البروفيسور إشبيليا الجبوري - الترجمـة بين تأويـل المعنـى والهيمنـة (1 ـ 2) عن اليابانية أكد الجبوري

2/1

منذ زمن بعيد والترجمة تقرئة٬ ماثلة في أزهر الحواضر وأحفلها؛ بنزاع المقياس بين خصوبة تأويل المعنى وأرواء يهتد إليها الهيمنة؛ حين طبقت التقرئة؛ في علو العلوم وحذق النوادر؛ أحياء ما يقع فيها من تصحيف وتحريف الفضلاء من العلماء والاحداث. ما يضم غايتها؛ في مقياس الدراية أتباعها٬ أو المعرفة للأرشاد بها٬ او الجديد عنها للتعلم.

وبلغت ما ذكت المنافسة منها من يزعم٬ صاحب السبق في الدقة والتقدم في مسائل خزين اللغة٬ وخزانة منزلة ما ورود عليها من اتباع روي المعنى٬ صنعة القصد٬ الروي عن الثبات٬ و يختص حذاقة أنتقاء دقة العلم بالكلمة٬ فأجذبها؛ عون ومشاركة٬ حين فطنها ومضي بإيضاح لفظها٬ أعلم سواه صنعة٬ عطاه التأويل اتباع بديع الاسناد ما أختل٬ فكتب إليها بينة الفهم٬ فأضرب باعا في الاجتذاب من لفظ٬ و أحرى كشوفات متعة ظل في نظم وشرح ما ورد بأصدار٬ وتحرير ضعف الوقفات والمسائل فيجيب بها؛ نصوص لكلمات كاملة أو جزئية لمعنى. ذكر فأجاب به بعضها وتعاطى شيئا إليها٬ لا تمضي سياقا٬ إلا وتخرج يقين٬ فيمن الأبحاث نقودات على ما ضاعت من تأويلات المعنى.

وكما معطم العلوم مهام؛ التي تهتم بهذا المعنى أو ذاك؛ قوبلت تحصر حفرياتها المعرفية وفقا لأستراتيجية؛ قابلتها تقود في النهاية لهيمنة ثقافة أو موضوع ما. والترجمة٬ أو نزاع الكلمات في إناسة الأشياء على ما وردت٬ كما تحيا جلوها لبعض الثقافت٬ كما يحلو لها فهما ألحقت. بمعنى٬ فرش رأي توافقي بعلامات الكلمة من السقط ٬ أو تباركت بالزيادة والحقت به بإضافة٬ على ما يقدر لها من بكر الأصل على جديد أو تأخير أو تكرار على خليط؛ منذ تأويل المعنى التي تهتم بها الثقافة٬ وما تقوم الارتكاز عليها من تحقيق جودة النوع للأختيار٬ متفقدا ما تقدمه عن صراع المعنى في سياقاتها٬ في الندرة الكاملة أو الهامش التقريبي عند جمعها بلفظة٬ مقبولا عليها٬ لما تود المضي بها. أي أن علم الترجمة يتخذ من الكلمة تخريجات تهتم بالإنسان٬ ما أجتمع الناس عليه وعلم٬ أو يفمه الناس ما لا يفهمه دونه٬ في تقبيح أو قبول ذوي الشأن والبعداء في تفريقه وتبغيضه٬ كما يستنج من الأشتقاق التأويلي لأفاهيم أكثر أنتشار وبساطة.

علما أن المعرفة الأجتماعية٬ ثقافتها هي الحل٬ الدهشة الأولى٬ لهذا المفاتيح٬ أكتشافا رائعا للصدور وفتنة للعقول٬ والتطويق هنا ما تقبح به للهيمنة على المتأدبين.

أن ما يرضي عنه الأخذ عمن يحسه ويثقه٬ ما يفهم الناس ويعلمه٬ يفسح حلا ا نظر به لمعنى لهذا السياق؛ التأويل لمعنى أكثر لطف٬ بساطة الفهم والامتداد٬ بحيث تتصل إلى عوالم الحفريات خلالها إلى أناسهم القبليون.حينما كانوا معنيين بتحقيق نقل إنباء رواة على أبناء بعضهم٬ تراجعهم المعرفة إلى نقل ما استمد منها الجهة الصادرة من أقوالها٬ كتبتها٬ أو التي شاركتهم في موضوعاتهم٬ لتكون عونا على تحقيق المعرفة٬ وتحرير نصوصها٬ وإيضاح مبهماته٬ وكشفهم غوامضه٬ وفك مغالق مسالكه،

فوجد في الترجمة العزاء في الرجوع والتفكيك والتأويل لمعنى٬ خائص وتصانيف ومراتب توجز فيها جمال التأويل من حيث جنال التصنيفم وابراز حسن الأداء٬ وغزارة المد والأنفتاح للمادة٬ ما رغب المترجم أن يقوم بتحقيقها ونشرهمام الحواضر٬ وخاصة في ثبات المعنى٬ في كونها تعد من المصادر الأصلية الأولى لمن ترجم لثقافات وأعلام الأحداث والفكر والنزاع٬ وكذلك معنية في التعمق والاتساع المعرفي في اللغة والنحو والادب للشعوب في الموضوع والغاية في المنطق والمنهج الحياتي.

لقد عبرت الترجمة عن ذلك أكتشافا رائعا أن يخرج لعالم الصراع٬ الأشياء التي عادة ما يهتم بها " صاحب مشروع الهيمنة" بالعادة من كليات جامعة للمعارف٬ مكتشفة أو ستكتشف أسوة بأهدافه٬ أو حزمة المهام الجامعة٬ ومن رحابها ليتجول في أصقاع العقل ومعارفه غير المكتشفة في ثقافة طبيعة تفكير الناس السوابق٬ مشرئبا في سلوكهم الثقافي وأعرافهم المكتشفة مما تستنتجه من الأشتقاق الأكثر ألفة في ترجمة منغمسة التأويل في المعنى٬ أنعكاسها عما هو مختلف عليه٬ أثناء "المأكل والمشرب والسلوك العام٬ عادة تؤسس منهج ثقافة٬ وأدوات فكرية٬ وأساليب أهتمام لمعنى الموضوع.

إشكالية الترجمة لها أصقاع غير مكتشفة٬ والتأويل والاشتقاق للمعنى٬ عادة هما محرك صرعة العصر٬ في الأختلاف والتعدد والتماثل. فالترجمة بمنهجها العلمي تشكل محتوى يخرج إلى العالم بكشوفات إنسية رائعة٬ عالم الدهشة المعرفية٬ مهتمة في رحاب الأشياء٬ مع الإنسان٬ كلماته وطبيعة كشوفاته الخفية والمعلنة٬ الجلية والقاتمة٬ المضيئة والداكنة..م عادة ما تشكل جولات من البحث والتدقيقي٬ في الاشتقاق والاستنتاج لهذه الملاحظة أو تلك الرحاب من الثقافات للشعوب. علما أن التأويل لهذه الكلمة أو تلك تشكل كشفا عن ما يختزن عنها٬ حكي ولغة للأشياء٬ كشف وإضهار لعالم جديد٬ إحالة إلى معاني٬ مفاتيح مكتبية جامعة إلى رحابها في التجوال والتشاطيء بكشوفاتها٬ والعيش بفترات المعنى٬ الزمن المختلف في كشوفاتها٬ والدهشة التي تتعاطى تصورات المعلومات المختزنة لفترات تخفيها وبروز بحث عالمها٬ عن حياة المعنى للإنسان.

عادة ما تتخذ الإشكالية من المعلومات المخزنة في الترجمة الواضحة٬ طرق التفكير عن الآخر٬ طريقة حياته٬ منطقه٬ الخاص والعام٬ ومحاكاة تجربته التي عاشها٬ وما يتأمل البحث معها٬ مستقبلا. إذن هي جولات العلماء والدراسات والابحاث٬ بعدها يرصد عما لطريقة الدهشة الجديدة٬ محمولتها الإبداعية٬ التي يغلب عليها المنطق المتماسك لثقافات الأفراد والشعوب٬ والأحوال العامة للصراع والتطور للمنطق٬ منطق المعنى للمقدمات المعرفة ونتائجها؛ التي تكفي لمد ما نسلم بها٬ حتى يتبدى لنا أن ما يعيشه المترجم ليس عالما آخر٬ بل عالمه الخاص بين الكلمات والثقافة مع الآخر٬ بما فيه من آراء ومعتقدات.

أي٬ أن تأويل المعنى في الترجمة لها عالم متماسك مع الأشياء في صراع نموها وتطورها.له قيمه ومنطقه وشعائره وطرق وأساليب دفعه للأخذ به؛ التي لا يخلو جميعها من التدحرج بجمع آلياته من العصف العام إلى الجدة الخاصة والطرافة المسلم بها. بمعنى٬ إن التأويل كانت له فعلا الدهشة الأولى في الكلام في أول الأمر. إذ ما تمثله الأفكار المؤولة البدئية من مآتاها٬ تشكل براءة ع فهم الأشياء وطبيعة نموها إلى معنى "صراعي"٬ غير أن ذلك التغيير لم تدم عليه طويلا من أخذ القيمة المضافة من تحولات المعرفة وأثرها في التجربة عما يعتقده الناس٬ هو عالم المعلومات البعيدة أو القريبة المتداولة قبل أن ينطلق الآثر العلمي في ثورة الأنتقال والدراسة والتحقق الذي يجلب معاينته عن كثب٬ في تصنيفه وأختيار خواصه٬ ودراسة المعاني ليس البالية بل التحقق من المعنى من طرق الإيمان بصدده وطرافة ما لحق إليه من أعتمد محقق من
منطبق ميداني في الحقول المتخصصة٬ الذي يجلب مكاسب النظر والعمق في عوالمه البعيدة٬ والسيطرة على منافعة٬ وكسب تمدده إلى تخصصات مكتشفة جديدة لاحقة.

ومن هذه المنطلقات٬ كانت أغراض الترجمة مع العلم٬ أغراضا زستكشافية جديدة للأشياء تجلب علة الخصائص رلى مافيه من آراء ومعتقدات إلى مقدمات ونتائج للمعاني ومنطقها الجديد. بمعنى٬ كشف الأشياء عن أغراضها العرضية البريئة للوهلة الأولى٬ أو الاقدام إليها فعلا من أجل كشف المآتى الأول لها٬ وأغراضه الثقافية وشعائره المؤثرة ثقافيا على الشعوب٬ وطبيعة نقلها إلى الآخر.

لكن معاينة الشيء عن كثب٬ يعد بحاجة إلى إقامة عوامد معرفية٬ عالمة وحريصة لأغراض العلم أولا والكشوفات عن جديد معالم القوة٬ والسرعة إلى ثبات مهارات الأداء في خلق جديد للسلطة٬ أو الدفع بالتأويل لأستكشافات نحو المنطلقات الحاكمة في النفوذ٬ في الجغرافية التي تشهد توسع ونمو خلاق في منافسة ما هو مكتشبف علميا٬ من مواد خام في الأشياء٬ وتوسع المجال العام لأغراض تأويل جهات المعرفة التي تفوق مساحتها مجال واحد محدد من جهات جذر الكلمات٬ وخفايا معانيها المستترة٬ وهذه الحمولات٬ في الأقبال على دقة الترجمة في أثر العالم وسرعة الأداء بالتغيير٬ ما ترك لتداول المعلومات أنتشارا معلوماتيا وجغرافيا مذهلا٬ حملها من حدودها المؤولة الضيقة لتجد لها في جهة من جهات المعرفة لا مواطئ دراسات لأدبيات مسبقة وحسب٬ بل رقاعا معرفية تخصصية تفوق مساحتها من حيث الجذر للكلمة أو ثقافة استخدامهام من شعوب وجغرافيات متعددة.

ما يدرك من خلال ما يحول به السلطات الحاكمة في المعلومات٬ الأهتمام كما هو "حال المستعمرات" أبتعاث لها أنشطة أسواقها٬ منتجها المعرفي٬ التأوويل في كل جهة من جهات تماسك مساحتها الثقافية٬ مواطئ غمسها في ثقافة السلطة الحاكمة٬ الثقافة المهيمنة٬ وعن يد الثقافة العاملة٬ لغتها المشغلة للمعرفة٬ وتقديم محفزات معرفية جديدة٬ تفوق مساحة ثقافتها الأصل٬ بعدد من الكلمات والتأويل لمعاني تستجب معانيها عن أثر العلم٬ من أجل تسويق ثقافاتها الخام٬ وعن جمهور جدد يستقطبونها٬ يتلقون خلالها صناعات ثقافية غير متوفرة في تراثهم وماضيهم،

والهيمنة هذه لم يكن عبر اتأويل المعاني وحسب. إنه تمثل ترجمة ومعرفة وتأويل عن معارفهم للتاريخ٬ ولا أيضا في استيضاح لحوليات الشعوب والدول٬ بل كانت ولا زالت الترجمة تعد ثقلا ثقافيا مهما في أسلحة الهيمنة قبل الهيمنة العسكرية في قوة أسلحتها٬ وربما الترجمة وتأويل المعنى هي الأقوى رقاعا توسعيا في السلاح٬ والأمضى قوة. مما هو تقليديا.

يتبع....


طوكيـو/ 17/03/22

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى