المسرح غرفة نوم مؤثثة أثاثاً فاخراً، على الجدار اليمين باب يقابله سرير نوم، وفوق السرير على الجدار الأيسر صورة زفاف، وفي الجدار الخلفي المقابل للجمهور، نافذة مربعة واسعة، يظهر خلفها ميدان عام تتوسطه مسلة بها ساعة، تشير إلى الحادية عشر، والشمس تنشر اشعتها على الميدان والمسلة.
مدخل:
"في الساعة الحادية عشر ظهراً، وحين امتدت أشعة الشمس الحارقة على مسلة الميدان العام. أضطر الفتى العشريني إلى الإنقضاض على زوج عشيقته الأربعينية والذي باغتهما فجأة. طوق الشاب عنق الرجل وقبض على ذراعيه من الخلف. الزوج الخمسيني لم يكن يملك القوة المكافئة لقوة الشاب. لذلك سيطر الشاب بسرعة على الموقف. الزوج الذي كان يشعر بالقهر والغبن استسلم بعينين مصفرتين من الحزن. وهكذا وجد نفسه مقيداً ومكمم الفاه وملقى في ركن قصي من غرفة النوم.
الزوجة: أرجوك غطيه..
الشاب: لماذا؟
الزوجة: لا أستطيع.. لا أستطيع أن أراه..
(يسرع الشاب وينتزع ملاءة السرير ويغطي الزوج)
(يبقيان صامتين لبرهة)
(الزوجة تبكي)
(الشاب زائغ النظرات)..
(يرتدي الشاب ملابسه ويخرج من بنطاله مطوة يفردها بسرعة، تنظر الزوجة إليه بفزع وهي تجلس على أرض الغرفة بانهيار)
الزوجة: ماذا ستفعل؟
الشاب: وماذا تظنين؟
الزوجة: لا لا..
الشاب: لا سبيل غير هذا..
(يأتي صوت نحيب من الزوج المغطى)
الزوجة: لن نفلت.. صدقني.. سيقبضون علينا.. لن تكون فضيحة فقط.. بل المشنقة..
الشاب: (يصيح) لا توتريني أكثر من ذلك.. هل لديك حل آخر..
الزوجة: كل شيء ما عدا القتل..
الشاب: إذاً سأتركك وأرحل.. هل تريدين ذلك.. (يلقي بالمطواة على السرير)
الزوجة: (تصرخ) سيقتلني..
الشاب: لن يفعل..
الزوجة: ربما لن يفعل..
(يتحرك الشاب ويقبض على رأس الزوج من فوق الغطاء)
الشاب: هل ستقتلها؟
(يأتي صوت نحيب الزوج)
الشاب: اللعنة.. أنه نهار منحوس منذ البداية..
الزوجة: علينا أن نهرب سوياً..
الشاب: إلى أين؟
الزوجة: إلى أي مكان..
الشاب: إنك تهذين..
الزوجة: ولكن..
الشاب: أصمتي ودعيني أفكر..
(يخرج من الغرفة، تمضي برهة من الوقت ويعود الشاب مرة أخرى حاملاً زجاجة خمر وكأسين)
الشاب: يجب أن نشرب..
الزوجة: ولكنني لا اشرب..
الشاب: (يصيح بتوتر) عليك أن تفعلي..(يصب قليلاً على الكأسين) خذي.. كنت تشربين سابقاً..أليس كذلك؟
الزوجة: (تبقى صامتة)..
الشاب: من الجيد أنه يشتري الأنواع الفاخرة رغم أنها ممنوعة..
(يجرع ويصب مرة أخرى، تقرب الزوجة الكأس من شفتيها ولكنها لا تشرب، بل تبدو حائرة)
الشاب: ما حدث قد حدث.. في كل الأحوال أصبح موقفنا سيئاً جداً..إنك قد تتعرضين للعقوبة القاسية.. لن يتم رجمك كما كانوا يفعلون قديماً ولكنك ستنالين السجن الطويل هذا فضلاً عن أن ابنتك ستشعر بالعار وهي مقبلة على الزواج.. أما أنا.. ففي أغلب الأحوال لن أنال عقوبة كبيرة إن لم أقتله.. بضعة أشهر فقط في السجن.. سأتصل بصديقي المحامي..يجب أن نفهم موقفنا القانوني جيداً..(يخرج هاتفه)
الزوجة: عليك أن تقتله..
الشاب: (يتوقف عن الاتصال) ألم تطلبي مني عدم قتله؟..
الزوجة: (تصرخ وتغطي وجهها بيدها وهي تحمل في اليد الأخرى الكأس) لا أعرف لا أعرف..
الشاب: عليكِ أن تعرفي.. اشربي..
(تجرع الزوجة من الكأس فيتقدم الشاب ويجلس قربها ويصب في كأسيهما باستمرار)..
الشاب: سيمنحنا ذلك الشجاعة الكافية لقتله.. كل شيء واضح أمامي.. زوج عاجز.. وشاب فتِي.. زوجة خائنة ولكنها تملك تبريراً معقولاً للخيانة.. أليس كذلك؟..
(تظل الزوجة بلا حراك، تهز رأسها في صمت ووجها مختف وراء راحتها)
الشاب: (ينهض ممسكاً بالكأس والزجاجة، يتجه إلى النافذة ويحدق في المسلة).. شقة رائعة.. في منتصف العاصمة.. شقة تطل على الميدان العام والمسلة التاريخية.. إنه رجل ثري وذكي.. لكنه عاجز فقط.. ما الخطأ في كل ذلك.. هناك خطأ ما في كل ذلك..
(يعود إلى الجلوس قرب المرأة)
الشاب: هل هذه الصبية ابنته؟
الزوجة: (تظل صامتة)
الشاب: هااا.. إذاً فأنا لم أكن أول عشاقك؟
الزوجة: لم يكن كذلك من قبل.. أصبح عاجزاً بعد المرض..
الشاب: تقصدين أنها ابنته؟
الزوجة: (تظل صامتة)..
الشاب: إنك لن تستطيعي الكذب علي.. كل شيء واضح.. لم أكن الأوحد بالنسبة لك.. لم أفكر كثيراً في هذا.. في الواقع ليس ذلك مهماً بالنسبة لي لأنني لا أحبك..
الزوجة: ماذا؟
الشاب: نعم.. وأنت تعلمين ذلك.
الزوجة: ولكنك أخبرتني بحبك؟!..
الشاب: تدركين أنه من غير المعقول أن أحبك.. إن الفارق بيننا كبير.. أنتِ لم تكوني جميلة بأي حال.. أنا شاب في مقتبل العمر.. ولدي حبيبة في عمر الصبا..
الزوجة: كنت تخدعني؟..
الشاب: وكنتِ تعلمين بأنني كنت أخدعك..ولكنك قبلت اللعبة لأنك لن تخسري شيئاً..
الزوجة: لا.. كنت أحبك بالفعل..
الشاب: (يصمت، ينهض بعد برهة ويتجه إلى النافذة حاملاً الكأس فقط وقد ترك الزجاجة قرب الزوجة) كم هو يوم ثقيل.. أحسست به منذ أن تلقيت اتصالك في الصباح وإخبارك لي بأنه مسافر في مهمة خاصة بالعمل.. كدت أن أعتذر.. لكنني شاب.. هل تفهمين.. شاب موفور الصحة والقوة والرغبة.. لا أستطيع أن أتجاهل الشبق.. لو لم آتِ لظللتُ افكر في خسارة الفرصة لباقي اليوم شاعراً بالندم..
الزوجة: بل لا تستطيع تجاهل المال الذي أغدقك به..
الشاب: وهذا أيضاً لكنه ليس بأكثر أهمية من إشباع رغبتي..
(يترك النافذة ويجلس على طرف السرير).. يوم مزعج.. (يخرج هاتفه ويتصل ثم يتحدث بصوت منخفض) أسيل.. آهٍ.. كم أنا محتاج لك.. لا.. لا شيء.. إنه يوم سيئ فقط.. (ينفجر فجأة في البكاء) أنا خائف يا أسيل..خائف.. (يغلق الهاتف ويدخله في جيبه وهو لا يزال يبكي)..
الزوجة: حبيبتك؟
الشاب: نعم..
الزوجة: جميلة؟
الشاب: بلى..
الزوجة: آه.. قلة منا نحن النساء من يستطعن التعبير عما يجيش بدواخلهن من مشاعر.. إن اللغة تبدو قاصرة جداً ولذلك فإنكم تظنوننا حمقاوات..
الشاب: يبدو أنك قد هدأتِ؟
الزوجة: إلى حد ما.. لقد.. لقد شعرت فقط بأنني أتقبل كل ما سيحدث بعد هذه اللحظة..
الشاب: بعد هذه اللحظة.. بعد هذه اللحظة.. سيتحدد مصيرنا إلى الأبد..
الزوجة: نعم.. كل شيء قد تغير..
الشاب: لقد فقدت الشجاعة الكافية لقتله..
الزوجة: عليك أن تسترد شجاعتك..
الشاب: سأترككما وأهرب..
الزوجة: إنه رجل ذو نفوذ... سيلاحقك..
الشاب: حقاً؟
الزوجة: لن يتركك أبداً..
الشاب: (بخوف) ماذا سيفعل؟
الزوجة: لا أعرف..
الشاب: بل تعرفين..
الزوجة: (تصرخ) قلت لك لا أعرف.. كل ما أعرفه أنه لا يترك حقه أبداً.. وهو رجل شديد الخبث والدهاء.. مكار.. مكار كالثعلب.. منافق ومتملق.. ويبحث عن تحقيق مصالحه بأي وسيلة..
الشاب: لذلك هو غني..
الزوجة: نعم.. لذلك هو غني..
الشاب: سيلاحقني؟
الزوجة: هذا مؤكد..
الشاب: سأهاجر.. لا مكان لي في هذا البلد..
