البروفيسور إشبيليا الجبوري - سيرفانتس يعشبني مقهي Cafe Iruna.. عن الإسبانية: أكد الجبوري

المقهى مليئة بالأعشاب المعطرة٬
همسات عشاق٬ زغردات فطرية٬
وإن لم تكن خافتة٬ فلا شيء يهرب؛
فقط جرس دراجة رسام بوهيمي بعيد٬
في جوف الشارع يكلم لوحاته المتأخرة٬ عن البيع
غنيت لنفسي٬ دندت للتو: قصيدة .. لـ(لوركا)٬
من أجل أمضي الوقت المنسي٬ أو الدفء المتبقي للفنجان البدء٬
وثلاث قصصات تناولت ملاحظاتها٬ من حقيبتي٬
تردد صدها؛ جرس دراجة الرسام البوهيمي.
الفنجان منحوت من الخزف الصيني٬ ومنضدة من خشب البلوط٬
ما يلزم نبذ هذا الضجيج من الشارع٬
صوت الجرس في الهواء الطلق
بضربة فرشاة كان يدق جرس اللوحة
ذاك ما لا يجرؤ إليه الصمت.
الجنون له صمت المقهى٬ صمت المقهي تعويذة نهر٬ إذ
كسر موجه٬ جاء صداه.
في المقهي ـ
صمت يأتي من بعيد الشوارع
في أجوفها يتناغم
من أجل هذا الحبر المنسي٬
من ثلاث كلمات٬ لعشرة قصص تتخلص من ضجيجها٬
ما الأشياء التي ترقدها الأعشاب؟
ما الجمر الذي صرخته للتو من أجل غيمة منسية٬
أو أغنية حين تردد صداها قالها اللوز من بعيد؟
الأن الأعشاب نائمة في الدورق المضطرب
والقمر٬ هناك٬ مع القارب؛ ما الأشياء التي يحملها إلى النهر٬
ما المخلوقات التي يحملها القمر٬ والتي سوف تستيقظ في النهر.؟
إنها كلمات لتيارات بساطة نسيم البحر٬ حين ترقد هناك بجانب أنتظار دافئ
ملاءات فنجان يستيقظ٬ حلو مثل مذاق المطر علي الشجر
مثل رصيف الميناء مساء.
لمن ضفيرتي الطويلة البيضاء مثل الرماد علي كتفي؟
هل ينزلون العصافير كركراتهم ويفتحون الكلمات؟
وسيمررونني ويضموني أمشي
على الرصيف المقابل للبحر مع مراكب قيد الأسفار؟
هل سأتوق أجنحتهم الطليقة والبريئة
وهي تتألق بوضوح مثل فناجين وأدوات مائدة مقهي Cafe Iruna ٬
هل سأرى العشاق حياتهم المرهفة والحالمة
ترتقي بصفاء حكمة مثل الموج وأدوات البحارة٬
مراكب زرقاء وصواري بيضاء بها حوت (موبي ديك)؟
أم كصحون مقهي Cafe Iruna٬
شراشف بيضاء مطرزة بخيوط نحاسة بيها طائر نورس؟
ولكن التأمل! أتأمل بأستماع الموسيقي! بالتأكيد تنقل سحر لشيء ما
داخل المقهي٬ الدوران أسفل الفنجان
ينزل حلقي بأثار جرعات مريرة.
أجنحة طويلة شاحة تسدل ستائر النافذة برفق٬
تنفخ لي جمر٬ تحت قبعتي القش٬
إلى حقيبتي الصغيرة٬ تجاورني خفية سريتها الناعمة٬
أحلام كبيرة٬ معلقة برؤوس حمراء تصور الحرية والموت٬
أفضع نهاية لفارس (ميغل دي سيرفانتس) دون كيخوته الفخور؟
هل سأفتش النوافد على ضود الشمعدانات؟
وأنظر خلف لون المساء خطواتي
ميناء ينام ملتفا كما حبال شباك البحارة ملتفة؟
أم ستهز أذيال تنورتي الصاخبة بضجر السواد
والطيور الصاخبة علي أشجارها
مع صفير البواخر
مع رعدة الفنجان الأخير من خلال هدوء الموسيقي
وهي تطرقني السكون٬
ثم أخرج ـ أخطو بأتجاه البحر نحو الأتساع للفضاء الحي
أبرد أثار أقدامي٬ أستمع! بالتأكيد للبحر وهو ينقل سحر أدوات السماء٬
نقل شيء ما داخل أفكارنا الضجرة٬ إلي أصابع قدمي الطوال٬ الزحف إسفل
حنجرتي المعلقة برؤوس الغناء٬ تهتز علي ضوء الشموع البعيدة
عن البحر.
مع النجوم وهي تهز طرفي الأرصفة الصاخبة
من خلال الصخور٬ ثم أبرد الضجر على الصمت ـ
علي تصور شموع المقهي والستائر المتعمدة٬
أبرد الألم المعلق سقوط قطراته إلى الورق٬
أرقدها ـ لا شيء٬ الشك في الشيء
سوى سقوط الصمت المتعمد
علي حافة الفنجان والصحن المزركش الأزرق٬
نعم أصمت بأتجاه البحر٬ في عمق النافذة
في جوف الصمت.. لا شيء ولا أحد يأتي
إلى الطاولة أعمى.!.وأذ
العصافير الساكنة بقربي للنافذة٬ ترحل.!

برشـلونـة 08.20.22
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 08.20.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى