د. أحمد ابراهيم الفقيه
ثلاثون امرأة عارية في غرفة واحدة
تنبيه: يتضمن النص عبارات مكشوفة وصور جد طبيعية:
كان كثيرون ممن يرون هذه الصداقة التي تربط بيني وبيني نعمان الذهبي، يستغربون ذلك، لانهم لا يستطيعون العثور على أي رابط يربطنا، فانا موظف على وظيفة ملحق ثقافي في سفارة بلادي في لندن، وهو صاحب امبراطورية مالية بحجم معاملات تصل الى مئات الملايين من الدولارات، تدور في فلكها شركات عقارية واخرى تتصل بالاستيراد والتصدير وثالثة للمقاولات ورابعة للاثاث والمواد المنزلية، تنحصر اهتماماته في عالم المال والاعمال واسواق الاوراق المالية، بينما تدور اهتمامتي في فلك اخر يبعد كثيرا عن عوالم الاثرياء، فهي اهتمامات ثقافية تتصل بعالم المكتبات والمحاضرات والامسيات الشعرية والموسيقية ومشاهدة المسرحيات ومعارض الكتب، فكيف استطاعت ان تنشأ هذه الصداقة بيني وبين نعمان الذهبي وتتواصل وتستمر كل هذه السنين، هذا ما يبدو غريبا للاخرين، ولعله يبدي غريبا في نظري شخصيا، لانني فعلا لا اجد أي اهتمامات مشتركة بيني وبينه، وارغم نفسي ارغاما على الانتقال معه عبر العوالم التي يتردد عليها ويتنقل بينها لانني احبه واحب احاديثه وما يتمتع به من حس الدعابة واجد فيه جوانب انسانية لا علاقة لها بالغطاء الذهبي لرجل المال والاعمال الذي اعطاه الله نصيبا من اسمه فصار الذهب لا يقتصر على اسمه وانما يدخل في حياته ويصبغها بلونه، فاذهب معه احيانا الى اماكن السهر التي يرتداها وبالذات ملاهي القمار التي يدمن التردد عليها، مولع اشد الولع باللعب على طاولاتها من روليت الى بلاك جاك الى غيرها، برغم ما يتكبده من خسائر جسيمة اثناء جلوسه على هذه الموائد الخضراء، واكاد لا اعرف ليلة واحدة خرج فيها رابحا، واذا لم تزد خسارته في كل ليلة يلعب فيها عن عشرة الاف استرليني اعتبر نفسه سعيد الحظ لانه لم يخسر اكثر، وخرج وهو يحس بالفرح لانه قد قبض- كما يقول- ثمن هذه الخسارة اثارة ومتعة، خاصة اذا انتهت الليلة كما يحدث في اغلب الليالي باصطياد ارنبة من ارانب النادي الجميلات، يخرج معها او يواعدها في اليوم التالي، اذ ان ولعه الثاني في الحياة هو النساء، القمار والنساء هما محورا هواياته، وتسليتان تستقطبان عقله وقلبه وحواسه الخمس، وكنت احاول احيانا ان استميله للذهاب لسهرة اخرى اكثر متعة واقل خسارة حسب رؤيتي، كأن ادعوه لحفل فني راقص، في احد المسارح، فلا يرضى مكانا للسهر غير الكازينو، حيث هناك مطعم، وهناك فقرات فنية تصاحب وجبات الطعام، وهو ما يحدث عادة قبل جلوسه على موائد الروليت والبوكر والبلاك جاك والبريدج لا ليلعب حقا لانه لا وجود في كل هذه الالعاب لاية مهارات او تقنيات مثل الشطرنج مثلا، وانما للحظ والحظ وحده، ومهارات المضيفة او المضيف في طرق التمويه والخداع لسلب نقود الزبائن الاغنياء من مدمني هذه الالعاب مثل صاحبي الذهبي الذي يستطيع ان يبقى جالسا الى نهاية الليل يواصل الخسارة وراء الخسارة دون ملل او كلل، ويقول ردا على محاولاتي صرفه عن ادمان الجلوس حول هذه الموائد، انه لا ينسى نفسه ولا ينسى مشاكله ولا ينسى عالم الصفقات بكل ما يرافقه من قلق الا لحظة استغراقه مع الورق في دورة البلاك جاك او البوكر او مع كرة الحظ الزجاجية وهي تدور مع عجلة الروليت، فهي اشبه بلحظة علاج نفسي لما ينتج عن العمل في عالم المال والاعمال من اثار جانبية، ولكن القمار مرض فهل ينفع المرض علاجا؟ هكذا كنت انهي الحديث معلقا، ولكن طبعا لم اكن اواصل الالحاح على هذا الجانب لكي لا اتعدى حدود اللياقة في علاقتي معه، ولم اكن طبعا استطيع مجاراته في السهر، فاتركه غارقا في عوالمه واعود الى بيتي، استعدادا للذهاب الى عملي في اليوم التالي، الذي يقتضي ان اصحو له مبكرا، ولا التقي به الا عندما يأتي المساء، وكان اكثر ما يجذبني في شخصيته هو انه ظل محتفظا ببساطة الارياف التي جاء منها، يمكن احتسابه درويشا من دراويش هذه الارياف في البساطة التي تصل الى حد السذاجة والتي يثير بها استغرابي كيف لمن كان في صفاء نفسيته ان ينجح في عوالم الصراع الشرس والاحتراب الذي يدخله الناس مسلحين مثل الوحوش بالبراثن والانياب كما نشاهد ونسمع عن عالم التجارة والثراء، ولم اجد فيه اطلاقا شيئا يمت باية صلة للقاعدة التي تحكم دنيا رجال الاعمال والتي تقول ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب، فلا ذئبية في سلوكه او مشاعره او اقواله، بل طيبوبة متناهية وابتسامة دائمة يقابل بها الناس ومحبة للحياة والبشر لا تخالطها قطرة حقد او كراهية و لا وجود في شخصيته لاي مكر او دهاء، ومع ذلك فهو صاحب هذا الثراء الواسع وهذه الامبراطورية المالية التي جعل لها مركزا في مدينته طرابلس وفرعا اساسيا في لندن، وبعض افرع في حواضر العالم الاخرى، والتي تدر عليه اموالا طائلة يصرفها على موائد القمار ونساء الاوقات الممتعة كما يسمون القحاب في هذه البلاد. وكنت فعلا اشاركه الذهاب لاماكن السهر التي يرتادها دون ان انغمس معه في شيء منها، فلم اشارك معه في القمار، لانني لا اقدر عليه ولا ادعه اطلاقا يضع نقودا باسمي ليلعب لي كما عرض ذات مرة، ولم اسمح لنفسى ان اتطفل عليه في حياته الغرامية مع ارانب اندية القمار، وهو يواعدهن اثناء النهار في جناحه، كما احترم هو احترامي لحياتي العائلية، فلم يحدث ان سألني مشاركته في هذه المواعيد الغرامية، عدا مرة واحدة فقط، بعد غيبة عام كامل عن لندن، وجدته يهاتفني ليقول في مزاج مرح، بعض كلمات يخالطها الغناء والضحك يدعوني لمشاركته حفلة يقيمها في جناحه بفندقه المفضل، فندق تشرشل، واصر على حضوري طالبا ان اعتبرها غلطة في العمر، واجرى تحويرا على كلمات اغنية ليلة في العمر ياما احلاها، الى غلطة في العمر يا ما احلاها، وقد جاء هاتفه مع الساعة العاشرة و النصف ليلا طالبا مني ان اسرع لاساهم في قطاف الجني هذه الليلة قبل ان ينتقى اجوده اصدقاء اخرون، وعددهم اربعة، دعاهم مثلي لهذا الحفل الخاص، الاستثنائي كما اسماه، يريدني الا احرم نفسي منه، وان اكسر الروتين واخرج من الاغلفة وامزق الاقنعة واستمتع بالحياة خارج الاطر الرسمية العائلية والوظيفة الزوجية لمدة ليلة واحدة، واعدا بانني لن اندم عليها مبديا استعداده لان يكتب لي تعهدا بان يضيفها الى لياليه يوم الحساب، متحملا اثمها اذا كنت اعتبرها اثما. ولم استطع امام هذا الالحاح الا ان البي دعوته، مستاذنا من عائلتي انني ساغيب الليلة لان صديقي نعمان الذهبي يمر بظرف طاريء يتطلب ان ابقى بجواره حتى الصباح.
وحقيقة ما حدث هو ان صديقي نعمان الذهبي، عاد منذ عام مضى الى طرابلس، من مقر عمله اللندني، ليجد ان قرارات التأميم قد صدرت بحق شركته القابضة التي تضم كل الشركات التي يملكها او يدخل شريكا فيها، ووجد ان جواز سفره قد تم احتجازه منذ دخوله المطار لضمان بقائه في البلاد الى انتهاء اجراءات التاميم وتسوية السجلات والملفات والمعاملات التي بينه وبين البنوك، ووجد نفسه يدخل في عمليات كثيرة معقدة لم يكن ممكنا ان تنتهي في شهر او شهرين او ثلاثة اشهر، كما لم يكن متاحا في طرابلس ان يجد كازينو للقمار يستخدمه كعلاج نفسي ولا ارانب للترفيه ولا مجرد كاس يرفع عنه ما يلاقيه من تعب ومعاناة اثناء القيام باكمال اجراءات التأميم، فاسلم نفسه للامر الواقع وانتظر حتى انتهت الاجراءات بعد عام كامل استلم في آخره جواز سفره واسترد حريته في الترحال، فقطع تذكرة سفر عائدا الى عوالمه اللندنية، وكان خلال ايام الحرمان من السفر قد اتخذ قرارا بانه سينتقم لكل يوم قضاه بلا شرب ولا تسلية نسائية بان يعوضه كله في اول ليلة يجد فيها نفسه خارج البلاد، واكترى ليلة وصوله الى فندق تشرشل، جناحا ملكيا لليلة واحدة، وحسب ما فاته شربه من كاسات وامر احد اعوانه بشراء زجاجة ويسكي عن كل اسبوع قضاه ممنوعا من السفر أي ما يبلغ خمسين زجاجة، ثم استعان به لكي يدير ارقام هواتف الوكالات التي تقدم المرافقات الحسناوات لتأجير خمسين فتاة للسهر معه، وكانت عاملة الوكالة على الطرف الثاني من الهاتف تساله عن شكل المرافقة التي يريدها، سمراء او شقراء، انجليزية او اجنبية، فكان يسألها عن عدد المرافقات المتوفرت لديها في هذا اليوم وعندما تقول ان هناك ست او سبع منهن، يسالها ارسالهن جميعا الى فندق تشرشل لقضاء الليلة كاملة هناك، وعندما تساله عن اللباس الذي تحتاجه المناسبة يقول لها انها مناسبة لا تحتاج لاي لباس على الاطلاق، وهكذا مع كل الوكالات العاملة في هذا المجال، وكانت الحصيلة ثلاثين فتاة، هن المتوفرت تلك الليلة، اكتفى بهن، وواعدهن على الوصول الى جناحه في الساعة السابعة مساء، وامر الفندق بوضع بوفيه في الجناح وجرسونات من النساء لخدمته في البوفيه، وزيادة في الترف امر بايجاد عازف جيتار ليصنع خلفية موسيقية للمشهد، وكان هو قد استعد للحفل بان ذهب الى السونا في الفندق فاخذ حمامه واخذ حصة لتدليك جسمه وقام بحلاقة شعر راسه وحلاقة وجهه، وتعطر وتفوح وعاد الى جناحه ليلتحق به طبيب التقوية يعطيه حقنة لتقوية الباه، وخلع ملابسه وبقى في روب الحمام جاهزا لاستقبال مرافقاته الحسناوات اللواتي سيكون هذه الليلة مضيفهن، وامر الجرسونات بالالتزام بغرفة الطعام حيث البوفيه، وخصص غرفة اخرى لعازف الجيتار يجلس فيها منفردا بينما يسري عزفه عبر منظومة الاستماع في الجناح وبجواره جهاز التسجيل لتشغيل الموسيقى الراقصة اذا احتاج الامر الى رقص، وامر بسحب الكراسي والصالونات في الصالة الرئيسية الى الاطراف وان تفرش فقط بالبسط والوسائد والحشايا لان الجلوس والاستلقاء والمضاجعة ستكون فوق الارض، ومع الساعة السابعة بدأ وصول المرافقات افواجا افواجا بحيث لا يفصل فوج عن الاخر الا عبوءة المصعد، وفي اقل من خمس دقائق كن جميعهن قد دخلن الصالة وباشرن حسب تعليمات المضيف ووفقا لاتفاقه مع الوكالات، خلع ملابسهن، لان الحفل الليلة كما ابلغهن سيكون على شاكلة ما يسمونه في لغتهم "اورجي"، أي انه سيكون حفلا راقصا عاريا داعرا ماجنا لا وجود فيه للملابس، وسيدخل معهن مباراة في تدليك الاجساد، فصرن يتضاحكن ويزغدن بعضهن بعضا فرحات بالفكرة ويساعدن بعضهن بعضا في خلع ملابسهن، وكانهن ينتمين لعائلة واحدة مع انه لم يجر بينهن أي تعارف حتى الان، وغمرت اجواء الصالة كهرباء الفرح والحرية والمجون، وهو سعيد بان فكرته تمضي في طريقها المرسوم بنجاح، وامر تلك الاجساد الانثوية الباذخة الشامخة التي اكتست بفواكه الفردوس، وقد استوت في سمتها المجيد، عارية تتلألأ تحت اضواء الصالة، ان تستلقي علي الوسائد والحشايا وان تصنع له ما يشبه حوض سباحة ليقوم في العوم فيه، وهو ليس حوضا بالضبط وانما خليج يشبه الحوض داخل ماء المحيط، له امواج عالية، وعلى كل منهن ان تصبح موجة تحتويه ويحتويها، تصعد فوقه ويصعد فوقها، تقذفه وتقذف نفسها معه الى احضان موجة اخرى، وامر صانع الموسيقى ان يصنع من موسيقاه هدير موج وصوت عواصف، وتهيا لان يكون السباح الذي يتحدى الاعاصير، قذف بجسمه بين الاجساد المصنوعة من موج وزبد البحر، لتاتي هي عاتية عاصفة تحتويه، فيركبها ويطفو فوقها، فتعيده الى حضنها، فيغطس ثانية ويطفو، منتقلا من موجة الى اخرى، ومن حضن الى اخر، وهي امواج تعض وتقرص وتلعق وتطبق على فمه حتى ليكاد يفقد انفاسه ويشرق بين احضانها ويعود الى السباحة لاهثا يخوض غمارها بكل قواه وحواسه واطراف جسمه، مستمتعا بما فيها من مغامرة وما تحتويه من لذائذ حسية ومعنوية، منتقما لاشهر من الحرمان والمسغبة والشوق لهذه الاجساد التي حرم حولا كاملا من معانقتها، ويصل الى نهاية الشوط في منطقة السباحة ويعود وقد اعطى نفسه حق الراحة والتقاط الانفاس متى اراد، بضع راسه بين نهدي هذه وجسمه بين فخذيها ويضع نفسها طازجا بين شاطر ومشطور من جسمين اخرين، وفي لحظة اخرى يجعل واحدة فراشا والاخرى غطاء والثالثة وسادة والرابعة لعبة دب قطني بين يديه، وعضو الذكورة لديه كانه رفيق له في سياحاته ومشاوير سباحته بين هذه الاجساد ينعض متى شاء ويؤدي عمله بعد الانعاض ثم يتثاءب منهكا بعد العمل، ويعود بعد فاصل استراحة للانعاض وممارسة العمل، والسيد نعمان الذهبي يواصل اشواطه التي يقوم بها ذهابا وعودة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الى الغرب، ورفيقه الصغير، يقوم بواجبه تحت تاثير المقوي الجنسي، فارضى خمس اوست من هؤلاء المرافقات الحسنوات وفشل في ارضاء خمس او اربع وعشرين منهن، بقى دورهن مقتصرا على التدليك والتقبيل والمداعبات التي تشارك فيها كل اطراف الجسد، وبعد نصف ساعة اعطاهن استراحة، لتناول الطعام وتبادل الانخاب، واخذها فرصة لتنشيط خلايا جسده بالوقوف تحت الدوش تم تعطيره بالبرفان وماء الكولونيا والعودة لمشاوير العوم بين الاجساد لنصف ساعة اخرى احس بعدها بانه استنفذ اغاراضه الجنسية كاملة ولم يبق الان الا الونس والاستمتاع بالضحك واللعب والشراب والطعام والرقص والغناء والموسيقى، ولهذا هاتف عددا من الاصدقاء الذين الف صحبتهم ويريد ان يشركهم في متعة هذه اللحظات واشباع حاجتهم الجنسية من هؤلاء الحسناوات، وكنت احد هؤلاء الاصدقاء الذين لبوا الدعوة دون ان اعرف تفاصيل ما كان يدعوني اليه، وكان ما وجدته فعلا مشهدا فوق تصوري، وقد استقبلني وهو يضع فوطة حمام يغطي بها محاشمه، واعد لي ولاصدقائه الاربعة الاخرين فوط حمام نرتديها مثله، واذن ان نختار من نشاء منهن للاستمتاع بمضاجعتها في غرف النوم الكثيرة الموجودة في الجناح، فقد قبضت كل وكالة ايجار هؤلاء النسوة كاملا، وقد جئن مستعدات لما ينتظرهن بل لعل بعضهن سيرجعن غاضبات لانهن لم ينلن ما يسميه نعمان الذهبي حصتهن من الالبان العربية، وبدأت مترددا ثم استجبت، لما دعاني له هذا الصديق، متنازلا عن تحفظاتي المعتادة في مثل هذه الامور، الا ان هذه المحافظة لم تكن تصل الي اعتباري لنفسي موظفا على ملاك الزواج الوظيفي على خانة زوج، وانما كنت عندما تلوح فرصة للمغامرة المحسوبة، اقوم بها في شيء من التكتم الشديد، خاصة وانها متاحة في مثل هذا العمل الدبلوماسي خارج بلادي، وهي تاتي الليلة في اطار ضيافة كريمة من صديق عزيز يحتفي باطلاق سراحه من حجز استمر لمدة عام، فالاحتفي به، وبنفسي وبالصحبة التي جمعتني معه، سالته فقط ان كان له بين هؤلاء النسوة من ارادها رفيقة له ينعم بها وحده، لاتجنب الاختلاط بها، فقال انه قضى وطره منهن جميعا، ولا يعرف الان بالضبط من منهن استقبلت منيه في فرجها، لانه كان في حالة اندماج لا يميز بينهن، غائصا هو وصاحبه الذهبي الصغير كما يسمي ذكره، في كتلة اللحوم الانثوية، دون تفريق بين واحدة والاخرى، تختلط نهودهن وافخاذهن واذرعهن وسيقانهن وفروجهن واردافهن، وتتساوى لديه، يعوم بينها باعتبارها امواجا في بحر هائج، فيذوب هياجه في هياج هذا البحر حتى الاعياء والانهاك، ولذلك فهو يترك الفرصة متاحة لي ولبقية رفاق السهرة نختار من نشاء للمضاجعة، فتجولت بينهن اتامل اكثرهن اثارة، الشفاه، والنهود والارداف والافخاذ والسيقان، ورشحت واحدة اشرت اليها ان تتبعني، سعيدة لانني اخترتها وقضيت نصف ساعة معها في الفراش ونفتحتها بعض ما وجدته في جيبي من نقود، لانها ارضتني واستجابت لنزواتي وجربت معها اوضاعا للجماع، لم اكن اعرفها، لانها هي التي اقترحتها بسبب ما لديها من خبرات وتجارب في فنون المعاشرة الجنسية، اكتفيت بها وعدت للاستمتاع بلذائذ السهرة الاخرى من رقص وموسيقى وطعام وكحول.
لم تكن تلك الحفلة مجرد انتقام للسنة التي قضاها نعمان الذهبي محروما من السفر فقط، ولكنها كانت وداعا لنوع من الحياة وفاصلا بين مرحلة من العمر كان فيها غنيا غناء مفرطا، وبين مرحلة اخرى انتهت فيها امواله وتاممت كل شركاته وصار مجرد موظف في احداها على درجة مستشار يتقاضى مرتبا شهريا، موعودا بتعويض من الحكومة يحسبونه بمائة وخمسين مليون دينار لم ولن يصله منها مليم واحد كما كان يقول، وهو مرتب بمقاييس اللوائح المحلية لا يتيح له السفر الا في اضيق الحدود، فكان ياتي الى لندن متى تيسر له ذلك، وكان يسالني ان احجز له غرفة في فندق متواضع وقد انقضى زمن الاجنحة في فندق من الدرجة الاولى مثل تشرشل، او حتى من الدرجة الثانية، بل كان يتقبل ان اقوم انا بمحاسبة الجرسون عند الذهاب الى مطعم او حانة، وقد نسى موائد القمار، قائلا عندما ياتي ذكرها انها كانت بابا من اختراع الفلوس الكثيرة التي كانت بين يديه لانها كان لابد ان تجد لنفسها منفذا للصرف تخرج منه، ولم يكن نادما، او متحسرا على ما مضى، كما لم يتألم لانه لم يضع اموالا في حساباته الخاصة، ولم يقم بالاحتياط لمثل هذه التصاريف التي حلت به، راضيا بما جرى له، الى حد ان يبوس يده وجها وظهرا لان ما جرى له لم يكن اكثر سوءا، فهو لم يكن مرضا خبيثا او جلطة مخ تتركه عاجزا ولم يكن حكما بالاعدام او حتى بالسجن، ولكنه مال جاء وذهب، ويضحك احيانا وهو يتفقد ما في جيبه من نقود، سعيدا لان فيه ما يكفي لاستئجار امراة من وكالة المرافقات الجميلات شاكرا الله لانه يملك من القوة لان يضاجعها ثلاث مرات اذا اراد، معتبرا ان هذه القدرة على الجماع تفوق في قيمتها كل الملايين التي فقدها، قائلا وهو يشير الى تلك الليلة الصاخبة من ليالي العربدة:
ــ وما حاجتي الى ثلاثين امراة عارية، لن احتاج الليلة الا لامراة واحدة سيكون في عضوها الجنسي الخير والبركة.
* عن موقع elaph
ثلاثون امرأة عارية في غرفة واحدة
تنبيه: يتضمن النص عبارات مكشوفة وصور جد طبيعية:
كان كثيرون ممن يرون هذه الصداقة التي تربط بيني وبيني نعمان الذهبي، يستغربون ذلك، لانهم لا يستطيعون العثور على أي رابط يربطنا، فانا موظف على وظيفة ملحق ثقافي في سفارة بلادي في لندن، وهو صاحب امبراطورية مالية بحجم معاملات تصل الى مئات الملايين من الدولارات، تدور في فلكها شركات عقارية واخرى تتصل بالاستيراد والتصدير وثالثة للمقاولات ورابعة للاثاث والمواد المنزلية، تنحصر اهتماماته في عالم المال والاعمال واسواق الاوراق المالية، بينما تدور اهتمامتي في فلك اخر يبعد كثيرا عن عوالم الاثرياء، فهي اهتمامات ثقافية تتصل بعالم المكتبات والمحاضرات والامسيات الشعرية والموسيقية ومشاهدة المسرحيات ومعارض الكتب، فكيف استطاعت ان تنشأ هذه الصداقة بيني وبين نعمان الذهبي وتتواصل وتستمر كل هذه السنين، هذا ما يبدو غريبا للاخرين، ولعله يبدي غريبا في نظري شخصيا، لانني فعلا لا اجد أي اهتمامات مشتركة بيني وبينه، وارغم نفسي ارغاما على الانتقال معه عبر العوالم التي يتردد عليها ويتنقل بينها لانني احبه واحب احاديثه وما يتمتع به من حس الدعابة واجد فيه جوانب انسانية لا علاقة لها بالغطاء الذهبي لرجل المال والاعمال الذي اعطاه الله نصيبا من اسمه فصار الذهب لا يقتصر على اسمه وانما يدخل في حياته ويصبغها بلونه، فاذهب معه احيانا الى اماكن السهر التي يرتداها وبالذات ملاهي القمار التي يدمن التردد عليها، مولع اشد الولع باللعب على طاولاتها من روليت الى بلاك جاك الى غيرها، برغم ما يتكبده من خسائر جسيمة اثناء جلوسه على هذه الموائد الخضراء، واكاد لا اعرف ليلة واحدة خرج فيها رابحا، واذا لم تزد خسارته في كل ليلة يلعب فيها عن عشرة الاف استرليني اعتبر نفسه سعيد الحظ لانه لم يخسر اكثر، وخرج وهو يحس بالفرح لانه قد قبض- كما يقول- ثمن هذه الخسارة اثارة ومتعة، خاصة اذا انتهت الليلة كما يحدث في اغلب الليالي باصطياد ارنبة من ارانب النادي الجميلات، يخرج معها او يواعدها في اليوم التالي، اذ ان ولعه الثاني في الحياة هو النساء، القمار والنساء هما محورا هواياته، وتسليتان تستقطبان عقله وقلبه وحواسه الخمس، وكنت احاول احيانا ان استميله للذهاب لسهرة اخرى اكثر متعة واقل خسارة حسب رؤيتي، كأن ادعوه لحفل فني راقص، في احد المسارح، فلا يرضى مكانا للسهر غير الكازينو، حيث هناك مطعم، وهناك فقرات فنية تصاحب وجبات الطعام، وهو ما يحدث عادة قبل جلوسه على موائد الروليت والبوكر والبلاك جاك والبريدج لا ليلعب حقا لانه لا وجود في كل هذه الالعاب لاية مهارات او تقنيات مثل الشطرنج مثلا، وانما للحظ والحظ وحده، ومهارات المضيفة او المضيف في طرق التمويه والخداع لسلب نقود الزبائن الاغنياء من مدمني هذه الالعاب مثل صاحبي الذهبي الذي يستطيع ان يبقى جالسا الى نهاية الليل يواصل الخسارة وراء الخسارة دون ملل او كلل، ويقول ردا على محاولاتي صرفه عن ادمان الجلوس حول هذه الموائد، انه لا ينسى نفسه ولا ينسى مشاكله ولا ينسى عالم الصفقات بكل ما يرافقه من قلق الا لحظة استغراقه مع الورق في دورة البلاك جاك او البوكر او مع كرة الحظ الزجاجية وهي تدور مع عجلة الروليت، فهي اشبه بلحظة علاج نفسي لما ينتج عن العمل في عالم المال والاعمال من اثار جانبية، ولكن القمار مرض فهل ينفع المرض علاجا؟ هكذا كنت انهي الحديث معلقا، ولكن طبعا لم اكن اواصل الالحاح على هذا الجانب لكي لا اتعدى حدود اللياقة في علاقتي معه، ولم اكن طبعا استطيع مجاراته في السهر، فاتركه غارقا في عوالمه واعود الى بيتي، استعدادا للذهاب الى عملي في اليوم التالي، الذي يقتضي ان اصحو له مبكرا، ولا التقي به الا عندما يأتي المساء، وكان اكثر ما يجذبني في شخصيته هو انه ظل محتفظا ببساطة الارياف التي جاء منها، يمكن احتسابه درويشا من دراويش هذه الارياف في البساطة التي تصل الى حد السذاجة والتي يثير بها استغرابي كيف لمن كان في صفاء نفسيته ان ينجح في عوالم الصراع الشرس والاحتراب الذي يدخله الناس مسلحين مثل الوحوش بالبراثن والانياب كما نشاهد ونسمع عن عالم التجارة والثراء، ولم اجد فيه اطلاقا شيئا يمت باية صلة للقاعدة التي تحكم دنيا رجال الاعمال والتي تقول ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب، فلا ذئبية في سلوكه او مشاعره او اقواله، بل طيبوبة متناهية وابتسامة دائمة يقابل بها الناس ومحبة للحياة والبشر لا تخالطها قطرة حقد او كراهية و لا وجود في شخصيته لاي مكر او دهاء، ومع ذلك فهو صاحب هذا الثراء الواسع وهذه الامبراطورية المالية التي جعل لها مركزا في مدينته طرابلس وفرعا اساسيا في لندن، وبعض افرع في حواضر العالم الاخرى، والتي تدر عليه اموالا طائلة يصرفها على موائد القمار ونساء الاوقات الممتعة كما يسمون القحاب في هذه البلاد. وكنت فعلا اشاركه الذهاب لاماكن السهر التي يرتادها دون ان انغمس معه في شيء منها، فلم اشارك معه في القمار، لانني لا اقدر عليه ولا ادعه اطلاقا يضع نقودا باسمي ليلعب لي كما عرض ذات مرة، ولم اسمح لنفسى ان اتطفل عليه في حياته الغرامية مع ارانب اندية القمار، وهو يواعدهن اثناء النهار في جناحه، كما احترم هو احترامي لحياتي العائلية، فلم يحدث ان سألني مشاركته في هذه المواعيد الغرامية، عدا مرة واحدة فقط، بعد غيبة عام كامل عن لندن، وجدته يهاتفني ليقول في مزاج مرح، بعض كلمات يخالطها الغناء والضحك يدعوني لمشاركته حفلة يقيمها في جناحه بفندقه المفضل، فندق تشرشل، واصر على حضوري طالبا ان اعتبرها غلطة في العمر، واجرى تحويرا على كلمات اغنية ليلة في العمر ياما احلاها، الى غلطة في العمر يا ما احلاها، وقد جاء هاتفه مع الساعة العاشرة و النصف ليلا طالبا مني ان اسرع لاساهم في قطاف الجني هذه الليلة قبل ان ينتقى اجوده اصدقاء اخرون، وعددهم اربعة، دعاهم مثلي لهذا الحفل الخاص، الاستثنائي كما اسماه، يريدني الا احرم نفسي منه، وان اكسر الروتين واخرج من الاغلفة وامزق الاقنعة واستمتع بالحياة خارج الاطر الرسمية العائلية والوظيفة الزوجية لمدة ليلة واحدة، واعدا بانني لن اندم عليها مبديا استعداده لان يكتب لي تعهدا بان يضيفها الى لياليه يوم الحساب، متحملا اثمها اذا كنت اعتبرها اثما. ولم استطع امام هذا الالحاح الا ان البي دعوته، مستاذنا من عائلتي انني ساغيب الليلة لان صديقي نعمان الذهبي يمر بظرف طاريء يتطلب ان ابقى بجواره حتى الصباح.
وحقيقة ما حدث هو ان صديقي نعمان الذهبي، عاد منذ عام مضى الى طرابلس، من مقر عمله اللندني، ليجد ان قرارات التأميم قد صدرت بحق شركته القابضة التي تضم كل الشركات التي يملكها او يدخل شريكا فيها، ووجد ان جواز سفره قد تم احتجازه منذ دخوله المطار لضمان بقائه في البلاد الى انتهاء اجراءات التاميم وتسوية السجلات والملفات والمعاملات التي بينه وبين البنوك، ووجد نفسه يدخل في عمليات كثيرة معقدة لم يكن ممكنا ان تنتهي في شهر او شهرين او ثلاثة اشهر، كما لم يكن متاحا في طرابلس ان يجد كازينو للقمار يستخدمه كعلاج نفسي ولا ارانب للترفيه ولا مجرد كاس يرفع عنه ما يلاقيه من تعب ومعاناة اثناء القيام باكمال اجراءات التأميم، فاسلم نفسه للامر الواقع وانتظر حتى انتهت الاجراءات بعد عام كامل استلم في آخره جواز سفره واسترد حريته في الترحال، فقطع تذكرة سفر عائدا الى عوالمه اللندنية، وكان خلال ايام الحرمان من السفر قد اتخذ قرارا بانه سينتقم لكل يوم قضاه بلا شرب ولا تسلية نسائية بان يعوضه كله في اول ليلة يجد فيها نفسه خارج البلاد، واكترى ليلة وصوله الى فندق تشرشل، جناحا ملكيا لليلة واحدة، وحسب ما فاته شربه من كاسات وامر احد اعوانه بشراء زجاجة ويسكي عن كل اسبوع قضاه ممنوعا من السفر أي ما يبلغ خمسين زجاجة، ثم استعان به لكي يدير ارقام هواتف الوكالات التي تقدم المرافقات الحسناوات لتأجير خمسين فتاة للسهر معه، وكانت عاملة الوكالة على الطرف الثاني من الهاتف تساله عن شكل المرافقة التي يريدها، سمراء او شقراء، انجليزية او اجنبية، فكان يسألها عن عدد المرافقات المتوفرت لديها في هذا اليوم وعندما تقول ان هناك ست او سبع منهن، يسالها ارسالهن جميعا الى فندق تشرشل لقضاء الليلة كاملة هناك، وعندما تساله عن اللباس الذي تحتاجه المناسبة يقول لها انها مناسبة لا تحتاج لاي لباس على الاطلاق، وهكذا مع كل الوكالات العاملة في هذا المجال، وكانت الحصيلة ثلاثين فتاة، هن المتوفرت تلك الليلة، اكتفى بهن، وواعدهن على الوصول الى جناحه في الساعة السابعة مساء، وامر الفندق بوضع بوفيه في الجناح وجرسونات من النساء لخدمته في البوفيه، وزيادة في الترف امر بايجاد عازف جيتار ليصنع خلفية موسيقية للمشهد، وكان هو قد استعد للحفل بان ذهب الى السونا في الفندق فاخذ حمامه واخذ حصة لتدليك جسمه وقام بحلاقة شعر راسه وحلاقة وجهه، وتعطر وتفوح وعاد الى جناحه ليلتحق به طبيب التقوية يعطيه حقنة لتقوية الباه، وخلع ملابسه وبقى في روب الحمام جاهزا لاستقبال مرافقاته الحسناوات اللواتي سيكون هذه الليلة مضيفهن، وامر الجرسونات بالالتزام بغرفة الطعام حيث البوفيه، وخصص غرفة اخرى لعازف الجيتار يجلس فيها منفردا بينما يسري عزفه عبر منظومة الاستماع في الجناح وبجواره جهاز التسجيل لتشغيل الموسيقى الراقصة اذا احتاج الامر الى رقص، وامر بسحب الكراسي والصالونات في الصالة الرئيسية الى الاطراف وان تفرش فقط بالبسط والوسائد والحشايا لان الجلوس والاستلقاء والمضاجعة ستكون فوق الارض، ومع الساعة السابعة بدأ وصول المرافقات افواجا افواجا بحيث لا يفصل فوج عن الاخر الا عبوءة المصعد، وفي اقل من خمس دقائق كن جميعهن قد دخلن الصالة وباشرن حسب تعليمات المضيف ووفقا لاتفاقه مع الوكالات، خلع ملابسهن، لان الحفل الليلة كما ابلغهن سيكون على شاكلة ما يسمونه في لغتهم "اورجي"، أي انه سيكون حفلا راقصا عاريا داعرا ماجنا لا وجود فيه للملابس، وسيدخل معهن مباراة في تدليك الاجساد، فصرن يتضاحكن ويزغدن بعضهن بعضا فرحات بالفكرة ويساعدن بعضهن بعضا في خلع ملابسهن، وكانهن ينتمين لعائلة واحدة مع انه لم يجر بينهن أي تعارف حتى الان، وغمرت اجواء الصالة كهرباء الفرح والحرية والمجون، وهو سعيد بان فكرته تمضي في طريقها المرسوم بنجاح، وامر تلك الاجساد الانثوية الباذخة الشامخة التي اكتست بفواكه الفردوس، وقد استوت في سمتها المجيد، عارية تتلألأ تحت اضواء الصالة، ان تستلقي علي الوسائد والحشايا وان تصنع له ما يشبه حوض سباحة ليقوم في العوم فيه، وهو ليس حوضا بالضبط وانما خليج يشبه الحوض داخل ماء المحيط، له امواج عالية، وعلى كل منهن ان تصبح موجة تحتويه ويحتويها، تصعد فوقه ويصعد فوقها، تقذفه وتقذف نفسها معه الى احضان موجة اخرى، وامر صانع الموسيقى ان يصنع من موسيقاه هدير موج وصوت عواصف، وتهيا لان يكون السباح الذي يتحدى الاعاصير، قذف بجسمه بين الاجساد المصنوعة من موج وزبد البحر، لتاتي هي عاتية عاصفة تحتويه، فيركبها ويطفو فوقها، فتعيده الى حضنها، فيغطس ثانية ويطفو، منتقلا من موجة الى اخرى، ومن حضن الى اخر، وهي امواج تعض وتقرص وتلعق وتطبق على فمه حتى ليكاد يفقد انفاسه ويشرق بين احضانها ويعود الى السباحة لاهثا يخوض غمارها بكل قواه وحواسه واطراف جسمه، مستمتعا بما فيها من مغامرة وما تحتويه من لذائذ حسية ومعنوية، منتقما لاشهر من الحرمان والمسغبة والشوق لهذه الاجساد التي حرم حولا كاملا من معانقتها، ويصل الى نهاية الشوط في منطقة السباحة ويعود وقد اعطى نفسه حق الراحة والتقاط الانفاس متى اراد، بضع راسه بين نهدي هذه وجسمه بين فخذيها ويضع نفسها طازجا بين شاطر ومشطور من جسمين اخرين، وفي لحظة اخرى يجعل واحدة فراشا والاخرى غطاء والثالثة وسادة والرابعة لعبة دب قطني بين يديه، وعضو الذكورة لديه كانه رفيق له في سياحاته ومشاوير سباحته بين هذه الاجساد ينعض متى شاء ويؤدي عمله بعد الانعاض ثم يتثاءب منهكا بعد العمل، ويعود بعد فاصل استراحة للانعاض وممارسة العمل، والسيد نعمان الذهبي يواصل اشواطه التي يقوم بها ذهابا وعودة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الى الغرب، ورفيقه الصغير، يقوم بواجبه تحت تاثير المقوي الجنسي، فارضى خمس اوست من هؤلاء المرافقات الحسنوات وفشل في ارضاء خمس او اربع وعشرين منهن، بقى دورهن مقتصرا على التدليك والتقبيل والمداعبات التي تشارك فيها كل اطراف الجسد، وبعد نصف ساعة اعطاهن استراحة، لتناول الطعام وتبادل الانخاب، واخذها فرصة لتنشيط خلايا جسده بالوقوف تحت الدوش تم تعطيره بالبرفان وماء الكولونيا والعودة لمشاوير العوم بين الاجساد لنصف ساعة اخرى احس بعدها بانه استنفذ اغاراضه الجنسية كاملة ولم يبق الان الا الونس والاستمتاع بالضحك واللعب والشراب والطعام والرقص والغناء والموسيقى، ولهذا هاتف عددا من الاصدقاء الذين الف صحبتهم ويريد ان يشركهم في متعة هذه اللحظات واشباع حاجتهم الجنسية من هؤلاء الحسناوات، وكنت احد هؤلاء الاصدقاء الذين لبوا الدعوة دون ان اعرف تفاصيل ما كان يدعوني اليه، وكان ما وجدته فعلا مشهدا فوق تصوري، وقد استقبلني وهو يضع فوطة حمام يغطي بها محاشمه، واعد لي ولاصدقائه الاربعة الاخرين فوط حمام نرتديها مثله، واذن ان نختار من نشاء منهن للاستمتاع بمضاجعتها في غرف النوم الكثيرة الموجودة في الجناح، فقد قبضت كل وكالة ايجار هؤلاء النسوة كاملا، وقد جئن مستعدات لما ينتظرهن بل لعل بعضهن سيرجعن غاضبات لانهن لم ينلن ما يسميه نعمان الذهبي حصتهن من الالبان العربية، وبدأت مترددا ثم استجبت، لما دعاني له هذا الصديق، متنازلا عن تحفظاتي المعتادة في مثل هذه الامور، الا ان هذه المحافظة لم تكن تصل الي اعتباري لنفسي موظفا على ملاك الزواج الوظيفي على خانة زوج، وانما كنت عندما تلوح فرصة للمغامرة المحسوبة، اقوم بها في شيء من التكتم الشديد، خاصة وانها متاحة في مثل هذا العمل الدبلوماسي خارج بلادي، وهي تاتي الليلة في اطار ضيافة كريمة من صديق عزيز يحتفي باطلاق سراحه من حجز استمر لمدة عام، فالاحتفي به، وبنفسي وبالصحبة التي جمعتني معه، سالته فقط ان كان له بين هؤلاء النسوة من ارادها رفيقة له ينعم بها وحده، لاتجنب الاختلاط بها، فقال انه قضى وطره منهن جميعا، ولا يعرف الان بالضبط من منهن استقبلت منيه في فرجها، لانه كان في حالة اندماج لا يميز بينهن، غائصا هو وصاحبه الذهبي الصغير كما يسمي ذكره، في كتلة اللحوم الانثوية، دون تفريق بين واحدة والاخرى، تختلط نهودهن وافخاذهن واذرعهن وسيقانهن وفروجهن واردافهن، وتتساوى لديه، يعوم بينها باعتبارها امواجا في بحر هائج، فيذوب هياجه في هياج هذا البحر حتى الاعياء والانهاك، ولذلك فهو يترك الفرصة متاحة لي ولبقية رفاق السهرة نختار من نشاء للمضاجعة، فتجولت بينهن اتامل اكثرهن اثارة، الشفاه، والنهود والارداف والافخاذ والسيقان، ورشحت واحدة اشرت اليها ان تتبعني، سعيدة لانني اخترتها وقضيت نصف ساعة معها في الفراش ونفتحتها بعض ما وجدته في جيبي من نقود، لانها ارضتني واستجابت لنزواتي وجربت معها اوضاعا للجماع، لم اكن اعرفها، لانها هي التي اقترحتها بسبب ما لديها من خبرات وتجارب في فنون المعاشرة الجنسية، اكتفيت بها وعدت للاستمتاع بلذائذ السهرة الاخرى من رقص وموسيقى وطعام وكحول.
لم تكن تلك الحفلة مجرد انتقام للسنة التي قضاها نعمان الذهبي محروما من السفر فقط، ولكنها كانت وداعا لنوع من الحياة وفاصلا بين مرحلة من العمر كان فيها غنيا غناء مفرطا، وبين مرحلة اخرى انتهت فيها امواله وتاممت كل شركاته وصار مجرد موظف في احداها على درجة مستشار يتقاضى مرتبا شهريا، موعودا بتعويض من الحكومة يحسبونه بمائة وخمسين مليون دينار لم ولن يصله منها مليم واحد كما كان يقول، وهو مرتب بمقاييس اللوائح المحلية لا يتيح له السفر الا في اضيق الحدود، فكان ياتي الى لندن متى تيسر له ذلك، وكان يسالني ان احجز له غرفة في فندق متواضع وقد انقضى زمن الاجنحة في فندق من الدرجة الاولى مثل تشرشل، او حتى من الدرجة الثانية، بل كان يتقبل ان اقوم انا بمحاسبة الجرسون عند الذهاب الى مطعم او حانة، وقد نسى موائد القمار، قائلا عندما ياتي ذكرها انها كانت بابا من اختراع الفلوس الكثيرة التي كانت بين يديه لانها كان لابد ان تجد لنفسها منفذا للصرف تخرج منه، ولم يكن نادما، او متحسرا على ما مضى، كما لم يتألم لانه لم يضع اموالا في حساباته الخاصة، ولم يقم بالاحتياط لمثل هذه التصاريف التي حلت به، راضيا بما جرى له، الى حد ان يبوس يده وجها وظهرا لان ما جرى له لم يكن اكثر سوءا، فهو لم يكن مرضا خبيثا او جلطة مخ تتركه عاجزا ولم يكن حكما بالاعدام او حتى بالسجن، ولكنه مال جاء وذهب، ويضحك احيانا وهو يتفقد ما في جيبه من نقود، سعيدا لان فيه ما يكفي لاستئجار امراة من وكالة المرافقات الجميلات شاكرا الله لانه يملك من القوة لان يضاجعها ثلاث مرات اذا اراد، معتبرا ان هذه القدرة على الجماع تفوق في قيمتها كل الملايين التي فقدها، قائلا وهو يشير الى تلك الليلة الصاخبة من ليالي العربدة:
ــ وما حاجتي الى ثلاثين امراة عارية، لن احتاج الليلة الا لامراة واحدة سيكون في عضوها الجنسي الخير والبركة.
* عن موقع elaph