سعيد كنيش - وحدة نضال الشعب الفلسطيني أولا وأخيرا..

من أسباب نجاح وانتصار الحرب الوطنية للشعب الفيتنامي بقيادة الحزب الشيوعي هي وحدة الشعب وتعزيزها في مختلف مراحل النضال من خلال بناء جبهة متحدة وواسعة تجمع مختلف مكونات الشعب السياسية والدينية على قاعدة تحرير الوطن وتوحيده. وهناك قصة مأثورة تقول أن كادرا من الحزب الشيوعي قال للعم هوشيه منه، لم أستطع إقناع رهبان بوديين للانضمام للجبهة، لانهم جماعة جالسة تتأمل وتصلي. فرد عليه العم هوشيه. اذهب إليهم مرة أخرى واجلس معهم للتأمل والصلاة حتى يقتنعوا وينضموا للجبهة الوطنية.
من خلال هذه المأثرة أرد على بعض المتنطعين المتياسرين قصيري البصيرة والبصر، الذين يقفزون على طبيعة المرحلة التاريخية للنضال الفلسطيني. وعلى الطبيعة الخاصة للعدو وحلفائه، والوضع الخاص والمعقد الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني راهنا، مع خصائص أخرى ملموسة. فبكل تأكيد هي مرحلة التحرر الوطني والاستقلال والعودة وتقرير المصير. ومعركة فلسطين هذه تتطلب كشرط وجودي لانتصارها وحدة الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته الوطنية، وفي جميع أماكن تواجده في إطار جبهة وعلى أساس برنامج سياسي موحد وقيادة موحدة تجسد هذه الأهداف التي ذكرت. فالعدو يسعى بكل جهده إلى تقسيم الشعب الفلسطيني وهو هدفه الاستراتيجي لا نجاح مشروعه، وقد عمل خلال السنوات التي مرت وعلى مراحل في تكريس هذا المخطط. التقسيمي لأسباب ليست الآن موضوعنا .
حاليا وفي هذه الايام العظيمة الذي نشهد فيها بداية ولادة جديدة وعسيرة لوحدة الشعب الفلسطيني في المقاومة، معمدة بالتضحيات الجسيمة، للخروج من حالة الانقسام المقيت التي طالت، وانتظروا نهايتها كل الاحرار في العالم الذين يدعمون انتصار شعب فلسطين وهزيمة الكيان الصهيوني العنصري. لأن وحدة الشعب الفلسطيني هي القوة الضاربة والطريق السليم لتحقيق النصر مهما كانت قوة الاعداء.
أقول في هذه الظروف الذي يدرك فيها أعداء الشعب الفلسطيني أهمية هذا التحول وخطره عليهم وعلى مخططاتهم ومصالحهم، ليس فقط في فلسطين المحتلة ولكن في المنطقة برمتها. تلبس بعض الجهات من هنا وهناك أقنعة جديدة، و تقفز بعض الخطابات مرة لتشكك في جدوى بعض أشكال المقاومة المسلحة خاصة من قطاع غزة المحاصرة. وتعتبرها جوفاء وتسبب فقط الضرر للشعب الفلسطيني، وتنسبها إلى فصيل وطني معين. ومرة أخرى يقوم هؤلاء المتحذلقين الذين يدعون تقديم الدروس للشعب الفلسطيني، ويطرحون التشكيك في التحالف مع قوى لان مرجعيتها دينية. دون إدراك لخصوصية مكونات الشعب الفلسطيني وطبيعة المرحلة كما ذكرت .وهم في واقع الامر يخدمون بوعي أو دون وعي أجندات تكرس واقع الانقسام السياسي المقيت بين مكونات الشعب الفلسطيني.
حماس أو غيرها، هي حركة سياسية بمرجعية دينية. لكنها متميزة ولها خصوصيتها. كونها أولا تعبر عن جزء هام من الشعب الفلسطيني، وفي الواقع الملموس هي في تناقض وطني رئيسي مع العدو المحتل. ومن جهة تانية في تناقض ثانوي مع القوى الديمقراطية الفلسطينية. لذلك فهي تعتبر مكونا في النضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني. إدارة الاختلاف بين مكونات الشعب الوطنية، يخضع لقانون التناقض الثانوي في إطار وحدة الشعب الفلسطيني. ومن الخطأ الفادح اعتبارها عدوا لان هناك اختلاف في المرجعية الايديولوجية وخلافات سياسية. ثم إن بناء الجبهة الموحدة لا تعني الإلحاق أو طمس التناقضات الثانوية، كما كان يتم سابقا في إطار م.ت.ف. تحت هيمنة فتح .
أعتقد أن الخطر على وحدة الشعب الفلسطيني الممكن حاليا مواجهته، هو من طرف الذين لا زالوا ينسقون أمنيا مع العدو ( هذه تسمى خيانة ولا تسامح معها ) ويتحينون الفرصة للركوب على هذه الانتفاضة العظيمة لإعادة إحياء الرهان على اوسلوا الذي أطاحت به المقاومة بكل اشكالها. ووحدت مكونات الشعب في القدس والضفة الغربية وغزة واراضي 48 المحتلة، وفي المخيمات والشتات.
هذا لمن لا يعرف يسمى ممارسة التناقض في إطار الوحدة وفق النظرية الماركسية.

سعيد كنيش في 2021/05/17 بتمارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى