( 10 )
....كان البغل الواقف ببنطلونه القصير ، ولحيته المنسقة ، وعنفقته المحلوقة بالموس ، قد رقق صوته قليلا ، وأخذ يتمايل تمايلا خفيفا فيه كثير من الميوعة ، وقليل من الحياء ، مما جعلني أجزم – في داخلي – بأنه يحادث فتاة أو سيدة من جنس طائفته ..وكنت أفكر : لماذا لا يكون من اختصاص شرطة الآداب القبض على هؤلاء الشباب المتخنفسين وسوقهم إلى النيابة العمومية لترى رأيها في تأديبهم مادام دور الأسرة في التربية قد تلاشى وسمحت الأسر لأمثال هؤلاء بأ ن يخرجوا بهذا المظهر المقيت ؟
لقد منعت جامعتنا طلابها من دخولها بهذه البنطلونات الممزقة أو القصيرة . ولكن جامعات أخرى تسمح بذلك وبما هو شر من ذلك ..
أخذني هذا التفكير بعض الوقت ، حتى أفقت منه على منظر السيدة التي تجلس في مقابلي ، ذات الطفل ، التي مازالت تسدد نظراتها إليَّ بشراسة شرسة مما زاد من قلقي وتوتري ، فاستدنيت الشاب الواقف بجواري الذي تفضل بإجلاسي مكانه في مقعده ، وهمست في أذنه : لم تنظر إلي تلك السيدة ذات الطفل ، هذه النظرات الشرسة منذ جلست في مقعدها ؟ وأنا لا أعرفها ، ولم يسبق لي أن عرفتها ؟
تبسم الفتي بسمة خجولا أجهضها حتى لا تتحول لضحكة فاضحة ، وهمس في أذني : هي لا تنظر إليك يا أستاذ ، بل تنظر إلى وليدها الطفل ، لكن بعينيها ما يهيئ لك أنها تنظر إليك .. فانكسفت انكسافا شديدا ، وكدت أستخرج هاتفي المحمول لأعبث به كما يعبث العابثون من حولي ، لولا أن السيدة الفضلى جارتي التي سألتني منذ قليل عن محمد فريد ، أخذت تتحدث إلى جارتها بصوت عال في موضوع شدني إلى الإنصات إليهما أو التصنت بكل وقار واحترام . ..
كانت السيدتان الفضليان تتحدثان عن "غلاسة " من يتسمع إلى حوار جاراته ، فتابعت حوارهما - وأنا أضحك داخليا وسط وقار مصطنع - كأنهما كانتا تتحدثان عن شخص آخر غيري ...
....كان البغل الواقف ببنطلونه القصير ، ولحيته المنسقة ، وعنفقته المحلوقة بالموس ، قد رقق صوته قليلا ، وأخذ يتمايل تمايلا خفيفا فيه كثير من الميوعة ، وقليل من الحياء ، مما جعلني أجزم – في داخلي – بأنه يحادث فتاة أو سيدة من جنس طائفته ..وكنت أفكر : لماذا لا يكون من اختصاص شرطة الآداب القبض على هؤلاء الشباب المتخنفسين وسوقهم إلى النيابة العمومية لترى رأيها في تأديبهم مادام دور الأسرة في التربية قد تلاشى وسمحت الأسر لأمثال هؤلاء بأ ن يخرجوا بهذا المظهر المقيت ؟
لقد منعت جامعتنا طلابها من دخولها بهذه البنطلونات الممزقة أو القصيرة . ولكن جامعات أخرى تسمح بذلك وبما هو شر من ذلك ..
أخذني هذا التفكير بعض الوقت ، حتى أفقت منه على منظر السيدة التي تجلس في مقابلي ، ذات الطفل ، التي مازالت تسدد نظراتها إليَّ بشراسة شرسة مما زاد من قلقي وتوتري ، فاستدنيت الشاب الواقف بجواري الذي تفضل بإجلاسي مكانه في مقعده ، وهمست في أذنه : لم تنظر إلي تلك السيدة ذات الطفل ، هذه النظرات الشرسة منذ جلست في مقعدها ؟ وأنا لا أعرفها ، ولم يسبق لي أن عرفتها ؟
تبسم الفتي بسمة خجولا أجهضها حتى لا تتحول لضحكة فاضحة ، وهمس في أذني : هي لا تنظر إليك يا أستاذ ، بل تنظر إلى وليدها الطفل ، لكن بعينيها ما يهيئ لك أنها تنظر إليك .. فانكسفت انكسافا شديدا ، وكدت أستخرج هاتفي المحمول لأعبث به كما يعبث العابثون من حولي ، لولا أن السيدة الفضلى جارتي التي سألتني منذ قليل عن محمد فريد ، أخذت تتحدث إلى جارتها بصوت عال في موضوع شدني إلى الإنصات إليهما أو التصنت بكل وقار واحترام . ..
كانت السيدتان الفضليان تتحدثان عن "غلاسة " من يتسمع إلى حوار جاراته ، فتابعت حوارهما - وأنا أضحك داخليا وسط وقار مصطنع - كأنهما كانتا تتحدثان عن شخص آخر غيري ...
د. مصطفى رجب - رحلتي إلى القاهرة : ( 10 )
( 10 )
....كان البغل الواقف ببنطلونه القصير ، ولحيته المنسقة ، وعنفقته المحلوقة بالموس ، قد رقق صوته قليلا ، وأخذ يتمايل تمايلا خفيفا فيه كثير من الميوعة ، وقليل من الحياء ، مما جعلني أجزم – في داخلي – بأنه يحادث فتاة أو سيدة من جنس طائفته ..وكنت أفكر : لماذا لا يكون من اختصاص شرطة الآداب القبض على هؤلاء الشباب المتخنفسين وسوقهم إلى النيابة العمومية لترى رأيها في تأديبهم مادام دور الأسرة في التربية قد تلاشى وسمحت الأسر لأمثال هؤلاء بأ ن يخرجوا بهذا المظهر المقيت ؟
لقد منعت جامعتنا طلابها من دخولها بهذه البنطلونات الممزقة أو القصيرة . ولكن جامعات أخرى تسمح بذلك وبما هو شر من ذلك ..
أخذني هذا التفكير بعض الوقت ، حتى أفقت منه على منظر السيدة التي تجلس في مقابلي ، ذات الطفل ، التي مازالت تسدد نظراتها إليَّ بشراسة شرسة مما زاد من قلقي وتوتري ، فاستدنيت الشاب الواقف بجواري الذي تفضل بإجلاسي مكانه في مقعده ، وهمست في أذنه : لم تنظر إلي تلك السيدة ذات الطفل ، هذه النظرات الشرسة منذ جلست في مقعدها ؟ وأنا لا أعرفها ، ولم يسبق لي أن عرفتها ؟
تبسم الفتي بسمة خجولا أجهضها حتى لا تتحول لضحكة فاضحة ، وهمس في أذني : هي لا تنظر إليك يا أستاذ ، بل تنظر إلى وليدها الطفل ، لكن بعينيها ما يهيئ لك أنها تنظر إليك .. فانكسفت انكسافا شديدا ، وكدت أستخرج هاتفي المحمول لأعبث به كما يعبث العابثون من حولي ، لولا أن السيدة الفضلى جارتي التي سألتني منذ قليل عن محمد فريد ، أخذت تتحدث إلى جارتها بصوت عال في موضوع شدني إلى الإنصات إليهما أو التصنت بكل وقار واحترام . ..
....كان البغل الواقف ببنطلونه القصير ، ولحيته المنسقة ، وعنفقته المحلوقة بالموس ، قد رقق صوته قليلا ، وأخذ يتمايل تمايلا خفيفا فيه كثير من الميوعة ، وقليل من الحياء ، مما جعلني أجزم – في داخلي – بأنه يحادث فتاة أو سيدة من جنس طائفته ..وكنت أفكر : لماذا لا يكون من اختصاص شرطة الآداب القبض على هؤلاء الشباب المتخنفسين وسوقهم إلى النيابة العمومية لترى رأيها في تأديبهم مادام دور الأسرة في التربية قد تلاشى وسمحت الأسر لأمثال هؤلاء بأ ن يخرجوا بهذا المظهر المقيت ؟
لقد منعت جامعتنا طلابها من دخولها بهذه البنطلونات الممزقة أو القصيرة . ولكن جامعات أخرى تسمح بذلك وبما هو شر من ذلك ..
أخذني هذا التفكير بعض الوقت ، حتى أفقت منه على منظر السيدة التي تجلس في مقابلي ، ذات الطفل ، التي مازالت تسدد نظراتها إليَّ بشراسة شرسة مما زاد من قلقي وتوتري ، فاستدنيت الشاب الواقف بجواري الذي تفضل بإجلاسي مكانه في مقعده ، وهمست في أذنه : لم تنظر إلي تلك السيدة ذات الطفل ، هذه النظرات الشرسة منذ جلست في مقعدها ؟ وأنا لا أعرفها ، ولم يسبق لي أن عرفتها ؟
تبسم الفتي بسمة خجولا أجهضها حتى لا تتحول لضحكة فاضحة ، وهمس في أذني : هي لا تنظر إليك يا أستاذ ، بل تنظر إلى وليدها الطفل ، لكن بعينيها ما يهيئ لك أنها تنظر إليك .. فانكسفت انكسافا شديدا ، وكدت أستخرج هاتفي المحمول لأعبث به كما يعبث العابثون من حولي ، لولا أن السيدة الفضلى جارتي التي سألتني منذ قليل عن محمد فريد ، أخذت تتحدث إلى جارتها بصوت عال في موضوع شدني إلى الإنصات إليهما أو التصنت بكل وقار واحترام . ..