منذ شبابه وهو مع الشيخ ، رافق كثيرون مع الشيخ ، جنود من الجيش ، مسلحون من القبائل ، شباب من أقارب الشيخ ، لكنهم كانوا يرحلون ويأتي غيرهم ، إلا هو فقد قرر البقاء مع الشيخ إلى نهاية عمره ولإخلاصه للشيخ فقد عينه المرافق الشخصي له فكان الوحيد الذي يركب بجواره في السيارة ، لا يفارق الشيخ حيثما حل أو ارتحل ، حتى في سفره إلى خارج اليمن سافر معه ، ولأن للشيخ علاقاته القوية بالمسؤولين فقد سجله جندي في الجيش ثم أخرج أمرا بانتدابه مرافقا معه كي يضمن له راتبا من الدولة .
وحين توفي مبخوت سليمان المقوت الخاص بالشيخ أنتدبه الشيخ لهذه المهمة ، فكان يذهب في الصباح إلى حقول القات يتفقد حراسها ويشرف على ري مواضع منها تكفي لقات الشيخ ويحرص على أن تظل أشجار القات بعيدة على السموم والأسمدة الكيماوية كي تنمو بشكل طبيعي ولا تفقد طعمها .
قبيل الظهر يقطف أربع حزم كبيرة من القات تكفي للشيخ ولضيوفه ، يضعها في طربال مبلل بالماء ثم يعود بها إلى منزل الشيخ ليغسلها جيدا ويقطف من أغصان حزمة منها في كيس كبير بما يكفي ليمضغها الشيخ في مقيله ثم يضع ثلاث حزم أمام الشيخ ليوزع منها على ضيوفه الذين ينصرفون عادة بعد العشاء وحين يغادر الشيخ ديوانه ليواصل سمره مع نساءه بالداخل يسلمه كيسا آخر فيه ما يكفي من القات لسمره الذي يمتد إلى بعد منتصف الليل .
لقربه من الشيخ فقد توسط لأشخاص كثيرين وأستطاع حل قضايا كثيرة فقد كان يعرف الوقت الذي يكون فيه الشيخ مسرورا ولا يرد له أي طلب ، كان في أغلب الأوقات صامتا يستمع للشيخ باهتمام حتى جاء ذلك اليوم النحس حيث كان الشيخ يحكم بين قبيلتين في قضية كبيرة فإذا به يقاطع الشيخ فجأة ويقترح هو الحكم في القضية ، فوجئ الشيخ بما حدث منه فصمت عن الكلام وصمت كل من في المجلس ، لم يفعلها أحد قبله فلم يجرؤ أحد على مقاطعة الشيخ أثناء حديثه .
تغير وجه الشيخ وأحمر غضبا وهو بدوره أدرك خطأه فقال :
ـ العفو يا شيخ الحكم حكمك وأنا محكم لك .
ظل الشيخ صامتا والناس ينظرون إليه بذهول بينما واصل هو حديثه :
ـ زلة لسان يا شيخ والله ما تتكرر
رمى شاله بين يدي الشيخ وهو يتوسل :
ـ بجاه الله يا شيخ تسامحني وأوعدك بشرفي ما أزيد أتفضول بعد اليوم .
ـ هي غلطة يا شيخ لي منعك .
ـ يا شيخ من قدر وعفي والمسامح كريم .
ولأن الشيخ ظل صامتا فقد نهض من مجلسه ليقبل ركبة الشيخ ورأسه ليسامحه ولكن الشيخ دفعه بقوة فوقع في وسط المجلس ، وصاح الشيخ بمرافقيه :
ـ بزوا أبوه
أسرع مرافقو الشيخ يمسكونه ويجرونه خارج المجلس بينما قال الشيخ :
ـ سجن القلعة
أنهار باكيا عند سماعه كلمة السجن وواصل رجاءه :
ـ يا شيخ أنا لي ثلاثين سنة في خدمتك
ـ يا شيخ هي أول وآخر غلطة
ـ يا شيخ أنا داعي لك بداعي القبيلة
أصم الشيخ أذانه عن توسلاته وحين غادروا به المجلس التفت الشيخ إلى الحاضرين :
ـ حتى لو هو أبني المخطئ يأخذ عقابه .
ووجه الشيخ حديثه للحاضرين :
ـ ماذا كنا نقول ؟
ثم واصل الشيخ حديثه وكأن شيئا لم يكن .!
وحين توفي مبخوت سليمان المقوت الخاص بالشيخ أنتدبه الشيخ لهذه المهمة ، فكان يذهب في الصباح إلى حقول القات يتفقد حراسها ويشرف على ري مواضع منها تكفي لقات الشيخ ويحرص على أن تظل أشجار القات بعيدة على السموم والأسمدة الكيماوية كي تنمو بشكل طبيعي ولا تفقد طعمها .
قبيل الظهر يقطف أربع حزم كبيرة من القات تكفي للشيخ ولضيوفه ، يضعها في طربال مبلل بالماء ثم يعود بها إلى منزل الشيخ ليغسلها جيدا ويقطف من أغصان حزمة منها في كيس كبير بما يكفي ليمضغها الشيخ في مقيله ثم يضع ثلاث حزم أمام الشيخ ليوزع منها على ضيوفه الذين ينصرفون عادة بعد العشاء وحين يغادر الشيخ ديوانه ليواصل سمره مع نساءه بالداخل يسلمه كيسا آخر فيه ما يكفي من القات لسمره الذي يمتد إلى بعد منتصف الليل .
لقربه من الشيخ فقد توسط لأشخاص كثيرين وأستطاع حل قضايا كثيرة فقد كان يعرف الوقت الذي يكون فيه الشيخ مسرورا ولا يرد له أي طلب ، كان في أغلب الأوقات صامتا يستمع للشيخ باهتمام حتى جاء ذلك اليوم النحس حيث كان الشيخ يحكم بين قبيلتين في قضية كبيرة فإذا به يقاطع الشيخ فجأة ويقترح هو الحكم في القضية ، فوجئ الشيخ بما حدث منه فصمت عن الكلام وصمت كل من في المجلس ، لم يفعلها أحد قبله فلم يجرؤ أحد على مقاطعة الشيخ أثناء حديثه .
تغير وجه الشيخ وأحمر غضبا وهو بدوره أدرك خطأه فقال :
ـ العفو يا شيخ الحكم حكمك وأنا محكم لك .
ظل الشيخ صامتا والناس ينظرون إليه بذهول بينما واصل هو حديثه :
ـ زلة لسان يا شيخ والله ما تتكرر
رمى شاله بين يدي الشيخ وهو يتوسل :
ـ بجاه الله يا شيخ تسامحني وأوعدك بشرفي ما أزيد أتفضول بعد اليوم .
ـ هي غلطة يا شيخ لي منعك .
ـ يا شيخ من قدر وعفي والمسامح كريم .
ولأن الشيخ ظل صامتا فقد نهض من مجلسه ليقبل ركبة الشيخ ورأسه ليسامحه ولكن الشيخ دفعه بقوة فوقع في وسط المجلس ، وصاح الشيخ بمرافقيه :
ـ بزوا أبوه
أسرع مرافقو الشيخ يمسكونه ويجرونه خارج المجلس بينما قال الشيخ :
ـ سجن القلعة
أنهار باكيا عند سماعه كلمة السجن وواصل رجاءه :
ـ يا شيخ أنا لي ثلاثين سنة في خدمتك
ـ يا شيخ هي أول وآخر غلطة
ـ يا شيخ أنا داعي لك بداعي القبيلة
أصم الشيخ أذانه عن توسلاته وحين غادروا به المجلس التفت الشيخ إلى الحاضرين :
ـ حتى لو هو أبني المخطئ يأخذ عقابه .
ووجه الشيخ حديثه للحاضرين :
ـ ماذا كنا نقول ؟
ثم واصل الشيخ حديثه وكأن شيئا لم يكن .!