عندما أتحدَّثُ عن الطفولة، فالأمر يتعلَّق، فيما يخُصُّني، بفترة نهاية الأربعينيات و امتداد الخمسينيات. بالطبع، كل ألعاب الطفولة تُمارسُ بعفوية، أولاً، لأن الطفلَ، ما يهمُّه هو المُتعة التي يجنيها في حينه من اللَّعب. ثانيا، العديد من الألعاب المُمارسَة أثناء الطفولة قد تكتسي بعضَ الخطورة، لكن رغم ذلك، الأطفال يمارسونها لأن البحثَ عن المُتعة أقوى من نوعية هذه الألعاب. أضف إلى هذا أن الطفلَ، بصفة عامة، يريد إظهارَ قدرةَ تحدِّيه أمام أندادِه، الأطفال الآخرين.
و هنا، لا بدَّ من التَّذكير أن الطفولة لا يمكن فصلُها عن ما يُعتَبَرُ أساسيا في وجودِها و تحريكها و تنشيطِها. إنه اللَّعبُ. في حياة الطفل، اللَّعب ليس فقط مجرَّد تسلية. إنه كذلك مصدرٌ للتَّعلُّم أو، بعبارة أخرى، مصدرٌ لبناء التمثُّلات représentations التي تمكِّن الطفلَ من التعامل مع الواقع و مع محيطه البشري، المادي و الاجتماعي. فكل شيءٍ في هذا الواقع أو المحيط له دلالةٌ مُعلنة أو غير معلنة. و غالباً ما يكون اللَّعبُ هو الوسيط الذي يقود و يؤطِّر هذا التعاملَ.
بل إن الطفلَ، عندما يكون منهمِكاً في اللَّعبِ، فكأنه يمارس عملاً أو يؤدِّي واجبا. فتراه يُطلِق العِنانَ للابتكار و الإبداع يجعل، من خلالهما، الأشياءَ تنطِق و تتحوَّل إلى قيماتٍ خاصة به هو وحده. حينها، يصبح الفضاء و الأشياء المؤثِّتة له مِلكا له يتصرَّف فيها كما يشاء. بل إن اللَّعبَ في هذا الفضاء يمكن أن يتمَّ من خلال المشي و الجري و التَّسلُّق و الدَّفع و الجرِّ و البناء و تقمُّص الأدوار و تقليد الكبار و الحيوانات و صُنعُ الأشياء…
غير أنه ما لم نُدركه أثناء الطفولة أن الكثيرَ من الأشياء التي عايشناها في الطفولة و الألعاب التي مارسناها أثناء هذه الطفولة، لها منافعٌ لم تخطر ببالِنا و نحن أطفالٌ. منافع أدركناها بعد مرورنا من التعليم و التَّعلُّم بمختلف مراحله داخلَ أو خارجَ المدرسة. و هذا هو ما يفسِّرُ "لكن…" التي تظهر في عنوان هذا المقال.
و في هذا الصدد، تحضرني أشياءٌ و العابٌ عايشتُها أو مارستُها في الطفولة و أدركتُ، فيما بعد، أن لها أهمية صحية، اجتماعية، أخلاقية، بيئية…
من بين هذه الأشياء، أذكرُ على سبيل المثال "الخبز الكَارْمْ" (اليابس). و من بين االألعاب، أذكر على سبيل المثال "فِيلِيلا".
الخبر الكارم
لما كنا صِغاراً، علَّمنا الكِبارُ من آباءٍ و أمَّهات و أقارب و ناس آخرون أنه من واجبِنا أن نحترمَ "نَعْمْتْ الله". و "نَعْمْتْ الله" هذه كانت تُطلق، بصفة خاصة، على الخبز أو كل ما يتمُّ إنتاجُه من طحين القمح و الشعير و الذرة. كان الكبار يقولون لنا : إذا كنتم ماشيين في الطريق و صادفتُم قِطعةً من الخبز " الكارم" (اليابس)، يجب عليكم أخذَها و تقبيلَها و وضعَها فوق حائط أو في ثُقبٍ موجودٍ على الحائط.
فلماذا يقول لنا الكِبار "يجب عليكم"؟ لأن هؤلاء الكبار كانوا يُقاربون هذا الأمرَ من منظور ديني. إذ كانوا يعتبرون أن كل ما يقتات به الإنسانُ هو رزقٌ و نِعمةٌ من الله مصداقا لقولِه تعالى : "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (هود، 6). و الدابة هنا هي كلُّ ما يدبُّ فوق الأرض بما فيها الكائنات الحية و الناس. و كلمة الناس لا تستثني أحداً من البشر.
و لماذا كان الكِبارُ يقولون لنا : "تقبيلَها"؟ لأن الكِبارَ، في تلك الفترة من الزمان، كانوا يؤمنون بأن كلَّ رزقٍ وفَّره الله لعبادِه يجب احترامُه. و احترامُه بالتَّقبيل هو شكلٌ من أشكال الشكر لله الرزاق و الوهاب.
و لماذا كان الكِبارُ يقولون لنا : "وضعُ قطعة الخبز اليابس فوق حائط أو داخلَ ثُقبٍ على الحائط"؟ لأنهم يؤمنون بأن اللهَ سبحانه و تعالى يوفِّر الرزقَ لجميع مخلوقات الحية. و وَضعٌ قطعة الخبز فوق الحائط أو داخلَ ثُقبٍ هو بمثابة توفير الرزقِ لمخلوقاتٍ أخرى و على رأسِها الطيور.
ما يمكن استنتاجُهُ من التَّصرُّفات السابقة الذكر، هو أن حياةَ الناس في الماضي القريب، كباراً و صِغاراً، كانت تستمد هذه التَّصرُّفات من التَّعاليم الدينية. بل إن هذه التَّعاليم كانت حاضرةً في الحياة اليومية للناس. و هي التي كانت تساعد على حٌسن التَّساكُن و التَّعايش إذ هي التي كانت تسعى لترجيح الخير على الشر و الحق على الباطل.
أما ما لم نُدركْه، نحن الأطفال، باحترامِنا للخبز اليابس في تلك الفترة من الزمان، هو أننا كنا، دون أن نشعرَ، نساهم في الحفاظ على الطبيعة و محاربة التَّبذير gaspillage. الحِفاظ على الطبيعة كان يتم عبر مساهمتِنا في السَيرِ العادي للسلسلات الغذائية التي هي عماد التوازنات البيئية. و محاربة التَّبذير كانت تحصُل عندما نضع قطعةَ الخبز اليابس فوق الحائط و تأتي الطيورُ لأكلِها. كما كنا، دون إدراكٍ منا، نطبِّق قولَه سبحانه و تعالى في سورة الأنعام : "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141). المسرفون هم المبذرون. و هنا، لا داعيَ للقول أن التَّبذير هي آفةٌ من آفات العصر الراهن.
"فِلِيلاَ"
فِلِيلاَ هي لُعبةٌ كنا نمارسُها في الصِّغَر. لعبةُ، غالبا ما تجمع بين متنافسين و أحيانا أكثر. و هي عبارة عن مجموعة من الدَّبابيس، إثنين أو ثلاثة أو أكثر يراهن بها كل متنافسٍ و يقوم الباديء باللعب، الذي يتم اختيارُه حسب مسطرة معيَّنة، بإخفائها داخل إحدى كومتين صغيرتين من التُّراب بينما المنافسُ الآخر يغمض عينيه. و عندما يأذن المنافس الأول للمنافس الثاني، فعلى هذا الأخير أن يعثُرَ على الكومة التي توجد بداخلها الدَّبابيس. و الباحث عن الدَّبابيس كان يلجأ إلى وسيلة لا أدري ما هو أصلُها. كان يضع يدَه على إحدى الكومتين و يقول منتقِلاً من كومةٍ إلى أخرى : واحدْ، ثاني، ثْلْثُ، ماري، يسوى، داري، حَيْدْشْ، مَيْدْشْ، كُgرْكgُرْ، عشرة، خاتم النُّقرة فِيدْ الفُقْرَ. و الكومة التي يتزامن وضعُ اليد عليها بكلمة "الفُقرَ" هي التي يختار علَّ و عسى تكون بداخلها الدَّبابيس. هذه اللعبة تعتمد كليا على الحظ. فإن وجد المتنافسُ الثاني الدبابيس، يكون قد ربِحَ ضِعفَ عدد ما راهن به. و إن لم يجد شيئا، عليه أن يُجرِّبَ حظه من جديد.
ما لم نكن على علمٍ به أثناء ممارستِنا للُعبة "فِلِيلاَ"، هو أننا كنا، دون أن نشعرَ، نقوِّي مناعتَنا إزاء بعض الأمراض الجرثومية. و تلامُسُ أيدينا مع التراب هو بمثابة تلامسٍ مع الجراثيم. و تلامسُ الأيدي مع بعض أعضاء الجسم، خصوصا على مستوى الوجه، ينقل هذه الجراثيم إلى داخل هذا الجسم الذي يكون مُرغماً على إفراز مواد مضادة تُعزِّز مناعةَ هذا الأخير.
و هذا يعني أن اتصالَ أو احتكاكَ الأطفال مع الطبيعة له دورٌ كبيرٌ في تقوية مناعتِهم. و هو الشيء الذي تبنَّته الدول الأسكندينافية في سياساتها التَّعلمية و ذلك بالسماح للأطفال بالاحتكاك بالطبيعة و ذلك من خلال اللعب بتربة الغابات و بتسلُّق الأشجار.
و فضلا عن الجانب الصِّحي للُعبة "فِلِيلاَ" و ألعاب أخرى كنا نمارسُها في أيام الطفولة ك"غمَّيْضة" و "لْبِيْ" les billes و "مالة" و "الطرومبية" و "الفرفارة" و "حابة" و "لعبة الحبل"...، فإنها تمكِّن الأطفال من اكتساب العديد من الكفاءات و المهارات التي يلجأَ لها هؤلاء الأطفال للتَّعلُّم و إدراكِ ما يروج حولهم من ظواهر و أحداث. كما تساعد الأطفالَ على تطوير نموهم الفكري، الاجتماعي، الحِسِّي و الحركي.
و هنا، لا بدَّ من التَّذكير أن الطفولة لا يمكن فصلُها عن ما يُعتَبَرُ أساسيا في وجودِها و تحريكها و تنشيطِها. إنه اللَّعبُ. في حياة الطفل، اللَّعب ليس فقط مجرَّد تسلية. إنه كذلك مصدرٌ للتَّعلُّم أو، بعبارة أخرى، مصدرٌ لبناء التمثُّلات représentations التي تمكِّن الطفلَ من التعامل مع الواقع و مع محيطه البشري، المادي و الاجتماعي. فكل شيءٍ في هذا الواقع أو المحيط له دلالةٌ مُعلنة أو غير معلنة. و غالباً ما يكون اللَّعبُ هو الوسيط الذي يقود و يؤطِّر هذا التعاملَ.
بل إن الطفلَ، عندما يكون منهمِكاً في اللَّعبِ، فكأنه يمارس عملاً أو يؤدِّي واجبا. فتراه يُطلِق العِنانَ للابتكار و الإبداع يجعل، من خلالهما، الأشياءَ تنطِق و تتحوَّل إلى قيماتٍ خاصة به هو وحده. حينها، يصبح الفضاء و الأشياء المؤثِّتة له مِلكا له يتصرَّف فيها كما يشاء. بل إن اللَّعبَ في هذا الفضاء يمكن أن يتمَّ من خلال المشي و الجري و التَّسلُّق و الدَّفع و الجرِّ و البناء و تقمُّص الأدوار و تقليد الكبار و الحيوانات و صُنعُ الأشياء…
غير أنه ما لم نُدركه أثناء الطفولة أن الكثيرَ من الأشياء التي عايشناها في الطفولة و الألعاب التي مارسناها أثناء هذه الطفولة، لها منافعٌ لم تخطر ببالِنا و نحن أطفالٌ. منافع أدركناها بعد مرورنا من التعليم و التَّعلُّم بمختلف مراحله داخلَ أو خارجَ المدرسة. و هذا هو ما يفسِّرُ "لكن…" التي تظهر في عنوان هذا المقال.
و في هذا الصدد، تحضرني أشياءٌ و العابٌ عايشتُها أو مارستُها في الطفولة و أدركتُ، فيما بعد، أن لها أهمية صحية، اجتماعية، أخلاقية، بيئية…
من بين هذه الأشياء، أذكرُ على سبيل المثال "الخبز الكَارْمْ" (اليابس). و من بين االألعاب، أذكر على سبيل المثال "فِيلِيلا".
الخبر الكارم
لما كنا صِغاراً، علَّمنا الكِبارُ من آباءٍ و أمَّهات و أقارب و ناس آخرون أنه من واجبِنا أن نحترمَ "نَعْمْتْ الله". و "نَعْمْتْ الله" هذه كانت تُطلق، بصفة خاصة، على الخبز أو كل ما يتمُّ إنتاجُه من طحين القمح و الشعير و الذرة. كان الكبار يقولون لنا : إذا كنتم ماشيين في الطريق و صادفتُم قِطعةً من الخبز " الكارم" (اليابس)، يجب عليكم أخذَها و تقبيلَها و وضعَها فوق حائط أو في ثُقبٍ موجودٍ على الحائط.
فلماذا يقول لنا الكِبار "يجب عليكم"؟ لأن هؤلاء الكبار كانوا يُقاربون هذا الأمرَ من منظور ديني. إذ كانوا يعتبرون أن كل ما يقتات به الإنسانُ هو رزقٌ و نِعمةٌ من الله مصداقا لقولِه تعالى : "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (هود، 6). و الدابة هنا هي كلُّ ما يدبُّ فوق الأرض بما فيها الكائنات الحية و الناس. و كلمة الناس لا تستثني أحداً من البشر.
و لماذا كان الكِبارُ يقولون لنا : "تقبيلَها"؟ لأن الكِبارَ، في تلك الفترة من الزمان، كانوا يؤمنون بأن كلَّ رزقٍ وفَّره الله لعبادِه يجب احترامُه. و احترامُه بالتَّقبيل هو شكلٌ من أشكال الشكر لله الرزاق و الوهاب.
و لماذا كان الكِبارُ يقولون لنا : "وضعُ قطعة الخبز اليابس فوق حائط أو داخلَ ثُقبٍ على الحائط"؟ لأنهم يؤمنون بأن اللهَ سبحانه و تعالى يوفِّر الرزقَ لجميع مخلوقات الحية. و وَضعٌ قطعة الخبز فوق الحائط أو داخلَ ثُقبٍ هو بمثابة توفير الرزقِ لمخلوقاتٍ أخرى و على رأسِها الطيور.
ما يمكن استنتاجُهُ من التَّصرُّفات السابقة الذكر، هو أن حياةَ الناس في الماضي القريب، كباراً و صِغاراً، كانت تستمد هذه التَّصرُّفات من التَّعاليم الدينية. بل إن هذه التَّعاليم كانت حاضرةً في الحياة اليومية للناس. و هي التي كانت تساعد على حٌسن التَّساكُن و التَّعايش إذ هي التي كانت تسعى لترجيح الخير على الشر و الحق على الباطل.
أما ما لم نُدركْه، نحن الأطفال، باحترامِنا للخبز اليابس في تلك الفترة من الزمان، هو أننا كنا، دون أن نشعرَ، نساهم في الحفاظ على الطبيعة و محاربة التَّبذير gaspillage. الحِفاظ على الطبيعة كان يتم عبر مساهمتِنا في السَيرِ العادي للسلسلات الغذائية التي هي عماد التوازنات البيئية. و محاربة التَّبذير كانت تحصُل عندما نضع قطعةَ الخبز اليابس فوق الحائط و تأتي الطيورُ لأكلِها. كما كنا، دون إدراكٍ منا، نطبِّق قولَه سبحانه و تعالى في سورة الأنعام : "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141). المسرفون هم المبذرون. و هنا، لا داعيَ للقول أن التَّبذير هي آفةٌ من آفات العصر الراهن.
"فِلِيلاَ"
فِلِيلاَ هي لُعبةٌ كنا نمارسُها في الصِّغَر. لعبةُ، غالبا ما تجمع بين متنافسين و أحيانا أكثر. و هي عبارة عن مجموعة من الدَّبابيس، إثنين أو ثلاثة أو أكثر يراهن بها كل متنافسٍ و يقوم الباديء باللعب، الذي يتم اختيارُه حسب مسطرة معيَّنة، بإخفائها داخل إحدى كومتين صغيرتين من التُّراب بينما المنافسُ الآخر يغمض عينيه. و عندما يأذن المنافس الأول للمنافس الثاني، فعلى هذا الأخير أن يعثُرَ على الكومة التي توجد بداخلها الدَّبابيس. و الباحث عن الدَّبابيس كان يلجأ إلى وسيلة لا أدري ما هو أصلُها. كان يضع يدَه على إحدى الكومتين و يقول منتقِلاً من كومةٍ إلى أخرى : واحدْ، ثاني، ثْلْثُ، ماري، يسوى، داري، حَيْدْشْ، مَيْدْشْ، كُgرْكgُرْ، عشرة، خاتم النُّقرة فِيدْ الفُقْرَ. و الكومة التي يتزامن وضعُ اليد عليها بكلمة "الفُقرَ" هي التي يختار علَّ و عسى تكون بداخلها الدَّبابيس. هذه اللعبة تعتمد كليا على الحظ. فإن وجد المتنافسُ الثاني الدبابيس، يكون قد ربِحَ ضِعفَ عدد ما راهن به. و إن لم يجد شيئا، عليه أن يُجرِّبَ حظه من جديد.
ما لم نكن على علمٍ به أثناء ممارستِنا للُعبة "فِلِيلاَ"، هو أننا كنا، دون أن نشعرَ، نقوِّي مناعتَنا إزاء بعض الأمراض الجرثومية. و تلامُسُ أيدينا مع التراب هو بمثابة تلامسٍ مع الجراثيم. و تلامسُ الأيدي مع بعض أعضاء الجسم، خصوصا على مستوى الوجه، ينقل هذه الجراثيم إلى داخل هذا الجسم الذي يكون مُرغماً على إفراز مواد مضادة تُعزِّز مناعةَ هذا الأخير.
و هذا يعني أن اتصالَ أو احتكاكَ الأطفال مع الطبيعة له دورٌ كبيرٌ في تقوية مناعتِهم. و هو الشيء الذي تبنَّته الدول الأسكندينافية في سياساتها التَّعلمية و ذلك بالسماح للأطفال بالاحتكاك بالطبيعة و ذلك من خلال اللعب بتربة الغابات و بتسلُّق الأشجار.
و فضلا عن الجانب الصِّحي للُعبة "فِلِيلاَ" و ألعاب أخرى كنا نمارسُها في أيام الطفولة ك"غمَّيْضة" و "لْبِيْ" les billes و "مالة" و "الطرومبية" و "الفرفارة" و "حابة" و "لعبة الحبل"...، فإنها تمكِّن الأطفال من اكتساب العديد من الكفاءات و المهارات التي يلجأَ لها هؤلاء الأطفال للتَّعلُّم و إدراكِ ما يروج حولهم من ظواهر و أحداث. كما تساعد الأطفالَ على تطوير نموهم الفكري، الاجتماعي، الحِسِّي و الحركي.