الزوجة: إلى أين؟
الشاب: أي دولة أخرى..
الزوجة: لن يسعفك الوقت..
الشاب: لن أقتله.. لن أقتله..
الزوجة: عليك أن تفعل..
الشاب: لن أورط نفسي في جريمة أكبر..
الزوجة: المطواة لا تكفي لقتله..
الشاب: لن أفعل..
الزوجة: لقد شربت خمره لتملك شجاعة قتله والآن تجبن؟!!..
الشاب: انتهى كل شيء.. سأرحل..
الزوجة: سيلاحقق.. وسيذبحك..
الشاب: فليكن.
(ينهض، ويتجه إلى الباب)
الزوجة: ألن تعود؟
الشاب: لا..
(يخرج)
(تنهض الزوجة، تتجه إلى الزوج وتقف أمامه بصمت)
الزوج: (بصوت غير واضح ) هل ذهب؟
الزوجة: بلى لقد ذهب..
(تنزع الملاءة التي تغطيه)
الزوج: (يرفع راسه)
الزوجة: (تحل الكمامة من فمه) يمكنك أن تتحدث كما تشاء..
الزوج: فكي قيودي..
الزوجة: ليس قبل أن نتفق..
الزوج: لقد انتهى كل شيء..
الزوجة: لا.. بل لقد بدأ كل شيء..
الزوج: ابنة من؟
الزوجة: رجل آخر لا تعرفه..
الزوج: كل شيء مزيف..
الزوجة: هكذا بدأنا اللعبة.. أتذكر؟
الزوج: نعم..
الزوجة: لكننا لن نتحدث عن الماضي..أليس كذلك؟
الزوج: كنتِ ذكية بما فيه الكفاية..
الزوجة: وأنتَ كذلك.. لكن ذلك الشيء الذي وقف بيننا دائماً.. الشيء الذي لا يمكن تجاوزه...
الزوج: لم أكن عاجزاً إلى تلك الدرجة..
الزوجة: إلى درجة كافية تماماً..
الزوج: (يصمت، ثم يشير إلى قيد يديه خلف ظهره)
الزوجة: قلت لك لن أفك قيدك قبل أن نتفق..
الزوج: على ماذا؟
الزوجة: على موتك..
الزوج: موتي..
الزوجة: نعم..
الزوج: القتل ليس مسألة سهلة.. الدماء ستتناثر في كل مكان.. كل زاوية سيكون فيها دليل على جريمتك.. لن تستطيعي النوم أبداً..
الزوجة: أنا لم أقتلك.. لقد قتلك ذلك الشاب..
الزوج: ولكنه رحل!
الزوجة: لكنه نسى مطواته على السرير.. بها بصمات أصابعه.. وستسجل كاميرات المنازل الخارجية لحظة خروجه من هنا..
الزوج: ولحظة دخوله إلى هنا..والفارق بين ساعة دخوله وساعة خروجه.. وسيكون ذلك وقتاً طويلاً بما يكفي لاتهامك بمشاركتك في القتل..
الزوجة: إذاً يجب أن أبحث عن دليل براءتي.. يجب أن أزرع دليلاً على براءتي في مسرح الجريمة..
الزوج: لن يكون ذلك سهلاً كما تتصورين.. لن تكوني أذكى من خبراء الجريمة..
الزوجة: ربما لن أكون أذكى منهم ولكن الفارق بيننا هو أنهم يبحثون عن أدلة تثبت اقتراف اثنين لجريمة قتل وأنا لا أحتاج إلا إلى نفي دليل اقترافي أنا وحدي للجريمة..
الزوج: لن تستفيدي شيئاً من قتلي..
الزوجة: وهل سأستفيد لو تركتك حياً لتشهر بي أو تقتلني..
الزوج: تعرفين أنني لن أفعل..
الزوجة: أعرف أنك تستطيع قتلي في أي مكان..فأنت تاجر مخدرات..
الزوج: قلت لك لن أفعل..
الزوجة: قدم ضماناتك..
الزوج: ضمانات؟!.. كلمتي..
الزوجة: (تقهقه) وهل كانت لديك كلمة من قبل؟..
الزوج: كانت كلمتي كحد السيف دائماً.. هل تظنين أن تجارة المخدرات تعتمد على ضمانات مكتوبة؟ إنها تعتمد على الكلمة أو.... أو الموت..
الزوجة: سأشرب كأساً..
(تعود وتأخذ الزجاجة والكأس ثم تجلس على الأرض أمام الزوج المقيد..)
الزوج: كم تريدين؟
الزوجة: ما يكفيني أنا وابنتي..
الزوج: تذكرة سفر إلى أي دولة وشقة وراتب شهري.. هل هذا كافٍ..
الزوجة: ما الذي سيضمن لي بأنك لن تقتلني لو حللت قيودك..
الزوج: لا توجد أي ضمانات في هذه الحياة.. إن من يريد النجاة فيها عليه أن يخاطر.. الجبناء ينامون عراة تحت السلم..
الزوجة: إنك تماطل..
الزوج: سأعطيك ضماناً كافياً..
الزوجة: وما هو..
الزوج: هاتي هاتفي.. اخرجيه من جيب معطفي واتصلي بالرقم الذي يحمل اسم "الطاولة الزجاجية"..
(تترك الكأس وتدخل يدها في جيب المعطف، تخرج الهاتف وتبحث عن الرقم ثم تتصل به)
الزوج: السيد الوزير.. تحياتي..
صوت الوزير: هل هناك جديد؟
الزوج: نعم.. تم تغيير اتجاه السفينة..
الوزير: سنتأخر كثيراً..
الزوج: ليس كثيراً.. سيكون ذلك محتملاً لزبائننا..
صوت الوزير: سأخبر الرئيس..
(يغلق الزوج الهاتف)
الزوج: إنك تملكين الآن أهم معلومة في هذا البلد..
الزوجة: لم أفهم شيئاً..
الزوج: وفي الجيب الآخر من المعطف ستجدين ورقة عليها ارقام حسابات وتواريخ وهواتف.. خذيها..
(تدخل يدها في الجيب الآخر وتخرج ورقة مطوية، تبدأ في فردها وقراءتها)
الزوجة: ما هذا كله..
الزوج: إنها الشبكة الكاملة..
الزوجة: الوزير والرئيس؟
الزوج: بلى.. خذيها كلها.. وسافري انتِ وابنتك.. وإذا شعرت بالغدر مني يمكنك تسليمها إلى البوليس..
الزوجة: يبدو ذلك معقداً..
الزوج: بعد أن تصل طائرتك. اتصلي بأي شخص تثقين فيه ليدخل ويفك وثاقي..أستطيع الصبر على هذا الوضع..
الزوجة: قد يحتاج ذلك لأيام..
الزوج: سأصبر.. أعرف نفسي جيداً..
الزوجة: حسنٌ..
(تجمع حاجياتها وتخرج بسرعة)..
الزوج: (يقهقه)
(يدخل الشاب)
الزوج: لقد غادرت..
الشاب: رأيتها..
الزوج: حل وثاقي بسرعة..
الشاب: (يبدأ في حل وثاق الزوج) سار كل شيء على ما يرام..
الزوج: نعم.. ما أن تخبر الشرطة حتى يقتلونها..
الشاب: وأنت؟
الزوج: لقد جهزوا لي كل شيء.. هوية جديدة وجواز سفر..
الشاب: هل أودعتم المال في حسابي؟
الزوج: ليس بعد..
الشاب: (يبدو عليه الفزع) إنها خيانة للاتفاق؟
الزوج: لا.. ليست خيانة.. لكن الخطة تغيرت قليلاً..
الشاب: كيف ذلك؟
الزوج: سيقتلونك في أي مكان.. لذلك عليك أن تختار إما الموت أو الفرار بهوية جديدة مثلي..
الشاب: ولكن.. ولكنني لا أريد الفرار.. فلدي حبيبة هنا.. لدي عالمي الخاص..
الزوج: أنظر يا فتى.. لقد دخلتَ اللعبة بقدميك.. إنها لعبة حياة أو موت.. تماماً كما فعلتُ أنا حينما كنت في مثل سنك.. لقد اخترت المغامرة والمال مقابل الفقر..لكنني كنت أذكى منك قليلاً.. صب لي بعض الخمر..
(يصب الشاب في الكأس ويمده للزوج)
الزوج: هذا العالم ليس فوضوياً كما كنت أظن.. أدركت حينها بأنني قطرة صغيرة في محيط من شبكات ضخمة.. سياسية ومالية وقانونية.. عندها فقط فقدت كل الخيارات التي كانت متاحة لي عندما كنت فقيراً وحراً في نفس الوقت.. لقد دخلت عش الدبابير.. والآن.. أنت تعيد كتابة تاريخي من جديد.. يمكنك أن تواصل أو تموت ولا خيار ثالث أمامك..
الشاب: يا إلهي.. لقد انتهت حياتي إلى الأبد..
الزوج: لن تعرف إن كانت قد انتهت أم بدأت.. إننا لا نبحث عن مصيرنا بل هو من يبحث عنا.. فكن ذكياً بما فيه الكفاية لتتقبله وتتكيف معه..
الشاب: وزوجتك؟
الزوج: لقد اختارتني من أجل المال منذ البداية.. كما اخترت أنا هذا الطريق من أجل المال..وكما اخترته أنت أيضاً..
الشاب: المال.. المال هو سبب تعاستنا جميعاً..
الزوج: ربما.. والآن.. لقد نجحنا في تدمير الشبكة المنافسة لشبكتنا.. وتخلصت من هذه الشمطاء في نفس الوقت..
الشاب: وابنتك..
الزوج: سأرعاها من على البعد..
الشاب: سأغادر
الزوج: وداعاً..
(يخرج الشاب)..
ينهض الزوج، يغلق النافذة ثم يقلب صورة الزواج المعلقة على الحائط، يجمع حاجياته في حقيبة أخرجها من تحت السرير، يأتي بمنفضة سجائر، ويخرج أوراقاً من جيبه ليبدأ في حرقها، ثم يغادر حاملاً حقيبته)
(ستار)
(النهاية)
مدخل:
"في الساعة الحادية عشر ظهراً، وحين امتدت أشعة الشمس الحارقة على مسلة الميدان العام. أضطر الفتى العشريني إلى الإنقضاض على زوج عشيقته الأربعينية والذي باغتهما فجأة. طوق الشاب عنق الرجل وقبض على ذراعيه من الخلف. الزوج الخمسيني لم يكن يملك القوة المكافئة لقوة الشاب. لذلك سيطر الشاب بسرعة على الموقف. الزوج الذي كان يشعر بالقهر والغبن استسلم بعينين مصفرتين من الحزن. وهكذا وجد نفسه مقيداً ومكمم الفاه وملقى في ركن قصي من غرفة النوم.
الزوجة: أرجوك غطيه..
الشاب: لماذا؟
الزوجة: لا أستطيع.. لا أستطيع أن أراه..
(يسرع الشاب وينتزع ملاءة السرير ويغطي الزوج)
(يبقيان صامتين لبرهة)
(الزوجة تبكي)
(الشاب زائغ النظرات)..
(يرتدي الشاب ملابسه ويخرج من بنطاله مطوة يفردها بسرعة، تنظر الزوجة إليه بفزع وهي تجلس على أرض الغرفة بانهيار)
الزوجة: ماذا ستفعل؟
الشاب: وماذا تظنين؟
الزوجة: لا لا..
الشاب: لا سبيل غير هذا..
(يأتي صوت نحيب من الزوج المغطى)
الزوجة: لن نفلت.. صدقني.. سيقبضون علينا.. لن تكون فضيحة فقط.. بل المشنقة..
الشاب: (يصيح) لا توتريني أكثر من ذلك.. هل لديك حل آخر..
الزوجة: كل شيء ما عدا القتل..
الشاب: إذاً سأتركك وأرحل.. هل تريدين ذلك.. (يلقي بالمطواة على السرير)
الزوجة: (تصرخ) سيقتلني..
الشاب: لن يفعل..
الزوجة: ربما لن يفعل..
(يتحرك الشاب ويقبض على رأس الزوج من فوق الغطاء)
الشاب: هل ستقتلها؟
(يأتي صوت نحيب الزوج)
الشاب: اللعنة.. أنه نهار منحوس منذ البداية..
الزوجة: علينا أن نهرب سوياً..
الشاب: إلى أين؟
الزوجة: إلى أي مكان..
الشاب: إنك تهذين..
الزوجة: ولكن..
الشاب: أصمتي ودعيني أفكر..
(يخرج من الغرفة، تمضي برهة من الوقت ويعود الشاب مرة أخرى حاملاً زجاجة خمر وكأسين)
الشاب: يجب أن نشرب..
الزوجة: ولكنني لا اشرب..
الشاب: (يصيح بتوتر) عليك أن تفعلي..(يصب قليلاً على الكأسين) خذي.. كنت تشربين سابقاً..أليس كذلك؟
الزوجة: (تبقى صامتة)..
الشاب: من الجيد أنه يشتري الأنواع الفاخرة رغم أنها ممنوعة..
(يجرع ويصب مرة أخرى، تقرب الزوجة الكأس من شفتيها ولكنها لا تشرب، بل تبدو حائرة)
الشاب: ما حدث قد حدث.. في كل الأحوال أصبح موقفنا سيئاً جداً..إنك قد تتعرضين للعقوبة القاسية.. لن يتم رجمك كما كانوا يفعلون قديماً ولكنك ستنالين السجن الطويل هذا فضلاً عن أن ابنتك ستشعر بالعار وهي مقبلة على الزواج.. أما أنا.. ففي أغلب الأحوال لن أنال عقوبة كبيرة إن لم أقتله.. بضعة أشهر فقط في السجن.. سأتصل بصديقي المحامي..يجب أن نفهم موقفنا القانوني جيداً..(يخرج هاتفه)
الزوجة: عليك أن تقتله..
الشاب: (يتوقف عن الاتصال) ألم تطلبي مني عدم قتله؟..
الزوجة: (تصرخ وتغطي وجهها بيدها وهي تحمل في اليد الأخرى الكأس) لا أعرف لا أعرف..
الشاب: عليكِ أن تعرفي.. اشربي..
(تجرع الزوجة من الكأس فيتقدم الشاب ويجلس قربها ويصب في كأسيهما باستمرار)..
الشاب: سيمنحنا ذلك الشجاعة الكافية لقتله.. كل شيء واضح أمامي.. زوج عاجز.. وشاب فتِي.. زوجة خائنة ولكنها تملك تبريراً معقولاً للخيانة.. أليس كذلك؟..
(تظل الزوجة بلا حراك، تهز رأسها في صمت ووجها مختف وراء راحتها)
الشاب: (ينهض ممسكاً بالكأس والزجاجة، يتجه إلى النافذة ويحدق في المسلة).. شقة رائعة.. في منتصف العاصمة.. شقة تطل على الميدان العام والمسلة التاريخية.. إنه رجل ثري وذكي.. لكنه عاجز فقط.. ما الخطأ في كل ذلك.. هناك خطأ ما في كل ذلك..
(يعود إلى الجلوس قرب المرأة)
الشاب: هل هذه الصبية ابنته؟
الزوجة: (تظل صامتة)
الشاب: هااا.. إذاً فأنا لم أكن أول عشاقك؟
الزوجة: لم يكن كذلك من قبل.. أصبح عاجزاً بعد المرض..
الشاب: تقصدين أنها ابنته؟
الزوجة: (تظل صامتة)..
الشاب: إنك لن تستطيعي الكذب علي.. كل شيء واضح.. لم أكن الأوحد بالنسبة لك.. لم أفكر كثيراً في هذا.. في الواقع ليس ذلك مهماً بالنسبة لي لأنني لا أحبك..
الزوجة: ماذا؟
الشاب: نعم.. وأنت تعلمين ذلك.
الزوجة: ولكنك أخبرتني بحبك؟!..
الشاب: تدركين أنه من غير المعقول أن أحبك.. إن الفارق بيننا كبير.. أنتِ لم تكوني جميلة بأي حال.. أنا شاب في مقتبل العمر.. ولدي حبيبة في عمر الصبا..
الزوجة: كنت تخدعني؟..
الشاب: وكنتِ تعلمين بأنني كنت أخدعك..ولكنك قبلت اللعبة لأنك لن تخسري شيئاً..
الزوجة: لا.. كنت أحبك بالفعل..
الشاب: (يصمت، ينهض بعد برهة ويتجه إلى النافذة حاملاً الكأس فقط وقد ترك الزجاجة قرب الزوجة) كم هو يوم ثقيل.. أحسست به منذ أن تلقيت اتصالك في الصباح وإخبارك لي بأنه مسافر في مهمة خاصة بالعمل.. كدت أن أعتذر.. لكنني شاب.. هل تفهمين.. شاب موفور الصحة والقوة والرغبة.. لا أستطيع أن أتجاهل الشبق.. لو لم آتِ لظللتُ افكر في خسارة الفرصة لباقي اليوم شاعراً بالندم..
الزوجة: بل لا تستطيع تجاهل المال الذي أغدقك به..
الشاب: وهذا أيضاً لكنه ليس بأكثر أهمية من إشباع رغبتي..
(يترك النافذة ويجلس على طرف السرير).. يوم مزعج.. (يخرج هاتفه ويتصل ثم يتحدث بصوت منخفض) أسيل.. آهٍ.. كم أنا محتاج لك.. لا.. لا شيء.. إنه يوم سيئ فقط.. (ينفجر فجأة في البكاء) أنا خائف يا أسيل..خائف.. (يغلق الهاتف ويدخله في جيبه وهو لا يزال يبكي)..
الزوجة: حبيبتك؟
الشاب: نعم..
الزوجة: جميلة؟
الشاب: بلى..
الزوجة: آه.. قلة منا نحن النساء من يستطعن التعبير عما يجيش بدواخلهن من مشاعر.. إن اللغة تبدو قاصرة جداً ولذلك فإنكم تظنوننا حمقاوات..
الشاب: يبدو أنك قد هدأتِ؟
الزوجة: إلى حد ما.. لقد.. لقد شعرت فقط بأنني أتقبل كل ما سيحدث بعد هذه اللحظة..
الشاب: بعد هذه اللحظة.. بعد هذه اللحظة.. سيتحدد مصيرنا إلى الأبد..
الزوجة: نعم.. كل شيء قد تغير..
الشاب: لقد فقدت الشجاعة الكافية لقتله..
الزوجة: عليك أن تسترد شجاعتك..
الشاب: سأترككما وأهرب..
الزوجة: إنه رجل ذو نفوذ... سيلاحقك..
الشاب: حقاً؟
الزوجة: لن يتركك أبداً..
الشاب: (بخوف) ماذا سيفعل؟
الزوجة: لا أعرف..
الشاب: بل تعرفين..
الزوجة: (تصرخ) قلت لك لا أعرف.. كل ما أعرفه أنه لا يترك حقه أبداً.. وهو رجل شديد الخبث والدهاء.. مكار.. مكار كالثعلب.. منافق ومتملق.. ويبحث عن تحقيق مصالحه بأي وسيلة..
الشاب: لذلك هو غني..
الزوجة: نعم.. لذلك هو غني..
الشاب: سيلاحقني؟
الزوجة: هذا مؤكد..
الشاب: سأهاجر.. لا مكان لي في هذا البلد..
الزوجة: إلى أين؟
الشاب: أي دولة أخرى..
الزوجة: لن يسعفك الوقت..
الشاب: لن أقتله.. لن أقتله..
الزوجة: عليك أن تفعل..
الشاب: لن أورط نفسي في جريمة أكبر..
الزوجة: المطواة لا تكفي لقتله..
الشاب: لن أفعل..
الزوجة: لقد شربت خمره لتملك شجاعة قتله والآن تجبن؟!!..
الشاب: انتهى كل شيء.. سأرحل..
الزوجة: سيلاحقق.. وسيذبحك..
الشاب: فليكن.
(ينهض، ويتجه إلى الباب)
الزوجة: ألن تعود؟
الشاب: لا..
(يخرج)
(تنهض الزوجة، تتجه إلى الزوج وتقف أمامه بصمت)
الزوج: (بصوت غير واضح ) هل ذهب؟
الزوجة: بلى لقد ذهب..
(تنزع الملاءة التي تغطيه)
الزوج: (يرفع راسه)
الزوجة: (تحل الكمامة من فمه) يمكنك أن تتحدث كما تشاء..
الزوج: فكي قيودي..
الزوجة: ليس قبل أن نتفق..
الزوج: لقد انتهى كل شيء..
الزوجة: لا.. بل لقد بدأ كل شيء..
الزوج: ابنة من؟
الزوجة: رجل آخر لا تعرفه..
الزوج: كل شيء مزيف..
الزوجة: هكذا بدأنا اللعبة.. أتذكر؟
الزوج: نعم..
الزوجة: لكننا لن نتحدث عن الماضي..أليس كذلك؟
الزوج: كنتِ ذكية بما فيه الكفاية..
الزوجة: وأنتَ كذلك.. لكن ذلك الشيء الذي وقف بيننا دائماً.. الشيء الذي لا يمكن تجاوزه...
الزوج: لم أكن عاجزاً إلى تلك الدرجة..
الزوجة: إلى درجة كافية تماماً..
الزوج: (يصمت، ثم يشير إلى قيد يديه خلف ظهره)
الزوجة: قلت لك لن أفك قيدك قبل أن نتفق..
الزوج: على ماذا؟
الزوجة: على موتك..
الزوج: موتي..
الزوجة: نعم..
الزوج: القتل ليس مسألة سهلة.. الدماء ستتناثر في كل مكان.. كل زاوية سيكون فيها دليل على جريمتك.. لن تستطيعي النوم أبداً..
الزوجة: أنا لم أقتلك.. لقد قتلك ذلك الشاب..
الزوج: ولكنه رحل!
الزوجة: لكنه نسى مطواته على السرير.. بها بصمات أصابعه.. وستسجل كاميرات المنازل الخارجية لحظة خروجه من هنا..
الزوج: ولحظة دخوله إلى هنا..والفارق بين ساعة دخوله وساعة خروجه.. وسيكون ذلك وقتاً طويلاً بما يكفي لاتهامك بمشاركتك في القتل..
الزوجة: إذاً يجب أن أبحث عن دليل براءتي.. يجب أن أزرع دليلاً على براءتي في مسرح الجريمة..
الزوج: لن يكون ذلك سهلاً كما تتصورين.. لن تكوني أذكى من خبراء الجريمة..
الزوجة: ربما لن أكون أذكى منهم ولكن الفارق بيننا هو أنهم يبحثون عن أدلة تثبت اقتراف اثنين لجريمة قتل وأنا لا أحتاج إلا إلى نفي دليل اقترافي أنا وحدي للجريمة..
الزوج: لن تستفيدي شيئاً من قتلي..
الزوجة: وهل سأستفيد لو تركتك حياً لتشهر بي أو تقتلني..
الزوج: تعرفين أنني لن أفعل..
الزوجة: أعرف أنك تستطيع قتلي في أي مكان..فأنت تاجر مخدرات..
الزوج: قلت لك لن أفعل..
الزوجة: قدم ضماناتك..
الزوج: ضمانات؟!.. كلمتي..
الزوجة: (تقهقه) وهل كانت لديك كلمة من قبل؟..
الزوج: كانت كلمتي كحد السيف دائماً.. هل تظنين أن تجارة المخدرات تعتمد على ضمانات مكتوبة؟ إنها تعتمد على الكلمة أو.... أو الموت..
الزوجة: سأشرب كأساً..
(تعود وتأخذ الزجاجة والكأس ثم تجلس على الأرض أمام الزوج المقيد..)
الزوج: كم تريدين؟
الزوجة: ما يكفيني أنا وابنتي..
الزوج: تذكرة سفر إلى أي دولة وشقة وراتب شهري.. هل هذا كافٍ..
الزوجة: ما الذي سيضمن لي بأنك لن تقتلني لو حللت قيودك..
الزوج: لا توجد أي ضمانات في هذه الحياة.. إن من يريد النجاة فيها عليه أن يخاطر.. الجبناء ينامون عراة تحت السلم..
الزوجة: إنك تماطل..
الزوج: سأعطيك ضماناً كافياً..
الزوجة: وما هو..
الزوج: هاتي هاتفي.. اخرجيه من جيب معطفي واتصلي بالرقم الذي يحمل اسم "الطاولة الزجاجية"..
(تترك الكأس وتدخل يدها في جيب المعطف، تخرج الهاتف وتبحث عن الرقم ثم تتصل به)
الزوج: السيد الوزير.. تحياتي..
صوت الوزير: هل هناك جديد؟
الزوج: نعم.. تم تغيير اتجاه السفينة..
الوزير: سنتأخر كثيراً..
الزوج: ليس كثيراً.. سيكون ذلك محتملاً لزبائننا..
صوت الوزير: سأخبر الرئيس..
(يغلق الزوج الهاتف)
الزوج: إنك تملكين الآن أهم معلومة في هذا البلد..
الزوجة: لم أفهم شيئاً..
الزوج: وفي الجيب الآخر من المعطف ستجدين ورقة عليها ارقام حسابات وتواريخ وهواتف.. خذيها..
(تدخل يدها في الجيب الآخر وتخرج ورقة مطوية، تبدأ في فردها وقراءتها)
الزوجة: ما هذا كله..
الزوج: إنها الشبكة الكاملة..
الزوجة: الوزير والرئيس؟
الزوج: بلى.. خذيها كلها.. وسافري انتِ وابنتك.. وإذا شعرت بالغدر مني يمكنك تسليمها إلى البوليس..
الزوجة: يبدو ذلك معقداً..
الزوج: بعد أن تصل طائرتك. اتصلي بأي شخص تثقين فيه ليدخل ويفك وثاقي..أستطيع الصبر على هذا الوضع..
الزوجة: قد يحتاج ذلك لأيام..
الزوج: سأصبر.. أعرف نفسي جيداً..
الزوجة: حسنٌ..
(تجمع حاجياتها وتخرج بسرعة)..
الزوج: (يقهقه)
(يدخل الشاب)
الزوج: لقد غادرت..
الشاب: رأيتها..
الزوج: حل وثاقي بسرعة..
الشاب: (يبدأ في حل وثاق الزوج) سار كل شيء على ما يرام..
الزوج: نعم.. ما أن تخبر الشرطة حتى يقتلونها..
الشاب: وأنت؟
الزوج: لقد جهزوا لي كل شيء.. هوية جديدة وجواز سفر..
الشاب: هل أودعتم المال في حسابي؟
الزوج: ليس بعد..
الشاب: (يبدو عليه الفزع) إنها خيانة للاتفاق؟
الزوج: لا.. ليست خيانة.. لكن الخطة تغيرت قليلاً..
الشاب: كيف ذلك؟
الزوج: سيقتلونك في أي مكان.. لذلك عليك أن تختار إما الموت أو الفرار بهوية جديدة مثلي..
الشاب: ولكن.. ولكنني لا أريد الفرار.. فلدي حبيبة هنا.. لدي عالمي الخاص..
الزوج: أنظر يا فتى.. لقد دخلتَ اللعبة بقدميك.. إنها لعبة حياة أو موت.. تماماً كما فعلتُ أنا حينما كنت في مثل سنك.. لقد اخترت المغامرة والمال مقابل الفقر..لكنني كنت أذكى منك قليلاً.. صب لي بعض الخمر..
(يصب الشاب في الكأس ويمده للزوج)
الزوج: هذا العالم ليس فوضوياً كما كنت أظن.. أدركت حينها بأنني قطرة صغيرة في محيط من شبكات ضخمة.. سياسية ومالية وقانونية.. عندها فقط فقدت كل الخيارات التي كانت متاحة لي عندما كنت فقيراً وحراً في نفس الوقت.. لقد دخلت عش الدبابير.. والآن.. أنت تعيد كتابة تاريخي من جديد.. يمكنك أن تواصل أو تموت ولا خيار ثالث أمامك..
الشاب: يا إلهي.. لقد انتهت حياتي إلى الأبد..
الزوج: لن تعرف إن كانت قد انتهت أم بدأت.. إننا لا نبحث عن مصيرنا بل هو من يبحث عنا.. فكن ذكياً بما فيه الكفاية لتتقبله وتتكيف معه..
الشاب: وزوجتك؟
الزوج: لقد اختارتني من أجل المال منذ البداية.. كما اخترت أنا هذا الطريق من أجل المال..وكما اخترته أنت أيضاً..
الشاب: المال.. المال هو سبب تعاستنا جميعاً..
الزوج: ربما.. والآن.. لقد نجحنا في تدمير الشبكة المنافسة لشبكتنا.. وتخلصت من هذه الشمطاء في نفس الوقت..
الشاب: وابنتك..
الزوج: سأرعاها من على البعد..
الشاب: سأغادر
الزوج: وداعاً..
(يخرج الشاب)..
ينهض الزوج، يغلق النافذة ثم يقلب صورة الزواج المعلقة على الحائط، يجمع حاجياته في حقيبة أخرجها من تحت السرير، يأتي بمنفضة سجائر، ويخرج أوراقاً من جيبه ليبدأ في حرقها، ثم يغادر حاملاً حقيبته)
(ستار)
(النهاية)