علي سيف الرعيني - فلسطين والتخاذل العربي ؟!

ان الكتابة عن قضية فلسطين كالذي يدور في حلقة مفرغة فالقضية حتى اليوم لم تخرج إلى طريق لقد ضاق بها القانون الدولي ولم يقدم مجلس الأمن اي جديد في حين أن النتائج مخيبة لآمال وتطلعات الجماهير العربية
فلسطين التي ظلت على مدار التاريخ ساحة للصراع والتنازع على ملكيتها واحتلالها لما تتمتع به من موقع جغرافي واستراتيجي فريد بين سائر البلدان.. فكم هي عظيمة هذه الأرض وكم هم عظماء أبناؤها فهذه الأرض لها مكانة خصَّها الله بها، فهي أرض المحشر التي يُجمع الناس فيهافي حين أن فلسطين تحتل مكانة عظيمة جعلتها جزءاً من عقيدة المسلمين ووجدانهم، فهي أرض البركة والخير والطهر والعفاف والجهاد والرباط وهي القبلة الأولى وثالث الحرمين الشريفين.. وعلى هذه الأرض صُدَّت جموع التتار واندحرت جموع الصليبيين وهزم جيش نابليون وفلسطين تعتبر من أكثر البلدان الإسلامية قداسة في العالم، ففيها المسجد الأقصى وهي أرض الأنبياء ومبعثهم عليهم السلام، وقد عاش فيها ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وسليمان وداؤود وصالح وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام.
ولعل هذا أعطاها مكانة عظيمة في نفوس المسلمي والإسلامي
مكانة عظيمة من الناحية الدينية ولعل معجزة الإسراء برسولنا الكريم إلى المسجد الأقصى قد عززت هذه المكانة وهكذا أصبحت فلسطين بقعة إسلامية عربية
بيد أننا ندرك مدى الارتباط المتلازم والعقيدة والدم واللغة والنسب الذي يربط الأمة العربية الإسلامية.. وبرغم المكانة التي تحتلها فلسطين في قلوب العرب إلا أن المشاهد اليوم في وضعها الراهن يفصح بعكس ذلك، إذ أن ما هو معروف لدينا قبل سنوات قليلة أن الصراع في الساحة الفلسطينية كان ينسب إلى طرفين وإن كان هذا المفهوم سطحياً ونظرياً ولا علاقة له بالميدان.. وهما العربي والصهيوني كان على الأقل هذا العنوان سيؤكد وسيحافظ على أصول القضية والهوية أيضاً.. لكن الطمس المتعمد من واقع الحال العربي الذي ألغى الانتماء العربي ليحصرها في الصراع الفلسطيني الصهيوامريكي ونتيجة للتخاذل العربي ها هو الكيان الصهيوني يعربد في أرض فلسطين ويرتكب أبشع الجرائم والمذابح ويدمر الأرض والإنسان.. إنها أرض فلسطين العربية البقعة المشبعة بدماء الشهداء الزكية.. إن غض الطرف عن الشأن الفلسطيني لدى القادة العرب وعدم المبادرة لوقف نزيف الدم العربي المسفوح على بقاع وأحياء فلسطين جريمة تاريخية وعار سيخلد في تاريخ الأمة العربية المليء بالأمجاد والانتصارات والفتوحات.. وإننا على يقين من أن الأمة العربية لن يكتب لها النصر إلا بدحر المحتل وطرده من البلاد العربية وتطهير مقدساتنا من الكيان الصهيوني المغتصب وهذا لن يكون إلا بتحقيق الهدف الأسمى والحلم الكبير لأمتنا وهو تحقيق الوحدة العربية الشاملة وبذلك ستعود هذه الأمة إلى بواكير أمجادها
وكونها - أي الوحدة العربية - ستظل مطلباً رئيسياً تتطلع إلى تحقيقه الجماهير العربيةإذ أن الوحدة العربية هي مجمل الآمال العريضة التي تطمح إليها هذه الأمة المتعطشة إلى النصر ولم الشمل ونحن بأمس الحاجة إليها لمعالجة الوضع الراهن الذي تعيشه الأمة العربية قاطبة.. بيد أن قضية فلسطين رهينة الانقسام والاختلاف العربي - العربي ومع هذا فقضية فلسطين هي محور اهتمامنا العربي والإسلامي
لكننا اليوم نعيش حالة من التشرذم والانقسام وبات الحديث عن وحدة عربية امرا يصعب التعامل معه في ظل الحروب القائمة والصراع الدائرفي البقاع العربية المثخنةبالدماء
في حين اصبح كل قطرعربي ممزق طوائف واحزاب وصراعات داخلية تعصف بمقومات هذه الشعوب الاقتصادية والسياسية الامر الذي افقدها الاستقرار الداخلي وهو ما اتاح فرصة للصهيونية استكمال مشروعها التوسعي الاستعماري على حساب الشعوب المغلوبة على امرها وتبقى فلسطين الى اليوم قضية بلا حل وتبقى قضايا وملفات عربية الى اليوم بلاحل
. .......... ...................

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى