فاتن فاروق عبد المنعم - سرادق الشيطان

أعمدته لابد أن تكون مادتها من كل ما يخالف التعاليم الإلهية، لأن مكانه الأثير ليس إلا كل صراط مستقيم أقره الله لأن فيه سلامة بني آدم

(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ 16) الأعراف

فإنه جلا وعلا رسم لنا طريق السلامة الواجب أن نسلكه على هذه الأرض موطننا المؤقت،

لذا كانت أولى خطوات عائلة روتشيلد هي إنشاء البنوك كي يقبضوا على ثروات البشر بأيديهم،

وللتحكم في مقدرات الشعوب ومن ثم السيطرة عليها عندما يصبح المال والذهب في قبضتهم وهو ماحدث بالفعل،

وقد اعترفت بذلك مجموعة النورانيين، أن الربا هي الواجب التعامل بها كي يبلغو حكومة العالم الموحدة،

بل عند تتبع نشأة البنوك تجد أن عائلة روتشيلد أجبرت العديد من الدول على الاقتراض منهم والسماح لهم بإنشاء بنوك على أراضيها،

على رأس هذه الدول انجلترا التي ابتزوها كي ترضخ لهم ومع قبولهابإنشاء البنوك الربوية تقلص ملكها من امبراطورية لا تغيب عنها الشمس إلى دولة تنكفيء على نفسها،

وقد يتسائل البعض إن كانت البنوك هي فكرة شيطانية تآمرية بالأساس، فإن لم تظهر للوجود كيف يتداول المال داخل الدول وخارجها، الإجابة تحتاج إلى بحث منفصل.
وبالمثال يتضح المقال

سوف أعطيك مثل بسيط كي تصل إليك الفكرة، بعض الأشخاص من الأثرياء يمتلكون مليارات من الدولارات وسبائك ذهب، كلها مودعة في بنوكهم،

رغم أن هؤلاء الأفراد لو احتفظوا بها في بيوتهم وأداروها بطريقتهم أو حتى توقفوا عن العمل تماما، فإن أعمارهم ستفنى دون أن تنفد هذه الثروات،

وهو ما يعني أن إيداعها في بنوك اليهود ليس إلا تسليمها لهم طواعية، وتصبح فعليا ملكهم،

لأن الذي أودعها بإسمه مستحيل أن ينفقها كلها، وهم يعلمون ذلك، لأن صاحب هذه الثروات مهما بلغ من نفقات

فلن يستنفد الفوائد التي يعطيها البنك عليها وبالتالي فعليا هذا المال يصبح ملكا للبنك،

تماما مثل فكرة «البوفيه المفتوح» داخل الفنادق، نزيل الفندق لن يأكل أكثر من وجبته المعتادة

والذي ابتدع هذا الأمر يعلم ذلك يقينا وقطعا هو افترض سعرأكبر وجبة يأكلها شخص ما، بالتالي هو في الحقيقة دافع لأكثر من قيمتها.

وقد استعرض الكاتب أساليب النورانيين التي اتبوعوها لإرغام المواطنين في أمريكا وكندا على القبول بالبنوك الربوية في بدء نشأتها،

لأنها من أقوى دعائم بلوغهم حكومة موحدة برئاسة ملكهم المستبد، فغيروا في القوانين كما استخدموا الأمم المتحدة عن طريق عملائهم المتنفذين بسن القوانين والقرارات التي تقود العالم إلى حكومة موحدة.
ثورة الجنس الأمريكية:

استعرض الكاتب كافة الانحرافات الجنسية التي ينشرها النورانيون في المجتمع الأمريكي (بأساليب شيطانية) عن طريق إقامة الحفلات الماجنة وتسهيل كل ما من شأنه تأجيج الغرائز بين الحاضرين من مختلف الأعمار،

وشخصيات دينية وسياسية، بنشر المخدرات بأنواعها والخمور بينهمكي يسهل السيطرة عليهم وابتزازهم بتلك الأفعال فيما بعد،

وشرح طقوس عبادة الشيطان وإقامة القداس الأسود الذي يحضره عددا من المتنفذين الذين قبلوا بربوبية الشيطان،

وما تفعله التي تقوم بدور الكاهنة من تفحش بعد تعاطي المخدرات،

ومنهن من كانت تموت من الإجهاد بعد مضاجعة عدد غير قليل لها،

ويتم إلقائها بعيدا كي لا يتم فضح أولئك المتنفذين في السلطة، وينتهي التحقيق إلى أسباب ملفقة وغير حقيقية.
يقول البروفيسور بيتريم سوركين الأستاذ بجامعة هافارد في كتابه «ثورة الجنس الأمريكية»

أنه يجري تعزيز الاختلاط الجنسي والشذوذ الجنسي عن عمد بغية مساعدة النورانيين

للحصول على سيطرة مطلقة على الجنس البشري جسدا وعقلا وروحا لأن السلوك الجنسي المنحرف يلعب دورا رئيسيا في الحياة السياسية الأمريكية الحديثة،

وأن الرشوة والابتزاز الجنسي منتشران الآن بقدر انتشار الفساد المالي،

ويذكر أنه يتم تعيين الأشخاص سيئي السمعة من الناحية الجنسية، أو من هم تحت وصايتهم في مناصب سفراء وغيرها من المناصب العليا،

وفي بعض الأحيان يصبح الأشخاص الماجنون رؤساء بلديات لمدن كبرى، أو أعضاء في مجلس الوزراء أو زعماء أحزاب سياسية، ويحظون بشعبية،

ومن بين المسئولين العاملين هناك عدد كبير من الداعرين، من ذوي الميول الجنسية المغايرة والمثلية على حد سواء،

لقد تغيرت أخلاق المجتمع الأمريكي كما قال الكاتب، بشكل ملحوظ حيث أصبح النظر إلى الضبط الذاتي للرغبات الجنسية والعفة والإخلاص على أنها أمور غريبة في تزايد.
ثم يعقب وليم جاي على ذلك بقوله:

إن خبرته بالعمل تؤيد القول السابق، لأن الفحش الجنسي أصبح مترسخا بقوة في كافة المصالح الحكومية، فالأولوية في التوظيف أو التعيين في المناصب يكون لأولئك المتفحشون جنسيا،

وأن المواطنين الشرفاء يجدون صعوبة في الحصول على نفس الامتيازات، وأي موظف يخشى من رفض هذه الفوضى الجنسية فإنه يتعرض لعقوبة ما.
تنحي الشرفاء:

ينعي وليم جاي الأخلاق والفضيلة في بلاده، إذ أن المجون والتفحش لدى العاملين بالحكومة فاحت رائحته وأصبح قنطرة المرور لأي وظيفة داخل الحكومة،

وإذا تم استدعاء الشرطة فإنها تأتي وهم يعلمون بؤرة العفن التي تتسبب في الجرائم بأنواعها

فلا يسعهم إلا استكمال التحقيقات بشكل روتيني ينهي القضية دون المساس بالجناة الحقيقين،

فكان ذلك سببا في خروج الكثير من رجال الشرطة من الخدمة لأنهم يرون بأم أعينهم الجرائم والجناة

ولا يستطيعون اتخاذ الإجراءات الطبيعة التي تردع هؤلاء كي لا تتكرر مثل هذه الحوادث،

لا لشيء إلا لأن الجناة والفاعلين والداعمين من المتنفذين،

كما أن رجال الشرطة الذين يستقيلون سئموا من مقاضاة صغار المجرمين والمحتالين بينما الكبار المدبرين والفاعلين الحقيقيين لا يقربهم أحد.
دول قانون ومثال للعدل والحرية

قد يقول قائل أن هذه البلاد الآن هي دول قانون ومثال للعدل والحرية، وأخذ كل ذي حق حقه،

أقول لك صدقت هذا ماثل وحادث ولكن بعد أن ترسخت قيم السامريالتي أرادها في مملكته بديلا عن القيم الدينية

التي تحفظ قوام المجتمع، فما كان مجرما ومعيبا داخل هذه المجتمعات قبل مائة عام،

أصبح هو الأصل والعادي والمرئي في كل مكان بدليل أنهم كانوا يقدسون نظام الأسرة التقليدي وعفة المرأة وعدم الزواج دون إنجاب وتجريم وتحريم الشذوذ الجنسي،

والإقرار بسلطة الآباء على الأبناء لتأديبهم وتهذيبهم،

هذا انتفى تماما ولم يعد له وجود إلا فيما ندر،

والآن تحول الخبيث إلى بلادنا ليفعل بها ما فعل بالغرب، فلم يعد المعني هم المسلمون
حان الوقت لاجتثاث الإسلام

المطلوب هو رأس الإسلام نفسه، مطلوبه منذ سيدنا موسى أن يحيد الناس عن عبادة الله الواحد،

وبعد تأسيس مملكته ليصبح حاكما فعليا للكرة الأرضية الآن، واتباعه لإجراءات على مهل (أهمها السينما والفنون بأنواعها)

حان الوقت لاجتثاث هذا الدين ويبدو أنه نفد صبره، فلا تستغرب من الحملات المسعورة على الإسلام «فقط»

والمقامة آناء الليل وأطراف النهار في إعلام الرايات الحمر، من كائنات خرجت من بالوعات المجاري،

إما أنهم أضلهم الله على علم،

أو أنهم يعانون أنيميا ثقافية ومعرفية، تتقيأ علينا النتن والجيف، كالببغاوات يرددون ما قاله المستشرقون،

منذ الألماني جوزيف شاخت وإلى الآن، فلا جديد يذكر، فقط يستغلون الوسائط الحديثة لتبليغ دعوة السامري، خسئت أيها الحقير،

أبشرك أنت وجنودك أنكم تحاربون طواحين الهواء،

هذا الدين إذا حورب اشتد ومحفوظ من التحريف والتبديل، فإن أفل نجم المؤمنين في بقعة ما، سطع في بقاع أخرى،
فلا يغرنك الطافين على السطح الآن،

لأن الزبد يذهب جفاء ولا يبقى إلا ما ينفع الناس، فالحق أبلج والنار المتأججة ليست إلا للتخلص من الهيش والتالف ليبقى المؤمنون الأشداء الذين يعرفون متتالية الأحداث وترتيبها.
حادثة مقتل أحد أعضاء البرلمان الكندي

يروي وليم جاي حادثة مقتل أحد أعضاء البرلمان الكندي، وقد كان موجودا بمسرح الجريمة أحد المراسلين

وعندما بحثت الشرطة عن الجثة وجدت في حوذة هذا الرجل كتابا احتوى على أسماء عدد من موظفات الخدمة المدنية اللواتي كان من الممكن استخدامهن «كفتيات حفلات» للترفيه عن رجال الإطفاء الزائرين،

وكان مدون بالإضافة إلى الأسماء، أرقام الهواتف وطول وعمر ومقاس كل فتاة ولون الشعر والعينين والخصائص الجنسية المميزة لكل منهن وهذا الكتاب نشر فيما بعد بإسم «كتاب الفحول»

الانحرافات الجنسية تسببت في زوال امبراطوريات، بل وزوال دول بكاملها،

لقد عاقب الله قوم لوط الذين كان موعدهم الصبح، فأبادهم إبادة وظل مكانهم البحر الميت الذي لا يصلح لأي حياة،

فلا يستهان بخطط هذا الخبيث، وليم جاي يصف عملاؤه النوارنيون بأنهم
«سوف يطوفون حول العالم سعيا وراء خراب النفوس»

ثم يستصرخ المجتمع كمسيحيين «مستنيرين» ينفذون تعاليم الكتب المقدسة بأن يتنبهوا لخططهم

(الذين ينفذون تعاليم الكتب المقدسة عند وليم جاي هم مستنيرون، وعند مثقفينا الميامين هم متطرفون،

أما المستنير هو الذي يكون في حل من تعاليم الدين، وكلما تحلل كلما كان مستنيرا أكثر)
وينهي وليم جاي كلامه بالقول:

الشيطان (أمير هذا العالم) ورئيس وزراء إبليس، واليوم فإن الذين يخدمون النورانيين يتمتعون بسيطرة دنيوية وثروات غير محددة، وملذات جسدية، إنهم يسيطرون على العالم في الأعلى كمكافأة لهم لبيع أرواحهم الخالدة لإبليس.

بالقطع الشيطان الذي يعنيه وليم جاي ليس إلا السامري، وهو يعني أن إبليس حاكما للأرض والسامري رئيس وزرائه، فهل وضحت الصورة؟
هناك نورانيون

مثل البروفيسور وايزهاوبت، والجنرال بايك، وعالم النفس فرويد، وأينشتاين،

وعشرات غيرهم موثق أنهم قالوا إنهم كانوا «ملهمين من الشيطان» فهل نثق في منجزهم أيا كان؟

وهل عرفنا من الذي يتم تصعيده وتنجيمه؟

هناك طائفة نصرانية تعيش غربي كندا تسمى «دوخوبور» لا يرسلون أبنائهم للتعلم في المدارس النظامية،

يرفضون التلقين من الحداثيين، لأنهم لا يعلمون سوى العلمانية والمادية والعسكرية وكلها تتنافى مع تعاليم المسيح،

والعهدة في هذه الرواية على وليم جاي لأني لا أعلم هل مازالوا كذلك أم لا؟،

هؤلاء يخافون الخضوع لخطط النورانيين الذين يسعون لتحويل الأرض إلى ديكتاتورية شيطانية شمولية.
ختاما:

الحقيقة أنني رأيت اللجوء إلى كاتب آخر غير مسلم ويتناول أمر هذا الخبيث من خلال رؤيته

وما رآه أمام عينيه وقد كان محقا في كل ما ذكر لأن ما ذكره من مائة عام تحقق

ولم تنجح صرخته في إنقاذ أمريكا وكندا من الوقوع في حبائل هذا الخبيث،

بل وبسط سيطرته على البشر الذي استذلهم بمعاصيهم فهل نعتبر؟
Écrire à Fatenfarouk Abdel Moneem

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى