لَهَا ..
كَيْ تُشرِقَ الشَّمسُ
بَيتُكِ آمِنٌ
يَشتَاقُ يَدَيكِ تُوضِّبُ أَشيَاءَهُ
نَوَافِذُهُ المَسَائيَّةُ تَنفَتِحُ على الأُفُقِ
عَنْ شَمسٍ عِندَ المَغِيبْ
وَفِي الصَّبَاحِ
عَنْ حَدِيقَةِ وَردٍ وسُلَحْفَاةْ
سَتَائِرُهُ –
يا أَلوَانَهَا
تَرجُو يَدَ الطِّيبِ
تَشُقُّ الفَجرَ وَفَضَاءَ السَّحَرْ
أَرَاكِ تَخطُرِينَ
فِي عَينَيكِ حَنِينُ المَدَى
وَلوعَةُ السَّفَرْ
فِي ذَاكرَتِي
وَجهُكِ أُرجُوحَةُ نَغَمٍ
لأُغنِيَةٍ حُبٍّ يُرَدِّدُها الصَّدَى
وَفِي ذَاكرَتِي
فَرَحُ الأَمسِ غَائِمٌ
يُفَتِّشُ عن أَحلامٍ طَيَّ غَمَامٍ
بَدَّدَهُ ضَوءُ القَمَرْ
فِي ذَاكرَتِي
صَدِّقِينِي –
مَرَايَا الغِيَابْ
تَمُورُ في الضَّبَابْ
وأراكِ دَائِمًا _
حُرُوفًا ضَوَّاءَةً فِي كتَابْ
وَأرَاكِ رِيشَةً تَمسَحُ أَلوَانَ الغُرُوبْ
وَأَسألُ –
أيا امرَأَةً حَبِيبَةً
كيفَ تَسكُنِينَ خَيَالَ شَاعِرٍ
وَتَترُكِين مَنَابِعَ الشَّوقِ لتَائِهٍ
يَعشَقُ طَيفَكِ يَجرِي
فِي البَحرِ
فِي النَّهرِ
فِي الشِّعَابْ
صَدِّقِينِي —
فِي ذَاكِرَتِي حُبٌّ وَأَحزَانٌ
وَأفرَاحٌ مُرجَأَةٌ
مَنشُورَةٌ على حِبَالِ الشَّمسِ
المُسَافِرَهْ
يا امرَأَة !
هَذَانِ الحُبُّ وَالحُزنُ تَوأَمَانْ
كمَا الوَردَةُ عِطرٌ وَشَوكّ
فِي حَدِيقَةِ بَيتِكِ المَهجُورْ
تَستَقبِلُنِي عَطشَى لمَاءٍ وَحَنَانْ
وَفِي ذَاكرَتِي _
بَابٌ وَغِيَابْ
رَحِيلٌ وَإِيَابْ
بَابٌ
كيفَ لهُ يَنفَتِحُ عَن لقَاءٍ
عَن قُبلَةٍ
عَن فِرَاقٍ
عَن بُحَيرَةِ دُمُوعْ ؟
كيفَ لهُ
يُبحِرُ بِنَا على شِرَاعِ الذِّكرَيَاتْ
يَملأُ دَوَاتِيَ حِبرًا
وَحُرُوفِيَ ضِيَاءْ
بَابٌ شَحَّ زَيتُ قَندِيلِهِ
يَكادُ يَنطَفِىءُ الضَّوءُ
حَتَّى الضَّوءُ بَاتَ غِيَابًا
فِي سَرَابْ
وَذَابَتْ شُمُوعٌ
عَلَى دَفَاتِرِ الغِيَابْ
يا امرَأَةُ !
إِسأَلِي مِهرجَانَ الضَّوءِ
فِي عَينَيكِ
مَنْ حَمَل الشَّمسَ عَلَى رَاحَتَيهِ ؟
مَن أَقفَلَ أَبوَابًا أَرسَلتُ
لهَا جَوقَاتِ الحَنِينْ ؟
يا امرَأَة _
حِينَ تَقرَئِينَنِي
تَجِدِينَ فِي أورَاقيَ صَمتًا
يَقرَعُ أبوَابَ الغِيَابْ
حِينَهَا _
تَذَكَّرِي أَنَّ عَاشِقًا
لا يَنسَى حُبًّا
وَلا وَدَاعْ
فَمُهُ زَهرَةٌ مِن وَرَقٍ
أَقلامُهُ أغصَانُ شَجِرَهْ
وَالكلامُ لَفحُ رِيحٍ
تُحيِي ثَمِرَهْ
أَسقَطهَا نَبضُ العِتَابْ
تَذَكَّرِي أَنَّ الشِّعرَ تَجرِبَةٌ خَطِيرَهْ
وَكذَا الحُبُّ تَجرِبةٌ مَريرِهْ
وَأنِّي
لا زِلتَ أكتُبُ الهَزِيمَةَ والانتِصَارْ
وَالقَلبُ مُحَاصَرٌ
بَينَ شَطَحَاتِ القَلَمِ
وَبِحَارِالخَفَقَاتْ
أَمضِي بَينَ المَاءِ والنَّارْ
بَعضُ نَسَائِمَ تُنعِشُ عطَشَ الفُؤَادْ
وفي جُعبَتي مَوَاكِبُ قَصَائِدَ
بُروقٌ ورعُودٌ
عَوَاصِفُ وَأمطَارْ
ولي من الجِرَاحِ حَقلٌ وَسِيعٌ
وَصَمتٌ وَغَابٌ
وَجِسرٌ مِنَ الدُّخَانِ
عَلَيهِ أَتقَنتُ العُبُورَ مُؤمِنًا
أَنّكِ تملكينَ الغِيابَ والحُضُورْ
وَتَعرِفينَ ما تكتُبُ الأشجَارُ
في تَجَاعِيدِ الفَضَاءْ
يا امرَأَة !
تُعلَّمِينَنِي الصَّمتَ وَمَحْوَ الكلامْ
صَدِّقِينِي
تَحَوَّلَ الجُرحُ وَردَةً
وَالوَردَةُ جُرحًا فِي كتَابْ
فَغَدَوتُ على الصَّمتِ
أَحيَا وَأَنَامْ
يَطِيبُ لكِ الإبحَارُ
وَلِيَ الإنتِظارُ
وَأعشَقُ فِي صَمتِي
زَمانَكِ وَالمَكانْ
باحثًا لِحُبِّنَا عن فردَوسهِ المَفقُودْ
طيَّ حقائبِ السَّفرِ
وَمَرَايا الغُرُوبِ
وَقِهر الزَّمَانْ
ميشال سعادة
17/1/2017
كَيْ تُشرِقَ الشَّمسُ
بَيتُكِ آمِنٌ
يَشتَاقُ يَدَيكِ تُوضِّبُ أَشيَاءَهُ
نَوَافِذُهُ المَسَائيَّةُ تَنفَتِحُ على الأُفُقِ
عَنْ شَمسٍ عِندَ المَغِيبْ
وَفِي الصَّبَاحِ
عَنْ حَدِيقَةِ وَردٍ وسُلَحْفَاةْ
سَتَائِرُهُ –
يا أَلوَانَهَا
تَرجُو يَدَ الطِّيبِ
تَشُقُّ الفَجرَ وَفَضَاءَ السَّحَرْ
أَرَاكِ تَخطُرِينَ
فِي عَينَيكِ حَنِينُ المَدَى
وَلوعَةُ السَّفَرْ
فِي ذَاكرَتِي
وَجهُكِ أُرجُوحَةُ نَغَمٍ
لأُغنِيَةٍ حُبٍّ يُرَدِّدُها الصَّدَى
وَفِي ذَاكرَتِي
فَرَحُ الأَمسِ غَائِمٌ
يُفَتِّشُ عن أَحلامٍ طَيَّ غَمَامٍ
بَدَّدَهُ ضَوءُ القَمَرْ
فِي ذَاكرَتِي
صَدِّقِينِي –
مَرَايَا الغِيَابْ
تَمُورُ في الضَّبَابْ
وأراكِ دَائِمًا _
حُرُوفًا ضَوَّاءَةً فِي كتَابْ
وَأرَاكِ رِيشَةً تَمسَحُ أَلوَانَ الغُرُوبْ
وَأَسألُ –
أيا امرَأَةً حَبِيبَةً
كيفَ تَسكُنِينَ خَيَالَ شَاعِرٍ
وَتَترُكِين مَنَابِعَ الشَّوقِ لتَائِهٍ
يَعشَقُ طَيفَكِ يَجرِي
فِي البَحرِ
فِي النَّهرِ
فِي الشِّعَابْ
صَدِّقِينِي —
فِي ذَاكِرَتِي حُبٌّ وَأَحزَانٌ
وَأفرَاحٌ مُرجَأَةٌ
مَنشُورَةٌ على حِبَالِ الشَّمسِ
المُسَافِرَهْ
يا امرَأَة !
هَذَانِ الحُبُّ وَالحُزنُ تَوأَمَانْ
كمَا الوَردَةُ عِطرٌ وَشَوكّ
فِي حَدِيقَةِ بَيتِكِ المَهجُورْ
تَستَقبِلُنِي عَطشَى لمَاءٍ وَحَنَانْ
وَفِي ذَاكرَتِي _
بَابٌ وَغِيَابْ
رَحِيلٌ وَإِيَابْ
بَابٌ
كيفَ لهُ يَنفَتِحُ عَن لقَاءٍ
عَن قُبلَةٍ
عَن فِرَاقٍ
عَن بُحَيرَةِ دُمُوعْ ؟
كيفَ لهُ
يُبحِرُ بِنَا على شِرَاعِ الذِّكرَيَاتْ
يَملأُ دَوَاتِيَ حِبرًا
وَحُرُوفِيَ ضِيَاءْ
بَابٌ شَحَّ زَيتُ قَندِيلِهِ
يَكادُ يَنطَفِىءُ الضَّوءُ
حَتَّى الضَّوءُ بَاتَ غِيَابًا
فِي سَرَابْ
وَذَابَتْ شُمُوعٌ
عَلَى دَفَاتِرِ الغِيَابْ
يا امرَأَةُ !
إِسأَلِي مِهرجَانَ الضَّوءِ
فِي عَينَيكِ
مَنْ حَمَل الشَّمسَ عَلَى رَاحَتَيهِ ؟
مَن أَقفَلَ أَبوَابًا أَرسَلتُ
لهَا جَوقَاتِ الحَنِينْ ؟
يا امرَأَة _
حِينَ تَقرَئِينَنِي
تَجِدِينَ فِي أورَاقيَ صَمتًا
يَقرَعُ أبوَابَ الغِيَابْ
حِينَهَا _
تَذَكَّرِي أَنَّ عَاشِقًا
لا يَنسَى حُبًّا
وَلا وَدَاعْ
فَمُهُ زَهرَةٌ مِن وَرَقٍ
أَقلامُهُ أغصَانُ شَجِرَهْ
وَالكلامُ لَفحُ رِيحٍ
تُحيِي ثَمِرَهْ
أَسقَطهَا نَبضُ العِتَابْ
تَذَكَّرِي أَنَّ الشِّعرَ تَجرِبَةٌ خَطِيرَهْ
وَكذَا الحُبُّ تَجرِبةٌ مَريرِهْ
وَأنِّي
لا زِلتَ أكتُبُ الهَزِيمَةَ والانتِصَارْ
وَالقَلبُ مُحَاصَرٌ
بَينَ شَطَحَاتِ القَلَمِ
وَبِحَارِالخَفَقَاتْ
أَمضِي بَينَ المَاءِ والنَّارْ
بَعضُ نَسَائِمَ تُنعِشُ عطَشَ الفُؤَادْ
وفي جُعبَتي مَوَاكِبُ قَصَائِدَ
بُروقٌ ورعُودٌ
عَوَاصِفُ وَأمطَارْ
ولي من الجِرَاحِ حَقلٌ وَسِيعٌ
وَصَمتٌ وَغَابٌ
وَجِسرٌ مِنَ الدُّخَانِ
عَلَيهِ أَتقَنتُ العُبُورَ مُؤمِنًا
أَنّكِ تملكينَ الغِيابَ والحُضُورْ
وَتَعرِفينَ ما تكتُبُ الأشجَارُ
في تَجَاعِيدِ الفَضَاءْ
يا امرَأَة !
تُعلَّمِينَنِي الصَّمتَ وَمَحْوَ الكلامْ
صَدِّقِينِي
تَحَوَّلَ الجُرحُ وَردَةً
وَالوَردَةُ جُرحًا فِي كتَابْ
فَغَدَوتُ على الصَّمتِ
أَحيَا وَأَنَامْ
يَطِيبُ لكِ الإبحَارُ
وَلِيَ الإنتِظارُ
وَأعشَقُ فِي صَمتِي
زَمانَكِ وَالمَكانْ
باحثًا لِحُبِّنَا عن فردَوسهِ المَفقُودْ
طيَّ حقائبِ السَّفرِ
وَمَرَايا الغُرُوبِ
وَقِهر الزَّمَانْ
ميشال سعادة
17/1/2017