محمود شاهين - الفلسفات المثالية حاولت تجريد مفهوم الخالق

بدأ الفلاسفة اليونانيون ما قبل سقراط عندما تأملوا هذا الكون البديع ورأوه اشياء متضاده متناقضة متنافره ولكن يجمعها كون واحد ومن هنا بدأ البحث عن هذا الشي العظيم الذي يوحد هذا الكون ويجعله واحد ، هرقليطس قال ان هناك في هذا الكون شئ

هو الذي يجمع ذرات الكون المتناثره ويجمع مفرداتة ويجعلها كونا واحدا ،واعتبر ان اللوغوس طاقة تجمع الكون .وجاء بعده الفلاسفه العظماء الثلاث سقراط وافلاطون وارسطو وقالوا ان اللوغوس ليس طاقه وانما هو العقل والمنطق الذي يجعل هناك ترتيبا وجمالا في هذا الكون. لكن جاء بعدهم الفيلسوف الاسكندري العظيم فيلون والذي قال ان اللوغوس ليس شيئا في داخل الكون لكنة خارجة يحكمة ويديره. هو فيه لكن ليس منه.

ففيه حارة العقول. من يكون اللوغوس وهل للوغوس علاقة بالاله .. ظل هذا السؤال الحائر يدور في الاذهان حتى كتب يوحنا عبارتة الشهيره في انجيلة عن المسيح

(في البدء كان الكلمة "اللوغوس" والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله)

وكأن يوحنا يقول للفلاسفة احسنتم وقصرتم .. احسنتم عندما فكرتم في هذا الخالق العاقل الذي يجمع مفردات الكون المتنافرة ويجعلها واحدا .. هذه الطاقة التي تحيي هذا العقل الذي يبدع .. ولكن هذا اللوغوس هو الله .. هو العقل والتعبير والفكر والمنطق في الذات الالهية.

وهذا الاله هو كائن روحي عاقل حي غير محدود الوجود فهو كلي الوجود الالهي بذاته وشخصه لا يخلو مكان من تواجده

In the totality of his being at each point in space

ولانه خالق الزمان والمكان فهو يسمو فوق كل محدودية للزمان والمكان ولا يمكن للانسان ان يهرب من الوجود الفعلي لله

Ontological presence

لان الله بكامل شخصه موجود في كل مكان في الكون وكما

قال الله في سفر ارمياء "اذا اختبا انسان في اماكن مستترة افما اراه انا يقول الرب.اما املا انا السموات والارض يقول الرب"

ولا يوجد سوى اله واحد حي عاقل غير محدود اخبرنا عن ذاته وجوهره وطبيعته في كتابه الوحيد "الكتاب المقدس بعهديه" .. اما كل الهه الامم الاخرى فهي اصنام كما قال الرب في المزامير. For all the gods of the nations [are] idols.


Jتشكر أخي إياد على التعقيب

لا شك أن مختلف الفلسفات المثالية حاولت تجريد مفهوم الإله ليغدو الأقرب إلى الطاقة العقلانية لكنها أخفقت في التجسيد كما في المسيحية وغيرها كما أخفقت في التشريعات الإلهية والحساب والعقاب وأركان العبادة والغاية من الوجود . برأيي أن هذه الطاقة العقلانية أو العقل الطاقوي أوجد الوجود ليوجد نفسه ويحقق ذاته ، فلولا الوجود لما عرفناه ، وأن غايته من الوجود هي أن يرى وجوده على الوجه الأكمل ، ليحقق الغايات المثلى من وجوده وهي تحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال.وبناء حضارة إنسانية إلهية إذا جاز التعبير.

****

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى