ثامر جاسم - تدوينات على هامش يومي/ 7

لطالما اعتقدت بعدم حيادية التاريخ وصدقيته وتلخيص ذلك بمثلنا المحلي (حب واحكي وإكره واحكي) واظن ان خير من ينصف بنقل ما يشهد عليه مَن لا ارتباط له ولا مصلحة ولا ميل مع شرط النضج في ادراك ما يشهد ليكون اكثر دقة وحذرا من غير تقتير ولا تبذير وبذلك يكون مرشدا يستحق الاشادة بالمصداقية والوثوق
هامش/ برايي ان كتب دراسة التاريخ عندنا قصرت كثيرا في افهام الطلاب جدوى التاريخ ونفعه في فهم الحاضر والقادم والتعامل معهما وبدى الامر كأن مادة التاريخ مقحمة على نفسية الطالب ومزاجه كونها- اي مادته- لا تمهد تمهيدا لائقا لهذا الطرح او ذاك مع غياب التشريح والاستدلال المنطقي حول حدث ما حاليا بل وحتى قديما كون المنطق منطق القياس والاستدلال من العلوم او الفنون القديمة وكذا حكمة الفلسفة الغائبة عن الفهوم
هامش على هامش/ لو كان ذلك لتعلم الحكام- ( أصحاب الاكسسوارات)- من التاريخ اسباب النجاح وتجنبوا الفشل بادراك عالي ولتعلمَ القادة ما يجب اخذه وما يجب تجنبه وتركه وهكذا حتى ابسط المهن في الحياة لتكون الحياة اكثر لياقة بالانسان الذي خلق باحسن تقويم
وبهذه الرؤية والتصور جاء نص ( للتاريخ مفاتيح) دالا او ملمحا والذي رويته مجزوءا ومن غير تبطين بعاطفة لأقيس فعله واثره بتجرد..
تنبه للنص البعض وكل بحسب قراءته مشكورين ومنهم كان الصديق العزيز الشاعر والناقد الاكاديمي الدكتور محمد سعيد شحاتة مثنيا عليه ومشاركا له مشكورا وبعد اشارتي انه جزء من موضوع اشمل طلب نشره كاملا..
النص والحكاية:
كنت في زيارة لاحد المتاحف الاجنبية فاستوقفني تمثال شاخص لاحد عظماء ملوك ما قبل التاريخ،، جذبتني اليه رائحة كنت اشم شبيهتها في الارض (حيث نشأت) بُعيد هطول المطر فتقدمت تاركا مسافة لائقة بمقامه وثبت نظري عند لحيته وتشتتُ حينها قليلا وتماسكت لاني رايته وكأنه باش لي ناطق بلسان الحال بصوت يتهدج مثل صدى ات من مكان وزمن جد بعيدين ما سمعه احد غيري من الحضور،، لغة اظنني كنت اسمع تهويمها في الريح أو في زمن ما قبل مجيئي في اوان الحيرة والارتباك- وبهمس جعلني ادنو اكثر لاسمع لغة المعنى ومعنى المقال قال اخرجوني يا احفادي واعيدوني لمكاني هناك،،
قرات ما نقش على صدرة نصا بخطوط تشبه شخوط المسامير
ودنوت اكثر حتى كدت التصق به وانا انظر لصرامة العزم بقوة الصخر المنحوت منه واشم رائحة حنو ما علق بتعاريج اصابع قدميه من غرين ،، غرين النهر الذي طالما شممته واكلت مما انبت واستغرقت اقلب حركات طرفي وحجرات قلبي وصفحات ذاكرتي ولم اتنبه الا لحنق حارس المتحف الاجنبي وكأني اعبث بارثه وإرث اجداده ونظراته الحانقة البليدة التي رمقني بها بعين زرقاء زرقة البحر والفضاء حين يلتقيان بافق ضبابي غير لامع
نظرة اخرجتني خارج المتحف وحتى خارج البلد.. عدت ادراجي بعد فترة وجيزة وباشرت الكتابة بصحف عربية الحرف والمكان مواضيع لاحقة بمسمى الاثار وما يمكن ان يثار غير اني احجمت ذات مرة بسبب حادثة غريبة ابتعت فيها فطيرة من بائع جوال لفها لي بمقطع جريدة وقع فيها نظري على اسمي وموضوع من هذي المواضيع اذ بين برهة وبرهة تراءى لي مشهد مقطع من قصيدة لي كنت كتبته استشهادا اعزز به مراد القول وكان
/ بكلتي عينيّ احدق فيك
وان اوصى الحكماء بأن افقأ واحدة أرميها في بئر الصمت
إن كنت سأصبح دجالا لا يشهد للجيل المتربع في رحمك احلاما ان قيامتنا قامت فوق رؤوس الباكين على الموتى
.. لم افعل شيئاً سوى اني نحيت الفطيرة جانبا ومزقت مقطع الجريدة باسناني واكلته وتمتمت يال لعنة اللعنة،، واما الالعن فاني بالغت بغسل جيب قميص نصف مهترئ سكب عليه قلمي ساعتها دمه اسوداً كأنه قيء أو رعاف..
النص
للتاريخ مفاتيحٌ في بحر العتمة ملقاة
والليلُ يفتش عن عين عاكسةٍ في الاوقات
كنوزي عطلها الصاغة صناع الاكسسوارات
الحاضر حات!! *
والقادم اقدامٌ تتربص بالطرقات
والماضي كعجائز تستجدي انفاساً،، تتنشق احلام الشرفات..

- هلموا

* حات الطائر على الشئ: حام حوله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى