كَانَ الْمَسَاءُ يَنْفُضُ الْفَرَاشَاتِ عَنْ قُبَّعَتِهْ ،
وَكَانَ هَذَيَانُ أَجْرَاسِ الْجَدَاجِدِ يُوقِظُ أَسْرَابَ الْيَاسَمِينْ ،
وَالصُّقُورُ تَنْسُجُ فِي الْفَرَاغِ سَمَاءً أُخْرَى أَقَلَّ ضَرَاوَةً .
وَبيْنَ قَارَّتَيْنِ عَجُوزَتَيْنِ مِنْ عِظَامْ ،
مَدَّتِ السَّلاحِفُ أَرَاجِيحَ النَّوْمِ ،
حَالِمَةً بِنُهُودٍ تَصْطَخِبُ تَحْتَ الْمَاءْ.
تَدَاعَتْ أَوْرَاقُ الْخَرِيفِ عَلَى الرَّصِيفْ ،
وَالْأَغْصَانُ غَدَتْ كَصُلْبَاٍن مُتَوَحِّشَةْ ،
وَبَاتَتْ تَعْرِفُ أَنَّ الْعُزْلَةَ تَعْنِي الْمَوْتْ .
فِي ذَلِكَ الْمَسَاءْ ، أَعَدَّتِ الطُّيُورُ حَقَائِبَهَا ،
وَكَانَتْ دُمُوعُهَا تَمْلَأُ الْأَرْضَ دَمَامِلْ ،
وَفِي جُيُوبِ صُدُورِهَا أَزْمِنَةٌ مُوجِعَةْ ،
لَمْ يَكُنْ تَجْدِيدُ الْأَوْطَانِ وَحْدَهُ ، ذَرِيعَةً لِلرَّحِيلْ ،
لَكِنَّ الْبَنَادِقَ فِي زَيِّهَا الْعَسْكَرِي ، كَانَتْ تَتَأَهَّبُ لِلْوُثُوبْ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت
وَكَانَ هَذَيَانُ أَجْرَاسِ الْجَدَاجِدِ يُوقِظُ أَسْرَابَ الْيَاسَمِينْ ،
وَالصُّقُورُ تَنْسُجُ فِي الْفَرَاغِ سَمَاءً أُخْرَى أَقَلَّ ضَرَاوَةً .
وَبيْنَ قَارَّتَيْنِ عَجُوزَتَيْنِ مِنْ عِظَامْ ،
مَدَّتِ السَّلاحِفُ أَرَاجِيحَ النَّوْمِ ،
حَالِمَةً بِنُهُودٍ تَصْطَخِبُ تَحْتَ الْمَاءْ.
تَدَاعَتْ أَوْرَاقُ الْخَرِيفِ عَلَى الرَّصِيفْ ،
وَالْأَغْصَانُ غَدَتْ كَصُلْبَاٍن مُتَوَحِّشَةْ ،
وَبَاتَتْ تَعْرِفُ أَنَّ الْعُزْلَةَ تَعْنِي الْمَوْتْ .
فِي ذَلِكَ الْمَسَاءْ ، أَعَدَّتِ الطُّيُورُ حَقَائِبَهَا ،
وَكَانَتْ دُمُوعُهَا تَمْلَأُ الْأَرْضَ دَمَامِلْ ،
وَفِي جُيُوبِ صُدُورِهَا أَزْمِنَةٌ مُوجِعَةْ ،
لَمْ يَكُنْ تَجْدِيدُ الْأَوْطَانِ وَحْدَهُ ، ذَرِيعَةً لِلرَّحِيلْ ،
لَكِنَّ الْبَنَادِقَ فِي زَيِّهَا الْعَسْكَرِي ، كَانَتْ تَتَأَهَّبُ لِلْوُثُوبْ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت
