لم يقتنع بأنه جحش إبن حمار فمذ بصر الحياة أوعز الى نفسه أنه اكثر ذكاء من بقية الجحوش التي يعرفها او يجاورها، خان كبير فيه الكثير من الحمير في جانب والى الجانب الآخر عربات خشبية... يستهجن إنصياع ابيه عندما يضع ذلك الإنسان لجام الحديد في فمه كي يلجمه عن التعبير عن رأيه في الحط من شأنه... لقد اتخذ صاحب الخان مقولة ( أدفع تأخذ ) يا لحقارة البشر لم اسمع عن ابي أنهم اجتمعوا علي خير ابدا، ذاك ما حدثني عنه مرة وأنا أدلف من ليلة ماطرة حيث خاصرة أمي كي اتحاشى المطر والبرد... سمعته يقول: إن هذه الليلة تُذَكِره بجدي الذي هرب عن صاحبه بعد ان اوجعه ضربا، فحاله لم يتغير بل في تدهور تام... كان ذلك بعد ان مرض جدي واصيب بالهزال رافضا ان يكون حمارا دون مشاعر، مما جعل صاحبه يسوقه سوق الحمير... يصرخ عندما يضربه أتريد ان تهرب من مسؤلياتك؟ وأنا اقدم لك العلف والمسكن وكل ما عليك هو ان تجر هذه المخروبة التي كرهت حياتي وحالي بسببها، عليك اللعنة من حمار كسول تتمارض حتى لا تقوم بعملك وتغير من حالي... سخر جدي منه بعد ان نهق عليه نهيقا اسقطه وعفط عليه ثم ركله ركلة أطاحت باسنانه تاركا إياه مضرجا بالدم... تلك هي المرة الاخيرة التي رأى فيها صاحبه، بعدها اندفع جدي الى خارج ذلك المكان هاربا رغم ضعف جسمه، اسس جدي عالما لنفسه، خاصة بعد ان استمال الكثير من الحمير المقهورة الى جانبه، صار فيهم الزعيم لا يعصون له أمرا، استوقف منظر جدي والحمير اصحاب العربات الخشبية ذلك الشجب والاستنكار عن جدي وبقية الحمير فعقد بنوا البشر الصلح والهدنه على ان يكون للعمل ساعات وقوانين، فالحمير عالمها الذي لا يطيح به جبروت بشر تمرد على إنسانيته فتمخض عنها العبودية قيدا يجيدون ربطه على جميع الحيوانات ما عدا الظالم منهم... رعاع جبناء هم اصحاب الفقر والعوز يراهم جدي كالذباب الذي يحوم حول كومة من النفايات او على مخاطه حين ينسى ان يلعقه فتراهم يطنون كانهم أمام وليمة يتذوقون طعمها بشراهة وذلة...
أخبرت أبي في تلك الليلة بأني سأكون مثل جدي حمارا ذو حكمة أرقب ما يدور من بني الإنسان الذين لا يعرفون معنى لِمُسَامهم، إن الإنسان فاقد للأهلية، طامع بالجبروت والسلطة ناكرا حق التعبير للغير باذخ للفساد نمرود على نعمة بين يديه... لم ارى او اسمع شخص منهم ذكر وشكر النعمة التي هو فيها... التذمر عناوين مثل العبارات المكتوبة بخط جاهلية على جدران الخان من الخارج، العمل عبادة، ما ضاع حق وراءه مطالب، القناعة كنز لا يفني هههههههههههههه أي عبادة وأي حق واي قناعة؟ هربت عن الخان مع صحبة رغم الألم الذي خلفته لأمي وأبي، صار لزاما عليّ ان اتحرر، أن اعيش كجدي حرا طليقا أعتاش من هنا وهناك اردت ان ارسم خطوط لحياتي وذاك ما جعل بعضا من الجحوش والحمير تهرب معي، كانت أزمة خرج فيها صاحب الخان معربدا يلعن الصبية وحارس الخان الذي ضرب يومها ضربا لم يناله حمار في مطلع، جن جنونه لكني ومن معي اطلقنا لأرجلنا العنان، ابتعدنا كثيرا، فالعالم الجديد بالنسبة لنا متنفس اوله كان صعبا غير أننا ما أن الفنا المكان حتى استقرت بعض الشيء النفوس، حالفنا الحظ ببعض بغال شاركتنا همنا وقد طفقت هي الأخرى تنشد البعد عن بني الانسان ذلك الحيوان الناطق بترهات الحرية والديمقراطية متمجدا بأنها تعليم سماوية أوجدت الخط المستقيم الى الحق ونسوا انهم قتلوا الحق ونحروا العدالة عندما استباحوا بيوت الشعر التي سكنوها والبيوتات بعد أن صنعوا لهم ارباب من حجر وطين وتمر...
لم اتصور أني سأكون في موقف كهذا احسد عليه، فقد خالني أن الامر سيدوم او على الاقل يبقى على ماهو ولكن السلطة هي أن تكون سيدا معبودا ونسيت ان اضفي على نفسي تلك الصفات حتى برز حمار اسود قبيح كان قد زحف وقد أصابه البهاق فبات حمارا ابقع الشكل.. عاش بيننا الى ان سمعت من حمار مقرب أنه يعد للتمرد عَلَي، يريد ان يكون ربا لهذه الحمير صاحب سلطة ونفوذ.. لم اولي الامر أهتمام غير ان التذمر من تابعيه صار عاليا وعتو على نعمتهم فأكثروا من النهيق في نكران الجميل، شرعوا بدس الدسائس، انخرطوا في تكوين جبهة معارضة، دعوا فيها الى ان يكون الحُكم لهم فهم احق واكثر خبرة خاصة أن هذا الابقع قد جاب وعاصر الويلات وأما حاله وشكله فهو نتيجة رفضه لواقع الحمير الذين يرفضون العبودية... شرعت ومن معي في دفع تلك الحمير الى الخروج من سقف الحرية، إننا كنا جحوش وصرنا حمير نروم العيش بسلام لا نريد لسلطان أبقع جائر ان يسوق جنسنا بالسوط، إنه من اسلحة الانسان عندما استعبِدوا الضعفاء في الجاهلية وجلاده يصرخ إعلوا هبل، إننا في عصر لا نريد أن تكون هناك عدالةعمياء تحمل ميزانه عجوز شمطاء وصاحب محكمة ابقع، إننا نبحث عن الانفراج والحرية لا عن التحزب والاتيان بقوانين تمنع ان تكون حمارا واعيا، الجهالة في تابعيك يا ابقع هي من جعلتهم ينهقون لك، اشارت عليك بأنك هبل الجديد ونسيت أنك من خوارجها، ما بَعُد عنك ذكر اصحاب الرايات السود، جاؤوك يدعون العدالة والحق وهم للحق كارهون إنكم يا ابقع بعيدين كل البعد عن أثنين الحق والباطل، اقسم بالذي لم اقسم به إن لم تخرج ومن معك عن ملتنا لتنال ما ناله السامري، تجمعت الحمير على الابقع فطردوه شر طردة... الشعور بالانتصار جميل لكن المحافظة عليه هو الاجمل، سكن الامر هاهو الحمار يذكر صولات جده التي اورثها الحمار الاقدم، لم يتغير شيء لا زال الانسان يؤمن بالشعارات وكتابتها بلا وعي على الجدران كالمعلقات وما زال ينادي ( نحنو نريد الديمغراطية اليديدة).
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي
أخبرت أبي في تلك الليلة بأني سأكون مثل جدي حمارا ذو حكمة أرقب ما يدور من بني الإنسان الذين لا يعرفون معنى لِمُسَامهم، إن الإنسان فاقد للأهلية، طامع بالجبروت والسلطة ناكرا حق التعبير للغير باذخ للفساد نمرود على نعمة بين يديه... لم ارى او اسمع شخص منهم ذكر وشكر النعمة التي هو فيها... التذمر عناوين مثل العبارات المكتوبة بخط جاهلية على جدران الخان من الخارج، العمل عبادة، ما ضاع حق وراءه مطالب، القناعة كنز لا يفني هههههههههههههه أي عبادة وأي حق واي قناعة؟ هربت عن الخان مع صحبة رغم الألم الذي خلفته لأمي وأبي، صار لزاما عليّ ان اتحرر، أن اعيش كجدي حرا طليقا أعتاش من هنا وهناك اردت ان ارسم خطوط لحياتي وذاك ما جعل بعضا من الجحوش والحمير تهرب معي، كانت أزمة خرج فيها صاحب الخان معربدا يلعن الصبية وحارس الخان الذي ضرب يومها ضربا لم يناله حمار في مطلع، جن جنونه لكني ومن معي اطلقنا لأرجلنا العنان، ابتعدنا كثيرا، فالعالم الجديد بالنسبة لنا متنفس اوله كان صعبا غير أننا ما أن الفنا المكان حتى استقرت بعض الشيء النفوس، حالفنا الحظ ببعض بغال شاركتنا همنا وقد طفقت هي الأخرى تنشد البعد عن بني الانسان ذلك الحيوان الناطق بترهات الحرية والديمقراطية متمجدا بأنها تعليم سماوية أوجدت الخط المستقيم الى الحق ونسوا انهم قتلوا الحق ونحروا العدالة عندما استباحوا بيوت الشعر التي سكنوها والبيوتات بعد أن صنعوا لهم ارباب من حجر وطين وتمر...
لم اتصور أني سأكون في موقف كهذا احسد عليه، فقد خالني أن الامر سيدوم او على الاقل يبقى على ماهو ولكن السلطة هي أن تكون سيدا معبودا ونسيت ان اضفي على نفسي تلك الصفات حتى برز حمار اسود قبيح كان قد زحف وقد أصابه البهاق فبات حمارا ابقع الشكل.. عاش بيننا الى ان سمعت من حمار مقرب أنه يعد للتمرد عَلَي، يريد ان يكون ربا لهذه الحمير صاحب سلطة ونفوذ.. لم اولي الامر أهتمام غير ان التذمر من تابعيه صار عاليا وعتو على نعمتهم فأكثروا من النهيق في نكران الجميل، شرعوا بدس الدسائس، انخرطوا في تكوين جبهة معارضة، دعوا فيها الى ان يكون الحُكم لهم فهم احق واكثر خبرة خاصة أن هذا الابقع قد جاب وعاصر الويلات وأما حاله وشكله فهو نتيجة رفضه لواقع الحمير الذين يرفضون العبودية... شرعت ومن معي في دفع تلك الحمير الى الخروج من سقف الحرية، إننا كنا جحوش وصرنا حمير نروم العيش بسلام لا نريد لسلطان أبقع جائر ان يسوق جنسنا بالسوط، إنه من اسلحة الانسان عندما استعبِدوا الضعفاء في الجاهلية وجلاده يصرخ إعلوا هبل، إننا في عصر لا نريد أن تكون هناك عدالةعمياء تحمل ميزانه عجوز شمطاء وصاحب محكمة ابقع، إننا نبحث عن الانفراج والحرية لا عن التحزب والاتيان بقوانين تمنع ان تكون حمارا واعيا، الجهالة في تابعيك يا ابقع هي من جعلتهم ينهقون لك، اشارت عليك بأنك هبل الجديد ونسيت أنك من خوارجها، ما بَعُد عنك ذكر اصحاب الرايات السود، جاؤوك يدعون العدالة والحق وهم للحق كارهون إنكم يا ابقع بعيدين كل البعد عن أثنين الحق والباطل، اقسم بالذي لم اقسم به إن لم تخرج ومن معك عن ملتنا لتنال ما ناله السامري، تجمعت الحمير على الابقع فطردوه شر طردة... الشعور بالانتصار جميل لكن المحافظة عليه هو الاجمل، سكن الامر هاهو الحمار يذكر صولات جده التي اورثها الحمار الاقدم، لم يتغير شيء لا زال الانسان يؤمن بالشعارات وكتابتها بلا وعي على الجدران كالمعلقات وما زال ينادي ( نحنو نريد الديمغراطية اليديدة).
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي