محمد السلاموني - < بوتين > أمل العالم الجديد فى نزع قناع الهيمنة الأمريكية:

[المتطوعون الأوربيون يتحضَّرون للذهاب إلى أوكرانيا دفاعا عنها ضد الروس...].
لا، ليسوا متطوعين، بل جنود أمريكيين وأوربيين، سيذهبون تحت مسمَّى "المتطوعين"، خشية أن يُعد اشتراكهم فى الحرب الأوكرانية إعلانا رسميا عن دخول الحرب ضد روسيا .
وبالطبع، الروس يفهمون أبعاد تلك اللعبة...
فى الحقيقة، ما فعله بوتين، وإصراره على احتلال أوكرانيا، فَضَح الضعف العسكرى للناتو ...
فى مقابل القوة العسكرية المطلقة للروس.
وهو ما يعنى أن "أمريكا" صارت تحتل المرتبة الثانية عسكريا- بعد هبوطها إلى المرتبة الثانية إقتصاديا وصعود الصين.
ما الذى يمكن أن تعنيه هذه الحقائق الجديدة؟.
أعرف أن [العبيد- الذين استمرأوا لعق أحذية الأمريكان، والذين لا أترَدَّد فى اتهامهم بالعمالة للأمريكان والأوربيين، نتيجة للجهل]، سيستنكرون ما أقول، وقد يهاجموننى "وسأهاجمهم وأفضحهم أنا أيضا"، أيا كانوا...
أما من ناحية أوكرانيا، وهل يحق للروس استعادتها كنوع من "استرداد الوديعة- التى منحها لهم لينين وجورباتشوف وغيره من الحُكَّام السوفييت" من قبل...؟.
الجواب: نعم...
فقط اقرأوا هذا المقال:
كتب (محمود الإدريسي)
[بعض التوضيحات عن مشكلة أوكرانيا :
1) أرض أوكرانيا ومنطقة كييف كانت المنطقة الأولى التي ظهرت فيها القومية الروسية تحت مسمى: كيفسكايا روس كما كانت كييف عاصمة روسيا القديمة قبل أن تصبح سانتبيتربورغ وبعدها موسكو. تماما كما كان اليمن الوطن الأم للعرب قبل أن ينتشروا في شبه الجزيرة العربية.
2) الأوكرانيون كانوا قبيلة سلافية صغيرة تنتشر على رقعة صغيرة غربي مدينة كييف الحالية، ولم تكن للأوكرانيين قط دولة في مساحة أوكرانيا الحالية، إنما بعد ثورة البلاشفة سنة 1917 ،قام فلاديمير لينين بتأسيس دولة أوكرانيا على أراضي روسية، وما كان يتوقع تفكك الإتحاد السوفياتي وذهاب الأراضي الروسية إلى ملكية الأوكرانيين، كما أن شبه جزيرة القرم لم تكن داخل أوكرانيا عند تأسيسها سنة 1922 بل أدخلها خروشوف ذو الاصل الاوكراني سنة 1954 لتسهل إدارتها، ولكونه اوكرانيا؛ وما كان أحد يتوقع آنذاك أن يتفكك الإتحاد السوفياتي.
3) أن الروس والاوكران ينحدرون من اصل سلافي وأن اللغتين شديدتي التشابه حتى التطابق احيانا كالفرق بين اللهجتين المصرية واللبنانية. كما أن حوالي ثلث السكان يتكلمون الروسية ويعتبرون انفسهم روسا ويريدون العودة للدولة الأم.
اتضح في السنوات الأخيرة أن منطقة الدونباس غنية جدا بما يسمونه غاز الشيست الذي اتفق الأمريكان مع الاوكران على استخراجه وبيعه لأوروبا عوضا عن الغاز الروسي الطبيعي.
4)منطقة الدونباس كانت المنطقة الصناعية الرئيسية لكامل الإتحاد السوفياتي ،. بها الأفران التي تنتج محركات صواريخ الفضاء التي صارت أمريكا تشتريها من روسيا بعد تفكك الإتحاد السوفياتي، (وهي الآن ضمن نطاق اوكرانيا) ، لأن نصف صواريخ أمريكا التي كانت ترسلها للفضاء تحترق.
5) كل أراضي أوكرانيا هي من نوع التربة السوداء الشديدة الخصوبة، وبالإضافة لكون أوكرانيا من حيث المساحة هي أكبر دولة أوروبية (روسيا عندها فقط 321 ألف كلم مربع في أروبا) والباقي في آسيا. ولذلك فإن أوكرانيا كانت المصدر الرئيسي للغذاء في الإتحاد السوفياتي وكذلك الآن بالنسبة لروسيا، ويريدونها أن تصبح سلة أرووبا الغذائية، وهو ما يغضب الروس الذين لا تنتج أراضيهم شيئا مهما بسبب الجليد.
6) روسيا قد ورثت عن الإتحاد السوفياتي برنامجا متقدما من الصواريخ الفوق صوتية، وتوصلت أخيرا إلى إنتاج صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمسة وعشرين مرة، وهو ما لا تملكه أمريكا ولا غيرها، ويتوقع الخبراء الروس أن تصنع أمريكا الصواريخ الفوق صوتية في ظرف 5 إلى ستة سنين. وبذلك تكون روسيا اليوم قادرة على تدمير كل حاملات الطائرات الأمريكية الإحدى عشر بضربات صاروخية سريعة. وهو ما يفسر تعنت الروس وتهديدهم لأمريكا بتدميرها قبل أن تحك أنفها.
واخيرا فإن روسيا مستعدة للتضحية بمليون مقاتل كي لا تخسر أوكرانيا لأنها جزء حيوي منها وتعتبرها جزء من اراضيها التاريخية، وكي لا تسمح بتهديد اراضيها في حال انضمت اوكرانيا إلى الناتو واصبحت صواريخ الغرب الثقيلة على تخومها. أما الغرب فليس له قضية وطنية في هذا النزاع إنما يريد كسر هيبة وقوة روسيا واخضاعها من خلال ضم اوكرانيا للناتو ولكن لا مقدرة لأوروبا ومعها أميركا لفعل ذلك بل تهويل فارغ .].
تعليقى على المقال:
/المعلومات التى أتى بها المقال تقول بأن "أوكرانيا" صنيعة "الروس"، على جميع المستويات.
أى أنها هى "القوة الحضارية الروسية الحقيقية"، قبل انهيار وتفكك الإتحاد السوفيتى.
/ إذا كانت روسيا "بعد انهيار الإتحاد السوفيتى" وافقت على منح أوكرانيا استقلالها كدولة، فعلى أوكرانيا الإلتزام بما تمليه عليها روسيا، لأن هذه الأخيرة متورطة فى الصراع مع أمريكا وأوربا، ولا يصح، ولا يجوز، لأوكرانيا أن تتحول إلى المعسكر المعادى لروسيا، وإلاَّ صار من حق الروس اعتبارها دولة معادية ومهدِّدة لأمنهم القومى...
لا يصح ولا يجوز- وفقا لأى منطق- أن يتحول كل ما ادَّخره الإتحاد السوفيتى طوال تاريخه من قوة حضارية إلى الجانب الآخر المعادى لروسيا...
وهو ما حدث... ؟!.
/ فيما مضى كنت موآزرا لبوتين بالنظر إلى النتائج المتوقعة لانتصاره على الهيمنة الإستعمارية "الأمريكية - الأوربية"... أما الآن، فأدعمه تماما، وأدعوا الجميع لمساندته فى "استعادة أوكرانيا" باعتبارها حق روسيا الطبيعى والتاريخى والحضارى؛ أيا كان الثمن...
/ وفى الحقيقة- القضية واضحة تماما...
وفى الوقت الذى يزعم فيه الإعلام المعادى لروسيا أن "الحرب على أوكرانيا، هى حرب شخص واحد وحيد من نسل ستالين وهتلر، يدعى بوتين، وليست حرب روسيا"؛ كعادة الأمريكان والأوربيين فى ترويج الأكاذيب لكسب الحروب فى معركتهم ضد "الجماهير البلهاء" الذين يستغلونهم دوما، باعتبارهم العدو الأول الحقيقى، قبل خوضها مع الجيوش، سنجد أن الشعب الروسى "منطقيا وعمليا" يقف وراء بوتين، ويبارك مسعاه فى استعادة حقوقه .
لذا، على الجميع مناهضة الهيمنة "الأمريكية- الأوربية" وفضح العملاء، المأجورين منهم والجهلاء، الداعين إلى مزيد من الهيمنة الإستعمارية على أوطانهم وشعوبهم .
فهؤلاء يريدون أن يطفئوا "أملنا" الوحيد الممكن، والمحتمل التحقق ولو بقدر ما، فى تراجع الهيمنة الإستعمارية التى أنهكتنا وساهمت فى تخلفنا وفقرنا بل وموتنا، على مدار التاريخ الحديث كله...





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى