عبدالله البقالي - هذا نتيجة نبش احمد الزروالي في ارشيفي.. "حين حل محمد شكري باولا داود"

كان الزمن منتصف التسعينيات. وهي فترة تعد أشبه بالنفس الأخير لنضالات ابتدأت قبل عقود من الزمن. ولذلك كانت الصحف الوطنية والجهوية على السواء تعكس اصداء هذه النضالات من خلال تغطيات لمختلف قصايا الشأن العام لحد صار ذلك مع مرور الزمن امرا مبتذلا بسبب انها لم تفض الى نتائج نظرا لان اذان المسؤولين كان يبدو وكأن بها وقرا. حتى ان معظم الجمهور لم يعد يتابع غير القضايا الكبرى كقضية الحاج ثابت والنقاشات التي سبقت ظهور حكومة التناوب.
في الميدان الثقافي كانت شهرة الكاتب المرحوم محمد شكري قد طبقت الآفاق بسبب مؤلفه الذائع الصيت "الخبز الحافي"
في هذه الفترة كنت أعمل بمدرسة اولاد داود باقليم تاونات التي كنت اجدها لا تختلف في شيء عما يجري في المشهد العام. فقد كان يدير شؤون المدرسة شخص أكبر من مجرد مدير، لا فيما يخص وضعه المادي، واقصد هنا سخاءه مع المسؤولين الاقليميين. ولا الدعم الذي كان يحظى به من قبل بعض الاحزاب. ولا عطف السلطات التي كان يخدم اجندتها بتفان. لكن تلك الخدمات لم تكن مجانية، بل كان لها مقابل يتحمل وزره العاملون في القطاع و اولياء التلاميذ واطفالهم. ولم تنفع الشكاوي والتظلمات التي رفعت من شتى الجهات من اجل تقويم سلوكه. بل ان ذلك زاده عتوا وتجبرا. ولم يتم النيل منه بالرغم من الزيارات المتكررة للمفتش العام.
من جملة تلك التجاوزات، كانت السطو على المطعم المدرسي الذي لم يكن يخضع لبرمجة ولا احترام لمقادير الوجبات. وتطور الأمر ليصل حد ان يقدم للتلاميذ الخبز حافيا.
خبر كهذا لم يكن ليثير اهتماما داخل زحمة الاخبار والانباء المثيرة ولا هو مؤهل لاحتلال مكانة الاثارة داخل حيز الطامات التي كانت تتوارد من هنا وهناك. ولذلك كان يتوجب على المقال الصحفي الذي يثير الحالة ان يكون بصيغة وكيفية مثيرة حتى وان حمل صفة التفكه. لأن ذلك وحده كان من شأنه ان يجعله حديث المجالس العامة والخاصة. وبهذه الكيفية كان من الممكن جعل حماة المدير تحت الضغط من خلال تجاوز دائرة نفوذهم. ولذلك حمل عنوان المقال:
محمد شكري بمجموعة مدار اولار داود.
تحدثت عن تجربة محمد شكري عن الخبز الحافي، ونتطلع لمعرفة ما خلفه المطعم المدرسي الذي تحول الى مختبر تعاد فيه التجربة. وتساءلت ما ان طانت العملية ستنتهي لنفس الخلاصة، ام ان الامر سيحمل جديدا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى