خالد محمد مندور - الأب والجد.. "ان كبر ابنك خاويه"

مات محمد مندور فى حياة أستاذه طه حسين، وابدى طه حسين حزنه البالغ على وفاة تلميذه الاول، وانه لن ينسى ما عناه مندور فى حياته، وفى مقال لمحمد مندور سنة 1962 بجريدة الجمهورية كتب تعليقا على ما صرح به لويس عوض، في حديث لفؤاد دوارة، بأن جيلهم لم يقم بما هو مطلوب منه فى دعم المواهب الجديدة، نافيا ذلك بشدة، حيث أكد أن جيلهم "قد كان أكثر موضوعية وأكثر دقة فى تزجية المواهب الجديدة، ويكفينا اننا لم نحارب قط موهبة حقيقية وان المواهب التى عملنا على إبرازها لم تكن من قش بل كانت مواهب صلبة أثبتت وجودها".
ويعلق على الجيل السابق بقوله: "وإذا كان كل من هؤلاء الأدباء الكبار قد كان له تلاميذه وحوارية فيخيل الى اليوم ان موقف كل من هؤلاء الكبار من تابعيه قد كان موقفا عاطفيا أكثر منه موقفا موضوعيا ، ولسوء الحظ أخطأوا كثيرا عندما احتضنوا احيانا أشباحا لا مواهب حقة ، بل ويؤسفني ان اقول ان بعضهم حارب احيانا المواهب الحقة عند بعض تلاميذه ومريديه ذوي الشخصية و الاصالة مما ادى الى اختلاط الحابل بالنابل فى جيلنا الاوسط واحداث عملية تقديم و تاخير كان لها بالغ الضرر فى تطور الحركة الثقافية العامة فى بلادنا ، ولولا صلابة بعض هذه العناصر الممتازة لسقطت تحت وطأة الكبار ".
لقد ترددت كثيرا ان اكتب حول هذا الموضوع ، الموضوع الذى لم يصرح به اصحابه الا ضمنيا ، فالجد المكلوم يشعر بحزن بالغ لوفاة ابنة الاول ، و الأب الذى يكن احتراما عميقا لأبيه الثانى يقترب من حبه لأبيه البيولوجى بشعر باسى بالغ ، كما هو واضح مما كتبة ، وانا كذلك اشعر بحزن بالغ لم يمحوه الزمان ، ويزداد كلما ازداد وعي بما تعرض لة محمد مندور فى حياتة من مصاعب جمة بدون دعم حقيقي من ابيه الروحى ، بعد ان عاد من بعثته الاوربية ، الا فيما ندر.
فالجد هو الذى دعم واستثار التمرد الأصيل لدى تلميذه ، الذى مارس التمرد إلى مداه الكامل فتمرد حتى على أستاذه ، الذى لم يستطع ان يستوعب ان تمرد تلميذة هو بالضبط ما كان يستحثة عليه ، ولولا هذا التمرد لما أصبح محمد مندور الذى نعرفه ، ولكان قد اكتفى ان يصبح استاذا جامعيا مرموقا ، مثله مثل الأبناء الآخرين النابهين ، مثل سهير القلماوى أو شوقى ضيف .
فان كبر ابنك خاويه حتى لا تصيب الأحفاد " بوجع القلب "



1646206009045.png
1646206031508.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى