د. معاذ الروبي - رهاب الأماكن المغلقة

رهاب الأماكن المغلقة (Claustrophobia) هو الخوف غير المنطقي من الوقوع في مكان ضيق ومغلق أو حتى توقع مثل هذا الموقف، وهو رهاب معقد يمكن أن يسبب القلق الشديد ونوبات الذعر. يطلق عليه أيضا رهاب الاحتجاز. تشير بعض الاحصائيات إلى أن حوالي 2-5% من البشر يعانون من هذا الرهاب ولكن عدد محدود منهم فقط من يطلبون العلاج. العلامتين الرئيسيتين في تشخيص هذا الرهاب هما: الخوف من التقييد بمكان صغير والخوف من الاختناق. من الأمثلة على الأماكن التي يتم الخوف منها: الحجرات ذات الحيز المحدود، الغرف الصغيرة والمغلقة، الأنفاق، الأقبية، المصاعد، قطارات الأنفاق، الكهوف، والأماكن المزدحمة.

بالنسبة لشخص يعاني من رهاب الأماكن المغلقة، يؤدي وجوده في مكان محدد وضيق إلى ظهور أعراض جسدية مشابهة لأعراض باقي اضطرابات الرهاب والهلع والقلق. يزيد الخوف أيضًا من الأفكار السلبية حول نفاد الأكسجين أو الإصابة بنوبة قلبية مع عدم وجود فرصة للهروب من الوضع وحدوث عملية الانقاذ. يعاني العديد من الأفراد أيضًا من مشاعر الرهبة والخوف من الإغماء أو فقدان السيطرة على أنفسهم.

قد يكون سبب الخوف من الأماكن المغلقة هو حدوث تكييف نفسي في أعقاب موقف مرهق حدث سابقاً في مساحة ضيقة وصغيرة. يمكن إرجاع هذا أيضاً إلى فترة الطفولة، على سبيل المثال، إذا ما كان الفرد وهو طفل محبوساً في غرفة صغيرة أو تعرض للتخويف أو إساءة التعامل. يمكن أن تحدث الحالة أيضًا بسبب التجارب غير السارة في أي مرحلة من مراحل الحياة، مثل حدوث مشكلة أثناء رحلة ما أو الوقوع في مصعد والعلق به. يخشى الفرد من تكرار حصره في مكان محدود ويتخيل ما يمكن أن يحدث معه إذا بقي في مساحة صغيرة. ونتيجة لذلك، يخطط المصابون بهذا الاضطراب لأنشطتهم اليومية بعناية لتقليل احتمالية "الوقوع في شرك ما". في بعض الأحيان، يُلاحظ رهاب الأماكن المغلقة في عدة أفراد من نفس الأسرة، مما يشير إلى وجود أصل وسبب وراثي للاضطراب أو استجابة مكتسبة مرتبطة به.

المعالجة تشمل العلاج السلوكي المعرفي لإعادة تقييم الأفكار السلبية من خلال التعرض للموقف المخيف بخطوات صغيرة حتى يدرك الفرد أن أسوأ مخاوفه لا تحدث في الواقع. أيضاً يتم إدارة وضبط مشاعر القلق للتعامل مع الخوف والذعر باستخدام تقنيات التنفس وإرخاء العضلات وتصور النتائج الإيجابية. من الممكن أخذ الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب في الحالات الشديدة.

د. معاذ الروبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى