علجية عيش - في ذكرى اغتياله.. الأديب الشهيد رضا حوحو في عيون رفقائه



القليل جدا من يعلم إن كانت وفاة عميد أدب الالتزام في الجزائر الشهيد رضا حوحو طبيعية أم أنه اغتيل من طرف أيادي الغدر رغم ما قيل عن مسيرته و ما سال حولها من حبر في كثير من اللقاءات الأدبية، لكن لا أحد تحدث عن عملية اغتياله و من قتله؟ وأين؟ و بأي طريقة قتل؟ في ذكرى اغتياله المصادفة للتاسع و العشرون من آذار 1956 استرجع الأديب الجزائري محمد زتيلي محطات من مسيرته الإبداعية في لقاء أدبي دعا فيه الجمهور لاسيما الشباب و الطلبة الجامعيين الاهتمام بأرشيف النخب المثقفة، رغم قلة الحضور فاللقاء كان إبداعيا بامتياز

وقد استرجع الأديب و الشاعر محمد زتيلي محطات من مسيرة الشهيد رضا حوحو الإبداعية و غلاقته بالشهيد الذي اغتالته أيادي الغدر و هذا في ندوة فكرية نظمتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية باب القندرة بولاية قسنطينة في الذكرى السادسة و الستون لإغتياله، و قد استعمل محمد زتيتي الأسلوب الإرتجالي في الحديث عن علاقته برضا حوحو، حيث بدأت كأي شاب يتابع مقالاته خاصة كتاباته الساخرة مع "حمار الحكيم " و ظل اسلوبه الساخر يطارد مخيلته و شخصيته، لأنه كان يميل إلى السخرية في كتاباته و حتى في حياته اليومية، و كان المعجبون به يشكمون في كتاباته الساخرة ريح السياسة، فكان من الضرةري على محمد زتيلي و رفاق الشهيد و منهم الأديب مصطفى نطور، علاوة وهبي و غيرهم أن تتفتح أعينهم على الأدب الهزلي، كانت هذه الفترة التي عاشت فيها الجزائر أوضاعا حرجة، عندما ظهرت حركة الصحوة في الجزائر في منتصف الثمانينيات ( 1985)، يقول الأديب محمد زتيلي: مخطئ إن قال كاتب ما انه لا علاقة له بالسياسة، فالكاتب المبدع كما يضيف الشاعر محمد زتيلي هو أن يكتب أدبا في روحه حياة السياسة.

الأديب محند زتيلي و رغم تأثره بفقدان واحد من عمالقة الأدب الجزائري في وزن رضا حوحو و مصطفى نطور، لا يزال يذكر الظروف التي عاشها رفاقه في زمن لم تكن حرية التعبير متاحة، و كان التضييق على الأقلام الحرة من كل جانب، رافقه الإقصاء و التهميش للأقلام الغير مأجورة، كانت أول مقالة كتبها الشهيد رضا حوحو تكلم فيهاعن الطرقية و علاقتها بالإستعمار كتبها عام 1938 بالمدينة المنورة عندما انتقلت عائلته لستقر هناك، و رغم صغر سنه كان الشهيد رضا حوحو على وعي كبير بالقضايا الثقافية و السياسية التي كان يعاني منها المجتمع العربي عامة و بالأخص المجتمع الجزائري، و قد ساهم عمله بالتلغراف بشكل كبير في فتح له المجال الأوسع للكتابة الساخرة، حيث مكنه عمله الإطلاع على نفسية المجتمع الجزائري و كيف يفكر المجتمع العربي، فألهمته هذه الفترة بكتابة نصوص أدبية مثل "غادة أم القرى" و "نماذج يشرية" ، صوّر فيها شخصيات بلغة ساخرة.

من وجهة نظر الأديب محمد زتيلي فإن السخرية ليست دائما ضحك كما يقول هو بل هي انفجار ما بين موقفين، و هذا الإنفجار يحدث العقل و قد دأب على هذا النوع من الأدب أدباء عرب كالجاحظ ي كتابه البخلاء و توفيق الحكيم وغيرهم، و عن "حمار الحكيم" يقول محمد زتيلي أن رضا حوحو يحاور الآخر و يطرح القضايا السياسية بلغة ساخرة لكنها عميقة في معانيها لا يفهمها إلى القليل، فرضا حوحو استخدم شخصية الحمار في قضايا سياسية منتهجا في ذلك أسلوبا يعكس أسلوب توفيق الحكم، فكان عرضة للحصار من قبل من وصفهم بـ: "المشوشين"، و حمار الحكيم كانت عبارة عن مقالات نشرها الشهيد رضا حوحو في عدة صحف وطنية و عربية و كانت أول حلقة من حمار الحكيم تلك التي نشرها في يومية النصر الجزائرية و وضع لها عنوان: " الحِمار في المدينة" ، و أثار عنوان المقالة ضجة كبيرة على كل المستويان، لأن تاريخ النشر تزامن مع تنصيب الوالي الجديد و هو شقيق الرئيس الشاذلي بن جديد، إلا أن رفاقه سارعوا بإخباره بأن يترك المدينة تجنبا لأيّ متابعات.

أما الأديب محمد زتيلي فكان له الحظ ليصدر كتابا عنونه بـ: "عودة حمار الحكيم"، و أهداه إلى الأديب المصري توفيق الحكيم و لرضا حوحو، للإشارة فقط أن الأديب محمد زتيلي شاعر و إعلامي و شغل عدة مناصب كمدير لقطاع الثقافة في عدة ولايات، آخرها مدير الثقافة بعاصمة الشرق الجزائري و مديرا للمسرح الجهوي قسنطبنة و كان مستشلرا إعلاميا لوزيرة الثقافة خليدة تومي لمدة سنة خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 و أصدرت قرارا بتعيينه مديرا للمسرح الجهوي قسنطينة ، قبل ان يتم الإنقلاب عليه في عهد وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، أسس محمد زتيلي نادي المزهر القسنطيني ليكون فضاءُ للمسرحيين و كل المبدعين، من جهته قدم الباحث محمد غرناؤوط و هو مدير مهد التكوين المتخصص كرونولوجيا أعمال الأديب رضا حوحو المسرحية و هي كما قال كانت تحمل متعة فنية و هدفا تربويا إصلاحيا، وقداعاتمد الباحض غرناؤوط على الأرشيف الفرنسي، كما أن جحل ألأعمال المسرحية حشب هذا الباحث هي مقتبسة من مسرحيات فرنسية مشهورة.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى