زينة اقللوش - السبب الخفي في فشل الكثير من العلاقات

السبب الخفي في فشل الكثير من العلاقات اليوم خصوصا العلاقات الزوجية ليس في ما يردده الجميع من مظاهر الغلاء/ الخيانة/ المشاكل العائلية/العنف/الإدمان/الاختلاف في الامور المادية ..، وغيرها من الأسباب المادية التي من السهل جدا جردها ووضعها في الواجهة كأسباب رئيسية في حدوث الإنفصال...، بل في مشكل أساسي غير مدرك ويصعب على الباحثين وأصحاب السلطة التشريعية.. التكهن به في محاولتهم لوضع قوانين جديدة للحد من التشتت الأسري الذي قد يسببه الإنفصال.. وهو ببساطة اختلاف التردد الطاقي الذي يحدث نتيجة وجود اختلاف في الوعي أو حدوثه فيما بعد...، سواء تغير وعي الطرفين معا او تغير وعي طرف واحد وبقي وعي الطرف الآخر كما هو، وفي هذه الحالة يصعب التوافق والإستمرار، ولتقريب الصورة سوف أشبه الأمر بضبط إذاعة راديو معينة على تردد خاطيء فهي لن تشتغل ولن يحدث سريان الموجة الصوتية ابدا، انه نفس التردد الخاطيء الذي يحدث على مستوى العلاقات فمن سابع المستحيلات نجاح او استمرار علاقة زوجية لم تعد على نفس (الفريكونس)... فكل طرف يدخل في تردد طاقي مختلف عن تردد الطرف الآخر وتبعا لهذا تظهر مجموعة من المشاكل والخلافات التي ذكرتها في الأعلى والتي تعتبر في الحقيقة نتيجة وليست سببا، وحيث انه من الصعب جدا التحكم في وعي الأشخاص وتردداتهم وطاقتهم... فمن سابع المستحيلات ايجاد حلول حقيقية مهما تغيرت القوانين... انها ببساطة مرحلة من التجربة الإنسانية الكونية التي لا يملك الإنسان خيار تجاوزها.. مرحلة لم تعد فيها المؤسسة الزوجية تشكل اهتمام الأفراد لأن كل فرد يركز على نفسه اكثر من أي شيء آخر...
انه واقع يفرض نفسه ولا يعطي المجال لأحد برفضه، حتى لو رفضته..، في محاولة منك للتشبت بالمعتقدات التي اخبرتك منذ طفولتك ان وجهتك وترددك هو ان تتعلم وفق منهج معين، وتعمل وفق قانون معين، وتتزوج وتلد لتعلم ابناءك نفس ما تعلمته وترسم لهم الخط نفسه... أفكار مثل هذه قد تثير الرعب في حياة الذين لا يريدون الخروج من منطقة الراحة والأمان في حياتهم... ولكن رغما عنهم الكون يظهر لهم طرقا وخطوطا اخرى غير التي رسمت لهم تحدث طفرة في وعيهم ويصبحون مجبرين على تعلم كيفية سلك هذه السبل والا فإن مصيرهم سيكون الموت من جراء هذه الصدمة النفسية التي لم يستطيعوا تقبلها والتأقلم معها.

--------
زينة اقللوش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى