علجية عيش - "صعيدية" من ريف مصر تنافس قادة فرنسا للوصول إلى قصر الإليزيه الرئاسي

إنها مارين لوبان زعيمة حزب "التجمع الوطني" أقصى اليمين، المرأة الحديدية التي تنحدر من ريف مصر (الصعيد) التي تحدت قادة أحزاب فرنسيين بما فيهم الرئيس المنتهية عهدته لتولي شؤون الجمهورية السادسة في الداخل و الخارج ( دبلوماسيتها في انتخابات الدورة الأولى لسنة 2022 خاضت فيها معركة من أجل الوصول إلى قصر الإليزيه، حيث احتلت فيها المركز الثاني بعد إيمانويل ماكرون الرئيس الذي ترشح لعهدة جديدة ، و قد نشرت إحدى المواقع الإعلامية بيبليوغرافية عنها و من أيّ اسرة تنحدر هذه المرأة التي يمكن وصفها بالشخصية الكاريزماتية، من خلال تعزيز فرصتها في رفع التحدي بعد التجربة التي مرت بها في الإنتخابات الماضية دون أن تشعر بالياس أو الهزيمة ، فكان عليها أن تخوض المغامرة و السير في دروب معبدة بالأشواك.

و حسبما جاء في التقرير فلوبان تنحدر من صعيد مصر، و تبلغ لوبان من العمر 53 عاماً متحصلة على شهادة الماجستير في القانون، وبدأت حياتها المهنية محامية، طكا شغلت عدة مناصب قضائية، فليس غريب على امرأة "صعيدية " أن ترفع التحدي و هي التي كشفت عن أصولها العربية بكل افتخار في تجمع انتخابي نظمته في سنة 2017 ، فوالدة جدتها كانت تدعى بولين، وهي صعيدية قبطية من جنوبي مصر. وتشير دوائر سياسية في باريس، إلى أن ولع الفرنسيين بالحضارة والآثار المصرية، دفع لوبان، أو طائر الفينيق الذي ينهض من بين الركام أو العنقاء كما وصفت هي نفسها للكشف عن جذورها المصرية الصعيدية، و يعود ذلك إلى زمن الوجود الفرنسي في مصر منذ أوائل القرن الثامن عشر، حيث اشتهر الفرنسيون بأعمال التجارة والتنقيب عن الآثار والاحتكاك بالشعب المصري، فكان هناك تواصل عائلي بالتزاوج والعلاقات الأسرية.

و كان المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي احتل المركز الثالث بعد مارين لوبان قد أدلى يتصريح هجومي على قناة فرانس 24 كشف فيه عن حقده الدفين لهذه المرأة عندما خاطب مناصريه بأن لا يمنحوا و لا صوت لها في الدورة الثالنية من الإنتخابات، و لعل خطابها قد أثار حفيظته عندما قالت لوبان أن الخسائر المتتالية لا تثنيها عن مواصلة العمل بكل قوة صوب رئاسة فرنسا، واعتبرت أن الحديث عن فوز ماكرون المضمون في الانتخابات مجرد أخبار كاذبة، فهزيمة ماكرون وتغيير سياسة البلد بشكل جذري ممكن، كما أن ترجيح احتمال فوزها جاء أيضاً من معسكر ماكرون، و رغم أن المرشحون الذين خسروا في الدور ألأول من الإنتخابات دعوا إلى صب اصواتهم لصالح الرئيس المنتهية عهدته، و حتى لو أن ماكرون فاز في الدور الثاني و جدد عهدته لحكم الجمهورية السادسة، إلا أن الفوز الحقيقي سيكون لا محالة لمارين لوبان هذه المرأة العربية مهما كانت عقيدتها و إيديولوجيتها، لأنها تحدت قادة الغرب يمثلون اقوى امبراطورية.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى