حسين عبروس - همس الطفولة... اليوم العالمي للطفل... "بيسان بن جدو"

كلّما أقبل الفاتح من شهر حزيران تدفقت في عروقي الدماء بشكل غير طبيعي، وكلمّا هممت بالقول: أيّها الأطفال عيدكم سعيد في كلّ أرجاء المعمورة، وجدت من التعاسة والوجع ما يطبق بفكّيه على عالم الطفولة في الوطن العربي،وفي العالم النامي المتخلف وفي قارة افريقيا بالذات وفي الأوطان التي تئن من ويلات الحروب ،والمجاعة والأمراض والحرمان، وهنا تنتابني حالة من اليأس،وأنا أقول: عن أيّ طفولة تتحدث المنظمات الدولية ،والهيئات الثقافية التي تتبنىّ مشروع ثقافة الطفل.؟ هي سخرية القدر أن يكون في الوطن العربي عدد ممن يكتبون للطفل لا يتجاوز مائتي كاتب ، وأما المتطفلون على ثقافة الطفل فهم يعدون بالملايين، يتاجرون بأحلام الطفولة المشتّت بين حجرات الدراسة المخنقة وبين دكاكين لصوص أحلام الطفولة الذين يتوارون خلف ما يسمى بمؤسسات التنمية البشرية، ومؤسسات الدروس الخاصة، وسماسرة ألعاب الطفولة.
ورعم ذلك أسعد عندما يتصل بي رجل من الباحثين في أدب الطفل وهو الدكتور إسماعيل سعدي، ويحدثني بروح طفولية بأنه اكتشف في مدينته المسيلة بأن هناك طفلة رائعة تدعى "بيسان بن جدو" تحفظ كلّ شعاري التي صدرت لي في مجموعتين "ندى الطفولة وأغنيات دافئة" وتغني بعضها في مدارس المدينة، وهي في مرحلة القسم الإبتدائي.. يقول:
- لست معلما لها، بل هي طفلة صادفتها في مكتبة الشهيد بودراي تحت اشراف السيد المدير الحاج طيايبة، أين كنت أرسم خطة بحث لأطروحة شهادة دكتوراه.. ويواصل قائلا: لقد فاجأتني بطلبها حين قالت لي بأنّها تتمنى أن ترى الشاعر حسين عبروس الذي أحفظ له الكثير من النصوص الشعرية الموجهة للصغار، وأحلم بأن أغني بعضها في عيد الطفولة، وذكرت بعض أسماء الشعراء والأدباء.. بمثل هذه الكلمات البسيطة يشعر الكاتب والمبدع في أدب الطفل بأن الأمل مايزال يغمر قلوب الصغار، رغم كل الصعاب.، وأنا بدوري أحيّ صديقي الدكتور اسماعيل الذي يشرف على طالبة " راوية .ب . له في قسم الدكتوراه والتي هي حول شعر الأطفال عند الشاعر حسين عبروس. كلّ هذا يبحث على الغبطة، ولا يخلينا مسؤولية الكتابة للأجيال التي تحلم بغد رائع في المستقبل القريب.. كلّ عام وأطفال الوطن العربي بخير وكل عام وأصحاب الاقلام المبدعة بألف محبة رائقة رغم المصاعب والظروف القاسية التي تعترض طريقهم في وطننا الكبير والعالم. وكل عام و"بيسان " هذا الاسم العربي الكنعاني القديم الذي يعني "البيت المسكون" كل عام وهي بألف محبة وخير ، واجتهاد متواصل لها والى كل أفراد أسرتها، ومعلميها.. محبتي التي لا تنتهي لكل أطفالنا في القارات الخمس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى