في آخر اللّيلة القمرية تَعبتْ أناملي، فوضعتُ أوتارها في فمي، وألوانها في عَينيْ، صارت موضوعا خرافيا، ولما غدت جنًّا يتخبطني متُّ في نَصّها، حتى ذابت روحي في أنغامها وفي ألوانها، صرت فنانا خارقا يُمزج بين الفنون ليصل إلى المتعة الخالدة، كأني صرت صديقا لبتهوفن وصاحبا لدافنشي، وأنا أحويها عشت نكهة العازف المبدع والرسّام البارع، ثم انقلبت عليْ فصرتُ لها لوحة ومعزوفة، راحت تدفعني بصدرها كي أطلع بما تشتهي من الألحان والألوان، ولما تعبت أناملُها وضعَتْ أوتاري في فمها وألواني في عينيها وغدت مجنونة مثلي.! رحنا نعزف بعضنا حتى قامت قيامة الليل.
في الصباح رحت أردد للناس معزوفة القمر، وأشرح لهم سرّ ابتسامة الموناليزة.!
.
[SIZE=6]Scheiber, Hugó (1873-1950)[/SIZE]
في الصباح رحت أردد للناس معزوفة القمر، وأشرح لهم سرّ ابتسامة الموناليزة.!
.
[SIZE=6]Scheiber, Hugó (1873-1950)[/SIZE]