محمد عباس محمد عرابي - أسلوب الالتفات في شعر الجواهري (1920 -1961) للباحثة شيماء الزبيدي

أسلوب الالتفات في شعر الجواهري (1920 -1961) رسالة تقدمت بها الباحثة /شيماء محمد كاظم الزبيدي إلى مجلس كليّة التربية/ جامعة بابل وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في آداب اللّغة العربيّة بإشراف الأستاذ الدكتور /عدنان حسين العوادي1426 هـ/ 2005م
وفيما يلي عرض لهذه الدراسة كما ذكرته الباحثة شيماء الزبيدي في نص الدراسة نذكره على النحو التالي من خلال المحاور التالية:
المحور الأول: مقدمة:
بينت الباحثة أن الجواهري شاعر مبدع، تمكن من لغته، واستطاع ببراعته، سبر أغوارها وتوظيف قدراتها وامكاناتها الأسلوبية، والنفاذ الى اسرارها، للتأثير في جمهوره، الذي طالما كان بالنسبة إليه شاعراً وخطيباً مفوّهاً ينصح تارة وينبه تارة اخرى.
وبينت أنه كي يحقق الشاعر اهدافه وجد في (الالتفات) أسلوب اً يتيح له قدراً من المرونة في التحول والتنقل من حال إلى أخرى، ذلك لما يمتلكه هذا الأسلوب من خصائص ميّزته عن غيره من الاساليب، واعطت الشاعر قدرةً للتعبير من خلالها عن مضامين طغت على شعره.
المحور الثاني: أسباب اختيار الباحثة هذا الموضوع للدراسة:
يرجع سبب اختيار الباحثة لموضوع أسلوب الالتفات وتطبيقيه في شعر الجواهري سببان:
السبب الأول: قلّة العناية بدراسة الاساليب البلاغية المعاصرة وبأسلوب الالتفات خاصة سوى القليل مما أطلعت عليه من الدراسات ومنها: دراسة للأستاذ جليل رشيد فالح في رسالته الموسومة (علم البديع، نشأته وتطوره، 1972)، وأخرى –للطالب محمد جاسم محمد في رسالته الموسومة (أسلوب الالتفات في شعر الرواد العراقيين، 2004).
السبب الآخر: فهو شيوع الالتفات في شعره.
المحور الثالث: مكونات الدراسة:
تكونت الدراسة من ثلاثة فصول وخمسة ملاحق وخاتمة، وتمهيد عن مفهوم الالتفات، وأثر التراث البلاغي في ثقافة الجواهري الأدبية.
الفصل الأول: مفهوم الالتفات في الضمير (التكلم، والخطاب، والغيبة)
واشتمل على ستة مباحث تضمنت عدداً من الغايات والأغراض؛ هي:
‌أ. الانتقال من الغيبة الى الخطاب.
‌ب. الانتقال من الخطاب الى الغيبة.
‌ج. الانتقال من التكلم الى الغيبة.
‌د. الانتقال من الغيبة الى التكلم.
هـ. الانتقال من التكلم الى الخطاب.
و. الانتقال من الخطاب الى التكلم.
*الفصل الثاني: (الالتفات الزمني) في الفعل (الماضي، المضارع، الأمر):
وكان على أربعة مباحث لها غاياتها واغراضها؛ وهي:
‌أ. الانتقال من الماضي إلى المضارع.
‌ب. الانتقال من المضارع الى الماضي.
‌ج. الانتقال من الماضي الى الامر.
‌د. الانتقال من المضارع الى الامر
*الفصل الثالث: (الالتفات العددي) في (الإفراد، التثنية، والجمع):
وقد تضمّن خمسة مباحث وهي:
‌أ. الانتقال من المفرد الى الجمع.
‌ب. الانتقال من الجمع الى المفرد.
‌ج. الانتقال من المفرد الى المثنى.
‌د. الانتقال من المثنى الى الجمع
هـ. الانتقال من الجمع الى المثنى.
*الملاحق:
تم استدراك الفصول الثلاثة بخمسة ملاحق، أولها تطبيقي والأربعة الاخرى احصائية؛ وقد تحدث في الملحق التطبيقي عن أمرين: الأول، في الانواع الاخرى للالتفات وهي (التجريد، التشخيص، والاعتراض) التي وضعها العلماء والبلاغيون القدماء والمحدثين مع الالتفات تحت مسمى واحد، وهذه الانواع لا تبتعد في مضامينها عن اساليب الالتفات التي تضمنتها الفصول الثلاثة.
أما الآخر: فقد تحدثنا فيه عن اسلوب مبتكر للالتفات إلا انه ليس بدعاً فيه، وهو (الالتفات الصوتي)، وهذا النوع يحمل الفكرة ذاتها في الانتقال من اسلوب يتوقعه المتلقي الى آخر لا يتوقعه، إلا ان الانتقال في هذا النوع يتحدد بتنوّع (الروي) في نهايات الأبيات، وما يولّده ذلك من دلالات منوّعة تبعاً لتنوعه.
اما الخاتمة فقد ضمّت أهم النتائج التي توصلنا اليها وبعض التوصيات التي يفيد منها الدارسون.
المحور الرابع :منهج الدراسة:
اتبعت الباحثة في دراسة أسلوب الالتفات في شعر الجواهري على استقراء النصوص الشعرية وتحليلها وصولاً إلى دلالاتها.
المحور الخامس: أبرز مصادر الدراسة ومراجعها:
أفادت الباحثة من عدة مصادر رئيسة قامت عليها الدراسة كان في مقدمتها: ديوان الجواهري، ثم كتب البلاغة العربية القديمة: كمفتاح العلوم للسكاكي ، والمثل السائر لابن الاثير، وبعض التفاسير كان في مقدمتها الكشاف للزمخشري.
وأفادت –أيضاً-من الدراسات الحديثة: كمعجم المصطلحات البلاغية للدكتور أحمد مطلوب، والبلاغة والاسلوبية للدكتور محمد عبد المطلب، وبعض المؤلفات الخاصة بالشاعر، مثل: ذكرياتي للجواهري، والجواهري –دراسات نقدية لهادي العلوي، والجواهري-دراسات ووثائق لمحمد حسين الاعرجي... وغيرها
المحور السادس: نتائج الدراسة وتوصياتها:
ذكرت الباحثة في دراستها نتائج دراستها على النحو التالي:
1. فكرة الالتفات ضرورية في الشعر، وذلك لما يمتلكه من مرونة تجعله مناسباً مع المصدر الرئيس له المتمثل بعاطفته، والعاطفة –كما نعلم-متلونة ومتقلّبة تحتاج إلى مرونة في أسلوب التعبير عنها، لذلك يُعَدُّ الالتفات من بين الاساليب التي تستجيب لهذا التحوّل من جهة إلى اخرى ومن أسلوب الى آخر.
2. يعد أسلوب الالتفات ضرباً بارعاً من الصياغة ينطوي على قدر من التمويه الناتج عن كسر سياق التوقع لدى المتلقي، وذلك في التحوّل من جهة إلى اخرى، وتتخذ معه الحقائق اشكالاً لها معانٍ مختلفة، الأمر الذي دفع الجواهري الى اعتماده في شعره، ليمنحه مستوىً عالياً من الايحاء والإثارة، بعد ان وجد في السير على وتيرة واحدة عامل إحلال يفتقر اليهما.
3. حقق الجواهري باستخدامه أسلوب الالتفات جملة من الغايات أبرزها:
‌أ. إثارة حماس المتلقي تجاه قضايا مجتمعهِ وعصره، وخير ما يجسّده (التفات الضمير) لما يتطلبه من استخدام الخطاب لإثارته تارة والحديث بلغة الغيبة او التكلم للتذكير او الاقناع تارة اخرى.
‌ب. استطاع الشاعر من خلال هذا النوع بأساليبه المتعددة ان يحتوي هموم عصره، لان هذه الاساليب عناصر زادت النص حيوية وحداثة مكنته من استيعاب العديد من الافكار التي طرحها الشاعر، ورغب من خلالها في وضع الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها مجتمعه.
‌ج. منح الشاعر الدلالة الزمنية في النص مرونة أكثر من خلال (أسلوب الالتفات الزمني)، وانعكس ذلك في استقبال المتلقي للتغيّرات والتحوّلات الزمنية التي تحدث في السياق.
وقد أوحت هذه التحوّلات بدلالات متعددة أحدثت تطورات جوهرية في زمن النص الشعري.
د. لفت الشاعر الانظار إلى التراث اللغوي، وذلك باستخدامه (أسلوب الالتفات العددي)، الذي يكمن وراء اعتماد الشاعر له دافعان: أحدهما-شعوري يلجأ اليه الشاعر إمّا لإبراز عنصر الذات لديه من خلال التحوّل إلى صيغة الافراد، أو لإظهار روح الجماعة لديه من خلال تحوّله الى صيغة الجماعة.
والآخر – مكتسب من ثقافة الشاعر اللغوية والبلاغية الموروثة.
4.تعد الانواع الاخرى للالتفات وهي (التجريد والتشخيص والاعتراض) ضرباً من التفنن والابداع الشعري، لأنها عناصر تكشف عن آفاق جديدة تتحدى السائد والمألوف، وتعمل على كسر بنية التوقع لدى المتلقي، وقد كثرت هذه الانواع في المواضيع الوصفية والوجدانية واحياناً السياسية للشاعر.
أما الالتفات الصوتي فيعد توجهاً حديثاً في الدراسة، قد يحقق فائدة كبيرة في البناء الفني للقصيدة، حينما يُكشَفُ عن الدور الذي يمكن ان يتخذه فيه، وما يمكن ان يقدمه للموسيقى إذا ما دُرِس على نحو أوسع مما ذهبنا إليه.
أولاً: الدور المهم الذي يؤديه اسلوب الالتفات في النص؛ فهو يُعَدُّ أحد الاساليب البلاغية التي يمنح ورودُها النص سمات دلالية منوّعة، وذلك يعود لمرونته في التحوّل، التي تجعله مميّزاً على غيره من الاساليب.
ثانياً: مقدار التأثير الذي يمارسه على المتلقي (قارئاً او مستمعاً) من خلال وسائله المتعددة، مما يمنحه رغبةً في مواصلة النص حتى النهاية.
ويعد هذان العنصران –المرونة في التحوّل، وقدرة التأثير-من أهم العناصر التي انماز بهما اسلوب الالتفات.
توصيات الدراسة:
أوصت الباحثة بما يلي:
أ. لفت انظار الباحثين الى حقل البلاغة، وما يتضمنه من اساليب كثيرة، بحاجة الى نحوٍ من البحث والتقصي، وصولاً إلى أبرز الاهداف التي يمكن ان تحققها في النص، ومقدار ما تمارسه من تأثير فيه ينعكس أثره على المتلقي.
ب. أن للالتفات دوراً اساساً في السياق الدلالي للنص، لذلك لابد من دراسته في بحوث مستقلة تدخل فيها النصوص الشعرية والنثرية زيادة على النصوص القرآنية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى