كتاب " الألفاظ الكتابية" تأليف عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الهمذاني.. راجعه وقدَّم له العلامة الموسوعى الدكتور السيد الجميلى ..

الكاتب عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الهمذاني ، أديب وشاعر ولغوي ونحوي عاش في العصر العباسي (938-939م) ، كتاب " الألفاظ الكتابية" المعروف أيضا باسم "ألفاظ عبد الرحمن" .. من أنفع الكتب في مليح الألفاظ التي يحسن استخدامها في الكُتب والرسائل .. فهو يغذي المفردات الأدبية ، حيث يفرد "الهمذاني" لكل مفردة أو تعبير في كتابه "الألفاظ الكتابية" عدداً من المرادفات والشروح التي تهدف لتوجيه القارئ نحو فهم أفضل للخصائص المعجمية واللغوية والنحوية للغة العربية الفصحى ، التي يستخدمها الأدباء والصحفيون في كتاباتهم حتى الآن ، فضلا عن المتردافات والمتشابهات المهجورة ، يمتلك ابى رحمه الله تعالى نسخة نادرة تبلغ من العمر أكثر من مائة عام.
[باب في معني اصلاح الفاسد]
تقول : لم فلان الشعث وضم النشر ورم الرث وسد الثغر ورقع الخرق ورتق الفتق واصلح الفاسد واصلح الخلل وجمع الشتات وجبر الوهى ويقال : شعب الصدع ورأب الصدع ورأب الثأي .
ويقال : سد الثلمة وأقام الأود وسد الفرج والخلل وأقام الصعر ولأم الصدع وثقف العوج والأود وحسم الداء وسوى الزيغ .
وإذا زاد الفساد قلت استوسع الوهى واستنهر الفتق وتفاقم الصدع واستشرى الفساد .
[باب في معني صلح الشيء]
تقول : اعتدل الميل وانحسم الداء واندمل الكلم وانشعب الصدع واستقام المائل وانجبر الوهي وارتتقي الفتق.
[باب في معني لا يستطاع اصلاح الأمر]
تقول : هذا امر لا يؤسى كلمه ولا يرتق فتقه ولا يرفع وهيه ولا يرجى رأبه ولا يملك استمراره ولا تسد ثلمته ولا يلأم صدعه.
[اعوجاج الشيء]
تقول : اعوج الشيء وتأود ومال وزاغ وصَوِرَ وصَعِرَ ( الصَعَرُ في الخد خاصةً والّسَّوَرُ من ميل العنق من الكبر ).
[باب بمعنى سلك طريقه]
تقول : فلان يتقيل اباه ويحذو حذوه وينزع اليه ويأخذ مأخذه ويحذو مثله ويستنهج سبيله ويسلك منهاجه وينحو نحوه ويقتفي معالمه ويقفو اثره ويتخلق باخلاقه ويتحلي بحليته ويتسم بسيماه .
وتقول : فلان يأتم بفلان ويقتدي به ويتسنى به ويتأسى به ويستن بسنته ويقتدي بقدوته ويطأ موضع قدمه وموطيء سيرته ويقال : فلان قدوة في هذا الأمر وامام واسوة وفلان منار للعلم وعلم للحق ونور يستضاء به وتقول : فلان نزيع ابيه إذا نزع اليه في الشبه و فلان اشبه بأبيه من التمرة بالتمرة وهما. مثلان وقتلان وهما كفرسي رهان في المدح وكذندين في وعاء في الذم وتقول : كانما قدا من اديم واحد وشقا من نبعة واحدة ، وجاء ولدوه على غرار واحد اي مثال واحد ، وهم على شَرْجٍ واحد وقد سلك آخرهم طريق أولهم وابناء فلان كالفرقدين للمتأمل. .
[ الفحص عن الامر ]
يقال : فحصت عن الامر فحصا وبحثت بحثا ونقبت تنقيبا ونقرت تنقيرا وفتشت تفتيشا وسألت عنه احفى مسألة واستبرأته استبراءً.
ويقال : تعمق فلان في الفحص وامعن في البحث واحفي في المسألة .
[ اللوم ]
تقول : لمت الرجل لوما وانبته تأنيبا وقرعته تقريعا وفندته تفنيدا ووبخته توبيخا وبكته تبكيتا فهي المعاتبة ثم اللوم ثم التقريع ثم التوبيخ ثم التأنيب وتقول : قَرَصْتُهُ بعض القَرْصِ وتقول : لام غير مليم وذم غير ذميم وانحى فلان علي فلان باللائمة واحال عليه بالتعنيف.
وتقول : لمته وقبحت فعله وذممت اليه رأيه وتقول : ما زلت اتجرع فيك الملائم واللوائم . وفي الأمثال رب لائم مليم ورب ملوم لا ذنب له.
[ التوبة ]
يقال : تاب الرجل من ذنبه واناب وغسل اساءته ومحا ذنبه وعفى على ما كان من جرمه واقلع عنه اقلاعا ونزع عنه نزوعا.
يقول هرمز : لا تسموا الإعتاب استكانة ولا المعاتبة مفاسدة ولا التعتب استعلاء ولا البغضاء معاتبة . والعتبى هي المراجعة تقول : اعتب يعتب اعْتَاباً ويقال : اَعْتَبَ الرجل إذا تاب وعَتَبَ إذا غضب وتَعَتَّبَ إذا تجنى وعاتب إذا احتج واَعْتَبَ فلانا فلان بمعنى ارضاه.
وتقول : استفاق استفاقة وانزجر انزجاراً وانقمع انقماعاً وارتدع ارتداعاً وارعوى ارعواءً وانتهى انتهاءً ويقال : اَقْصَرْتُ عن الشيء إذا نَزَعْتَ عنه وقَصَرْتُ عنه إذا عجزت عنه وقََصَّرْتُ فيه إذا فرطت فيه وفي الأمثال: اقصر لما ابصر وتقول : إذا رجع عن توبته : ارتد وانتكث ونكص علي عقبيه وارتكس.
[ التمادي في الضلال]
تقول : تمادي الرجل في غيه وانهمك في غوايته واوضع في جهله وارجف في غيه (الإيجاف مرادف للإيضاع وهو السير الشديد) وتتابع في عمايته وتاه في ضلالته وجمح في غوايته وضرب في غمرته وتسكع في باطله وضرب في عشوائه واصر علي باطله ولج في غلوائه ومضي في عمايته وتردي في جهالته وامعن في اساءته .
اجناس المُصِر : المصر والموضع والمتمادي والمنهمك علي غيه وغوايته وعمايته ومنه الجامح والمتردي والمتلجج والتائه والممعن والمتهور والمتهوك.
[ العفو ]
تقول : عفوت عن فلان وصفحت عنه وتجاوزت عن ذنبه واغضيت عنه جفني وتغاضيت عنه ويقال : اقلته عثرته وانهضته من كبوته ونعشته من سقطته.
وتقول : سحبت على ما كان منه ذيلي واغضيت عليه جفني ولبست على قوله سمعي وجعلته دبر اذني وتقول : اطرقت منه على شجى أي حزن واغضيت منه على قذى ، يقول امير المؤمنين : فكم اغضيت الجفون على قذى واسحب ذيلي على الأذي واقول لعلى وعسى.
[ الجزاء ]
يقال : اقتصصت من فلان وانتصرت منه واثأرت منه اثئارا فأنا مئثر ويقال : عاقبت فلانا آلم عقومة واوعظ عقوبة وازجر عقوبة واردع عقوبة وانكل عقوبة وأنكأ عقوبة ونكلت به ومثلت به (المنتقم والمنتصر والمقتص والثائر واحد) .
ويقال : جعلته مثلا مضروبا واحدوثة سائرة وعبرة ظاهرة وعظة بالغة ؛ و يقال : جعلته حديثا للغابر واعجوبة للناظر ومثلا للسامع وعبرة للمتوسم وعظة للمتفكر (المتفكر والمتدبر والمتأمل والمتوسم واحد).
[ الزلة والخطأ ]
تقول : كان ذلك من فلان زلة وهفوة وكبوة وعثرة وسقطة ونبوة وفي الأمثال : لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ولكل علم هفوة.
وتقول : فلان مأخوذ بجرمة وجنايته وجنيته وجريرته وتقول : هو قليل السقاط أي العثرة .
قال الشاعر :
كيف يرجون سـيِقَاطِي .. بعدما جلل الرأس مشيب وصلع
وتقول : تكلم فلان فما سَقَطَ بحرف ولا اسقط حرف.
وتقول : خَطِئْتُ من الخطية أي تعمدت الذنب واخطأت اذا اردت شيئا فأصبت غيره.
قال الشاعر:
عبادك يَخْطَأُّونَ وانت ربُّ .. بكفيك المنايا لا تموت
[ اللؤم ]
يقال : فلان لئيم الظفر ولئيم القدرة وسيء الملكة وراضع الملكة ويقال : فعل ذلك بلؤم قدرته ودناءة ظفره ورضاع ملكته ويقال : فلان في حوزتك وملكك وقبضتك وسلطانك وتحت يدك وملك يمينك.
[ الثأر ]
يقال : بين القوم ترة وطائلة وتقول : باء بالاثم اذا اعترف به.
ويقال : ثأرت بالقتيل ثؤرا إذا قتلت قاتله وكذلك ابأت به ويقال : فلان ثاري الذي اطلب وتقول : وليس فلان ببواء فلان اي ليس دمه كفؤا لدمه وتقول : وَدَيْتُ القتيل اَدِيهِ دِيَةً وَعَقَلْتُهُ اعقله عقلا والدية والعقل واحد وسميت الدية عقلا لأنها تعقل الدماء عن أن تسفك، وتقول : ابأت فلان بفلان إذا قتلته به واثأر الرجل إذا ادرك ثأره اثئاراً .
ويقال : ذهب دم فلان هدراً باطلاً وَطُلَّ دمه فهو مطلول وذهب دمه ادراج الرياح.
قال الشاعر :
دمائهم ليس لها طالب .. مطلولةٌ مثل دم العبيد
[ الحقد والعداوة ]
يقال : في صدر فلان عليك حقد وضغينة وسخيمة (والجمع احقاد وضغائن وسخائم) واحنة والجمع احن واحنات.
قال ابو الطحان :
إذا كان في صدر ابن عمك احنة ..
فلا تستثرها سوف يبدو دفينها ..
وتقول : اوغرت صدر فلان وهذه صدور وَغِرة وقد جاء في الشعر على وغر في القلب مكنون.
وتقول : استثار هذا الامر دفين حقده وكمين ضغنه واستخرج اضغان صدره وتقول : حز شيء في نفسه والحزازة تأثير الحزن وما يصيب من شدة والجمع حَزَازَات وتقول : في قلوبهم تغلي مراجل العداوة وتلتهب نار البغضاء وتقول اضغنت فلانا عليك واوغلت صدره واضرمت غيظه.
وفي الأمثال :
الحفائظ تحلل الأحقاد ، المحن تذهب بالإحن ، عند الشدائد تذهب الأحقاد ، وقد يجاء الى ذوي الأحقاد اي يلجأ اليهم ، آكل لحم اخي ولا ادعه لآكل.
[ الغيظ]
تقول : غضب الرجل غضبا وتلظي عليك تلظيا واغتاظ منك اغتياظاً وامتعض منك امتعاضاً وتذمر تذمراً وتضرم تضرماً وتقول قد هاج هائجه وفار فائره وتقول : قد وجده مغيظا محنقا محفظاً (والحفيظة الغضب) تقول : اثار ذلك حفيظته (أي غضبه) ووجدته قد ملىء غيظا وحقدا.
تفصيل الغضب : العَتْبُ ثم الْمَوْجِدة ثم السخط وهو اعلى المراحل.
[ اطفاء الغيظ ]
تقول : سللت سخيمته واطفأت نار غضبه ونزعت سخيمة قلبه.
وتقول : عتب علي صديقا عتبا فاعتبته أي ارضيته وتقول : لا صبر لي علي موُجِدَتِهِ وَوَجَدَ علي ابي موْجِدَةً وسخط علي زيد السلطان سُخطا والسخط لا يكون إلا ممن هو فوقك وتقول : حرضت فلان على كذا تحريضا وحرضته على فلان اذا حملته على ايذائه والاساءة اليه.
وللحديث بقية مع مؤلف ومحقق كتاب "الألفاظ الكتابية" عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الهمذاني والعلامة السيد الجميلى ..
اللهم تقبل من أبى صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ .. يا رب العالمين
🙏



777.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى