علجية عيش - محطات لا تنسى من مقاومة الزعاطشة للإحتلال الفرنسي

( 18 ماي 1849- 18 ماي 2022 )



كان اليوم مساءً الدي اجتمع فيه أعيان مدينة الزيبان بسكرة لاسترجاع شيئا من الذاكرة الجماعية التي ربطت الأجيال بتاريخها المجيد، للوقوف على الذكرى 173 لانطلاق مقاومة الزعاطشة للإحتلال الفرنسي، و قد التقى أعيان المدينة و مثقفيها و نخبتها لاسترجاع الأحداث بصورة تستقطب فيها الشباب المتعطش لمعرفة ماضي بلاده و تضحيات الرجال، و أهم الشخصيات التي كان لها تأثير كبير في تلك الأحداث التي غيرت مواقف أعيان المنطقة و جعلتهم ينتفضون بقوة ، و لعل هده الأحداث و المقاومات دفعت بالحكومة الجزائرية تطالب باستعادة جماجم المقاومين في إطار مفاوضاتها مع الحكومة الفرنسية




وفقا لما جاءت به كتابات المؤرخين فإن ثورة الزعاطشة هي المقاومة التي قادها الشيخ أحمد بوزيان في واحة الزعاطشة بضواحب بسكرة جنوبي الجزائر، والتي استمر قرابة 04 شهور، وتحديدا من 18 ماي إلى 26 نوفمبر 1849، كما كانت أول ثورة تندلع بعد نهاية مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري في العام 1847، وأبادت فيها فرنسا كل سكان تلك الواحة البالغ عددهم 13 ألف نسمة، قطعت فيها رؤوس الزعماء وهذه الذكرى تعيد الصراع بين أحد القادة الفرنسيين وهو الملازم سيروكا نائب رئيس المكتب العربي بسكرة و الشيخ بوزيان، عندما كان هدا القائد في جولة استطلاعية قادته الى واحات بسكرى و وقوفه على التغيير الدي طرأ على أهل المنطقة بعد الأخبار التي انتشرت عن رجال المقاومة الشعبية و في مقدمتهم الشيخ بوزيان و مساعيه في مواجهة الاحتلال الفرنسي و تحرير المنطقة و تغيير الوضع .

و قد اثار موقف أعيان المنطقة المفاجئ غضب هدا الملازم حينها اتخذ قرار ملاحقة الشيخ بوزيان و القبض عليه للقضاء على المقاومة في مهدها ، و قد انتقل هدا الملازم إلى منطقة الزعاطشة قصد القبض على الشيخ بوزيان بعدما وصلته معلومات مفادها ان بوزيان يحرض ابناء المنطقة و ما جاورها على الجهاد وسط هده الأحداث أعلن الشيخ بوزيان الجهاد، فالتف حوله مشايخ الأعراش وبايعوه على المقاومة حتى الموت، وكان الاتفاق على موعد انطلاق المقاومة الشعبية يوم 18 ماي 1849 ، و تنقلوا إلى منطقة الزعاطشة ليلا بعدما جهزوا جيشا مسلحا خاض معركة كبيرة انطلاقا من طولقة ثم ليشانة و بوشقرون تلتها هجمات خاطفة على العدو في معسكره بكدية الميدة، تمت في هده المقاومة إبادة زعماء المنطقة و ولم يكتف المحتل بهذه الأعمال بل تفنن في قطع رؤوسهم بكل وحشية، وبرودة دم و قد شهد التاريخ لهده المقاومة حيث قامت حولها دراسات ونظمت من أجلها ملتقيات ، باعتبارها محطة مفصلية في تاريخ المقاومات الشعبية ، التي تعتبر امتداد لمقاومة ألأمير عبد القادر ، حيث وصفها بعض المؤرخين بالمجزرة بكل المقاييس الدولية تضاف إلى السجل الأسود لتاريخ فرنسا بالجزائر.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى