علي سيف الرعيني - الالتفات إلى بناء وتنمية الانسان كفيل بالتنمية والنهضة؟؟

ثمة عوائق كبيرة تحجب العقل العربي عن الخروج عن السقف المحدد له
وهناك توجه بات اليوم الية او لائحة تعمل عليها الانظمة العربية
وكمواطن عربي أرى أن الأزمات في الدول العربية متشابهة ولا أعني الحروب بل أعني أزمات السياسة العربية فمن يسكن في أقصى الشرق كمن يسكن في أقصى الغرب فلا فرق البته في نظرة الحكومات العربية للمواطن بين تلك الدول رغم وجود فروق مادية وثقافية في بعضها تحجب مشاكل تظهر لدى الشعوب الأخرى

الحاكم إله في قراراته والحاكم أب يجب طاعته والحاكم خط أحمر هذا أمر نراه بوضوح في كل الدول العربية من أقصاها إلى أدناها نقد الحاكم جريمة في كل الدول العربية ولا أعرف لما يكون النقد جريمة والنقد أساساً هو عملية تصحيحية لكنها في السياسة أصبحت معارضة وفي الوطن العربي أصبحت المعارضة جريمة لا تغتفر بل خيانة عظمى وأصبح المعارض متهم مُجرم ومنبوذ لذا عندما يطالب المواطن العربي بحقوقه السياسية يكون قد اقترف جريمة الخيانة العظمى ويبقى تحت رحمة السلطات الأمنية هل تتجاهله أم تعاقبه أو تقضي عليه وكأن المواطن العربي خلق لكي يأكل ويعمل ويتزاوج ويتكاثر وتنتهي مهمته في الحياة عند هذا الحد

صناعة الخوف لا تختلف فكلنا خائفون حتى وإن كانت السلطات الأمنية لا تبالي بنا ولا تهتم لكن الخوف خلق بداخلنا نحن المواطنون
العرب لكي نضع لأنفسنا خطوط حمراء لا نتجاوزها وإن تجاوزناها تنتشر في انفسنا حالة التوتر والخوف الخوف على المصير مصير من يتكلم ومصير أبنائه وأخوته وكأنه يعيش في المجهول فلا أنظمة ولا قوانين ولا لوائح تطبق في ذلك الوقت وهذا يقين لدى كل سكان الإقليم العربي دون استثناء

لا يستطيع المواطن أن يسأل ويحاسب حكوماته في أي أمر الثروات العدالة الأمن وإن ترك المجال لكي يتكلم ، لا يجد الإجابات وإن وجد الإجابات لا يمكنه أن يطالب بالمحاسبة وتطبيق العدالة ففي العالم العربي طبقة فوق القانون دائماً لا حسيب لها ولا رقيب تسير الأمور دائماً لصالحها ويلتوي عنق القانون لأجلها

في الوطن العربي أنت مجرم حتى تثبت براءتك فالنظام الأمني الدقيق يراقبك في كل جوانب حياتك الخاص منها والعام ومع تطور التكنلوجيا اقتحم الأمن منازلنا وخصوصياتنا وبدأ يتدخل فيما نرى وفيما نسمع وفيما نفكر وفيها نتخيل ولو أستطاع أن يدخل في احلامنا لفعل ذلك فالدول العربية من أقصاها إلى أقصاها لديها نظام واحد يحترم وهو النظام الأمني الذي تقوم على أساسه متناسين أن الدول تقوم بالأنظمة المدنية لا الأمنية لاضيران أن يكون الاهتمام واردفي الجانب الأمني وهوايضامهم لاستقرار الوضع
لكن هذالايعني إهمال اهم جانب في البناءوالتنميةوهوالبناءالفكري والتوعوي وتنمية الانسان وتغذيةالروح والعقل واتاحةالفرصةللتفكيرودعم الابداع وتقديم العون والمساندةلهذاالجانب
بالاهتمام المباشربحريةالفردوتمكينه من التعبير عن رؤاه وتقديم نتاجات إبداعه بكل حريةوامان!

المال لا يعني شيء ففترات الانتعاش لا بد لها من الزوال وتلك الأنظمة التي تغدق على مواطنيها الأموال الآن كيف ستتعامل معهم إن نضبت الثروة وجفت الآباروفرغت الخزينة

القوة لا تعني شيء فتلك الأنظمة التي تقمع مواطنيها وتهينهم وتتطاول عليهم في كل مناسبة ما الذي ستفعله حين يصل الغضب لمرحلة الصفر وحين تبدأ لحظة التغيير

الأنسان هو الثروة والانسان هو أساس الحضارة فظلمه خسارة وسجنه خسارة واهانته خسارة وقتل إنسان واحد تمثيل بشع لقتل كل البشر
ونخلص بالقول أن الإنسان هو المشروع الأهم اذا ما اردنا بناء مجتمع قوي مترابط متماسك داعم للدولة يصون حقوقه وحقوق الآخرين ويبقى صمام أمان لكل ترهل او تراجع قد يحصل في مفاصل الدولة
إن الإنسان هو الاساس وهو الباني وهو المفكر وهو صاحب الفكرة وباني المشروع ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى