علي سيف الرعيني - الكاتب: سلطةعليا بلامنازع في كتابة الرواية؟!

المتحكم وصاحب القيادةوهوصاحب السلطة العليا ومعه كافة الصلاحيات بلا منازع .. دور الكاتب في نصه الذي يكتبه ولا تستطيع قدراته أن تتجاوز هذا النص بلا شك فقدرته الهائلة في الرواية تقف عاجزه مثلاً عن إيجاد القبول أو رفض العمل أدبياً أو شعبياً نتفق إذآ أن الكاتب هو صاحب السلطة العليا والإله المتحكم في الرواية لكنه عندما ينتهي منها يخضع للمعاير التي يخضع لها البشر في الواقع

ما يجب على الكاتب في هذا الجانب الذي يبني الرواية ويتحكم في النسق أن يجد له طريقة مناسبة ومتزنة في طرح القضايا والاحداث والشخصيات بحيث يتتبع القارئ خيط الاحداث الذي يجعله يستمر في القراءة لمعرفة النهايات دون أن يزهد في الرواية ويتركهافتشابك الاحداث وتتابعها مهم جداً وكذلك حجم الحدث وموضعه في الرواية فأن تبدأ الرواية بكارثة يتوجب عليك أن تعطي هذه الكارثة حجمها الطبيعي المقبول لدى الجمهور فلا ترفعها أكثر فتنهار ولا تسخطها فتتحول لحدث لكن يمكنك أن تظهر الجوانب الخفية في الكارثة كالجانب الإنساني أو الاقتصادي أو الاجتماعي وبهذا الأسلوب تتضخم الكارثة في عين القارئ دون ان يكون فيها شذوذ عن الواقع
يجب أن يكون هناك توازن فأن تكتب شيء معقول يساير الواقع أو أن تكتب شيء في الخيال يخالف الواقع أو أن تبالغ في طرح القضايا وتضخمها بالقدر الذي يفوق لفت الانتباه ويصل لدرجة الاشمئزاز فأنت تخلق احداث في كل الاتجاهات تبنيها بتصورك الشخصي لأن الرواية تصور شخصي للأحداث مهما تبنت مراجع أو تضمنت احداث واقعية فهي تفسر الواقع والتاريخ بعين واحدة والمبالغة أو الاختزال لها موقعها في الرواية فبعض الأمور يجب أن يرتفع فيها نسق التفاصيل وبعضها يأفل فيها ذلك النسق وكل القضايا وكل الشخصيات وكل الاحداث يربطها أسلوب الكاتب وكيفية الطرح فالأسلوب يجعل من الغريب مقبول ومن المستنكر جائز ومن الشاذ طبيعي

إذا احسن الكاتب الصياغة واستطاع أن يصل بالأحداث لمستوى الإقناع لدى القارئ يكون العمل تجاوز الارباك وفك الاشتباك الذي يحدث بين الشخصية والحدث في الرواية وحتى لو لم يعجب العمل الادبي المختصين ووجد النقد لاذع واكتشفوا فيه الكثير من الأخطاء التكوينية ، يمكن للعمل أن يتجاوزهم جمعياً في عين الجمهور ويكون العمل مقبول أو ناجح أو مبهر

الإله يتحكم في كل شيء من البداية حتى النهاية والكاتب إله الرواية وهو المتحكم فيها وعليه أن يخلقها بشكل جميل وأن يعود للواقع
أوتصوراته لأن الواقع هو ما يربط الرواية في ذهن القارئ فوجود الانسان في رواية خيالية هو بحد ذاته واقع لأن الانسان واقع والاحداث الخيالية تدور حوله أو تشابه الاحداث بين عالم افتراضي كامل مع الاحداث في عالمنا مع الفرق في التشكيل والتلوين والبهرجة التي يضعها الكاتب لكي يكون عالم خيالي يناسب الطرح
وبهذا النسق الرائع والترابط الوثيق
بين الواقع والتصورات والأحداث الخياليةيصل إلى ذروة الابداع
لكن اذا تعمدالكاتب بخلق شخصيات خياليةفقط بلاشك سيفقد القارئ ثقته بالكاتب وبالرواية على الكاتب ايضاان يتعرف على دوافع الشخصيات التي صنعها سواء أكانت خيرًا أم شرًا وهنا تبرز أهمية دراسة علم النفس والإطاحة بمكنونات الشخصيات فالبخيل قد يظهر لحظات كرم والمجرم قد تظهر عليه صفات طبية عند وصف الشخصيات يجب على الكاتب أن يصفهاكمالوانه قابلها أول مرة فنحن عندما نقابل شخصًا غريبًا فسنلحظ أولًا هندامه وشكله ثم صورته وطباعه وبعدها سلوكياته ومواقفه على الكاتب الحذرمن خلق شخصية لا تتفاعل مع أحداث الرواية مثلًا قديقول أبو فلان له من الأولاد ثلاثة محمد وخالد وفيصل وفي ثنايا الرواية لا يوجد أي دور يذكر لفيصل ولا حتى حدث واحدأخيرًا على الكاتب الملهم أن يترك للشخصيات حرية التحرك ولكن بالوقت ذاته عليه أن يمسك بزمامهاكي لا تفرط أمامه وتخرج عن دائرة ماخططه لها الكاتب..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى