تُحَاصِرُنِي الأَبجَدِيَّةُ كُلَّ مَسَاءْ
قَد تَجِيءُ عِندَ الفَجرِ
وَفِي وَضَحِ النَّهَارِ
تُوقِظُ قَلَمًا وَوَرَقَهْ
أَمنَحُهَا تَأشِيرَةَ دُخُولٍ
مُحَاطًا بِأَموَاجِ فِكرٍ وَافِدٍ
مِن غَابَةِ المَشَاعرِ
ثَمَّةَ امرَأَةٌ وَحِيدَةٌ تَهبِطُ عَلَيَّ
مَعَ أَشِعَّةِ الشَّمسِ
يَتَمَاوَجُ شَعرُهَا الذَّهَبِيُّ فِي خَاطِرِي
تَمنَحُنِي وَلِيمَةَ حُبٍّ مِن يَنبُوعِ عَينَيهَا
كَأَنَّهَا بَحرٌ يَفِي دَومًا بِوُعُودِهِ
كَأَنَّهَا حُلُمٌ مَحمُولٌ عَلَى سُفُنِ الرَّغبَةِ
أَو كَأَنَّهَا وَحدَهَا _
هُنَا .. هُنَاكَ وَهُنَالكَ
تَهفُو إِلَيَّ .. تَقُولُ _
حَانَ للحَجَرِ أَن يَدمَعَ
للقَلبِ أَن يَخفُقَ
للقَلَقِ أَن يَرحَلَ ..
حَانَ الوَقتُ أَن يَتَوَقَّفَ
هُنَا الوَقتُ
أَن يَأمُرَنَا بالرَّقصِ عَلَى قَبرِ الغِيَابِ
أَن يَتَحَدَّثَ عَنكِ
عَنِّي
عَن ثَغرِكِ الذِي يَمُوجُ في شِفَاهِي
عَن غُصنٍ تَعَلَّقتُ بِهِ مِثلَ وَرَقَهْ
تَخَافُ سُقُوطًا فِي مَهَبِّ الرِّيحِ
تَعِيشُ فِي صَمتِ التَّمَنِّي
حَانَ الوَقتُ أَن يَتَوَقَّفَ
هُنَا الوَقتُ
أَن نَقطِفَ مِنَ الرَّمَادِ زَهرَةً
مِنَ الكَآبَةِ بَسمَةً
تَقِفُ إِلى الشُبَّاكِ
احتِفَاءً بِقُدُومِ مُشتُاقٍ
عَينُهُ مَفتُوحَةٌ عَلَى امتِلَاءِ كَأسٍ
أَفرَغنَاهَا زَمَنَ اللِّقَاءِ ..
حَانَ الوَقتُ أَن يَتَوَقَّفَ
هُنَا الوَقتُ
عِندَ كَلِمَةٍ شِئتُهَا عَهدًا لكِ
تُقَاسِمُكِ الفِرَاشَ ،
المَاءَ وَالحَجَرْ
تَحنِي الرَّأسَ مِثلِي
أَمَامَ فُتَاتِ ضَوءٍ تَنَاثَرَ من عَينَيكِ
أَلا يَكفِي أَنِّي _
جَعَلتُ مِن جَفنِ النَّارِ كَلِمَاتٍ
تُمَجِّدُكِ أَلسِنَتُهَا
عَلَى جَفنِ الرَّمَادِ
وَهُذَا الوَقتُ الذِي مِن رَملٍ كَانَ
هَا هُوَ يُغَنِّي الآنَ
بَينَ ذِرَاعَيكِ
يُسَرِّحُ شَعرَكِ
يَمزِجُ بَسمَتَكِ فِي كَأسِ نَبِيذٍ
جَاهِزٍ للسُّكرِ
وُالشَّجَرَةُ التِي كَانَت عَاقِرًا
أَزهَرَتْ ثُمَّ أَينَعَتْ عَلَى وَجهِكِ المُتَوَهِّجِ
وَالوَردَةُ التِي فِي الرُّكنِ
كَانَت مَنسِيَّةً
هَا هِيَ تُلاحِقُ شُعَاعَ عَينَيكِ
لِيَكتَمِلَ العِطرُ
وَهَذَا اللَّيلُ الذِي كَانَ أَلْيَلَ
أَيقَظَ الأَقمَارَ تَطُوفُ حَولَكِ
وَالنَّسِيمُ العَلِيلُ
دَخَلَ اسمَكِ مُبَارِكًا
وَخَطوَةً خَطوَةً أَشَاعَ الأَسرَارَ
فَاندَفعَت نَحوِي ..
سَمِعتُ مَن يَقُولُ _
فِي الحَجَرِ مَاءٌ
فِيهِ دَوَائِرُ دَائِرَاتٌ تُكَلِّلُهُ
وَالحَورُ الذِي انتَصَبَ عَالِيًا
رَأُيتُ إِلَيهِ يَنزَلِقُ إِلَى المَاءِ
يَغُوصُ فِي العُمقِ
فِيمَا الجُذُورُ تَتَوَسَّلُ الفَضَاءَ
وَرَأَيتُ إِلَيكِ تَجمَعِينَ الأَرضَ قِلادَةً
فِي العُنقِ
وَحِينَ إلى الكتَابَةِ يَحمِلُنِي شَوقٌ
يَطُوفُ اسمُكِ حَولَ مَسمَعِي
يُضِيفُ مَقَاطِعَ إِلى قَصيدَةٍ
كُنتُ أُظُنُّهَا اكتَمَلَتْ
وَلا اكتِمَالْ
ثَمَّةَ أَنتِ _
يَا امرَأَةً وَحِيدَةً
هَذَا الحَرفُ نَحَتُّهُ مِنكِ
إِمتَعضَ اللَّيلُ مُكَفِّرًا غَابَاتِهِ
عِندَهَا _
رَأَيتُكِ تَنهَضِينَ قَصِيدَةً عَصمَاءَ
طَافَت حَولَكِ وَرَقَةٌ
تَقرَأُ عَلَيكِ حُلمًا أَبصَرَ النُّورَ
فِي وَضَحِ النَّهَار ...
ميشال سعادة
الثلاثاء 5/5/2022
قَد تَجِيءُ عِندَ الفَجرِ
وَفِي وَضَحِ النَّهَارِ
تُوقِظُ قَلَمًا وَوَرَقَهْ
أَمنَحُهَا تَأشِيرَةَ دُخُولٍ
مُحَاطًا بِأَموَاجِ فِكرٍ وَافِدٍ
مِن غَابَةِ المَشَاعرِ
ثَمَّةَ امرَأَةٌ وَحِيدَةٌ تَهبِطُ عَلَيَّ
مَعَ أَشِعَّةِ الشَّمسِ
يَتَمَاوَجُ شَعرُهَا الذَّهَبِيُّ فِي خَاطِرِي
تَمنَحُنِي وَلِيمَةَ حُبٍّ مِن يَنبُوعِ عَينَيهَا
كَأَنَّهَا بَحرٌ يَفِي دَومًا بِوُعُودِهِ
كَأَنَّهَا حُلُمٌ مَحمُولٌ عَلَى سُفُنِ الرَّغبَةِ
أَو كَأَنَّهَا وَحدَهَا _
هُنَا .. هُنَاكَ وَهُنَالكَ
تَهفُو إِلَيَّ .. تَقُولُ _
حَانَ للحَجَرِ أَن يَدمَعَ
للقَلبِ أَن يَخفُقَ
للقَلَقِ أَن يَرحَلَ ..
حَانَ الوَقتُ أَن يَتَوَقَّفَ
هُنَا الوَقتُ
أَن يَأمُرَنَا بالرَّقصِ عَلَى قَبرِ الغِيَابِ
أَن يَتَحَدَّثَ عَنكِ
عَنِّي
عَن ثَغرِكِ الذِي يَمُوجُ في شِفَاهِي
عَن غُصنٍ تَعَلَّقتُ بِهِ مِثلَ وَرَقَهْ
تَخَافُ سُقُوطًا فِي مَهَبِّ الرِّيحِ
تَعِيشُ فِي صَمتِ التَّمَنِّي
حَانَ الوَقتُ أَن يَتَوَقَّفَ
هُنَا الوَقتُ
أَن نَقطِفَ مِنَ الرَّمَادِ زَهرَةً
مِنَ الكَآبَةِ بَسمَةً
تَقِفُ إِلى الشُبَّاكِ
احتِفَاءً بِقُدُومِ مُشتُاقٍ
عَينُهُ مَفتُوحَةٌ عَلَى امتِلَاءِ كَأسٍ
أَفرَغنَاهَا زَمَنَ اللِّقَاءِ ..
حَانَ الوَقتُ أَن يَتَوَقَّفَ
هُنَا الوَقتُ
عِندَ كَلِمَةٍ شِئتُهَا عَهدًا لكِ
تُقَاسِمُكِ الفِرَاشَ ،
المَاءَ وَالحَجَرْ
تَحنِي الرَّأسَ مِثلِي
أَمَامَ فُتَاتِ ضَوءٍ تَنَاثَرَ من عَينَيكِ
أَلا يَكفِي أَنِّي _
جَعَلتُ مِن جَفنِ النَّارِ كَلِمَاتٍ
تُمَجِّدُكِ أَلسِنَتُهَا
عَلَى جَفنِ الرَّمَادِ
وَهُذَا الوَقتُ الذِي مِن رَملٍ كَانَ
هَا هُوَ يُغَنِّي الآنَ
بَينَ ذِرَاعَيكِ
يُسَرِّحُ شَعرَكِ
يَمزِجُ بَسمَتَكِ فِي كَأسِ نَبِيذٍ
جَاهِزٍ للسُّكرِ
وُالشَّجَرَةُ التِي كَانَت عَاقِرًا
أَزهَرَتْ ثُمَّ أَينَعَتْ عَلَى وَجهِكِ المُتَوَهِّجِ
وَالوَردَةُ التِي فِي الرُّكنِ
كَانَت مَنسِيَّةً
هَا هِيَ تُلاحِقُ شُعَاعَ عَينَيكِ
لِيَكتَمِلَ العِطرُ
وَهَذَا اللَّيلُ الذِي كَانَ أَلْيَلَ
أَيقَظَ الأَقمَارَ تَطُوفُ حَولَكِ
وَالنَّسِيمُ العَلِيلُ
دَخَلَ اسمَكِ مُبَارِكًا
وَخَطوَةً خَطوَةً أَشَاعَ الأَسرَارَ
فَاندَفعَت نَحوِي ..
سَمِعتُ مَن يَقُولُ _
فِي الحَجَرِ مَاءٌ
فِيهِ دَوَائِرُ دَائِرَاتٌ تُكَلِّلُهُ
وَالحَورُ الذِي انتَصَبَ عَالِيًا
رَأُيتُ إِلَيهِ يَنزَلِقُ إِلَى المَاءِ
يَغُوصُ فِي العُمقِ
فِيمَا الجُذُورُ تَتَوَسَّلُ الفَضَاءَ
وَرَأَيتُ إِلَيكِ تَجمَعِينَ الأَرضَ قِلادَةً
فِي العُنقِ
وَحِينَ إلى الكتَابَةِ يَحمِلُنِي شَوقٌ
يَطُوفُ اسمُكِ حَولَ مَسمَعِي
يُضِيفُ مَقَاطِعَ إِلى قَصيدَةٍ
كُنتُ أُظُنُّهَا اكتَمَلَتْ
وَلا اكتِمَالْ
ثَمَّةَ أَنتِ _
يَا امرَأَةً وَحِيدَةً
هَذَا الحَرفُ نَحَتُّهُ مِنكِ
إِمتَعضَ اللَّيلُ مُكَفِّرًا غَابَاتِهِ
عِندَهَا _
رَأَيتُكِ تَنهَضِينَ قَصِيدَةً عَصمَاءَ
طَافَت حَولَكِ وَرَقَةٌ
تَقرَأُ عَلَيكِ حُلمًا أَبصَرَ النُّورَ
فِي وَضَحِ النَّهَار ...
ميشال سعادة
الثلاثاء 5/5/2022