دقات الساعة تشير إلى الخامسة عصراً. قلبي يتوق إلى إحتضان أي رجل غريب. فكرت بأوليفر وبعرض مسرحيته يوم الأحد الهادئ هذا. ركبت دراجتي. ألقيت بكعبي العالي في السلة الأمامية، لأصل إلى الموعد بأسرع وقت ممكن. ربطت شعري الأسود الى اعلى، لتجنب تطايره وانسيابه على وجهي كلما هب النسيم الربيعي. فستاني من الساتان الأسود، مزركش بورود حمراء صغيرة، يرتفع مع حركة القدمين. كاشفاً عن فخذيّ، اثناء تحريكي دَوَّاسَات الدراجة بِصَفْحَتيّ قدميّ الحافيتين. اتخذت الطريق المعاكس للسيارات كي لا يزعجني أحد. عرقي يتصبب منحدراً من أعلى جبيني لينساب على رقبتي ومنها على طرف فخذيّ المكشوفين. ثقل الثديين. يهتزان مع كل حركة تلامس فيها الدراجة حجارة الشوارع في القرية. إحتكاك كرسي الدراجة يذكرني بك وبهمساتك الحارة. تنتابني رعشة دافئة، كموجة هادئة للبحر تنكسر على الشاطئ بكسل. أغمض عيني لدقائق. أتذكرك وتزداد لهفتي إلى احتضانك. أتذكر يوم إختبئنا من أعينهم خلف الكواليس. بعد انتهاؤك من تقديم عرض مسرحيتك. نهرب سوية من باب الطوارئ المغلق امام الجمهور. رفعتَ جسدي إلى خصرك. وصرتَ تولجني بسرعة وبصمت كي لا يفتضح أمرنا. تمتص ريقي، وتولجه فيّ من جديد. عرش الإله يهتز لغمرة نشوتنا، وانت منهمك، تهز ردفيّ بيديك الخشنتين. تنظر في عيني ملياً. ترى انعكاسك فيهما. ظهري يلتصق بالحائط البارد. تكتم صراخي بتثبيت باطن كفك على فمي كي لا يكتشف امرنا. انتهينا سوية ككل مرة. ارتديتَ قميصك. قبلت جبيني. ورحلت. لتتركني ملقاة في منتصف الغرفة. ألملم أشلائي، كمحاربة خارت قواها وظلت وحيدة. تستعد لغزوة قادمة معك. فجأة، استيقظت على صوت بوق لسيارة مزعج وصياح لرجل يشيح بيده مشعلاً أضواء سيارته لأبتعد عن طريقه. وصلت إلى القاعة حيث موعدي، لمفاجئتك. نزلت من على الدراجة لأنتعل كعبي العالي مجدداً. رتبت شعري ومسحت عرقي عن جبيني. المحارم الورقية عليها آثار للبودرة وأحمر شفاه. اللوح الخشبي المثبت كتب عليه إسمك ليرشدنا إلى مكانك، «لمشاهدة عرض أوليفر ساجلير». أبواب الكنيسة مفتوحة، وانت هناك في منتصف قاعتها. سلطت عليك الأضواء الحمراء، كشيطان تبحث عن شوكة ملتهبة تغرسها في لحم نيء لامرأة. كنت منهمكا في قراءتك لكتابك الأخير. تتحدث عن مغامرتك مع هيلين وفريديرك، وكيف عشقت ممارسة الحب الثلاثية. لم تشعر بي ولا بوجودي، لانشغالك في البحث عن تفاصيل وانحناءات جسد هيلين. تصطحبك هي في مغامرة جديدة. رحلتُ من القاعة. غبتُ في الكواليس. بحثتُ عن حقيبتك. تركتُ في داخلها ورقة مكورة ومخرمشة، بعد أن كتبت عليها القليل من الكلمات وطبعت عليها قبلتي الأخيرة. مودعة حلمي الساذج. وذكرياتي الماجنة معك. جئت لأراك لاهثة، فوجدتك معها. تتحدث إليها وعنها. سأنهي اللحظة هنا. سأعود وحيدة، لأركب دراجتي. وأبحث عن حضن غريب آخر!!
.
Baigneuse en mer,
par Erich Heckel
.
Baigneuse en mer,
par Erich Heckel