ما أعلمه و أعرفه أن ما هو موجود بالمغرب من مؤلفات تعنى بالرياضة و تهتم بشؤونها لا يتعدى رؤوس الأصابع، أي أن هناك بعض الفلتات الإستثنائية و المبادرات الشخصية القليلة لأناس اتخذوا على عاتقهم ركوب قطار التأليف الرياضي و التوجه به نحو القارئ الكريم على سكة مليئة بالعوائق المادية و المشاكل التوثيقية و المراجع الخاصة، و ذلك بهدف ترسيخ ثقافة جديدة /غريبة في الوسط الرياضي الملئ بأشياء كان من المفوض و اللازم أن يطلع عليها القارئ بأدق التفاصيل من خلال كتب و منشورات تفي بالمطلوب.
شريط الذاكرة و التاريخ إذن يخبرنا بوجود ثمة كتب رياضية قليلة مثل كتاب أحمد الحريزي الرئيس السابق للوداد البيضاوي حول فريقه ( في جزأين ) تم كتاب لقيدوم الصحافة الرياضية الوطنية الحسين الحياني حول الجوهرة السوداء "العربي بن مبارك" تم كتاب حول أسطورة المشجعين المغاربة بشكل عام و كوكب النخيل بشكل خاص المونولو" الحاج القنصلي" دون أن ننسى كتاب للأستاذ عبد العزيز المسيوي تحت عنوان " أضواء على القوانين الجديدة المنظمة للجمعيات الرياضية بالمغرب"..
يتضح من خلال هذا الجرد السريع مدى الخصاص الكبير الذي تعاني منه المكتبة الرياضية المغربية نتيجة هزالة التأليف الرياضي بالمغرب و ندرة المؤلفين المتخصصين في الميدان الرياضي، عكس ما هو سائد في باقي دول العالم التي تحترم نفسها و القراء معا، فلنأخذ مثلا أي بلد من جيرانينا العرب أو في أوروبا لنقف على هول الفارق و سنصطدم بأرقام الكتب الرياضية هناك تضاعف ما هو موجود بالمغرب مرات و مرات.
و الحالة هاته نجد بتلك الدول كلما بزغ نجم أحد رياضيها إلا و تهافتت الأقلام للكتابة عنه و تدوين سيرته الذاتية و بالتالي تقديمها للقراء لإشفاء غليلهم ، فيكفي أن نذكر ببعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر نجم و ظاهرة الكرة الانجليزية مع بداية الألفية الثالثة الساحر مايكل أوين حيث فور ظهوره اللامع و هو لا يزال في سن ما قبل العشرين تم إصدار كتاب حوله في بريطانيا.
و نفس الشيء عند اعتزال أحد النجوم الكبار فإن حملة الأقلام يتسابقون لتحقيق سبق في هذا المجال كما حصل مع النجم الأسطورة مارادونا في كتاب" أنا دييغو" و كذلك مع غارينشيا ( اسمه الحقيقي فرانسيسكو دوس سانطوس) الجناح الأيمن للبرازيل و الأكثر من كل هذا تم تحويل مشوار حياته الشخصية و الكروية لعرض مسرحي خلال يناير 2001.
و هذا جورج بيست نجم منتخب انجلترا الشهير في الستينات و مانشستر يونايتد تم تدوين مشواره الكروي على شريط فيديو.
بعيدا عن حياة النجوم و المشاهير ثمة العديد من الكتب لا حصر لها تعنى بالرياضة عامة و كرة القدم خاصة باعتبارها اللعبة الأكثر شعبية في العالم، يكفي إلقاء نظرة خاطفة و سريعة على تلك الكتب التي صدرت فور إحراز الديوك الملونة للقبي كأس العالم و أوروبا سنقف على القيمة الحقيقية التي يعطيها الآخرون للتأليف الرياضي
تذكيري بما حدث و يحدث في فرنسا دون غيرها من الدول راجع بالأساس لكوننا نحن سكان أجمل بلد في العالم مصابون فطريا بعقدة الأجنبي/الفرنسي، حيث نستورد أي شيء كل شيء يحمل علامة "صنع بفرنسا" و بالتالي تقليدهم لكن في المسائل السلبية فقط.
فكل التجارب التي لاقت النجاح الكامل بفرنسا و تم تجريبها و اختبارها هنا بالمغرب حققت فشلا ذريعا كنتيجة حتمية للتباين الكبير في مقومات النجاح بين فرنسا و المغرب.
و بالعودة للكتب التي ظهرت بعد الثورة الكروية الفرنسية نسجل ظهور عناوين كثيرة نكتفي بذكر البعض منها للإستئناس بها فقط في هذا المقال:
-شغف الرياضة ( لجورج فيغارلو ) / الرياضة في فرنسا ( لبيير آرنو ) / الرجال الزرق ( أصدرته قناة كنال بلوس المشفرة )…
هذا غيض من فيض الإنتاج الفرنسي في مجال التأليف الرياضي، فلماذا إذن لم نسير على نهج فرنسا الرائد عالميا، أم أن ثقافة التأليف الرياضي لا توجد في قاموسنا الرياضي و نكتفي فقط بتحليل بسيط للمباريات و جرد عقيم لأسباب تخلفنا كرويا؟…
الحقيقة المؤلمة التي لا مفر من الإعتراف بها هي أن صنوبر الإبداع و التأليف الرياضيين بأجمل بلد في العالم و الذي يتسابق على شرف احتضان مونديال 2010 مصابان أصلا بالجفاف و يعانيان من القصور من جميع الجوانب.
لأعود لأطرح سؤالا آخر لعله يكون من بين أسباب ذلك النقص المهول، هل هذا النقص ناجم و ناتج عن عدم إقبال القراء على تلك الكتب التي صدرت هنا بالمغرب و لقت التهميش و العزوف بسبب أزمة القراءة التي يعاني مغربنا مما يدفع بحملة الأقلام إشهار سيف المقاطعة في مجال التأليف الرياضي و الهروب بجلدها من مواجهة المنتظر و اللامنتظر ؟
صحيح أن هناك الكثير من المثبطات التي تحول دون تقديم كتب رياضية للجماهير الرياضية من قبيل افتقارها للدعم المادي من الجهات المعنية و الوصية بقطاعي الإعلام و الرياضة و كذلك محدودية المراجع التوثيقية.
و الحالة هاته يتم وأد أي مشروع مستقبلي عند أول الطريق، و منه تخاف تلك الأقلام أن يخرج مولودها مشوها و يعاني الكثير من الإعاقات.
قد يقول قائل ما أن من بين أسباب قلة الكتب الرياضية افتقاد ساحتنا الرياضية لأسماء تستحق فعلا عناء التأليف الرياضي حولها.
بصريح العبارة و صدق الكلام، هذا الطرح مجانب للصواب و عين العقل، فيكفي إعادة تفحص كتاب الحياة الرياضية بالمغرب ورقة سنجد أن هناك رموز و من مختلف الأنواع الرياضية سواء الفردية منها أو الجماعية، قدمت أسماء لامعة سطعت بالراية الوطنية في فضاء التألق و الإبهار الرياضي، و منه تستحق الإحتفاء و الإحتفال بها كل مرة و أن يقام لها حفل تكريم من نوع آخر هذه المرة، عكس اللقاءات التكريمية التقليدية التي تقام على رقعة الميادين و التي لا تزيد إلا من كشف هشاشة تسيير و تدبير أصحاب الرياضة ببلدنا، و الأنكى من كل هذا أن ما هو سائد كقاعدة طبعا أن جل أنديتنا و جامعاتنا الموقرة مصابة بداء الجحود و نكران الجميل السيئين الذكر.
فساحتنا الرياضية و لله الحمد حبلى بالأسماء و على طول مساحة هذا البلد السعيد، فهناك الكثير و الكثير من الرموز الكبيرة من طينة النجاري ( الدراجات ) عاشق (الملاكمة ) القنديلي ( الفول كونطاك ) العيناوي ، أرازي و العلمي ( ثلاثي التنس المشهور عالميا ) المرحوم الراضي ، عويطة ، نوال المتوكل ، السكاح ، بيدوان و الكروج ( عمالقة ألعاب القوى ) أما عن أسماء كرة المستديرة فهي طويلة نطتفي بذكر رباعي الكرة الذهبية الإفريقية فرس ، الزاكي ، التيمومي و حجي إضافة إلى السطورة العربي بن مبارك و بودربالة و حاليا النيبت، مع العذر المسبق لباقي الأنواع الرياضية و الأسماء التي لم يشملها التذكير.
هذا من جهة أسماء اللاعبين و الأبطال و من جهة أخرى ثمة مواضيع ينبغي الكتابة عنها بإسهاب مثل: المنشطات / الهواية و الاحتراف / الاحتضان و الإشهار / الانخراط / الإعلام الرياضي /التجنيس الرياضي /النقد الرياضي / الرياضة النسوية /الرياضة و المخزن…
كخلاصة القول هناك الكثير من المواضيع الرياضية تستحق التأليف و التأريخ لها مع إلزامية دخول حملة الأقلام لهذا الميدان لتحقيق النقص كبير الذي تعاني من المكتبة الرياضية المغربية.
عزالدين أمزيان 28 يوليوز 2002
شريط الذاكرة و التاريخ إذن يخبرنا بوجود ثمة كتب رياضية قليلة مثل كتاب أحمد الحريزي الرئيس السابق للوداد البيضاوي حول فريقه ( في جزأين ) تم كتاب لقيدوم الصحافة الرياضية الوطنية الحسين الحياني حول الجوهرة السوداء "العربي بن مبارك" تم كتاب حول أسطورة المشجعين المغاربة بشكل عام و كوكب النخيل بشكل خاص المونولو" الحاج القنصلي" دون أن ننسى كتاب للأستاذ عبد العزيز المسيوي تحت عنوان " أضواء على القوانين الجديدة المنظمة للجمعيات الرياضية بالمغرب"..
يتضح من خلال هذا الجرد السريع مدى الخصاص الكبير الذي تعاني منه المكتبة الرياضية المغربية نتيجة هزالة التأليف الرياضي بالمغرب و ندرة المؤلفين المتخصصين في الميدان الرياضي، عكس ما هو سائد في باقي دول العالم التي تحترم نفسها و القراء معا، فلنأخذ مثلا أي بلد من جيرانينا العرب أو في أوروبا لنقف على هول الفارق و سنصطدم بأرقام الكتب الرياضية هناك تضاعف ما هو موجود بالمغرب مرات و مرات.
و الحالة هاته نجد بتلك الدول كلما بزغ نجم أحد رياضيها إلا و تهافتت الأقلام للكتابة عنه و تدوين سيرته الذاتية و بالتالي تقديمها للقراء لإشفاء غليلهم ، فيكفي أن نذكر ببعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر نجم و ظاهرة الكرة الانجليزية مع بداية الألفية الثالثة الساحر مايكل أوين حيث فور ظهوره اللامع و هو لا يزال في سن ما قبل العشرين تم إصدار كتاب حوله في بريطانيا.
و نفس الشيء عند اعتزال أحد النجوم الكبار فإن حملة الأقلام يتسابقون لتحقيق سبق في هذا المجال كما حصل مع النجم الأسطورة مارادونا في كتاب" أنا دييغو" و كذلك مع غارينشيا ( اسمه الحقيقي فرانسيسكو دوس سانطوس) الجناح الأيمن للبرازيل و الأكثر من كل هذا تم تحويل مشوار حياته الشخصية و الكروية لعرض مسرحي خلال يناير 2001.
و هذا جورج بيست نجم منتخب انجلترا الشهير في الستينات و مانشستر يونايتد تم تدوين مشواره الكروي على شريط فيديو.
بعيدا عن حياة النجوم و المشاهير ثمة العديد من الكتب لا حصر لها تعنى بالرياضة عامة و كرة القدم خاصة باعتبارها اللعبة الأكثر شعبية في العالم، يكفي إلقاء نظرة خاطفة و سريعة على تلك الكتب التي صدرت فور إحراز الديوك الملونة للقبي كأس العالم و أوروبا سنقف على القيمة الحقيقية التي يعطيها الآخرون للتأليف الرياضي
تذكيري بما حدث و يحدث في فرنسا دون غيرها من الدول راجع بالأساس لكوننا نحن سكان أجمل بلد في العالم مصابون فطريا بعقدة الأجنبي/الفرنسي، حيث نستورد أي شيء كل شيء يحمل علامة "صنع بفرنسا" و بالتالي تقليدهم لكن في المسائل السلبية فقط.
فكل التجارب التي لاقت النجاح الكامل بفرنسا و تم تجريبها و اختبارها هنا بالمغرب حققت فشلا ذريعا كنتيجة حتمية للتباين الكبير في مقومات النجاح بين فرنسا و المغرب.
و بالعودة للكتب التي ظهرت بعد الثورة الكروية الفرنسية نسجل ظهور عناوين كثيرة نكتفي بذكر البعض منها للإستئناس بها فقط في هذا المقال:
-شغف الرياضة ( لجورج فيغارلو ) / الرياضة في فرنسا ( لبيير آرنو ) / الرجال الزرق ( أصدرته قناة كنال بلوس المشفرة )…
هذا غيض من فيض الإنتاج الفرنسي في مجال التأليف الرياضي، فلماذا إذن لم نسير على نهج فرنسا الرائد عالميا، أم أن ثقافة التأليف الرياضي لا توجد في قاموسنا الرياضي و نكتفي فقط بتحليل بسيط للمباريات و جرد عقيم لأسباب تخلفنا كرويا؟…
الحقيقة المؤلمة التي لا مفر من الإعتراف بها هي أن صنوبر الإبداع و التأليف الرياضيين بأجمل بلد في العالم و الذي يتسابق على شرف احتضان مونديال 2010 مصابان أصلا بالجفاف و يعانيان من القصور من جميع الجوانب.
لأعود لأطرح سؤالا آخر لعله يكون من بين أسباب ذلك النقص المهول، هل هذا النقص ناجم و ناتج عن عدم إقبال القراء على تلك الكتب التي صدرت هنا بالمغرب و لقت التهميش و العزوف بسبب أزمة القراءة التي يعاني مغربنا مما يدفع بحملة الأقلام إشهار سيف المقاطعة في مجال التأليف الرياضي و الهروب بجلدها من مواجهة المنتظر و اللامنتظر ؟
صحيح أن هناك الكثير من المثبطات التي تحول دون تقديم كتب رياضية للجماهير الرياضية من قبيل افتقارها للدعم المادي من الجهات المعنية و الوصية بقطاعي الإعلام و الرياضة و كذلك محدودية المراجع التوثيقية.
و الحالة هاته يتم وأد أي مشروع مستقبلي عند أول الطريق، و منه تخاف تلك الأقلام أن يخرج مولودها مشوها و يعاني الكثير من الإعاقات.
قد يقول قائل ما أن من بين أسباب قلة الكتب الرياضية افتقاد ساحتنا الرياضية لأسماء تستحق فعلا عناء التأليف الرياضي حولها.
بصريح العبارة و صدق الكلام، هذا الطرح مجانب للصواب و عين العقل، فيكفي إعادة تفحص كتاب الحياة الرياضية بالمغرب ورقة سنجد أن هناك رموز و من مختلف الأنواع الرياضية سواء الفردية منها أو الجماعية، قدمت أسماء لامعة سطعت بالراية الوطنية في فضاء التألق و الإبهار الرياضي، و منه تستحق الإحتفاء و الإحتفال بها كل مرة و أن يقام لها حفل تكريم من نوع آخر هذه المرة، عكس اللقاءات التكريمية التقليدية التي تقام على رقعة الميادين و التي لا تزيد إلا من كشف هشاشة تسيير و تدبير أصحاب الرياضة ببلدنا، و الأنكى من كل هذا أن ما هو سائد كقاعدة طبعا أن جل أنديتنا و جامعاتنا الموقرة مصابة بداء الجحود و نكران الجميل السيئين الذكر.
فساحتنا الرياضية و لله الحمد حبلى بالأسماء و على طول مساحة هذا البلد السعيد، فهناك الكثير و الكثير من الرموز الكبيرة من طينة النجاري ( الدراجات ) عاشق (الملاكمة ) القنديلي ( الفول كونطاك ) العيناوي ، أرازي و العلمي ( ثلاثي التنس المشهور عالميا ) المرحوم الراضي ، عويطة ، نوال المتوكل ، السكاح ، بيدوان و الكروج ( عمالقة ألعاب القوى ) أما عن أسماء كرة المستديرة فهي طويلة نطتفي بذكر رباعي الكرة الذهبية الإفريقية فرس ، الزاكي ، التيمومي و حجي إضافة إلى السطورة العربي بن مبارك و بودربالة و حاليا النيبت، مع العذر المسبق لباقي الأنواع الرياضية و الأسماء التي لم يشملها التذكير.
هذا من جهة أسماء اللاعبين و الأبطال و من جهة أخرى ثمة مواضيع ينبغي الكتابة عنها بإسهاب مثل: المنشطات / الهواية و الاحتراف / الاحتضان و الإشهار / الانخراط / الإعلام الرياضي /التجنيس الرياضي /النقد الرياضي / الرياضة النسوية /الرياضة و المخزن…
كخلاصة القول هناك الكثير من المواضيع الرياضية تستحق التأليف و التأريخ لها مع إلزامية دخول حملة الأقلام لهذا الميدان لتحقيق النقص كبير الذي تعاني من المكتبة الرياضية المغربية.
عزالدين أمزيان 28 يوليوز 2002