الحسين الحياني - كأس العالم.. الحلقة 1

الحلقة 1


لا يمكن قراءة الحدث بمعزل عن التاريخ والمحط
في صلب فلسفة الرياضة، وفي حقيقة حظها من الارتقاء والضمور، كما هو الشأن في الاقتصاد والمال الأعمال والتكنولوجيا والقرارات السياسية العاصفة، نجد خضوعا تاما ـ من حيث دورانها ورجحانها وتصنيفاتها ـ لنواميس وضعية أملاها العالم المعاصر المتطور، على آليات القرار والمنافسة، لما يتعلق الأمر بالسباقات في جميع المجالات الإبداعية أو الإنتاجية أو الاستهلاكية . وتحت طائلة هذه المعايير أو القواعد الهلامية، أقصيت الجهات أو المناطق أو الدول، وكل ما يطلق عليه بالكيانات التي تدخل في خانة الفقر أو التخلف، وجميع ما أطلقوا عليه العالم الناشئ أو العالم الثالث أو العالمي النامي .. والمقصود هنا هو العالم الذي يعيش ويتحرك في ظل غيره من الأقوياء، ويتمدد ويتنفس بمشيئة من يملكون زمام النفوذ المطلق على كل شيء. وإذا كان المغرب صورة عن الحالة الأولى، والولايات المتحدة صورة عن الحالة الثانية، فإن خلق نزال بين الطرفين في كنف الحجم الدولي، كالتساقر لاحتضان كأس العالم في كرة القدم يعد تهورا لا غير من الصغير، أو عملا تركيبيا لمشاهد حرجة. وتأسيسا على الواقع الآنف الذكر، والمعمم دوليا، لا نجد مقاولة مغربية تمخر طريقا سيارا في الفلبين أو كوسطا ريكا، ولا نعثر على مؤسسة بنكية تلعب لعبتها في هونكونغ أوسان مارينو، ولا نرى في البحار حاملات نفط عملاقة لمصر تمخر البحر، غير عابئة بالأمواج وهكذا دواليك..والعكس صحيح، فليس في العالم دولة من هذه الدول أو الدول الشبيهة بها، لا تغمرها شركات من جنسيات تنتمي للولايات المتحدة الأمريكية أو اليابان أو كوريا الجنوبية أو بعض من دول أروبا الغربية وروسيا والصين..
وبقدرا ما تنسجم مقومات التكون والمولد والمنشأ، مع طبيعة المكونات نفسها أو محيطها، بقدر ما يمتلك الحدث المصنوع المخلوق عنفوان الوجود والانتصاب ومناعة المقاومة للفشل أو التبخر،

لا يمكن قراءة الحدث بمعزل عن التاريخ والمحط
ولكي ننرسم الصورة الحقيقية أو التقريبية لمخاض الحدث، ولا أقول صورة الحدث نفسه، لأنه لم يحصل له الوضع بعد.. لا يمكن أن نقرأه أو نعيد خلقه بعمزل عن التاريخ والمحيط، أي بمعزل عن فضائه العام، ولذلك نذعن للأمانة العلمية إذا نحن أشركنا التاريخ علميا وفلسفيا وفنيا، في مراجعة المراحل الأولى لميلاد فكرة تنظيم المغرب لكاس العالم في كرة القدم، أو أيها بلد في العالم ذي سيادة، وينشط بقدر إمكانياته في كثير من منظمات الأمم المتحدة ، من حقه أن يعبر عن رغباته ومطامحه بالأسلوب الذي يريحه.


* في نشر مسودة أحد كتب ذ. الحسين الحياني عن تجارب المغرب مع تنظيم كاس العالم لكرة القدم " كأس العالم.. محنة شعب ٍ من غير ذنْبٍ.." بمناسبة ما راج من أن المغرب الحاكم سيتقدم مرة سادسة للمسابقة 2030.


.../...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى