د. سيد شعبان - الكتابة عند المنحنى الخطر!

يعتبر البعض الإمساك بالقلم هواية أو ترفا لهؤلاء الذين يعيشون في أودية الفراغ، لايدرون أن السرد مشقة إذ هو انتماء بالحرف وشغف بالحياة أن تكون أجمل، ولايعني هذا إلا أن تكون الصورة التي ترسمها بريشتك تحمل توقيعك، لاأحد يجبرك أن تكتب، وإلا كان قرار إدانة وأداة اتهام، جمال السرد أن يأتي دون تفعل أو آلية مملة، يجدر بالكاتب أن يمس هموم الآخرين ويعايش أحلامهم يمسك بها فيحيلها واقعا، يبتعد عن الوعظية والمباشرة ويجنح كثيرا إلى ستار من رمز شفيف.
تقتحم عين الرقيب ماخفي من سطور يظن المرء بها نجاة، رموز من عالم الجن وقصص الحيوان وخمائل الشجر ومكونات الحجر، يكتب ويسرد راصدا ملامح عصره، كل رواية تعد تأريخا للحياة بصورة ما، حتى إذا جاء من بعدنا قالوا هذه مفرداتهم التي اقتاتوها أو قاوموا بها، يظن القاريء أن يجد العقاد أو المازني ماثلا بين يديه هذا وهم فمايزال متسع لغيرهما أن يأتوا بالجديد، لكنني أغامر بقلمي في وادي التيه، يتملكني العجب وتبلغ بي الدهشة منتهاها، أن يراني الآخرون مخاتلا أو راقصا في مسرح العبث، هل تراه يشتهي أن يجد رأسي يتدلى من باب زويلة؟
أما أنا فلا أحب له إلا أن يحيا سالما، فثمة خطوات تزين الطريق، الكتابة مقاومة لعوامل الهزيمة النفسية التي تجتاح الجيل الذي رأى انهيار النموذج، أو تبعثر الأمل تحت عجلات قطار الحقد، نكتب لنوجد نافذة يعابث الهواء وجه الحبيبة ومن ثم يحلو للشعر أن يناغم به الفتى أبياتا يرددها الحالمون.
روائع الكتابة خلدها الزمن عدت ميراثا للبشرية، أما تلك التي أتت مبتسرة ذهبت أدراج الرياح.
القلم أداة حياة حين تعانق قمم الجبال حيث مسكن النسور. في اللوحة متسع لمن يحاولون ملء الفراغ، هل نترك للغربان أن تخلو بعلبة الألوان فيأتي المشهد خارج التخيل؟
تكون الحياة أكثر بهجة حين ننسج من الأشياء الصغيرة ثيابا ذات بهجة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى