محمد السلاموني - الأدباء الكبار

من يطلق عليهم هذا الإسم، ويصَنَّفون باعتبارهم كذلك، هم ليسوا كذلك أبدا إلا وفقا لمعيارية معينة- ومن الغريب أن المعيارية العربية فى جميع المجالات، توصف باللاعلمية، وهى كذلك بالفعل، نظرا لغرَقِها فى الأيديولوجيا والعرقية والشللية والمصلحية ... إلخ، لا سيما فى مجال الأدب والفنون (ولك أن تتابع ردود الأفعال على الجوائز الأدبية مثلا، لترى كيف أن عدم الإتفاق على أى شئ هو السمة المميزة للأدباء العرب) ، ومع ذلك فهؤلاء الأدباء لازالوا يصدقون أنهم (أدباء) بحق و (كبار) أيضا ؟!! ....
لا أريد هنا الدخول فى تفاصيل لا يتسع لها المقام ، لكننى فقط أريد أن أشير إلى أن هؤلاء (الأدباء الكبار) ، يمارسون ويجسدون أسوأ ما يمكن أن تتصف به (السلطة - العربية تحديدا) ؛ من تعالٍ وأنانية وتمحور حول الذات ، ومركزية ، وصلف وغرور ووووو ...
إذ ينعزلون عن الحياة ، ويغلقون على أنفسهم جميع الأبواب ، ولا ينفتحون ، كآلهة قديمة فقدت لغاتها وتعاليمها ، ولم يعد لها غير الإختباء فى كهوف الوهم الأسطورى - هذا على الرغم من أننا نحيا الآن فى عصر مختلف ، سمته الأساسية هى (التواصل) ؛ تواصل (الكاتب - الذى صار قارئا) مع (القارئ - الذى صار كاتبا) - كما نرى على شبكة التواصل الإجتماعى ...
لم يزل المثقف العربى (المعتمد مؤسسيا) ، يضع مسافة بينه وبين القارئ ، كى لا يتلوث بذلك القارئ - إذ ليس للإله أن يختلط بالبشر ، ولا للسيد أن يجالس ويحاور العبيد ... إلخ ، رغم أننا نعرف (يقينا) أن هذا المثقف (العربى) ، لم يضف شيئا إلى الثقافة ، فهو مجرد تابع أو ناقل أو مترجم - وفى أفضل الأحوال ، لاعب ماهر بالكلمات (ساحر) ، يقوم بتحطيم الأنماط اللغوية الشائعة ، التى كانت تتصف بالسحر فى يوم ما ، ليخلق أنماطا أخرى ، بديلة ، تشير إليه وتعزز مكانته كساحر جديد (فى أمة الكلمة) ، هكذا ، دون أن يدرى أنه يعمل داخل نفس الأطر البنيوية ، الثقافية ، القديمة ...
وفى الحقيقة بالإمكان الإستمرار فى رصد وتحليل وضعية المثقف العربى ، فضلا عن (تفكيك) خطابه ، والتفكيك تدمير ؛ إذ يدمر حضورية الذات ، ووهمها ، بالكشف عن تناقضاتها ، ومغالطاتها ومآزقها المنطقية .. وهذا ما سأفعله ، كلما سنحت الفرصة ...
// أدباؤنا الكبار لم يكتبوا شيئا حقيقيا، وقراءة أعمالهم مضيعة للوقت.




  • Like
التفاعلات: علي سيف الرعيني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى