حلقة 3 صحن بنهيمة على وجه عبد الحليم خدام..
كان المغرب في عمومه مسرحا ـ في العهد الملكي الحسني ـ لعجائب مرسومة على كل وجه، وعلى كل جدار.. ينتظر حفل كأس العالم في كرة القدم.
غير أنه ـ الملك ـ في النصف الثاني من شهر دجنبر سنة 1985، بمناسبة إحدى الزيارات الملكية إلى فرنسا، تعرض لهزة صاعقة، فقد ارتفعت على سطح الصحافة الفرنسية، وتيرة الحديث عن المعتقلات والسجون العلنية والسرية التي يزخر بها المغرب الآمن الهاني في ظل الحسن الثاني، كما كانت تردد الإذاعة والتلفزة الوطنيتان. وطغى على الزيارة ملف المهدي بنبركة المخطوف، المقتول، المجهولة رفاة قبره. حدث هذا بإلحاح من النازحين في فرنسا.. المناهضين للملك.. الفارين من قبضة الشرطة المغربية، وبمساهمة مغلفة من خصوم المغرب في الصحراء المغربية مؤطرين من منظمة "البوليساريو" ومن تقدميين أمريكيين وفرنسيين بإيعاز من التنظيمات التحررية في أروبا.
الملك المرحوم الحسن الثاني ـ كما ذكرت سابقا ـ كان عبارة عن حزمة من الخوارق، من ذلك، أنه كان يملك قدرة جبارة لإخضاع مجريات التاريخ الإنساني إلى سيناريوهات من حبكه، يلاعب بها المواطنين والرأي العام الدولي، كانت تساعده على خفض غليان الظرف الذي يرشه ويرش نظامه من قريب وبعيد بشظاياه.. كان يرفض أن يرى الحقيقة كما يراها غيره، كان يتسامح من موقع قوة، ويعاند ولا يعترف من موقف ضعف وخطإ، لذلك كان يلجأ إلى التعتيم والتمييع والتمويه وخلط الأوراق، وتشتيت الانتباه، لهذا وذاك كان يسارع كل يوم .. كل اسبوع.. كل شهر..كل سنة، إلى إقامة القداسات السياسية، وتنظيم التظاهرات العملاقة الملتوية المتلونة المقاصد والمشارب على أرض المغرب، بل كان يسطو على ادوار الاخرين وينوب عنهم لعقد مؤتمرات وترتيب لقاءات وملتقيات ، ولم يكن يأبه بما يصرف على ذلك من المال العام.. حتى الضيافات الفردية والخصوصية تميز بها المغرب من كل بلدان العالم غنيها وفقيرها، وكانت لها قصور وفيلات وإقامات من أعلى طراز في العمارة والتأثيث. وكانت لها صبائغها الخاصة التي ترسخ في الوجدان، مما يربي في أصحابها والمستفيدين منها أجراس العودة السريعة إلى المغرب بعد مفارقته. حتى الدعارة البرجوازية اصبحت يافطة يشتهر بها المغرب في زوايا العالم.. خناقة خدام وبنهيمة نموذجا.. فما ذا حدث..؟
فقد حصل ـ في أحد اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ـ وهم على طاولة العشاء ـ أن عيّر عبد الحليم خدام وزير خارجية سوريا أحمد الطيبي بنهيمة وزير خارجية المغرب، من أنه يدافع عن وطن تمخره الدعارة، فما كان من بنهيمة إلا أن قصفه بصحن على وجهه..
يتبع
.../...
* سلسلة مسودة كتاب "كأس العالم.. محنة شعب من غير ذنب.." للأستاذ الحسين الحياني
كان المغرب في عمومه مسرحا ـ في العهد الملكي الحسني ـ لعجائب مرسومة على كل وجه، وعلى كل جدار.. ينتظر حفل كأس العالم في كرة القدم.
غير أنه ـ الملك ـ في النصف الثاني من شهر دجنبر سنة 1985، بمناسبة إحدى الزيارات الملكية إلى فرنسا، تعرض لهزة صاعقة، فقد ارتفعت على سطح الصحافة الفرنسية، وتيرة الحديث عن المعتقلات والسجون العلنية والسرية التي يزخر بها المغرب الآمن الهاني في ظل الحسن الثاني، كما كانت تردد الإذاعة والتلفزة الوطنيتان. وطغى على الزيارة ملف المهدي بنبركة المخطوف، المقتول، المجهولة رفاة قبره. حدث هذا بإلحاح من النازحين في فرنسا.. المناهضين للملك.. الفارين من قبضة الشرطة المغربية، وبمساهمة مغلفة من خصوم المغرب في الصحراء المغربية مؤطرين من منظمة "البوليساريو" ومن تقدميين أمريكيين وفرنسيين بإيعاز من التنظيمات التحررية في أروبا.
الملك المرحوم الحسن الثاني ـ كما ذكرت سابقا ـ كان عبارة عن حزمة من الخوارق، من ذلك، أنه كان يملك قدرة جبارة لإخضاع مجريات التاريخ الإنساني إلى سيناريوهات من حبكه، يلاعب بها المواطنين والرأي العام الدولي، كانت تساعده على خفض غليان الظرف الذي يرشه ويرش نظامه من قريب وبعيد بشظاياه.. كان يرفض أن يرى الحقيقة كما يراها غيره، كان يتسامح من موقع قوة، ويعاند ولا يعترف من موقف ضعف وخطإ، لذلك كان يلجأ إلى التعتيم والتمييع والتمويه وخلط الأوراق، وتشتيت الانتباه، لهذا وذاك كان يسارع كل يوم .. كل اسبوع.. كل شهر..كل سنة، إلى إقامة القداسات السياسية، وتنظيم التظاهرات العملاقة الملتوية المتلونة المقاصد والمشارب على أرض المغرب، بل كان يسطو على ادوار الاخرين وينوب عنهم لعقد مؤتمرات وترتيب لقاءات وملتقيات ، ولم يكن يأبه بما يصرف على ذلك من المال العام.. حتى الضيافات الفردية والخصوصية تميز بها المغرب من كل بلدان العالم غنيها وفقيرها، وكانت لها قصور وفيلات وإقامات من أعلى طراز في العمارة والتأثيث. وكانت لها صبائغها الخاصة التي ترسخ في الوجدان، مما يربي في أصحابها والمستفيدين منها أجراس العودة السريعة إلى المغرب بعد مفارقته. حتى الدعارة البرجوازية اصبحت يافطة يشتهر بها المغرب في زوايا العالم.. خناقة خدام وبنهيمة نموذجا.. فما ذا حدث..؟
فقد حصل ـ في أحد اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ـ وهم على طاولة العشاء ـ أن عيّر عبد الحليم خدام وزير خارجية سوريا أحمد الطيبي بنهيمة وزير خارجية المغرب، من أنه يدافع عن وطن تمخره الدعارة، فما كان من بنهيمة إلا أن قصفه بصحن على وجهه..
يتبع
.../...
* سلسلة مسودة كتاب "كأس العالم.. محنة شعب من غير ذنب.." للأستاذ الحسين الحياني
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com