علي سيف الرعيني - ويحدث يوما؟!

يحدث أن تقف يوما وحيدا فلا تجد من يسمعك وإن سمعك لن يفهمك يحدث يوما أن يتركك من ظننته يوما اقرب الناس اليك فلا حديث هنا بجوارك سوى قلبك يحدثك عن خيباته فيمن حوله وخذلانه فيمن أحبهم يحدّثك عن نجاحاته التي تبددت كلها بلا مبرر مقنع على صخرة واقع لا يرحم وكأن نبوغه وتفرده وعبقريته التي وهبها لم تكن سوى سطوع قد افل مع غروب شمس اليوم
يحدث يوما أن تنظر لنفسك وكانك شرير قد ارهق العالم بأفعاله
يحدث يوما أن تسرق الحياة منا كل الامنيات أن تفقدنا احترامنا لأنفسنا أن نفقد ذاك البريق أن يختفي كل الوهج .. أن يسكننا الذهول وتمزقناالخيبات ..أن نفقد الثقة بمن حولنا ان تهزمنا التوقعات وتمرضنا الاحتمالات ..يحدث يوما ..أن تؤثرفيك تلك الردود القاتلة وتاخذك الى وسط النفق المظلم ..
أظن أني أعاني من الإكتئاب فما أشعر به الآن من رغبة في الوحدة وشعور خانق بالضيق قد عايشته سابقاً ولفترة طويلة وها هو الآن يعود ليطرق باب النفس ويغزوها من جديد وأنا بلا شك لا أرغب في عودته لكني متأكد أنه سيعود وبقوة حيث أن كل الظروف المحيطة تدفعني لأن انطوي على نفسي من جديد وأعيش عزلة أخرى كما التي عشتها من قبل
ليس الإكتئاب مرضا ملموسا نستطيع أن نعالجه بعقاقير خلال مدة بسيطة بل هو مرض نفسي ربما تخفف بعض العقاقير من اعراضه لكنها بلا شك لا تعالجه وكل ما تفعله أنها تكبح جماح المشاعر لكي لا تصل لمرحلة التهور التي يفقد فيها المصاب بالإكتئاب السيطرة فيتهور ويقوم بأفعال لا يمكنه السيطرة عليها الرغبة في البعد عن البشر الرغبة في عدم الحديث مع أحد فيصبح اللقاء بأي صديق حمل ثقيل على النفس ترغب في التخلص منه في اقصر وقت الشعور بالضيق فكل شيء يكون كئيباً في تلك المرحلة وإن كان في الحقيقة جميل أو مسلي الرغبة في الابتعاد في الرحيل وكلما رحل لأرض وعرف فيها بشر يرغب في مغادرتها ليستسلم لعزلته
لا أتمنى أن يصل أحد لتلك المرحلة لكني متأكد ان الكثيرين يعانون من الإكتئاب دون أن يعرفوا ذلك
في مرحلة ما قد نكون عرضة للضغوط النفسية التي تفقدنا السيطرة على افعالنا وقد نقع في فخ فعل صبياني يجرنا الى مشنقة الموت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى