علجية عيش - هل هي نهاية العالم؟

حان الوقت لإستقراء التجارب قبل إصدار أحكام سريعة على التاريخ أو اتهام الآخر بالهرطقة، على طلائع الحريات أن تعاود الظهور و تعيد الحسابات، فما هو واقع اليوم متعلق بما كان واقعا بالأمس، و ما سيكون واقعا في المستقبل متعلق أيضا بما هو واقع الآن

سؤال لابد منه: متى تنتهي الحروب في العالم؟ ومتى تتحرر الشعوب من قيودها؟ و نتحن نتابع الأحداث في العالم كله يجعلنا نقف على حقيقة أنه من السهل جدا أن يتحول الإخوة إلى أعداء و الأعداء إلى إخوة حينما تجتمع المصالح و يتحالف طرفان من أجل تحقيق هذه المصالح، يجلسان على طاولة واحدة للحزار و التفاوض و الإتفاق على مشاريع مشتركة، و صبّ المصالح في اتجاه واحد، فلا عجب إذن أنت يتحالف الشيشان مع روسيا ضد أوكرانيا مثلا و هما الذان كانا بالأمس أعداء و أن تقف امريكا بقيادة الناتو مع أوكرانيا ضد روسيا لأهداف و استراتيحيات مشتركة، لاسيما في مجال التسليح ( النووي) والنفط أو حتى في مجال الموارد المائية التي تعتبر سلاحا أيضا لتجويع الشعوب و لذا نجدهم يتحدثون عن "السلام" المزيف حتى في أوقات الحرب لربح الوقت و تجديد الخطط أو تغييرها، عندما لا تكون هناك حلولا أو تكون هناك عقبات في طريق السلام، مثلما حدث بالأمس في كوبا، حين رفع كاسترو شعار السلام من اجل وقف الحرب.

كذلك الحالة الراهنة في العالم العربي، فهي تعبر عن مأساة إنسانية تعيشها الشعوب، هذه الشعوب التي تقف اليوم أمام جبهة متنافرة، هي مرتع التناقضات السياسية و المناورات التي لا تنتهي، فان تقف المغرب مثلا مع فرنسا ضد شقيقتها الجزائر، و أن تقف الجزائر مع البوليزاريو ضد شقيقتها المغرب، أو يقف ابناء البلد الواحد ضد بعضهم البعض ، و لا أحد يعرف من يقتل من؟ مثلما حدث في الجزائر و يحدث الآن في سوريا و ليبيا و اليمن و في العراق دون التفكير في وضع خارطة طريق لحل الأزمة، و تحقيق السلام و من ثم الوصول إلى شاطئ الأمان، فهذه قمة النتناقضات، لأن الإختلاف في المواقف بل انقسامها لا يضمن تحقيق السلام، فأيهما يجب دعمه اليوم؟ سؤال موجه للطبقة السياسية و الطبقة المثقفة و الطليعة التاريخية أيضا طالما الأمر متعلق بتدمير جيش و بنى تحتية و قتل مدنيين أبرياء من اجل نقطة اختلاف بين الزعماء أو كم أجل اطماع سياسية عسكرية و اقتصادية أو من اجل تغيير الترتيب الإجتماعي؟، هل هي نهاية العالم إذا لم يتحقق السلام؟ .

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى