كانت تنانيرُهنَّ الزُّرْقُ صاحيةً
وفي الحقائبِ نامَ الوردُ والكتبُ
وفي التنانيرِ صُبحٌ لا تبوحُ بهِ
إلا ليُعلِنَ أنَّ الوعدَ يقتربُ
وكنتُ في حُلم أحلاهُنَّ "شاطِرَها"
وكان تحتي الحصانُ الحيُّ لا الخَشبُ
تقولُ للعنب المعصورِ في دَمِها:
لو يشربُ الليلَ بعضُ الليلِ يا عنبُ!
وستَّ حُسنٍ بحُلمي كانت انزرعَتْ
وحُسنُها لأغاني الصبرِ ينتسبُ
يا سِتُّ رشي على أحلامنا "أغدًا ألقاكَ" عِطرًا
ورُجَّ الليلَ يا طَرَبُ
في الصبحِ ألقى التي _ للآنَ_ ما نسيَتْ
ولا نسيتُ..ولا الأجفانُ والهُدُبُ
خمسٌ وعشرون ضاعتْ يا مُسائلتي
عن رُبع قرنٍ مضى..بل كان يَنسرِبُ
أكانَ يصقلنا التَّطوافُ وهْو لنا
أمٌّ حنونٌ تُربي شوقَنا وأبُ؟
أم كان يسرِقُ وردَ العمر في مُدُنٍ
كُنَّا سكنَّا ..وفيها الوردُ يُنتَهَبُ؟
نَحِنُّ للموعد المكسورِ خاطِرُهُ
كما يحنُّ لحِضنِ الأم مغتربُ
مِنْ فكرةٍ في خيال البُنِّ حانيةٍ
وشهقةٍ من حنين الماءِ تنسكبُ
وسكرِّ القُبُلاتِ الخُضرِ نَذْكرُهُ
فيسألُ الحقلَ عن عَصَّارِهِ القصبُ
لقهوةٍ يقرأُ الفنجانَ سكَّرُها
حتى يُبشرَ بالمكتوب من شربوا
يشِبُّ مَقهى وكلُّ الكونِ نادِلُهُ
ويسقطُ الوقتُ،والحُرَّاسُ، والحُجُبُ
لا تخبر الأمسَ يا مقهى بموعدنا
فينهضُ الوقتُ ، والأسوارُ تنتصبُ
بيني وبين التي للآنَ ما نسيَتْ
ولا نسيتُ..ولا الأجفانُ والهدبُ
وبينما نحنُ والمقهى يغادرُنا
في آخر الليلِ .. والأنفاسُ تضطربُ
كانت تنانيرهُنَّ الزرقُ صاحيةً
وفي الحقائب نامَ الوردُ والكتبُ
محمد أبوالعزايم
وفي الحقائبِ نامَ الوردُ والكتبُ
وفي التنانيرِ صُبحٌ لا تبوحُ بهِ
إلا ليُعلِنَ أنَّ الوعدَ يقتربُ
وكنتُ في حُلم أحلاهُنَّ "شاطِرَها"
وكان تحتي الحصانُ الحيُّ لا الخَشبُ
تقولُ للعنب المعصورِ في دَمِها:
لو يشربُ الليلَ بعضُ الليلِ يا عنبُ!
وستَّ حُسنٍ بحُلمي كانت انزرعَتْ
وحُسنُها لأغاني الصبرِ ينتسبُ
يا سِتُّ رشي على أحلامنا "أغدًا ألقاكَ" عِطرًا
ورُجَّ الليلَ يا طَرَبُ
في الصبحِ ألقى التي _ للآنَ_ ما نسيَتْ
ولا نسيتُ..ولا الأجفانُ والهُدُبُ
خمسٌ وعشرون ضاعتْ يا مُسائلتي
عن رُبع قرنٍ مضى..بل كان يَنسرِبُ
أكانَ يصقلنا التَّطوافُ وهْو لنا
أمٌّ حنونٌ تُربي شوقَنا وأبُ؟
أم كان يسرِقُ وردَ العمر في مُدُنٍ
كُنَّا سكنَّا ..وفيها الوردُ يُنتَهَبُ؟
نَحِنُّ للموعد المكسورِ خاطِرُهُ
كما يحنُّ لحِضنِ الأم مغتربُ
مِنْ فكرةٍ في خيال البُنِّ حانيةٍ
وشهقةٍ من حنين الماءِ تنسكبُ
وسكرِّ القُبُلاتِ الخُضرِ نَذْكرُهُ
فيسألُ الحقلَ عن عَصَّارِهِ القصبُ
لقهوةٍ يقرأُ الفنجانَ سكَّرُها
حتى يُبشرَ بالمكتوب من شربوا
يشِبُّ مَقهى وكلُّ الكونِ نادِلُهُ
ويسقطُ الوقتُ،والحُرَّاسُ، والحُجُبُ
لا تخبر الأمسَ يا مقهى بموعدنا
فينهضُ الوقتُ ، والأسوارُ تنتصبُ
بيني وبين التي للآنَ ما نسيَتْ
ولا نسيتُ..ولا الأجفانُ والهدبُ
وبينما نحنُ والمقهى يغادرُنا
في آخر الليلِ .. والأنفاسُ تضطربُ
كانت تنانيرهُنَّ الزرقُ صاحيةً
وفي الحقائب نامَ الوردُ والكتبُ
محمد أبوالعزايم