تتحسسها بحرصٍ شديد، تمرر أناملها الصغيرة على قشرتها في نهم , تضع ثغرها المنمق عليها في لحظة عناق، نظرات عينيها مسلطة على الجميع تحملان رسالة تحذير: “لا تنظروا إلى حتى أُنهي لقائي بها “
أرُقبها بعينين من الشفقة واللهفة، لمعرفة ماذا سيحدث في هذا اللقاء ؟!.
تقشر قشرتها البرتقالية السميكة بعناية فائقة.. حتى لا تفقد شيئاً من محتواها، بعدما انتهت من عملها الدؤوب، تأكدت من خلو الشارع من المارة، قضمت منها أول قضمة، بينما هي على هذا الحال، مر طفلاً بدراجته لاهياً، فسقطت البرتقالة من بين يديها، تنظر له بعين ملؤها الحسرة و الأسى، تبدل الفرح الذي خط خطوطه على وجهها لحزن اعتراها واعتراني، همت لتقول شيئاً.. ظننتها ستوبخه، فإذ بها تقول بأدب جم:” ماذا تريد يا سي حمادة ؟”
الولد في غطرسة: تأخرتي، فأرسلتني أمي لأجئ بكِ، لتكملي ما لم تنهيه من أعمال المنزل .
لم يبال بما خلفه وراءه من ألم أعتصر قلبها، وبرتقالة ظلت تدور على الأرض.. باكية لحظة السعادة التي ضاعت من الفتاة وهي بين يديها منتظرة أن تلتقي بها.
ظللت أنظر لهما حتى اختفى سوادهما عن ناظري.. تسير خلفة منكفأة الرأس، ترتدي أسمال بالية، حافية القدمين، آثار من الرماد..كان هو ضوء وجنتيها الشاحبتين.. شفتاها متشققتان كصحراء مقفرة
أصابع يدها اليمنى كانت تقبض على وشاح صوفي أحمر.. تفرقت خيوطه على كتفيها، شعرها الأسود يتهدل على كتفيها، في تحدي واضح للمصير الذي آلت إليه حالة جسدها .
ضربت عائدة إلى منزلي.. خيالها لم يفارقني.. كانت لي برسمها وجسدها الضئيل ..ظلاً يلاحقني .
انقضى فصل الخريف، ذهبت لعملى في المشفى، هي ممدة على السرير،وجهها لا تكاد تبين ملامحة من أثر الحروق الغائرة، جسدها كله مغطى بشاش أبيض، أفزعتني صورتها الكائنة بلاحراك،وقعت عينيها علي فابتسمت في شحوب،ابتسامتها لم تثر دهشتي، فما كان بيننا من حوار صامت حري بأن يبقى عالقا بجدار الذاكرة، بدأت أسمع منها ما استكملت به قصتها .
ـ دخلت فوبختني سيدتي بأقذع الألفاظ بينما تسألني بعد أن أوجعتني ضرباً وأشبعتني سباً، أين كنتِ ؟
ـ أجبت بعد أن ابتلعت المجاج: كنت .. كنت، داهمتني بيديها التي صفعت بهما وجهي، فارتوت شفتاي بحمرة الدم الداكن، عدت بعد أن أنهيت عملي إلى حيث تعودت أن أبقى وحيدة في قبو العمارة الذي لا نافذة له.. أفترش الأرض الباردة .. أتدفأ في كل ليلة بنور يخفت من عود ثقاب .
ـ تحملق في سقف الغرفة: قضيت ليلتي أفكر في ما رأيته صباحاً ، لقد راقبت من نافذة إحدى الفاترينات عروسة ذات شعر كستنائي جميل، لها خدان متوردان بالحمرة، وملابس حمراء دافئة، ووردة بيضاء كثلج الشتاء البارد .
ـ تمنيت لو كانت هذه لي، غطت بشعرها وجهها : أردت أن أتعلم وأذهب للمدرسة لأقرأ، لكني كنت بطيئة القراءة، أتهجأ الحروف ببطء شديد، أعصر الكلمات على شفتي، لتتساقط متشردة في حِجري.
فخيرت نفسي بين شراء الكتاب ذا الغلاف البني وبه أحرف ال ب ورسم البرتقالة التي سقطت مني، وبين شراء العروس، فاخترتهما معاً .
ـ أبي يأخذ كل راتبي من السيدة ، ما يتركه لي … لا يكفي حاجتي.. فقط.. قطعة رغيف جافة.. أبللها ببضع قطرات ماء باردة.. علّها تسد رمقي وتوقف معدتي عن النحيب .
ـ قررت أن أواصل العمل الليل بالنهار، سأنهي عملي عند سيدتي وأذهب لأبيع الكبريت في الشارع .
تنقلت في الشوارع، فزدت من ساعات عملي.. وبدأت أجمع النقود، كنت أعود للقبو وأوراق الخريف تعلو أغصاني النحيلة .. فجمعتها وحرقتها لأتدفأ بتكسرها وصوت طقطقتها .
ـ أعود لقبوي و قد تشققت راحتيْ…وتفرعت الخطوط والتجاعيد.. وإنني أتألم عندما أبسطهما بقوة .
ـ في نهاية الخريف أصبح لدي المبلغ جاهزاً .
ذهبت به لبائع العروس .. فإذ به يأخذني معه إلى شقته ، ليحضرها لي، لم أفهم مما فعله بي شيئاً.. سوى أن قدماي ارتوتا بدم داكن .. كذلك الذي ارتوت به شفتاي يوم ضربتني سيدتي .. غير أنه كان يفيض بسرعة أكبر .
ـ خرجت و معي .. عروستي و الكتاب .. ودماء لا أعرف كيف أوقفها .
ـ وضعت مولِي في قبوي
ــ رفعت حاجبي: مولي !
َأدرَكت أنها ذكرت اسم غريب فقالت موضحة: “مولي “.. الاسم الذي أطلقته على عروستي، ابتسمت وذهبت بكلماتها إلى بعيد، لكم تمنيت أن يناديني أبي بهذا الاسم كما كانت تفعل معي أمي، قبل أن تتركني في يوم أشد برداً من يومنا هذا، تركتني أنا وسبع أخوة.. ممددين في حجرة واحدة .. مع أب دائماً ثمل .
ـ كنت بسيطة لا أعرف عن الحياة شيئ، حتى أنني لم أكن أعرف معنى الضوء، تعلمت معنى الضوء.. من فتيل الشمعة.. فلقد كان أول ما رأيت .. عندما صحت بالصراخ الأول.. فور وفاة أمي.. لقد أشعلوه أخوتي ليضيئوا به وجهها الجميل .. ليتأكدوا من رحيلها عن حياتنا، كان ضوء الشمعة ..آخر ما أذكره من هذه الليلة.
ـ لم أفهم ما هو المصباح .. ولم أدرك أي نوع من التيّارات التي تسير في تلك الأسلاك الصناعية.. فلم أرى هذه الأشياء.. إلا في الأعمدة الكهربائية .. التي تشجّر خاصرة الرصيف.
ـ عادت لتكمل.. و ما زال نظرها شارد إلى ما أبعد من حدود جلستي معها، أو حتى مجال رؤيا الأسرة المحيطة بها من كل جانب:
اختفى تورّد وجنتي مولي .. غطت الأتربة وجهها .. اتسخ شعرها الطويل.. لمست جبينها.. وجدته بارداً متجلداً!
فكان علي أن أدفّأ المكان.. لا أريد لمولي الجميلة أن تصبح قبيحة مثلي .. لن أسمح لهذا..عضت شفتيها لمعت عيونها ببريق دمعة تفاضل بين البوح و الاختباء خلف الجفن المثقل .
ـ لهذا قررت أن.. ُأشعل النار.. بعود الثقاب.. في كتابي البني.. سقطت دمعة.. تتبعها أخرى.. كنت أتألم في كل ورقة انتزعها منه.. ارتجفت يدي وعود الكبريت يقارب الأوراق.. حتى أغمضت عيني ، شعرت بالسخونة تأتي من النار المتقدة.. بعدها لمحت الحروف تحترق ..وبدأت البكاء عندما لمحت الـ ب يلتهب.. البرتقالة تآكلت حد الرماد.. احتضنت مولي وقاربتها لتشعر بالدفء.. لكن للأسف..لقد كانت نار صغيرة.. والأوراق لم تكف.. و دموعي وحدها أطفأت كتابي، اتشحت روحي بظلمة القبو، فأشعلت عود ثقاب آخر.. اقتربت النار أكثر لتنير وجهي أنا و مولي.. كما أضاءت وجه أمي .
مسحت الدموع من وجنتيها بيديها المتسختين.. فازداد لون الرماد على ملامحها.. زمت شفتيها:عانقت مولي.. وتحسست ألم الاحتراق في قلبي بنبضة أخيرة.
ـ تذكرت سيدتي وما ستفعله بي.. لو علمت بأمري . والرجل الذي ألهبتني أنفاسه.. أكثر من ألم احتراقي بعود الثقاب . نطقَت آخر كلماتها.. بدمعة ساقطة ساخنة .. ألهبت أنفاسي .
دفنت رأسها بين ساقيها، كانت سيدتي ستقتلني حتماً، وأبي لا يزال ثملاً لن يسأل عني.. أين أنتِ يا أمي ؟! .. أنا ومولي ما زلنا ننتظرك.. مدت يدها إلى الخلاء، وعلى وجهها تعبير يعذب النفس .. ذلك أنها تصف العذاب بمنتهى الصمت .
سقطت الوردة البيضاء من شعر مولي، فالتقطها لأُعِيدها إليها، فأدركت أنها حين نادت أمها لم تكن تمد يديها للخواء.. أسدلت عليها غطاء أبيض ليغطي جسدها المنهك.
و ظللت أبكي أبكي أبكي حد الصمت .
إيمان الشافعى .مصر
أرُقبها بعينين من الشفقة واللهفة، لمعرفة ماذا سيحدث في هذا اللقاء ؟!.
تقشر قشرتها البرتقالية السميكة بعناية فائقة.. حتى لا تفقد شيئاً من محتواها، بعدما انتهت من عملها الدؤوب، تأكدت من خلو الشارع من المارة، قضمت منها أول قضمة، بينما هي على هذا الحال، مر طفلاً بدراجته لاهياً، فسقطت البرتقالة من بين يديها، تنظر له بعين ملؤها الحسرة و الأسى، تبدل الفرح الذي خط خطوطه على وجهها لحزن اعتراها واعتراني، همت لتقول شيئاً.. ظننتها ستوبخه، فإذ بها تقول بأدب جم:” ماذا تريد يا سي حمادة ؟”
الولد في غطرسة: تأخرتي، فأرسلتني أمي لأجئ بكِ، لتكملي ما لم تنهيه من أعمال المنزل .
لم يبال بما خلفه وراءه من ألم أعتصر قلبها، وبرتقالة ظلت تدور على الأرض.. باكية لحظة السعادة التي ضاعت من الفتاة وهي بين يديها منتظرة أن تلتقي بها.
ظللت أنظر لهما حتى اختفى سوادهما عن ناظري.. تسير خلفة منكفأة الرأس، ترتدي أسمال بالية، حافية القدمين، آثار من الرماد..كان هو ضوء وجنتيها الشاحبتين.. شفتاها متشققتان كصحراء مقفرة
أصابع يدها اليمنى كانت تقبض على وشاح صوفي أحمر.. تفرقت خيوطه على كتفيها، شعرها الأسود يتهدل على كتفيها، في تحدي واضح للمصير الذي آلت إليه حالة جسدها .
ضربت عائدة إلى منزلي.. خيالها لم يفارقني.. كانت لي برسمها وجسدها الضئيل ..ظلاً يلاحقني .
انقضى فصل الخريف، ذهبت لعملى في المشفى، هي ممدة على السرير،وجهها لا تكاد تبين ملامحة من أثر الحروق الغائرة، جسدها كله مغطى بشاش أبيض، أفزعتني صورتها الكائنة بلاحراك،وقعت عينيها علي فابتسمت في شحوب،ابتسامتها لم تثر دهشتي، فما كان بيننا من حوار صامت حري بأن يبقى عالقا بجدار الذاكرة، بدأت أسمع منها ما استكملت به قصتها .
ـ دخلت فوبختني سيدتي بأقذع الألفاظ بينما تسألني بعد أن أوجعتني ضرباً وأشبعتني سباً، أين كنتِ ؟
ـ أجبت بعد أن ابتلعت المجاج: كنت .. كنت، داهمتني بيديها التي صفعت بهما وجهي، فارتوت شفتاي بحمرة الدم الداكن، عدت بعد أن أنهيت عملي إلى حيث تعودت أن أبقى وحيدة في قبو العمارة الذي لا نافذة له.. أفترش الأرض الباردة .. أتدفأ في كل ليلة بنور يخفت من عود ثقاب .
ـ تحملق في سقف الغرفة: قضيت ليلتي أفكر في ما رأيته صباحاً ، لقد راقبت من نافذة إحدى الفاترينات عروسة ذات شعر كستنائي جميل، لها خدان متوردان بالحمرة، وملابس حمراء دافئة، ووردة بيضاء كثلج الشتاء البارد .
ـ تمنيت لو كانت هذه لي، غطت بشعرها وجهها : أردت أن أتعلم وأذهب للمدرسة لأقرأ، لكني كنت بطيئة القراءة، أتهجأ الحروف ببطء شديد، أعصر الكلمات على شفتي، لتتساقط متشردة في حِجري.
فخيرت نفسي بين شراء الكتاب ذا الغلاف البني وبه أحرف ال ب ورسم البرتقالة التي سقطت مني، وبين شراء العروس، فاخترتهما معاً .
ـ أبي يأخذ كل راتبي من السيدة ، ما يتركه لي … لا يكفي حاجتي.. فقط.. قطعة رغيف جافة.. أبللها ببضع قطرات ماء باردة.. علّها تسد رمقي وتوقف معدتي عن النحيب .
ـ قررت أن أواصل العمل الليل بالنهار، سأنهي عملي عند سيدتي وأذهب لأبيع الكبريت في الشارع .
تنقلت في الشوارع، فزدت من ساعات عملي.. وبدأت أجمع النقود، كنت أعود للقبو وأوراق الخريف تعلو أغصاني النحيلة .. فجمعتها وحرقتها لأتدفأ بتكسرها وصوت طقطقتها .
ـ أعود لقبوي و قد تشققت راحتيْ…وتفرعت الخطوط والتجاعيد.. وإنني أتألم عندما أبسطهما بقوة .
ـ في نهاية الخريف أصبح لدي المبلغ جاهزاً .
ذهبت به لبائع العروس .. فإذ به يأخذني معه إلى شقته ، ليحضرها لي، لم أفهم مما فعله بي شيئاً.. سوى أن قدماي ارتوتا بدم داكن .. كذلك الذي ارتوت به شفتاي يوم ضربتني سيدتي .. غير أنه كان يفيض بسرعة أكبر .
ـ خرجت و معي .. عروستي و الكتاب .. ودماء لا أعرف كيف أوقفها .
ـ وضعت مولِي في قبوي
ــ رفعت حاجبي: مولي !
َأدرَكت أنها ذكرت اسم غريب فقالت موضحة: “مولي “.. الاسم الذي أطلقته على عروستي، ابتسمت وذهبت بكلماتها إلى بعيد، لكم تمنيت أن يناديني أبي بهذا الاسم كما كانت تفعل معي أمي، قبل أن تتركني في يوم أشد برداً من يومنا هذا، تركتني أنا وسبع أخوة.. ممددين في حجرة واحدة .. مع أب دائماً ثمل .
ـ كنت بسيطة لا أعرف عن الحياة شيئ، حتى أنني لم أكن أعرف معنى الضوء، تعلمت معنى الضوء.. من فتيل الشمعة.. فلقد كان أول ما رأيت .. عندما صحت بالصراخ الأول.. فور وفاة أمي.. لقد أشعلوه أخوتي ليضيئوا به وجهها الجميل .. ليتأكدوا من رحيلها عن حياتنا، كان ضوء الشمعة ..آخر ما أذكره من هذه الليلة.
ـ لم أفهم ما هو المصباح .. ولم أدرك أي نوع من التيّارات التي تسير في تلك الأسلاك الصناعية.. فلم أرى هذه الأشياء.. إلا في الأعمدة الكهربائية .. التي تشجّر خاصرة الرصيف.
ـ عادت لتكمل.. و ما زال نظرها شارد إلى ما أبعد من حدود جلستي معها، أو حتى مجال رؤيا الأسرة المحيطة بها من كل جانب:
اختفى تورّد وجنتي مولي .. غطت الأتربة وجهها .. اتسخ شعرها الطويل.. لمست جبينها.. وجدته بارداً متجلداً!
فكان علي أن أدفّأ المكان.. لا أريد لمولي الجميلة أن تصبح قبيحة مثلي .. لن أسمح لهذا..عضت شفتيها لمعت عيونها ببريق دمعة تفاضل بين البوح و الاختباء خلف الجفن المثقل .
ـ لهذا قررت أن.. ُأشعل النار.. بعود الثقاب.. في كتابي البني.. سقطت دمعة.. تتبعها أخرى.. كنت أتألم في كل ورقة انتزعها منه.. ارتجفت يدي وعود الكبريت يقارب الأوراق.. حتى أغمضت عيني ، شعرت بالسخونة تأتي من النار المتقدة.. بعدها لمحت الحروف تحترق ..وبدأت البكاء عندما لمحت الـ ب يلتهب.. البرتقالة تآكلت حد الرماد.. احتضنت مولي وقاربتها لتشعر بالدفء.. لكن للأسف..لقد كانت نار صغيرة.. والأوراق لم تكف.. و دموعي وحدها أطفأت كتابي، اتشحت روحي بظلمة القبو، فأشعلت عود ثقاب آخر.. اقتربت النار أكثر لتنير وجهي أنا و مولي.. كما أضاءت وجه أمي .
مسحت الدموع من وجنتيها بيديها المتسختين.. فازداد لون الرماد على ملامحها.. زمت شفتيها:عانقت مولي.. وتحسست ألم الاحتراق في قلبي بنبضة أخيرة.
ـ تذكرت سيدتي وما ستفعله بي.. لو علمت بأمري . والرجل الذي ألهبتني أنفاسه.. أكثر من ألم احتراقي بعود الثقاب . نطقَت آخر كلماتها.. بدمعة ساقطة ساخنة .. ألهبت أنفاسي .
دفنت رأسها بين ساقيها، كانت سيدتي ستقتلني حتماً، وأبي لا يزال ثملاً لن يسأل عني.. أين أنتِ يا أمي ؟! .. أنا ومولي ما زلنا ننتظرك.. مدت يدها إلى الخلاء، وعلى وجهها تعبير يعذب النفس .. ذلك أنها تصف العذاب بمنتهى الصمت .
سقطت الوردة البيضاء من شعر مولي، فالتقطها لأُعِيدها إليها، فأدركت أنها حين نادت أمها لم تكن تمد يديها للخواء.. أسدلت عليها غطاء أبيض ليغطي جسدها المنهك.
و ظللت أبكي أبكي أبكي حد الصمت .
إيمان الشافعى .مصر
قصة . مولي . مسابقة القصة القصيرة بقلم / إيمان الشافعى .مصر - مجلة همسة
مُولِي إيمان الشافعى .مصر تتحسسها بحرصٍ شديد، تمرر أناملها الصغيرة على قشرتها في نهم , تضع ثغرها المنمق عليها في لحظة عناق، نظرات عينيها مسلطة على الجميع تحملان رسالة تحذير: “لا تنظروا إلى حتى أُنهي لقائي بها “ أرُقبها بعينين من الشفقة واللهفة، لمعرفة ماذا سيحدث في هذا اللقاء ؟!. تقشر قشرتها...
hamsamagazine.com