باشو..
المطر غزير، السقف مترهل بائس، يقبع باشو في احد أركان كوخه المتهالك، يمسك بتميمته التي لا ينفك يفركها وهو يسبح بما يؤمن، فبوذاه القديم قد فرط بعهده وميثاقه بعد ان نكل باشو بالقسم، نعم لقد أخطات وهو يتطلع الى الغمامة السوداء التي تمر في السماء تنزل الموتى الذين خالفوا العهد دون مواثيق تسمح لهم بأن يوقدوا الشموع لرحلتهم الأخيرة، فالظلام دامس حيث ينسلون تباعا... باتوا قرابين كسر عهود ومواثيق، هاهو باشوا قد كُشِفَ له بأن مصيرة سيؤول مثلهم، غررت به نفسه بعد ان قوض أمره وشرع في الرذيلة، ارتفعت السيول حتى دخلت كوخه دون ان تستأذن، بقر ثقل المطر بطن سقفه فأرداه على ألارض، تطافر باشو الى الخارج أرجعه السيل نحو الداخل، برق مزمجر يصيح اين تريد؟ لقد حانت ساعتك، فغضب السماء قد حددها البرق مالك من محيص، لقد كَسَرتَ الميثاق، قاضيتهُ متعة نفس اقسمت ان لا تلوثها بغريزة حيوان... الطهارة هي العيش على حصير اجرد يوجع الجسد والنفس، أنت من سألت بوذا ان يقيك شر النفس اوقدت البخور طويلا قدمت القرابين، أهلكت نفسك بالتضرع لتصبح مواليا للإله، لكنك ما ان أبيحت لك ان تكون رب متعبد زاهد ممثلٌ للتعاليم، عُولَ عليك أن تمتثل لحاجات الفقراء والمعوزين لبست مسبحة التُقى، فركت رؤوس حباتها كثيرا، أيقن من يراك، يسمعك، أنك وصلت لأن تكون مبعوثا للرب الأعلى... صرت صاحب قداسة.. تتجمع بين يديك القرابين يأتي إليك من يراك مخلصا، دارت بين يديك اقاصيص نساء مؤلمة، فارقت اجسامها عذريتها، باعت الشرف لتقتات، رفضت أنت ان تصلح مصباح توبتها الاعمش، لم تقبل منها ان تشعل البخور وهو ليس من اجلك... ضيقت عليها ممر الأمل الذي توسمته في بوذا الذي سمعت عنه بأن رحلته في الحياة ان تتسامى النفوس وتُلغى الفروقات، فالجميع ابناء الخالق، وكلُ له طريق يسلكه يؤدي في الآخر الى نفحة الحياة التي يعرج عليها من يُقَسِم الاعمال بالنوايا... إلا انك يا باشو خنت العهد عندما جائتك تامو الفائقة الجمال التي فارقها الربيع رغم تفتح أزهاره على وجهها وجسدها الغض الذي اثار غريزتك.. ابتدعت لها ما ترغبه نفسك لا تلك التعاليم التي حفظت، شرعت لنفسك فقدان آدميتها، تحولت الى حيوان ينشد الغريزة هي الخطيئة... لوثت صورة من آمنت به.. مزقت الميثاق، جانستها بحجة الغفران لها، وافقتك تامو للخلاص من كل ذنوبها بخطيئتك أنت، جعلتك بغنجها تحمل كل ذونبها، خرجت من تحتك دون عوق نفسي أو جريرة، نالت مبتغاها بأن ممثل الرب طارحها، شفى عهرها بالنوم معها... أدخل ذكره كي يطهرها من الرذيلة، البستك رداء الفجور ولبست هي رداء التوبة بإباحتها قبول خطيئتك، لم ينفعك بعد يا باشو ان تدخل صومعة طلب الصفح أو الغفران، فلا غفران لك بفساد نفسك... ألم تقرأ ان الطريق الى الفجور اقرب الى النفس من طريق التعبد... فشتان ما بين الحصيرة وبين سرة أنثى، يا لك من ماجن باشو... أما الآن فقد حانت ساعتك هيا كل ما بقي لك ان تقطع مسبحتك وتفرط حباتها، فلا يجوز لك ان تديرها بعد، توقف قبل أن تنال السخط أكثر، هاهي السيول ستأتي تحملك حيث عالمك الموبق، اترك ما بيدك من وثيقة عهد، فرط حبات مسبحتك فبوذا الجديد غاضب عليك...
لم يقوى باشو على تقبل فكرة الموت فصاح...
ارجوك سيدي لقد خنت عهدي وكسرت ميثاقِ، لم يتسنى لي تطهير ذاتي، لابد اني قد تركت بقعة آسنة لم أتطهر منها بعد.. لذا وثقت بنفسي التي دخلت الوحل فحسبته طينا عاديا يتلف أذيال نفسي، لكني تلوثت بسفاهتي، بشذوذ نفسي التي لم أؤدبها جيدا، دعني أهيم في الصحراء دعني ارتق ما فتقت من مواثيق الم تذكر أننا معرضين للإغراء وهو الاختبار الأكبر، إما نُحِسنَ فيه او نسيء، إني من المسيئين، فشلت في أختبارك لي، أقبل عقوبتك لكن ليس الموت فأنا أريد خدمتك، أريد أن اكون صوتا صالحا يدعو لرفض الفساد، الفجور، الحقد والكراهية... علمتني تعالميك أن نعيش كجسد واحد يرفض ان يعوم بمستنقعات بشر لبسوا نكث العهود والمواثيق لباس رهبنة سيدي أعدك بأني سأصلح نفسي أقسم لك..
يكفي... لا تقسم، لقد حنثت في المرة الأولى وأدخلتك الاختبار عالما بأنك سترتكب الخطيئة، طرقت بابي ولبيت لك العيش في سلام، لكنك صاحب عادة دميمة وذميمة.. تحب السلطة ترغب أن تكون ربا وأنت لا تستحق أن تكون من بيئة البشر... عرفت حقيقتك خالطت مجالساتك، سمعت حواراتك ارسلت لك تامو حتى تكشف وجهك الحقيقي فلم تستطع ان تخفيه أكثر... هيا غادر الى الجحيم لا تتوسل أكثر فقد صدر عليك ان تكون من أصحاب الطوفان فلا ذريعة لك اليوم لا عاصم لمن لا عهد له ولا ميثاق..
لم يقاوم باشو بعد سماعه الرد.. قطع خيط حبات مسبحته، رمى بتميمته، مزق وثيقة العهد، فك رباط ورعه وسرعان ما كشف عن حقيقته وهو يصرخ سيأتي غيري سيتمكن من فض عقدة الإيمان، سيكسر باطنكم المقدس، أنت يابوذا الذي وضعت المواثيق سيعتليها يوما ما شيطان أمرد، سيغني على قبور موتاكم، سيلعن الساعة التي قلتم أنكم من الدعاة الجدد، مزقتم في السر العهود، كتبتم أنكم الوارثين في الأرض فحكمتم على البيت ان يكون جديدا بتعاليم تناسب نجمتكم السداية، بوذاكم الجديد ساوم عليكم فماتت العقود والعهود والمواثيق فما بقي منها عناوين لأرباب جدد يتغذون على الموبقات بحجة أولي الأمر.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي
المطر غزير، السقف مترهل بائس، يقبع باشو في احد أركان كوخه المتهالك، يمسك بتميمته التي لا ينفك يفركها وهو يسبح بما يؤمن، فبوذاه القديم قد فرط بعهده وميثاقه بعد ان نكل باشو بالقسم، نعم لقد أخطات وهو يتطلع الى الغمامة السوداء التي تمر في السماء تنزل الموتى الذين خالفوا العهد دون مواثيق تسمح لهم بأن يوقدوا الشموع لرحلتهم الأخيرة، فالظلام دامس حيث ينسلون تباعا... باتوا قرابين كسر عهود ومواثيق، هاهو باشوا قد كُشِفَ له بأن مصيرة سيؤول مثلهم، غررت به نفسه بعد ان قوض أمره وشرع في الرذيلة، ارتفعت السيول حتى دخلت كوخه دون ان تستأذن، بقر ثقل المطر بطن سقفه فأرداه على ألارض، تطافر باشو الى الخارج أرجعه السيل نحو الداخل، برق مزمجر يصيح اين تريد؟ لقد حانت ساعتك، فغضب السماء قد حددها البرق مالك من محيص، لقد كَسَرتَ الميثاق، قاضيتهُ متعة نفس اقسمت ان لا تلوثها بغريزة حيوان... الطهارة هي العيش على حصير اجرد يوجع الجسد والنفس، أنت من سألت بوذا ان يقيك شر النفس اوقدت البخور طويلا قدمت القرابين، أهلكت نفسك بالتضرع لتصبح مواليا للإله، لكنك ما ان أبيحت لك ان تكون رب متعبد زاهد ممثلٌ للتعاليم، عُولَ عليك أن تمتثل لحاجات الفقراء والمعوزين لبست مسبحة التُقى، فركت رؤوس حباتها كثيرا، أيقن من يراك، يسمعك، أنك وصلت لأن تكون مبعوثا للرب الأعلى... صرت صاحب قداسة.. تتجمع بين يديك القرابين يأتي إليك من يراك مخلصا، دارت بين يديك اقاصيص نساء مؤلمة، فارقت اجسامها عذريتها، باعت الشرف لتقتات، رفضت أنت ان تصلح مصباح توبتها الاعمش، لم تقبل منها ان تشعل البخور وهو ليس من اجلك... ضيقت عليها ممر الأمل الذي توسمته في بوذا الذي سمعت عنه بأن رحلته في الحياة ان تتسامى النفوس وتُلغى الفروقات، فالجميع ابناء الخالق، وكلُ له طريق يسلكه يؤدي في الآخر الى نفحة الحياة التي يعرج عليها من يُقَسِم الاعمال بالنوايا... إلا انك يا باشو خنت العهد عندما جائتك تامو الفائقة الجمال التي فارقها الربيع رغم تفتح أزهاره على وجهها وجسدها الغض الذي اثار غريزتك.. ابتدعت لها ما ترغبه نفسك لا تلك التعاليم التي حفظت، شرعت لنفسك فقدان آدميتها، تحولت الى حيوان ينشد الغريزة هي الخطيئة... لوثت صورة من آمنت به.. مزقت الميثاق، جانستها بحجة الغفران لها، وافقتك تامو للخلاص من كل ذنوبها بخطيئتك أنت، جعلتك بغنجها تحمل كل ذونبها، خرجت من تحتك دون عوق نفسي أو جريرة، نالت مبتغاها بأن ممثل الرب طارحها، شفى عهرها بالنوم معها... أدخل ذكره كي يطهرها من الرذيلة، البستك رداء الفجور ولبست هي رداء التوبة بإباحتها قبول خطيئتك، لم ينفعك بعد يا باشو ان تدخل صومعة طلب الصفح أو الغفران، فلا غفران لك بفساد نفسك... ألم تقرأ ان الطريق الى الفجور اقرب الى النفس من طريق التعبد... فشتان ما بين الحصيرة وبين سرة أنثى، يا لك من ماجن باشو... أما الآن فقد حانت ساعتك هيا كل ما بقي لك ان تقطع مسبحتك وتفرط حباتها، فلا يجوز لك ان تديرها بعد، توقف قبل أن تنال السخط أكثر، هاهي السيول ستأتي تحملك حيث عالمك الموبق، اترك ما بيدك من وثيقة عهد، فرط حبات مسبحتك فبوذا الجديد غاضب عليك...
لم يقوى باشو على تقبل فكرة الموت فصاح...
ارجوك سيدي لقد خنت عهدي وكسرت ميثاقِ، لم يتسنى لي تطهير ذاتي، لابد اني قد تركت بقعة آسنة لم أتطهر منها بعد.. لذا وثقت بنفسي التي دخلت الوحل فحسبته طينا عاديا يتلف أذيال نفسي، لكني تلوثت بسفاهتي، بشذوذ نفسي التي لم أؤدبها جيدا، دعني أهيم في الصحراء دعني ارتق ما فتقت من مواثيق الم تذكر أننا معرضين للإغراء وهو الاختبار الأكبر، إما نُحِسنَ فيه او نسيء، إني من المسيئين، فشلت في أختبارك لي، أقبل عقوبتك لكن ليس الموت فأنا أريد خدمتك، أريد أن اكون صوتا صالحا يدعو لرفض الفساد، الفجور، الحقد والكراهية... علمتني تعالميك أن نعيش كجسد واحد يرفض ان يعوم بمستنقعات بشر لبسوا نكث العهود والمواثيق لباس رهبنة سيدي أعدك بأني سأصلح نفسي أقسم لك..
يكفي... لا تقسم، لقد حنثت في المرة الأولى وأدخلتك الاختبار عالما بأنك سترتكب الخطيئة، طرقت بابي ولبيت لك العيش في سلام، لكنك صاحب عادة دميمة وذميمة.. تحب السلطة ترغب أن تكون ربا وأنت لا تستحق أن تكون من بيئة البشر... عرفت حقيقتك خالطت مجالساتك، سمعت حواراتك ارسلت لك تامو حتى تكشف وجهك الحقيقي فلم تستطع ان تخفيه أكثر... هيا غادر الى الجحيم لا تتوسل أكثر فقد صدر عليك ان تكون من أصحاب الطوفان فلا ذريعة لك اليوم لا عاصم لمن لا عهد له ولا ميثاق..
لم يقاوم باشو بعد سماعه الرد.. قطع خيط حبات مسبحته، رمى بتميمته، مزق وثيقة العهد، فك رباط ورعه وسرعان ما كشف عن حقيقته وهو يصرخ سيأتي غيري سيتمكن من فض عقدة الإيمان، سيكسر باطنكم المقدس، أنت يابوذا الذي وضعت المواثيق سيعتليها يوما ما شيطان أمرد، سيغني على قبور موتاكم، سيلعن الساعة التي قلتم أنكم من الدعاة الجدد، مزقتم في السر العهود، كتبتم أنكم الوارثين في الأرض فحكمتم على البيت ان يكون جديدا بتعاليم تناسب نجمتكم السداية، بوذاكم الجديد ساوم عليكم فماتت العقود والعهود والمواثيق فما بقي منها عناوين لأرباب جدد يتغذون على الموبقات بحجة أولي الأمر.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي