عصري فياض - هل هي رائحة كرامة أم ماذا؟؟

رفض القادة العرب التسعة الملتئمين حول مائدة مؤتمر " الامن والتنمية " في جدة تحقيق مطلب ايجاد "ناتو عربي" أو تحالف ضد ايران أو تقديم التطبيع مع دولة الاحتلال على مشروع حل " الدولتين" الذي يبدو انه بعيد المنال رغم ما فيه من خداع وتداخل بعيد عن الواقع من كثير من الدول العربية وما صاحب هذه القمة من توجيه ‘إهانات مقصودة لبايدن عندما وصل مطار جدة فأستقبله " امير منطقة مكة " وكأنه زعيم جاء لأداء "فريضة الحج"... وعدم صرف ابتسامة واحدة من قبل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عند استقباله "بالبكس"،بينما ظهرت الحميمية والاحتضان الطويل في استقبال الرئيس المصري والرئيس العراقي وباقي الزعماء العرب الآخرين،كل هذه مجتمعة بانت وكأنها حرارة مستعادة لروح الكرامة العربية، أو رائحة خفيفــــة مــــــن "برفان "هذه الكرامة المفقودة..... ولكن ما السبب ؟؟ وما الذي جرى لقادة العرب الذين عرف عنهم الغرق في الخنوع والإذعان والحفاظ على مصطلح " أمرك مولاي" ؟؟
هل شعروا ربما بحقيقة بدأ شيخوخة العم سام ؟؟ لذلك بدأت ملامح العقوق لسيدهم الطاغية ؟؟
أم أن غياب امريكا خلال السنوات الماضية عن المنطقة وكسرها لتعهداتها لكثير من الدول العربية وعلى رأسها السعودية عندما رفضت امريكا الوقف المطلوب الى جانب السعودية عندما تلقت الاخيرة عدة ضربات من الحوثيين ؟؟ ام أن السعودية وقادتها لا زالوا"حرردانين" من توعد بايدن بجعل السعودية دولة منبوذة اثر قتل الصحفي السعودي كمال خاشقجي المروع؟؟
صراحة لا استطع ان احدد اتجاه ما جرى... بل حقيقة اخافه وأخشاه، اخافه خوفا من الخلط بين من هم وقفوا ويقفون على دوما امام المشاريع الامريكية الاستعمارية لمنطقتنا،فيلتبس على المواطن العربي العادي المشهد، ويصبح يحلف بحياتهم... وكذلك الخشية من أنهم ادركوا الحقائق وبدأوا يبحثون عن مصالح شعبهم والارتباط بقوى اخرى كروسيا والصين وتطرية الاجواء مع ايران،وهذا يطيل اعمارهم وأعمار خططهم ؟؟؟
وهنا لا بد لأحرار الامة التعامل بما يظهر من هؤلاء،لا على أساس ما يبطنون ..
لذلك أرى في هذه "الرائحة" أنها مصطنعة وليست اصيلة،لأنها بالمقابل لبت للرئيس الامريكي الزائر امرين جاء من أجلهما :-
الاول رفع انتاج السعودية من البترول الى 13 مليون برميل يوميا،اي زيادة 2،6 مليون برميل على الانتاج الحالي من أجل تخفيض الاسعار وكسر سهم التضخم الذي بدأ امريكا تعاني منه بعد الحرب الروسية الاوكرانية. وما يهم بايدن أن يعود لبلدة وقد حقق لمواطنة انخفاض جالون الطاقة من 6,7 دولار ل سقف 4 دولار أو اقل.
الامر الثاني : التطبيع مع إسرائيل قبل ان تهبط طائرة بايدن هبطت طائرة اسرائيلية في جدة بشكل ظاهر لأول مرة، اليس هذا تطبيعا عمليا واستجابة لرغبة العم "سام" في تعميق صور التطبيع المتصاعد ؟؟
لن تخدعنا تلك المظاهر،فالأصل فيهم التبعية والانقياد،والتحول لا يتوقف على موقف هنا وموقف هناك،بل هو ثقافة وانقلاب وثورة تحدث تغييرا جذريا عارما .

عصري فياض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى