رُزق صياد طفلة سماها حضور, ابتهل وركع وشكر, فرق له الخالق:
- يا عبدي سنرزقها بنصيبها.. ماذا تسميه؟
خشع الصياد:
- الأمر لمن يقدر المقادير ويسير الأبراج والنجوم
- وعدها وليف سيعرف بين الخلائق باسم حاضر
وذات فجر وعلى بعد عشر موجات رقصت على صدر الماء سمكة ذهبية, على صدرها قنديل يرسل ضوءاً ازرق لونه بين لون ماء البحر ولون السماء, فاصطف الصيادون وراء إمامهم وصلوا صلاة الحضور
وقيل أن الإمام سجد ولم يقم, وقيل انه سجد فارتقى على لهب أزرق, وأجمعت الأقوال أن الإمام أودع السر مع تلميذه ومريده أب الطفلة حضور, وأن المريد رأى روح الإمام وهي تغادر حصارها, فضربته رجة حقنته بداء الصمت, وزودته بالقدرة على استشراف القادم عند التحديق في عيني ابنته..
وفي يوم وقبل الشروق, وقف الصياد المريد على الشاطئ عاري الصدر, فهبطت من السماء سحابة حبلي انهمرت على الموجودات مطرا من دموع, وانشقت كل دمعة عن عصفور يرتجف, فهرع الصياد إلى البيت يستطلع الإشارة في عيني ابنته فرأى طيورا بيضاء مجهدة آتية من بعيد تهتف بالبشارة:
" عصافير الدمع تسبق نورس عسقلان.."
وأشيع بين الناس أن الطفلة تدوّرت في غمضة عين صبية يافعة راغبة باغتت أباها:
- هل هبط الحاضر من غيمة العصافير يا أبي؟؟
وانشغل الناس بحكاية الصياد الذي مزق قشرة دمعة, وحرر منها عصفورا منهكا بين الحياة والموت, بعد أن بشرت الريح بوصول الحاضر بعد رحلة شاقة في المنائي, صارع خلالها ريحا سوداء حتى هبطت عن كتفه صخرة سيزيف, وسقط من بطنه كبد هرقل, ونمت في خاصرته بذرة خزامي صامت على الجور ولم تطلق دمعة..
وتواتر في هوامش الحكاية عن رواة ثقاة, أن الصياد رأى ابنته عروسا مجللة بالبهاء, فنشر ضفيرتها في وجه الشمس وحدق في وجهها, وقال بين الدهشة والذعر:
- يسكن في عينيك قادم من الجنوب
- هو طائر مجهد امتطى دخان العتمة وصعد مع ضفيرة الشمس ولم يهبط بعد
أخذها إلى صدره فرد ضفيرتها على كتفيها.. وبكي؟؟
- تهيئي يا ابنتي لفصول الانتظار, سيصل ذات ربيع مع تباشير نيسان, هي نبوءة الإمام..
ومرت الفصول جفاف بعد جفاف.. وشارفت البذور الغافية في مسامات الأرض على الهلاك.. واشتعل البوعزيزي قربانا ونذيرا ذرته الرياح على جهات الدنيا الأربع, فأزهرت الفصول ربيعا بعد ربيع, وتسامى نورس عسقلان اللاجئ في غزة على جور أخيه, رافضا لعبة الغراب بعد قابيل وهابيل, وركب جناح الومض على جديلة الشمس واجتاز المنائي وتجلى للصياد على مرايا عينيني حضور, فخرج الصياد عن صمته وأعلن عن سر غيمة الدموع التي حولت الفصول إلى ربيع..
- يا عبدي سنرزقها بنصيبها.. ماذا تسميه؟
خشع الصياد:
- الأمر لمن يقدر المقادير ويسير الأبراج والنجوم
- وعدها وليف سيعرف بين الخلائق باسم حاضر
وذات فجر وعلى بعد عشر موجات رقصت على صدر الماء سمكة ذهبية, على صدرها قنديل يرسل ضوءاً ازرق لونه بين لون ماء البحر ولون السماء, فاصطف الصيادون وراء إمامهم وصلوا صلاة الحضور
وقيل أن الإمام سجد ولم يقم, وقيل انه سجد فارتقى على لهب أزرق, وأجمعت الأقوال أن الإمام أودع السر مع تلميذه ومريده أب الطفلة حضور, وأن المريد رأى روح الإمام وهي تغادر حصارها, فضربته رجة حقنته بداء الصمت, وزودته بالقدرة على استشراف القادم عند التحديق في عيني ابنته..
وفي يوم وقبل الشروق, وقف الصياد المريد على الشاطئ عاري الصدر, فهبطت من السماء سحابة حبلي انهمرت على الموجودات مطرا من دموع, وانشقت كل دمعة عن عصفور يرتجف, فهرع الصياد إلى البيت يستطلع الإشارة في عيني ابنته فرأى طيورا بيضاء مجهدة آتية من بعيد تهتف بالبشارة:
" عصافير الدمع تسبق نورس عسقلان.."
وأشيع بين الناس أن الطفلة تدوّرت في غمضة عين صبية يافعة راغبة باغتت أباها:
- هل هبط الحاضر من غيمة العصافير يا أبي؟؟
وانشغل الناس بحكاية الصياد الذي مزق قشرة دمعة, وحرر منها عصفورا منهكا بين الحياة والموت, بعد أن بشرت الريح بوصول الحاضر بعد رحلة شاقة في المنائي, صارع خلالها ريحا سوداء حتى هبطت عن كتفه صخرة سيزيف, وسقط من بطنه كبد هرقل, ونمت في خاصرته بذرة خزامي صامت على الجور ولم تطلق دمعة..
وتواتر في هوامش الحكاية عن رواة ثقاة, أن الصياد رأى ابنته عروسا مجللة بالبهاء, فنشر ضفيرتها في وجه الشمس وحدق في وجهها, وقال بين الدهشة والذعر:
- يسكن في عينيك قادم من الجنوب
- هو طائر مجهد امتطى دخان العتمة وصعد مع ضفيرة الشمس ولم يهبط بعد
أخذها إلى صدره فرد ضفيرتها على كتفيها.. وبكي؟؟
- تهيئي يا ابنتي لفصول الانتظار, سيصل ذات ربيع مع تباشير نيسان, هي نبوءة الإمام..
ومرت الفصول جفاف بعد جفاف.. وشارفت البذور الغافية في مسامات الأرض على الهلاك.. واشتعل البوعزيزي قربانا ونذيرا ذرته الرياح على جهات الدنيا الأربع, فأزهرت الفصول ربيعا بعد ربيع, وتسامى نورس عسقلان اللاجئ في غزة على جور أخيه, رافضا لعبة الغراب بعد قابيل وهابيل, وركب جناح الومض على جديلة الشمس واجتاز المنائي وتجلى للصياد على مرايا عينيني حضور, فخرج الصياد عن صمته وأعلن عن سر غيمة الدموع التي حولت الفصول إلى ربيع..