أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور - الثمن.. والقيمة!!

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : الثمن .. والقيمة !!
" في مسرحية :"رسائل قاضي إشبيلية" من تأليف صاحب الموهبة النادرة، الأديب المتميز "ألفريد فرج" – في إحدة هذه الرسائل الثلاث، التي شكلت عرضاً مسرحياً تحت العنوان المذكور، طرح الأستاذ مصطلح (الثمن) ومصطلح (القيمة) وفرّق بينهما في الدلالة، فوضع بين أيدينا مزيداً من الوعي بأهمية القيمة، وأنها لا تقدر، ولا تقاس إلى الثمن، أو يقاس الثمن إليها !! "
2- المحــارة :
- في رسالة قاضي إشبيلية، التي نعنيها من بين الرسائل الثلاث – دار الحوار حول (الدواء)، أي ذلك الشيء الذي يعطى للمريض، وقد يكون مطلوباً للحفاظ على حياته .
- السؤال : كيف يمكن تقدير ثمن هذا الدواء ؟ هل يستند هذا التقدير إلى المواد والخامات التي يتكون منها، أم يقدر الدواء بقيمة حياة الإنسان ؟!
- بهذه البدهية الرائعة يفرق "ألفريد فرج" بين الأمرين ، فإذا قدر ثمن الدواء بما استخدم في إعداده من خامات وجهد بشري، سيكون هذا الثمن في المتناول، في حدود الممكن ، والمقبول ، والمعقول .
- غير أن هذا التقدير نفسه لثمن الدواء، إذا أسس على أنه ينقذ حياة إنسان من الموت، فسيكون تقدير الثمن باهظاً جداً ، لأن حياة الإنسان .. أي إنسان .. تتجاوز أي تقدير مادي .
- لقد استعادت ذاكرتي هذا التفريق بين الثمن والقيمة، حين شاهدت في برامج التليفزيون – فيما يتصل بجريمة قتل الفتاة الرائعة "نيرة أشرف"، وأن بعض الأفراد أو الجهات عرضت على أهلها دفع دية (تقدر بالملايين) في مقابل تنازل يؤدي إلى إطلاق سراح القاتل !!
- هنا يظهر الفرق الشاسع جداً بين الثمن والقيمة !! فهذه الفتاة التي ذُبحت في الشارع، وهي تعيش زمن براءتها وزهوها ، وآمالها .. حياتها تتجاوز في قيمتها (أي ثمن) يظن الغافلون أنه يعزي أهلها عن فقدها، وعن ما واجهت من مصير فاجع .
- إنني مع رفض الدية، أو أي تعويض مهما كان قدره . أضع في الاعتبار تحليل الأخلاقيين الذين رأوا في مبدأ قبول الدية، إهداراً لحق الإنسان في الحياة ، وتسليع البشر، وتشيئ الشخص، ومن ثم نشر الفوضى ، وإهدار القيمة والقيم – على السواء !!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من تداعيات الأحداث والأخبار ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى