لا أعرف، ولا يمكن أن تعرف السبب الحقيقي، الذي جعل مثلا، هؤلاء الذين أسمعهم بهذه الأذن يتهمونك، يكبرُ لديك الهاجس لما تقوله، ومن تكرار تعابير واشارات، تسمح لك بالقول بأنك خشن، أو أنك تتصرف بجنون، أنك متيمٌ بحبّ فلانة، وأنها تستغلك، ولا تستطيع أن تقول شيئا لكل ما يقال ويردد، تحتمل، وتظل تحتمل الضغط، وتحب الهدوء والاتزان، ههههه دمك إنجليزي، أصاحبي..!
والمضحك أن الأمر أضحى نكتة، تتكرر بين الألسن، شيء غير مقبول، أن أصبح أضحوكة في أعين البعض بعد أن كنت الولد المدلل، والشاب المتزن، أصبح عاشقا متيما لمجنونة بنت مجنونة، بنت نونه .
وهل جرّب أحدكم العشق بهذا الشكل..؟ قلت متسائلا، من خلف النافذة التي تفتحها صباحا وتطاردني وتتنفس هواء القوس.
هل جرّب أحدكم أن يحب متسكعة، مجنونة بنت السيدة نونه، لا باب لها سوى باب الدخول والخروج. وأنتم جميعا تعرفون باب الشهد والعسل. وحرقة من يتذوقه والحكاية وما فيها.. أنك أيها الراوي، من الذين يبحثون عن نهش أعراض الناس بدون سبب، وبلا سبب، كما تقول مسؤولة القسم الاجتماعي، محاولة التخفيف عنك وعني، أتمرنُ كعسكري، بذراع حديدية على نشر الفوضى.
أنا الذي لا أتهم أحدا، ولا أعرف كيف أتهم الآخرين، لأني لا أكنّ لهم إلا الحب، ولم يسبق أن تحدثت عن الآخرين أو عن أحدهم بسوء..
الحاصول وما فيه، إني لا أختلط بالناس، وغير ممكن أن أجلس في المقهى بدون إشعال سيجارة ..
سيدي، أعرف أن العيون تلتهمك كلما رأتك، كأنك رئيس دولة أو رئيس الفاتيكان، وأنا حريص على متابعتك بعيني التي لا تنام، حريص، على الحديث معك. أحاول كعادتي أن أخرجك من دوامة الصمت والاحراج، أطالبك بإخراج ورقة من محفظتك.
وبدأ الكتابة.. ماذا تكتبُ، تقول لي؟ أكتب. أقول لك، ما يحلو لك مولانا، جربْ، وسترى... ولعلك رأيت ما جعلك تستمر في الكتابة رغما منهم/ فيهم..
تشرئب الأعناق، والأعين تتطاول لتعرف ما تكتب..
وانتبهتَ فمزقت الورقة الأولى وتركتها فوق الطاولة، ومضيت. وكأنك تمارس لعبة الغميضة معهم، لكي لا أنسى رأيتهم يتهافتون على بقايا ورقتك الممزقة للاطلاع عليها، يتصارعون.. يحاولون تهجي ما تكتب وما كتبت.. وأعجبتك اللعبة، فعدت مرةً أخرى صباحا تتسكع وحيدا، تتفرج على ما يوجد خارج العالم، وخارج صدرك، وأتظاهر وأنا أراك بأني غير موجود البتة، معزول في متاهات الضلال والسخرية. أكرر، أخلخل الراكد، اعادة ما يشكل على العالم الذي ..
جنونا تُسميه.. وتعطيه اسما، لعل يصح لي الادلاء والتصريح به أمام الملإ، تتكلم لغات متفرقة وبغبطة زائدة.. أحيانا أظل أفكر، إلى متى ستزول..؟
لم تتخيل أن الأمر سيصبح مكررا وعاديا بالنسبة لي أم لك، فالأمر حتما فيه خطأ مقصود كما تقول لي دون أن يدري الآخرون، سيصبح العالم مكررا عددُ البركَاكة والبصاصين يعادل النجوم. مرات عديدة يبدو لي الأمر مهموسا، وأن القمر في يدي، يعادل العصافير الملونة. والكرة التي تكبر، الواجب الأول والثاني قبل أي شيء ....
وأنت تتذكر الخطو الأول والثاني وأياما أخر، ولحظات مرت من هنا تتكرر..
من فِراشك، وسماعك أصوات وخطوات متزنة، بإيقاع عسكري، وحوار خشن هذا الصباح..
- الصباح لله .
لا يوجد في الأسفل، إنه ينام في الأعلى.. يقول مخبر صغير، قبل القبض عليك وتكبيل يديك.. أمام أسرتك، وصراخ الأبناء على مقربة من ساعات الفجر، حيث لا أحد يسمعك ويراك، الزوجة تولول، والأم تكابر، وتخيط سيل الدمع بالزفرات...
أنا الذي لم اقترف شيئا سوى المشاركة، والصراخ والخطاب بالكلمات، في لحظة جنون وانفعال، داخل تجمع طلابي بالكلية ..
كانت السطافيت البيضاء، المخططة بالأحمر والأزرق، تنتظر خارج البيت، يدفعونك وأنت تمشي مرفوع الهامة كأيام الأغاني الملتزمة.
وأنا أفكر ماذا سيقول الآخرون الآن ..؟
ملحدٌ، عميل، خائن..، خااااائن غير مرغوب فيه، مسخوط الوالدين والدولة والملك...
والمضحك أن الأمر أضحى نكتة، تتكرر بين الألسن، شيء غير مقبول، أن أصبح أضحوكة في أعين البعض بعد أن كنت الولد المدلل، والشاب المتزن، أصبح عاشقا متيما لمجنونة بنت مجنونة، بنت نونه .
وهل جرّب أحدكم العشق بهذا الشكل..؟ قلت متسائلا، من خلف النافذة التي تفتحها صباحا وتطاردني وتتنفس هواء القوس.
هل جرّب أحدكم أن يحب متسكعة، مجنونة بنت السيدة نونه، لا باب لها سوى باب الدخول والخروج. وأنتم جميعا تعرفون باب الشهد والعسل. وحرقة من يتذوقه والحكاية وما فيها.. أنك أيها الراوي، من الذين يبحثون عن نهش أعراض الناس بدون سبب، وبلا سبب، كما تقول مسؤولة القسم الاجتماعي، محاولة التخفيف عنك وعني، أتمرنُ كعسكري، بذراع حديدية على نشر الفوضى.
أنا الذي لا أتهم أحدا، ولا أعرف كيف أتهم الآخرين، لأني لا أكنّ لهم إلا الحب، ولم يسبق أن تحدثت عن الآخرين أو عن أحدهم بسوء..
الحاصول وما فيه، إني لا أختلط بالناس، وغير ممكن أن أجلس في المقهى بدون إشعال سيجارة ..
سيدي، أعرف أن العيون تلتهمك كلما رأتك، كأنك رئيس دولة أو رئيس الفاتيكان، وأنا حريص على متابعتك بعيني التي لا تنام، حريص، على الحديث معك. أحاول كعادتي أن أخرجك من دوامة الصمت والاحراج، أطالبك بإخراج ورقة من محفظتك.
وبدأ الكتابة.. ماذا تكتبُ، تقول لي؟ أكتب. أقول لك، ما يحلو لك مولانا، جربْ، وسترى... ولعلك رأيت ما جعلك تستمر في الكتابة رغما منهم/ فيهم..
تشرئب الأعناق، والأعين تتطاول لتعرف ما تكتب..
وانتبهتَ فمزقت الورقة الأولى وتركتها فوق الطاولة، ومضيت. وكأنك تمارس لعبة الغميضة معهم، لكي لا أنسى رأيتهم يتهافتون على بقايا ورقتك الممزقة للاطلاع عليها، يتصارعون.. يحاولون تهجي ما تكتب وما كتبت.. وأعجبتك اللعبة، فعدت مرةً أخرى صباحا تتسكع وحيدا، تتفرج على ما يوجد خارج العالم، وخارج صدرك، وأتظاهر وأنا أراك بأني غير موجود البتة، معزول في متاهات الضلال والسخرية. أكرر، أخلخل الراكد، اعادة ما يشكل على العالم الذي ..
جنونا تُسميه.. وتعطيه اسما، لعل يصح لي الادلاء والتصريح به أمام الملإ، تتكلم لغات متفرقة وبغبطة زائدة.. أحيانا أظل أفكر، إلى متى ستزول..؟
لم تتخيل أن الأمر سيصبح مكررا وعاديا بالنسبة لي أم لك، فالأمر حتما فيه خطأ مقصود كما تقول لي دون أن يدري الآخرون، سيصبح العالم مكررا عددُ البركَاكة والبصاصين يعادل النجوم. مرات عديدة يبدو لي الأمر مهموسا، وأن القمر في يدي، يعادل العصافير الملونة. والكرة التي تكبر، الواجب الأول والثاني قبل أي شيء ....
وأنت تتذكر الخطو الأول والثاني وأياما أخر، ولحظات مرت من هنا تتكرر..
من فِراشك، وسماعك أصوات وخطوات متزنة، بإيقاع عسكري، وحوار خشن هذا الصباح..
- الصباح لله .
لا يوجد في الأسفل، إنه ينام في الأعلى.. يقول مخبر صغير، قبل القبض عليك وتكبيل يديك.. أمام أسرتك، وصراخ الأبناء على مقربة من ساعات الفجر، حيث لا أحد يسمعك ويراك، الزوجة تولول، والأم تكابر، وتخيط سيل الدمع بالزفرات...
أنا الذي لم اقترف شيئا سوى المشاركة، والصراخ والخطاب بالكلمات، في لحظة جنون وانفعال، داخل تجمع طلابي بالكلية ..
كانت السطافيت البيضاء، المخططة بالأحمر والأزرق، تنتظر خارج البيت، يدفعونك وأنت تمشي مرفوع الهامة كأيام الأغاني الملتزمة.
وأنا أفكر ماذا سيقول الآخرون الآن ..؟
ملحدٌ، عميل، خائن..، خااااائن غير مرغوب فيه، مسخوط الوالدين والدولة والملك...