ماذا لو كتب جلاد المغرب قدور اليوسفي مذكراته قبل وفاته هذا الأسبوع، وكيف كان سيبرر قناعاته الشخصية والمهنية في ممارسة التعذيب والقسوة السادية على المعتقلين في سنوات الرصاص؟
هي دائما سردية القوة والسردية المهيمنة تشير إلى المختلين نفسيا والساديين والمنحرفين أخلاقيا ضمن خانة المجرمين، ولا تقرّ بوجودهم أيضا في الخانة الموازية ممن يمسكون مفاتيح السجون والمعتقلات السرية: قدور، والكوميسير تابث... وآخرون!
أتذكر مقطعا مؤثرا مما كتبه جمال بنعمر عن سنوات اعتقاله: "تم نقلي فيما بعد إلى مركز الاعتقال السري في الدار البيضاء، درب مولاي الشريف، حيث احتُجزت لعدة أشهر مكبل اليدين معصوب العينين طوال الوقت. هناك، كان الجلاد الرئيسي هو سيئ السمعة “اليوسفي قدور” الذي فضحت أمره للصحفيين في منتصف التسعينيات عندما شاهدته -غير مصدق- في مقر الأمم المتحدة في جنيف ضمن وفد حكومي رسمي جاء لتقديم تقرير إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتعذيب يسوق زورا وبهتانا لالتزام المغرب بالمعايير الدولية. لقد سُجنت لمدة 8 سنوات بسبب معارضتي السلمية لنظام مستبد، ولأنني كنت أتطلع مثل كثيرين من شباب جيلي إلى العدالة والحرية. توفي والدي عندما كنت في السجن ولم تسمح لي السلطات برؤيته للمرة الأخيرة وحضور مراسم دفنه."
يموت الجلاد، ولا تنمحي رذائله من ذاكرة الضحايا بين الأجيال، والمفارقة الكبرى هي أن عقودا من التعذيب والانتقام تُطوى بجرة قلم.
هي دائما سردية القوة والسردية المهيمنة تشير إلى المختلين نفسيا والساديين والمنحرفين أخلاقيا ضمن خانة المجرمين، ولا تقرّ بوجودهم أيضا في الخانة الموازية ممن يمسكون مفاتيح السجون والمعتقلات السرية: قدور، والكوميسير تابث... وآخرون!
أتذكر مقطعا مؤثرا مما كتبه جمال بنعمر عن سنوات اعتقاله: "تم نقلي فيما بعد إلى مركز الاعتقال السري في الدار البيضاء، درب مولاي الشريف، حيث احتُجزت لعدة أشهر مكبل اليدين معصوب العينين طوال الوقت. هناك، كان الجلاد الرئيسي هو سيئ السمعة “اليوسفي قدور” الذي فضحت أمره للصحفيين في منتصف التسعينيات عندما شاهدته -غير مصدق- في مقر الأمم المتحدة في جنيف ضمن وفد حكومي رسمي جاء لتقديم تقرير إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتعذيب يسوق زورا وبهتانا لالتزام المغرب بالمعايير الدولية. لقد سُجنت لمدة 8 سنوات بسبب معارضتي السلمية لنظام مستبد، ولأنني كنت أتطلع مثل كثيرين من شباب جيلي إلى العدالة والحرية. توفي والدي عندما كنت في السجن ولم تسمح لي السلطات برؤيته للمرة الأخيرة وحضور مراسم دفنه."
يموت الجلاد، ولا تنمحي رذائله من ذاكرة الضحايا بين الأجيال، والمفارقة الكبرى هي أن عقودا من التعذيب والانتقام تُطوى بجرة قلم.