منه دعماً غير محدود لمشروعاتها الفنية. ينصرف الجميع بعد تلك السهرات، في بعض الأحيان تظل صديقته التشكيلية و أحياناً تذهب لتعود في نهار اليوم التالي .يمضي عكاشة مساءات نهاية الأسبوع مع نادر في شقته. استمرت لقاءآته مع التشكيلية العمانية بالرغم من زواجه من فاطمة بنت عمّه. و في أحد المساءات دار بين عكاشة و نادر حوار حول الخفاض الفرعوني في غياب الفنانة التشكيلية التي تهفو روح عكاشة لدفء حضنها و عروبته. و في أحد الصباحات بالقاهرة
قال نادر:أفكارك عن الخفاض الفرعوني غريبة، فانت تشيطن المرأة و تحولها من ضحية لتخلف المجتمع لجلّاد تدفعه مأساته لمعاقبة الآخرين خاصة الرجال.
قال عكاشة: لا، فأنا استند في كلامي علي دراسة أنجزتها نسوية نرويجية مع فريق عملها الذي إستبين نساء سودانيات من مختلف الخلفيات و كانت واحدة من إجابات النساء مدهشة جداً حيث قالت ما معناه إن الخفاض الفرعوني يقوي موقع المرأة و مركزها في البيت.
قال نادر : لا يمكن أن تنشيء فكرة متكاملة من إفادة واحدة حول ظاهرة إجتماعية مرفوضة بشكل واسع. فمن المسؤول عن بِنْية القيم و العادات و التقاليد في مجتمع ما؟
قال عكاشة: الطبقة المسيطرة بلا شك، فهي المسؤولة عن بِنية الوعي إجمالاً في الحقبة التاريخية المحددة. بالتالي سيكون الرجال هم الأكثر مسئولية عن القيم السائدة، لكن لا يجب أن ننسي أن للطبقة المسيطرة و السائدة نساء. ثم ضحك بإختصار
قال نادر: النساء في الطبقة المسيطرة نفسهن ضحايا للرجال و قهرهم قبل قهر و إستغلال الرجال في تلك الطبقة لفئات المجتمع الأخرى.
قال عكاشة: لقد قال أحد الكتّاب، لا أذكر اسمه، قال:" النساء هن حافظات قيم علاقات القهر و الملكية الخاصة بالمجتمع " بالتالي فالخفاض ممارسة نسائية تستهدف حوز المكانة الإجتماعية و التقرّب من السلطة الذكورية و الدوران في فلكها و الإنتفاع بها.
قال نادر: هذا هو الكلام الغريب الذي أقصده، ألا تلاحظ أن النساء منذ الستينات و السبعينات بدأن في مكافحة الخفاض و وصفْنَه بالعادة الضارة.ثم ثانياً من الذي حدّد ملامح تلك المكانة الإجتماعية أليسو الرجال؟
فقال عكاشة: لا أظن، عندما تكلّم الإتحاد النسائي عن العادات الضارة كان يقصد الزار
قال نادر: هذه مغالطة، منع القانون الجنائي خفاض البنات و اعتبره جريمة في 1946م و انتظمت البلاد حملات واسعة لمكافحة الخفاض الفرعوني منذ السبعينات و قبلها. و الأمر الأهم الإعتقاد بأن الخفاض يحفظ شرف الأسرة و يمنع المرأة من ممارسة الجنس قبل الزواج فكرة ذكورية تهدف للسيطرة علي النساء و إعتبارهن ملكية خاصة للرجال.
قال عكاشة: انت تريد أن تجعل المرأة ضحية لهذه الممارسة و الحقيقة أن النساء الأكبر سناً في أي أسرة هن من يصررن علي خفاض البنات.
قال نادر: يتم ذلك حتي لا يتم تعيير الأسرة بأن بنتهم "غلفاء" أو يرفض الرجال الزواج منها لأنه لا سبيل للتأكد من عدم ممارسة الفتاة للجنس و هي كاملة الأعضاء كما يزعم الكثيرون خاصة و إن غشاء البكارة يمكن أن يزول بأي سبب و ليس عندنا عادة التأكد من سلامة غشاء البكارة. ثم استطرد نادر قائلاً: العلاقة بين الرجل و المرأة هي ليست الجنس و غالباً ما يحتاج الرجال لنساء يثقوا فيهن نساء قويات الشكيمة و غير لعوبات نساء يمتزن بضبط النفس تجاه غلواء الرغبات الجنسية. و هذا ما اقصده بسيطرة الرجال علي النساء و إرغامهن علي الخفاض لأنه يوفر لهم هذه الضمانات المتوهمة.
قال عكاشة: لا اتفق معك. الجِدّات يصررن علي خفاض الفتيات في عائلاتهن نتيجة لأحكام العادات و التقاليد ليس أكثر و هن يعلمن فوائد الخفاض لهن لذلك يصررن عليه.
قال نادر: يا عكاشة ألم تقابل في حياتك عاهر مخفوضة؟
قال عكاشة: نعم قابلت، و مارست معهن الجنس و كنّ يتأوهن كنوع من الإرضاء للرجل و إستدراراً لمزيد من المال.
قال نادر: و أين ذهبت الأساطير المرتبطة بالخفاض الفرعوني هنا؟ فهل منع الخفاض ذلك النوع من الفتيات من ممارسة الجنس دون زواج؟ و اعتقد أن الجدات في العائلات المختلفة يصررن علي تلك الممارسة إنفاذاً لعادات تكرس لسيطرة الرجل دون أن يدركن بسبب الجهل.
قال عكاشة:من يمارسن الجنس قبل الزواج، هن في الحقيقة عاهرات و مشوهات نفسياً بالأساس و نتيجة لتشوهاتهن يمارسن الجنس قبل الزواج، ثم قال ببساطة "الشرْمطة في المخ"
قال نادر: هنالك ثلاثة انواع من الخفاض النوع الأول و هو إزالة البظر و يعتقد البعض أن هذا النوع من الواجبات الدينية في الإسلام و يسمونه "الخفاض السنّة" و في النوع الثاني تزال الشفرين الصغيرين و البظر و تترك الشفار الخارجية دون خياطة و في النوع الثالث تزال الشفران الصغيران و البظر و تتم إخاطة الشفرين الخارجيين لمنع الممارسة الجنسية.بذلك نكون أمام عادة قديمة لها سند من الدين الإسلامي. لذلك علينا أن نواجه هذه العادة و نحاربها مهما كلفتنا.
قال عكاشة: المعركة الأكبر في تغيير وعي النساء .
قال نادر: الحكاية ليست عند النساء و ليست في وعيهن فقط، الخفاض عادة سيئة و علينا محاربتها كمجتمع نساء و رجال. و لا اتفق معك حول ما قلته عن الدعارة فالدعارة مهنة و ممارسة الجنس قبل الزواج ليس دعارة أو عُهْر لأن هنالك العديد من النساء يفعلن ذلك بسبب الحب و ليس رغبةً في المال. ثم قال نادر بنوعٍ من الأسف و الإحباط : بالمناسبة يا عكاشة عندك الكثير من الأمور الملخبطة التي تحتاج أن ترتبها.و ساد صمتٌ بينهما . توقف نادر عن الكلام مندهشاً و متأسفاً علي الناس و البلد. وقال نادر لنفسه: " لن أتكلم مع هذا الإنسان عن ارتباط الدين بفكرة الخفاض لدرجة إعتباره " طهور" أو "طهارة" كأنما عضو المرأة نجس بالطبيعة، و لن أقول له إن معركتنا ضد الخفاض تتطلب نزالاً مريراً مع المؤسسة الدينية و العدلية خاصة في ظل إرهاصات تطبيق قوانين الشريعة التي يتوعد النظام بها الشعب السودني،كما لم أتكلم معه عن مترتبات الخفاض النفسية و الصحية عند النساء و عن عذابهن، فليهنأ هذا المغترب،المتعلم و المتزوج بعلاقته بالفنانة التشكلية العربية الجميلة المتحررة التي لا تعرف عن أمر زواجه"
قال عكاشة: ما هو البرنامج اليوم؟
ردّ نادراً مبتسماً: المتحف ثم مطعم آخر ساعة للكشري
* نشر في حريات يوم 29 - 01 - 2017
.
خافت كغيرها من الصغيرات من أن تظل غلفاء و لم تكن تعرف ما هي مشكلة الغلفاء في العالم ،ما كانت متأكدة منه هو أن الغلفاء بنت رذيلة و سيئة.كانت تبكي عندما يشْتُمنَها بلفظة "غلفاء".كثيراً ما اشتكت لأمها من بنات الجيران و كيف يشتمنها بلفظة غلفاء. سمعت جدّتها مرة تلك الشكية فقالت لها:انت بت مطلوقة و قليلة أدب و بت حرام. إعترضت أمها قائلة: يا يمة ما معقول دا كلام كعب يعني البنية قالت شنو أصلو؟ فردّت الجِدّة بالقول: انت ذاتك قليلة أدب،البت طهروها كان تلقي ليها عريس اليعرس ركَبيكَن.
لم تكلفها لسعات إبرة الحقنة المخدرة غير آلام مبدئية مُبكِية ، ربتت جدّتها لأبيها علي جبينها و ابتسمت في وجه عمتها و خالتها اللتان تمسكان بها ثتبيتاً علي الفراش لتتم القابلة مهمتها، لحِظَت الخالة ملامح الرضي علي وجه جِدّتها فكرهتها كُرْها مضافاً لكُرْه أختها لأب المخفوضة طهارة فرعونية . أزالت القابلة الشفرين الصغيرين بما يشملان من البظر ثم ربطت خيوطاً سوداءعلي الشفرين الخارجيين لتقفل بها فتحة مهبل المخفوضة ثم وضعت ضمادات مغمسة بالسبيرتو اللاسع الحرقة لتخفيف الألم و طرد البكتيريا المهاجمة و الفطر اللعين. تركت القابلة مقدار من صبغة اليود و الضمادات، أعتطتهما لجدّتها لأمها التي لم تشاهد العملية و كانت مهتمة بتوضيب المرارة و تجهيز طعام الفطور مع نساء الجيران و الأهل، ناولتها الجدة أجرتها و همهمت قائلة: "أمانة ما خادم مبروكة و سميحة". وكانت تقصد القابلة المتدربة بمدرسة القابلات التي تديرها الإرسالية في الحي. لم تسمعها القابلة و لم تهتم بسؤالها فهي مجرد جدّة مملة الملامح و عربية بالنسبة للقابلة. بخروج القابلة ازدادت الزغاريد التي كانت متواترة منذ مجيئها.تقاطرت النساء لداخل الغرفة يباركن لوالدة المخفوضة و يدسسن اوراقاً نقدية تحت وسادتها و في البيت رائحة الضريرة و بخور الصندل و رائحة المحلبية معشعشة في المكان منذ الأمس.
خلفية:
يحب عكاشة القراءة و لقد جمع كتباً كثيرةً خلال إقامته في السعودية للعمل، جمع الكتب أثناء سفراته المتعددة لمصر، لبنان، سوريا و العراق و المغرب لقضاءإجازاته التي يدفع كفيله أسعار تذاكرها بالطائرة.
كثيراً ما كان يقول عكاشة لنفسه ثم لأصحابه " الخفاض الفرعوني يورث المرأة المخفوضة تقديساً للسلطة و للثروة و للمكانة الإجتماعية و هي شهوات أكبر في إعزازها للنفس من الشهوة الجنسية بإنسانيتها الطبيعية و العابثة، لا بل هي شهوات عندها أكبر قيمة من الحياة نفسها، فليس عند المخفوضة من انسان تشتهيه لأجل المعاشرة الجنسية و الحب الإنساني الجليل بل عندها خيوط الإنتصار في المعركة النهائية ضد الموت و ضد الحياة، ضد الرجل زوجاً كان أم شريك أو ابن أو أخ"
إرتباط سردي:
هل أسّر الفرعون سيد الاسم الملصق بالخفاض في أذن الخافضة الرافعة بالسر؟ هل قاله؟ لا أحد يدري علي وجه التحقق.
إرتباط سردي مختلف :
يقول عكاشة "لا يمكنك مضاجعة السودانية في فرجها عليك أولاً مضاجعة عقلها المخفوض و المخاط و المقفل بالخيوط السوداء و المسخن حينها بالسبيرتو أو الشاي سابقاً أو منقوع القرض، لأن عقل السودانية نتيجة للخفاض أصبح معدٌ للإحتفاء بالثروة، السُلْطة و المكانة الإجتماعية.ويقول:" إذا لم تضاجع تلك المراقد في عقلها فلن تجد فيها جسداً تحفل به". و يستطرد بالقول:" الخفاض يحولها لضحية لعسف الرجال بالنساء المعتاد بهدف السيطرة عليهن في البداية فالمرأة عند الرجال في قديم الزمان كائن مخيف ينزف بهدوء و لا يموت ينزف كثيراً ربما مرة كل شهر و لأيام مستمرة بين خمسة لسبعة أيام و ربما أكثر. الدم المتدفق بين فخذي اليافعة أخاف الرجال و أرهبهم بنوع من الذعر السري الدفين الذي إستقر في الحمض النووي للواحد منهم. في الزمان السالف ينزف الرجل نتيجة للجراح التي تعقب القتال أو المغامرة مع الناس، الطبيعة و الحيوان و لقد قتل النزيف و الحمي رجالاً كُثُر أما الحيض فلم يقتل إمرأة واحدة." و يقول عكاشة أيضاً " يحول الخفاضُ المرأةَ الناضجة لكائنٍ يعشق السيطرة، الثروة و المكانة الإجتماعية ثم إلي جلّاد يهيمن علي البيت برجاله من أزواج و أبناء و خدم ، فالخفاض يرضي عندها شهوات السُلْطة و السيطرة و الإستحوازعلي المكانة الإجتماعية المرموقة و ذلك بالتقرب من الرجال الذين يحوزونها دون أن يعنيها شيءٌ آخر"
جرّب عكاشة معاشرة نساءً كثر بعضهن عشقنه ونام معهن و سكنت روحه لجوارهن و وجد بين فخذي الواحدة منهم فرجاً عامرأ ببظر ينتصب و شفار تنتفخ مبتلة بدفق حنين أوان، بعد و قبل الجماع. نساء يرسلن الإرتعاشات في جسده طولاً و عرضاً فيهززن روحه بدفء الجنس، نساء يتأوهن بصدق و بفرح يجلل صباحاتهن بالرضي فيخطبن وده بالدلال و يسقنه للفراش برغبة جديدة و عارمة. عاش عكاشة تلك المشاعر في مهاجره المتعددة و عاشها مع سودانيات غير مخفوضات و غير عربيات.
الحكاية:
تزوج عكاشة بنت عمه المتوفي ليحل محله في تربية أبناء عمه الصغار،تزوجها بعد أن أكمل بالطبع الدراسة في الجامعة و اغترب للعمل في السعودية لسنوات. عندما وافق علي الزواج من بنت عمه التي كانت بالصف الثاني الثانوي صغيرة و جميلة و اسمها فاطمة و افق بناء علي إلحاج محدود من أهله. تزوجها نتيجة لضغط خفيف من أمه، جدته و والده. وافق عكاشة علي الزواج من فاطمة ففرحت الجذور العشائرية في مخيّلة أهله و أحسّ عكاشة بزهوٍ ينضاف بحسابٍ علي زهوه جراء الإغتراب بالسعودية و المبالغ و الأملاك التي حازها و الزهو الناتج عن التطيب بالعطور الباريسية. و كانت لبنت عمه مكانة خاصة في أحلامه الجنسية المعربدة و أكثر ما كان يعجبه فيها نفور نهديها بحزمٍ متوثب، ضيق خصرها المتزن و إمتلاء ردفيها بالنعومة و الجمال، إحتشاد ساقيها بالعزّ و الإلتماع و الصفاء لكنه لم يحلم بالزواج منها لأنها صغيرة. لم يستطع عكاشة برغم تعليمه و طرائق تفكيره أن يرفض هذه المنحة المبجلة و المسنودة بالجدات و العمات و الخالات و الأعمام التي جاءته بفاطمة محمولة علي أكف الرضي عروساً يافعة سيستعيد معها شبابه و عزّ أيام مراهقته المرهقة في الدامر. لعكاشة وجه طويل نسبياً، عينان حادتان و ملامح ماكرة إجمالاً و هو من النوع الذي يحرص علي الإدخار و يخطط للمستقبل بحزمٍ شديد و بالفعل اشتري لنفسه أرضاً و شرع في بنائها في أحد إمتدادات الخرطوم السكنية الجديدة، وهو من ذلك النوع الذي يمسك بخناق المجالس و يخم بأحاديثه الممدودة أنفاس مجالسيه.فاطمة، بنت عمه المتوفي كانت بلا أحلام يُعتّد بها، فهي متأخرة في دراستها عمْداً و مهتمة كثيراً بمظهرها و كانت تحلم بزيجة تغادر بها الدامر وهبوبها المزعج للزينة الصباحية عسي أن تجد روحها ملاذاً بجوار رجل وسيم و ثري يكسو عُرَي روحها بالتِياب المستوردة من رسالة و أب قجيجة و تياب التوتال الإنكليزي السَادَة منها و المُورَد و المطبوع، رجلاً ثرياً يملأ ساعديها بالأساور الذهبية المتنوعة المتراصة التي يجلجل ذهبها برنين المعدن الملتمع، رجلاً ثرياً يعَمّر خِزانة زينتها بالحلقان الأنيقة و الخواتم الرقيقة و يحشو أدراج زينتها بالكريمات و طلاء الأظافر و المساحيق و أحمر الشفاه. ذلك النوع من الرجال الذين يملكون بيوتاً فاخرة و سيارة ذلول. بلا شك فقدإنطبقت أحلام تلك المراهقة علي عكاشة الذي تخرج في جامعة الخرطوم و عمل لعامين مع الشركة الصينية التي نفذت بناء قاعة الصداقة بالخرطوم إلي حين إفتتاحها ثم اغترب ليعمل بشركة كبري في السعودية بمدينة الرياض
في أول ليلة له معها لم يستطع إيلاجه في داخلها فلقد كان مقفلاً بإحكام. قرر أن يسافر لأديس اببا في شهر العسل نتيجة لتلك المعافسة الفاشلة و ربما ليفعل شيئاً مفيداً بإجازته من العمل في السعودية. في أديس أببا تعامل مع فكرة إيلاجه فيها بحزْمٍ و نوعٍ من القسوة فأدماها لدرجة أنها بكت من الألم و المفاجأة، تقرّح انتصابه.شفيت جراحها بنهاية شهر العسل لكنه ظلّ ضيقاً و غير ممهد. حبلت منه و شغلها الحَمْل مما أعطاه فرصة لإتمام البيت في الخرطوم. أتمه فعلاً و انتقلا للعيش فيه. انجزعكاشة بمدخراته إستثماراً ناجحاً حوله لرجل متوسط الثراء و طامح. لم ترافقه للعيش بالسعودية بالكامل و فضّلت العيش في بيتها برفقة أمها و جدّتها و كانت تسافر لمقابلته لتقضي أياماً و ربما شهوراً. تعود للخرطوم لتتابع أمواله و إستثماراته و لم تكن تريد لأبنهما أن يتعلم في السعودية بل أن يدرس في مدرسة الإتحاد بالخرطوم.
تعرّف عكاشة علي شاب سوداني بالقاهرة يعمل استاذا للأدب الأفريقي بجامعة القاهرة اسمه نادر. جمعته بنادر سهرات متنوعة يؤمها العديد من الأكاديميين و المثقفين العرب و السودانيين و التقي في واحدة منها بفنانة تشكيلية عمانية تاركة لوطنها و باحثة عن حريتها فوجدت في عكاشة ملاذاً عاطفياً جارفاً و وجدت منه دعماً غير محدود لمشروعاتها الفنية. ينصرف الجميع بعد تلك السهرات، في بعض الأحيان تظل صديقته التشكيلية و أحياناً تذهب لتعود في نهار اليوم التالي .يمضي عكاشة مساءات نهاية الأسبوع مع نادر في شقته. استمرت لقاءآته مع التشكيلية العمانية بالرغم من زواجه من فاطمة بنت عمّه. و في أحد المساءات دار بين عكاشة و نادر حوار حول الخفاض الفرعوني في غياب الفنانة التشكيلية التي تهفو روح عكاشة لدفء حضنها و عروبته. و في أحد الصباحات بالقاهرة
قال نادر:أفكارك عن الخفاض الفرعوني غريبة، فانت تشيطن المرأة و تحولها من ضحية لتخلف المجتمع لجلّاد تدفعه مأساته لمعاقبة الآخرين خاصة الرجال.
قال عكاشة: لا، فأنا استند في كلامي علي دراسة أنجزتها نسوية نرويجية مع فريق عملها الذي إستبين نساء سودانيات من مختلف الخلفيات و كانت واحدة من إجابات النساء مدهشة جداً حيث قالت ما معناه إن الخفاض الفرعوني يقوي موقع المرأة و مركزها في البيت.
قال نادر : لا يمكن أن تنشيء فكرة متكاملة من إفادة واحدة حول ظاهرة إجتماعية مرفوضة بشكل واسع. فمن المسؤول عن بِنْية القيم و العادات و التقاليد في مجتمع ما؟
قال عكاشة: الطبقة المسيطرة بلا شك، فهي المسؤولة عن بِنية الوعي إجمالاً في الحقبة التاريخية المحددة. بالتالي سيكون الرجال هم الأكثر مسئولية عن القيم السائدة، لكن لا يجب أن ننسي أن للطبقة المسيطرة و السائدة نساء. ثم ضحك بإختصار
قال نادر: النساء في الطبقة المسيطرة نفسهن ضحايا للرجال و قهرهم قبل قهر و إستغلال الرجال في تلك الطبقة لفئات المجتمع الأخرى.
قال عكاشة: لقد قال أحد الكتّاب، لا أذكر اسمه، قال:" النساء هن حافظات قيم علاقات القهر و الملكية الخاصة بالمجتمع " بالتالي فالخفاض ممارسة نسائية تستهدف حوز المكانة الإجتماعية و التقرّب من السلطة الذكورية و الدوران في فلكها و الإنتفاع بها.
قال نادر: هذا هو الكلام الغريب الذي أقصده، ألا تلاحظ أن النساء منذ الستينات و السبعينات بدأن في مكافحة الخفاض و وصفْنَه بالعادة الضارة.ثم ثانياً من الذي حدّد ملامح تلك المكانة الإجتماعية أليسو الرجال؟
فقال عكاشة: لا أظن، عندما تكلّم الإتحاد النسائي عن العادات الضارة كان يقصد الزار
قال نادر: هذه مغالطة، منع القانون الجنائي خفاض البنات و اعتبره جريمة في 1946م و انتظمت البلاد حملات واسعة لمكافحة الخفاض الفرعوني منذ السبعينات و قبلها. و الأمر الأهم الإعتقاد بأن الخفاض يحفظ شرف الأسرة و يمنع المرأة من ممارسة الجنس قبل الزواج فكرة ذكورية تهدف للسيطرة علي النساء و إعتبارهن ملكية خاصة للرجال.
قال عكاشة: انت تريد أن تجعل المرأة ضحية لهذه الممارسة و الحقيقة أن النساء الأكبر سناً في أي أسرة هن من يصررن علي خفاض البنات.
قال نادر: يتم ذلك حتي لا يتم تعيير الأسرة بأن بنتهم "غلفاء" أو يرفض الرجال الزواج منها لأنه لا سبيل للتأكد من عدم ممارسة الفتاة للجنس و هي كاملة الأعضاء كما يزعم الكثيرون خاصة و إن غشاء البكارة يمكن أن يزول بأي سبب و ليس عندنا عادة التأكد من سلامة غشاء البكارة. ثم استطرد نادر قائلاً: العلاقة بين الرجل و المرأة هي ليست الجنس و غالباً ما يحتاج الرجال لنساء يثقوا فيهن نساء قويات الشكيمة و غير لعوبات نساء يمتزن بضبط النفس تجاه غلواء الرغبات الجنسية. و هذا ما اقصده بسيطرة الرجال علي النساء و إرغامهن علي الخفاض لأنه يوفر لهم هذه الضمانات المتوهمة.
قال عكاشة: لا اتفق معك. الجِدّات يصررن علي خفاض الفتيات في عائلاتهن نتيجة لأحكام العادات و التقاليد ليس أكثر و هن يعلمن فوائد الخفاض لهن لذلك يصررن عليه.
قال نادر: يا عكاشة ألم تقابل في حياتك عاهر مخفوضة؟
قال عكاشة: نعم قابلت، و مارست معهن الجنس و كنّ يتأوهن كنوع من الإرضاء للرجل و إستدراراً لمزيد من المال.
قال نادر: و أين ذهبت الأساطير المرتبطة بالخفاض الفرعوني هنا؟ فهل منع الخفاض ذلك النوع من الفتيات من ممارسة الجنس دون زواج؟ و اعتقد أن الجدات في العائلات المختلفة يصررن علي تلك الممارسة إنفاذاً لعادات تكرس لسيطرة الرجل دون أن يدركن بسبب الجهل.
قال عكاشة:من يمارسن الجنس قبل الزواج، هن في الحقيقة عاهرات و مشوهات نفسياً بالأساس و نتيجة لتشوهاتهن يمارسن الجنس قبل الزواج، ثم قال ببساطة "الشرْمطة في المخ"
قال نادر: هنالك ثلاثة انواع من الخفاض النوع الأول و هو إزالة البظر و يعتقد البعض أن هذا النوع من الواجبات الدينية في الإسلام و يسمونه "الخفاض السنّة" و في النوع الثاني تزال الشفرين الصغيرين و البظر و تترك الشفار الخارجية دون خياطة و في النوع الثالث تزال الشفران الصغيران و البظر و تتم إخاطة الشفرين الخارجيين لمنع الممارسة الجنسية.بذلك نكون أمام عادة قديمة لها سند من الدين الإسلامي. لذلك علينا أن نواجه هذه العادة و نحاربها مهما كلفتنا.
قال عكاشة: المعركة الأكبر في تغيير وعي النساء .
قال نادر: الحكاية ليست عند النساء و ليست في وعيهن فقط، الخفاض عادة سيئة و علينا محاربتها كمجتمع نساء و رجال. و لا اتفق معك حول ما قلته عن الدعارة فالدعارة مهنة و ممارسة الجنس قبل الزواج ليس دعارة أو عُهْر لأن هنالك العديد من النساء يفعلن ذلك بسبب الحب و ليس رغبةً في المال. ثم قال نادر بنوعٍ من الأسف و الإحباط : بالمناسبة يا عكاشة عندك الكثير من الأمور الملخبطة التي تحتاج أن ترتبها.و ساد صمتٌ بينهما . توقف نادر عن الكلام مندهشاً و متأسفاً علي الناس و البلد. وقال نادر لنفسه: " لن أتكلم مع هذا الإنسان عن ارتباط الدين بفكرة الخفاض لدرجة إعتباره " طهور" أو "طهارة" كأنما عضو المرأة نجس بالطبيعة، و لن أقول له إن معركتنا ضد الخفاض تتطلب نزالاً مريراً مع المؤسسة الدينية و العدلية خاصة في ظل إرهاصات تطبيق قوانين الشريعة التي يتوعد النظام بها الشعب السودني،كما لم أتكلم معه عن مترتبات الخفاض النفسية و الصحية عند النساء و عن عذابهن، فليهنأ هذا المغترب،المتعلم و المتزوج بعلاقته بالفنانة التشكلية العربية الجميلة المتحررة التي لا تعرف عن أمر زواجه"
قال عكاشة: ما هو البرنامج اليوم؟
ردّ نادراً مبتسماً: المتحف ثم مطعم آخر ساعة للكشري
* نشر في حريات يوم 29 - 01 - 2017
.